أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم سلمان - محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر














المزيد.....

محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 00:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1-5)
تمهيد
قبل فترة تولدت لدي رغبة في التعرف على شخصية الإمام الثاني عشر عند الشيعة محمد بن الحسن العسكري، الملقب بالإمام الغائب، وكذلك لفهم فكرة انتظار المنقذ والغيبة عند الشيعة الإثني عشرية حصراً (وليس كما تراه السنة أو الطوائف الإسلامية الأخرى). وهذه الرغبة لم تأت إعتباطاً، بل أحسبها ضرورة للوقوف على واحدة من أهم الشخصيات المقدسة عند الشيعة، إذ تعتبر من صميم العقيدة الشيعية، بل يعد عدم الإيمان بها ووجودها تاريخياً نسفاً لفكرة الإمامة أو القيادة السياسية الدينية. إضافة إلى ذلك، لما صارت لهذه الشخصية من حضور فاعل وتأثير قوي في عراق مابعد الغزو الأمريكي. وهذا التأثير لم يكن فقط على المواطن العراقي فحسب بل أيضاً على المشهد السياسