أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم سلمان - محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (٥)















المزيد.....

محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (٥)


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 7060 - 2021 / 10 / 28 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر
(5 -5)
(بحث حول المهدي)
أطلعتُ على هذا الكتيب أو البحث أول مرة في بداية التسعينيات. وكانت حينها من المجازفة تداول أي كتاب للفقيه محمد باقر الصدر (1935- 1980م) الذي أعدمه النظام البعثي، مع أخته (آمنة الصدر المعروفة ببنت الهدى) بتهمة التخابر مع إيران. والصدر مفكر شيعي بارز وهو من مؤسسي حزب الدعوة العراقي. له الكثير من المؤلفات الدينية أشهرهن كتب: (فلسفتنا، أقتصادنا، الأسس المنطقية للاستقراء). وبعد إعدامه صارت كل كتبه ممنوعة، قد يتعرض من يتداولها إلى عقوبة شديدة تصل إلى الإعدام. تحصلت على هذا الكتيب من صديق ثقة، ولشدة الحذر كان عليَّ إرجاعه إلى صاحبه بنفس اليوم. كانت مغامرة غير حكيمة حتماً، لكن يبدو أن رغبة القراءة المتنوعة، خصوصاً للكتب الممنوعة، كانت أقوى من مقصلة الرقيب البعثي. أما اليوم فإنك تجد هذا الكتيب متاحاً مثله مثل آلاف الكتب والمصادر على شبكة الإنترنيت، لا رقابة ولا سلطة فكرية من أي نوع.
جاء هذا المبحث بواقع أربعة وتسعين صفحة، وقد أنجزه المؤلف عام 1977م. هو عبارة عن مقدمة لكتاب من أربع مجلدات بعنوان (موسوعة الإمام المهدي) للمرجع الديني محمد محمد صادق الصدر. ومن الجدير ذكره أن الأخير هو ابن عم مؤلف هذا البحث (محمد باقر) ووالد مقتدي الصدر. وهو أيضاً كان قد اغتاله النظام البعثي، مع أثنين من ولده، بمدينة النجف عام 1999م بسبب معارضته للنظام.
يختلف هذا البحث عن غيره من المصادر التي تتناول موضوعة المهدي بأنه لا يعتمد على الروايات التاريخية لإثبات وجود المهدي بل يسعى للإجابة علمياً وفلسفياً على تساؤلات المشككين بوجوده. حيث جاء، إضافة للمقدمة، بثمانية أقسام عبارة عن أجوبة لأسئلة جوهرية تناقش هذه الموضوعة. وهي على التوالي:
• كيف تأتّى للمهدي هذا العمر الطويل؟
• المعجزة والعمر الطويل
• لماذا كل هذا الحرص على إطالة عمره؟
• كيف اكتمل إعداد القائد المنتظر؟
• كيف نؤمن بأن المهدي قد وُجد؟
• لماذا لم يظهر القائد إذن؟
• وهل للفرد كل هذا الدور؟
• ما هي طريقة التغيير في اليوم الموعود؟
يقول الصدر في مقدمة البحث عن المهدي إنه: "... واقعاً قائماً ننتظر فاعليته وانساناً معيناً يعيش بيننا بلحمه ودمه نراه ويراها، ويعيش مع آمالنا وآلامنا ويشاركنا احزاننا وافراحنا، ويشهد كل ما تزخر به الساحة على وجه الأرض من عذاب المعذبين وبؤس البائسين وظلم الظالمين، ويكتوي بكل ذلك من قريب أو بعيد." ص10.
في جوابه على السؤال الأول المتعلق بإمكانية عيش الإنسان قروناً كثيرة يستعرض المؤلف ثلاثة إمكانات: (عملي، علمي، منطقي). بما يخص الإمكان العملي لإطالة عمر الإنسان يقول إنه: "ليس ممكناً امكاناً عملياً على نحو الإمكانات العلمية للنزول إلى قاع البحر أو الصعود إلى القمر، ذلك لأن العلم بوسائله وأدواته الحاضرة فعلاً... لا تستطيع أن تمدد عمر الانسان مئات السنين." ص23. وما يتعلق بالإمكان العلمي يذكر المؤلف أنه لا يوجد ما يبرر رفض ذلك نظرياً حيث يمكن من هذه الناحية: "إذا عزلت الانسجة التي يتكون منها جسم الانسان عن تلك المؤثرات المعينة أن تمتد بها الحياة وتتجاوز ظاهرة الشيخوخة وتتغلب عليها نهائياً." ص24، وهذا حصل، حسب المؤلف، في المختبرات العلمية حيث استطاع علماء الحيوان إطالة عمر بعض الحيوانات مئات المرات بالنسبة إلى أعمارها الطبيعية. أما عن الإمكان المنطقي أو الفلسفي فيقول إن ذلك ليس مستحيلاً من الناحية العقلية التجريدية كون الحياة كمفهوم لا تستبطن الموت السريع. ويستخلص من جوابه عن إمكانية إطالة عمر المهدي أنه: "بعد أن ثبت امكان هذا العمر الطويل منطقياً وعلمياً، وثبت أن العلم سائر في طريق تحويل الإمكان النظري إلى امكان عملي تدريجياً لا يبقى للاستغراب محتوى الى استبعاد ان يسبق المهدي العلم نفسه، فيتحول الإمكان النظري الى امكان عملي في شخصه قبل أن يصل العلم في تطوره إلى مستوى القدرة الفعلية على هذا التحول.. انه ليس ذلك هو المجال الوحيد الذي سبق فيه الإسلام حركة العلم. أو ليست الشريعة الإسلامية ككل، قد سبقت حركة العلم والتطور الطبيعي للفكر الإنساني قروناً عديدة؟" ص27. وينهي إجابته على سؤال العمر الطويل بسؤال: "فلماذا نقبل نوح الذي ناهز ألف عام على أقل تقدير ولا نقبل المهدي؟" ص30.
ثم يعود في القسم اللاحق ليؤكد إمكانية حدوث إطالة العمر لأكثر من ألف عام حتى لو لم تكن ممكنة علمياً وذلك بحدوث معجزة إلهية تتكفل بتعطيل قانون الطبيعة: "وليست هذه المعجزة فريدة من نوعها، أو غريبة على عقيدة المسلم المستمد من نص القرآن والسنة... كثير من القوانين الطبيعية التي عطلت لحماية اشخاص من الأنبياء وحجج الله على الأرض ففلق البحر لموسى، وشبه للرومان انهم قبضوا على عيسى ولم يكونوا قد قبضوا عليه، وخرج النبي محمد (ص) من داره وهي محفوفه بحشود قريش التي ظلت ساعات تتربص به لتهجم عليه، فستره الله تعالى عن عيونهم وهو يمشي بينهم." ص34.
وفي الإجابة على السؤال الثاني المتعلق بالحرص على هذا الإنسان بالذات من قبل الله فتتعطل من أجله القوانين الطبيعية يقول: "لما كانت رسالة اليوم الموعود تغيير عالم مليء بالظلم بالجور، تغييراً شاملاً بكل قيمه الحضارية وكياناته المتنوعة فمن الطبيعي أن تفتش هذه الرسالة عن شخص أكبر في شعوره النفسي من ذلك العالم كله، عن شخص ليس من مواليد ذلك العالم الذين نشأوا في ظل تلك الحضارة التي يراد تقويضها واستبدالها بحضارة العدل والحق." ص44. ويؤكد على أنه من الضروري لهذا الإنسان أن يزامن كل الحضارات ويراها بعينه، ولم يقرأ عنها في كتب التاريخ. وعليه يكون: "من الطبيعي أن تتطلب العملية في هذه الحالة قائداً قريباً من مصادر الإسلام الأولى." ص48.
وعن رده على الكيفية التي تم بها إعداد القائد المنتظر وهو لم يعاصر أباه إلا خمس سنوات يقول الصدر: "إن المهدي (ع) خلَّف أباه في امامة المسلمين، وهذا يعني انه كان اماماً بكل ما في الامامة من محتوى فكري وروحي في وقت مبكر جداً." ص51. ويدرح عدة نقاط لتوضيح ظاهرة الإمامة المبكرة:
• لم تكن الامامة تنتقل بالوارثة بل هي تكتسب ولاء قواعدها الشعبية الواسعة عن طريق التغلقل الروحي والاقناع الفكري لتلك القواعد.
• هذه القواعد الشعبية بنيت منذ صدر الإسلام، وازدهرت واتسعت على عهد الإمامين الباقر والصادق.
• شروط هذه المدرسة والقواعد التي تمثلها شديدة في مسألة تعيين الإمام والتعرف على كفاءته، لأنها تؤمن بأن الإمام لا يكون إماماً إلا إذا كان أعلم علماء عصره.
• بسب القمع الذي كان يتعرض له الأئمة على يد سلطات الخلافة فإن إمامة أئمة أهل البيت كان يكلفهم غالياً ولم يكن له من الاغراءات سوى ما يحس به المعتقد.
• التفاعل المستمر والواضح بين الإمام وقواعده الممتدة في أرجاء العالم الإسلامي.
• الخلافة المعاصرة للأئمة كانت تنظر إليهم وإلى زعاماتهم الروحية والإمامية بوصفها مصدر خطر كبير على كيانها ومقدراتها.
ولهذه الأسباب يرى المؤلف أن ظاهرة الإمامة المبكرة كانت ظاهرة واقعية ولم تكن وهماً: "لأن الإمام الذي يبرز على المسرح وهو صغير فيعلن عن نفسه إماماً روحياً وفكرياً للمسلمين، ويدين له بالولاء والإمامة كل ذلك التيار الواسع لابد أن يكون على قدر واضح وملحوظ بل وكبير من العلم والمعرفة وسعة الأفق والتمكن من الفقه والتفسير والعقائد." ص57. ويستشهد لإثبات هذه النتيجة بالآية القرآنية: "يا يحى خذ الكتاب بقوة وآتنياه الحكم صبيا". ص60. وبهذا يتوصل الصدر إلى نتيجة مفادها ألا يكون هناك مبرراً للاعتراض على إمامة المهدي وهو طفل.
في السؤال الرابع المتعلق عن إمكانية وجود المهدي يقول إن كثرة الأحاديث والروايات التي تؤكد على وجوده دليل كاف على إثبات ذلك: "قد أحصي أربعمائة حديث عن النبي (ص) من طرق إخواننا أهل السنة كما أحصي مجموع الأخبار الواردة في الإمام المهدي من طرق الشيعة والسنة فكان أكثر من ستة آلاف رواية." ص64. وفي هذا الصدد يطرح الصدر دليلين لتبرير تجسيد فكرة الإمام الثاني عشر: (إسلامي وعلمي). الدليل الإسلامي، يتمثل في مئات الروايات صحيحة السند الواردة عن النبي محمد وأئمة أهل البيت والتي تدل على تعيين المهدي وكونه من أهل البيت ومن ذرية الحسين. وأما الدليل العلمي، فهو يتكون من تجربة الغيبة الصغرى التي عاشتها الشيعة لسبعين سنة تقريباً. وهذه الغيبة كانت بمثابة تمهيد، وفق ما يطرح المؤلف، لكي تألف القواعد العامة قضية غياب الإمام بالتدرج، وهي قد: "حصنت الشيعة بهذه العملية التدريجية عن الصدمة والشعور بالفراغ الهائل بسبب غيبة الإمام." ص67.
عن سؤال: لماذا لم يظهر القائد إذن؟ يجيب الصدر بأن كل عملية تغيير اجتماعي يرتبط نجاحها بشروط وظروف موضوعية وبدونها لا يمكن تحقيق أهداف هذه العملية. ومن أهم هذه الظروف اللازمة لخروج المهدي هي: "فمن الناحية البشرية يعتبر شعور إنسان الحضارة بالنفاد عاملاً أساسياً في خلق ذلك المناخ المناسب لتقبل رسالة العدل الجديدة." ص80، حيث يكون الإنسان حينها في حاجة: "إلى العون، متلفتاً بفطرته إلى الغيب أو إلى المجهول." ص80. ومن الناحية المادية يقول المؤلف إن شروط الحياة الحديثة هي أقدر من شروط الحياة القديمة في عصر الغيبة الصغرى على انجاز الرسالة في العالم كله لما يتوفر الآن من وسائل تقنية حديثة.
وهل للفرد مهما كان عظيماً القدرة على انجاز هذا الدور العظيم؟ يجيب الصدر على هذا التساؤل بتوضيح وجهة نظره للتاريخ والتي ترتكز على مبدأ أن التاريخ يحتوي على قطبين: (الإنسان والقوى المادية المحيطة). فكما تؤثر القوى المادية في الإنسان يؤثر الإنسان فيما حوله من ظروف: "... فالإنسان والمادة يتفاعلان على مر الزمن وفي هذا الإطار بإمكان الفرد أن يكون أكبر من ببغاء في تيار التاريخ، وبخاصة حين ندخل في الحساب عامل الصلة بين هذا الفرد والسماء. فإن هذه الصلة تدخل حينئذٍ كقوة موجهة لحركة التاريخ." ص86. وهذا، حسب المؤلف، ما تحقق في تاريخ النبوات وخصوصاً في تاريخ النبوة الخاتمة: "وما أمكن أن يقع على يد الرسول الأعظم يمكن أن يقع على يد القائد المنتظر." ص86.
السؤال الأخير الذي يجيب عنه الصدر هو: (ماهي طريقة التغيير في اليوم الموعود؟) حيث يقول إن تحديد الإجابة يرتبط بمعرفة الوقت وخصائص المرحلة التي يظهر فيها المهدي: "وما دمنا نجهل المرحلة ولا نعرف شيئاً عن ملابساتها وظروفها فلا يمكن التنبؤ العلمي بما سيقع في اليوم الموعود." ص89. ويضيف فيما بعد قائلاً: "وهناك افتراض أساسي واحد بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدثت عنه والتجارب التي لوحظت لعمليات التغيير الكبرى في التاريخ، وهو افتراض ظهور المهدي (ع) في أعقاب فراغ كبير يحدث نتيجة نكسة وأزمة حضارية خانقة... هي نتيجة طبيعية لتناقضات التاريخ المنقطع عن الله- سبحانه وتعالى- التي لا تجد لها في نهاية المطاف حلاً حاسماً." ص90.

خاتمة
ختاماً أود الإشارة إلى أنه علاوة على قراءة هذه الكتب الأربعة، كنت قد أطلعت على فصول متفرقة لكتب أخرى كالجزء الحادي والخمسون من كتاب (بحار الأنوار) للعلامة محمد باقر المجلسي الأصفهاني (1627م -1699م)، والجزء الأول من كتاب (رسائل في الغيبة) للشيخ محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد (947م – 1022م)، وكتاب (المتنبي يستعيد أباه) للكاتب العراقي عبد الغني الملاح (1920م -2000م). وهذا الكتاب الأخير يتحدث عن نسب الشاعر أبو الطيب المتنبي الذي يقول إنه ابن المهدي من بنت كان قد تزوجها سراً في مدينة الكوفة عندما كان في عمر ستة وأربعين عاماً. ويعتقد المؤلف أن المهدي قد توفي قبيل موت النائب الرابع (السمري) في عام 329ه: "فهي (الغيبة الصغرى)- اذن- إما تمثل عمر الامام محمد المهدي وإما تمثل الفترة الزمنية التي أختفيت فيها نشاطاته السياسية والمذهبية وانتهت بموت وكيله الأخير. وربما يكون الامام محمد المهدي قد توفي قبل هذا التاريخ ولكن تلك الوفاة كانت قطعاً ضمن الفترة التي عاشها أبو الحسن علي بن محمد السمري وكيلاً للإمام مابين عامي 326 – 329 ولم ير من مصلحة (القضية) التي تخص المسلمين ومستقبلهم وتجمعهم حول (الامام المنتظر وظهوره) ليملأ الأرض عدلاً بعد ان ملئت جوراً اعلان ذلك، إذ أن إعلان وفاة الإمام محمد المهدي في ذلك الظرف الحرج، لا شك يمزق جوهر القضية. وان المؤشر المنطقي لهذه الاستنتاج تنهدات الوكيل الطويلة عندما حضرته الوفاة، وقوله ذو المغزى العميق (لله أمر هو بالغه)." ص52.
وأطلعت كذلك على عدة مقالات متنوعة حول المهدي، مع مشاهدة بعض المحاضرات على موقع يوتيوب أهمها كان قسماً من سلسلة محاضرات (الأطروحة المهدوية) للمرجع الشيعي كمال الحيدري (عشرين حلقة)، وحواراً بعشر حلقات بين الباحث أحمد الكاتب وآية الله علي الكوراني على قناة المستقلة. وبالتأكيد هناك الكثير الكثير من المراجع المهمة التي تسلط الضوء على فكرة المهدي المنتظر من الضروري مطالعتها أيضاً.
وقد استعرضت أعلاه هذه الكتب، التي توفرت لي فرصة مطالعتها، من جوانب مختلفة ومتناقضة (مع وضد)، بتقريرية مجردة من أي تحليل أو تعليق شخصي، وهدفي الأساس هو وضع أهم ماجاء فيهن من أفكار أمام أنظار القارئ غير المختص سعياً لتوسيع مداركه حول هذا الموضوع المهم. فلم أرتأي التعليق على غرائبية بعض الروايات أحتراماً لعقيدة الذين يؤمنون بالمهدي نظراً لحساسية هذه العقيدة عند معتنقيها، فلدي تجارب شخصية في هذا المضمار. وهنا أجد من الضروري التأكيد مرة أخرى على أن مسألة التقديس هي نسبية فما تراه أنت مقدساً قد يراه غيرك العكس. وفي الواقع أن ما يجعل هذا المعتقد أو ذاك محترماً عند الأغلبية، بما فيهم الذين لا يؤمنون به، هو قوة انتشاره في ذلك المكان. فمثلاً، لو كنت تعيش في الهند وترى الهندوس يبجلون البقرة ويمنحونها مكانة مهمة قد تصل للتقديس، سوف لا تتجرأ أن تسخر من هكذا طقوس أمامهم. لكنك قد تهزأ بهم لو كنت في مكان آخر. بل قد تكفرهم (إن كنت مسلماً مثلاً) لأنهم وثنيون وفق قناعاتك الدينية، وربما قد تحط من مستوى تفكيرهم رغم أن ديانتهم هي الديانة الثالثة بعد المسيحية والإسلام (يقدر عدد معتنقيها بأكثر من مليار شخص حسب وكيبيديا). وذات الشيء ينطبق على طقوسك ومقدساتك. يسرى هذا الحال على جميع الديانات والمعتقدات حتى أكثرها غرابة، كالديانة المارادونية مثلاً، حيث يقدس أتباعها لاعب كرة القدم مارادونا. ولديهم كنيسة في الأرنجنتين تسمى (الكنيسية المارادونية Iglesia Maradoniana )، ويحتفل أتباعها ب (كريسمس ماراونا) في الثلاثين من شهر تشرين الأول من كل عام، وهو عيد ميلاد مارادونا.
بعد هذه الجولة الفكرية المتواضعة يمكنني القول إنني قد أشبعت نسبة كبيرة من فضولي وألقيت بعض الضوء على شخصية المهدي عند الشيعة الاثني عشرية. ويمكنني القول إنني فهمت بدرجة لا بأس بها فكرة المهدي التي تعد من الأفكار المحورية في عقيدتهم. ولهذا نجد تأثيرها القوي في مجتمع الشيعة حيث يوجد طقس ديني يمارسونه، وهو زيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس في كربلاء في النصف من شعبان كل عام تخليداً ليوم ميلاده. وهذا الطقس يسمى ب (الزيارة الشعبانية)، يؤديه الملايين ليس من شيعة العراق فحسب بل من شيعة الدول الأخرى أيضاً.
والذين يؤمنون بوجود المهدي يتمنون ظهوره عاجلاً، حيث يلحقون عبارة: (عجل الله فرجه) بعد ذكر اسمه، مع وضع اليد اليمنى على الرأس. ومنهم من يقول بوجوب الوقوف احتراماً لمقامه. وقد تسمع أحياناً عبارة: (وعجل فرجهم) بعد ترديد الصلاة على محمد النبي: (اللهم صل على محمدٍ وآلِ محمد)، وأحياناً تسمع من يضيف عبارة أخرى عليها: (وألعن عدوهم). أما أتباع مقتدى الصدر فيقولون الصلاة على النبي بالشكل التالي: (اللهم صل على محمد وآل محمد وألعن عدوهم وأنصر ولدهم مقتدى، مقتدى، مقتدى).

أنتهى



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (٤)
- محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (3)
- محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (2)
- محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر
- أصحاب التل
- حكاية الحزن الخام
- جاروبا نوشو
- حلول ولكن!
- أربع قصائد مترجمة للشاعرة الكندية أرن موريه*
- سؤال المنفى في رواية -القنافذ في يوم ساخن-
- المعمار السردي في رواية -حجاب العروس-
- صداع مزمن
- قصة حقيقية قد تحدث في أي لحظة
- تمرين في العمى
- قمم مزيفة
- حكمة الأقدام
- جدار رملي
- ألبوم بلاد
- No More War
- ملحمة الفيسبوك


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم سلمان - محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر (٥)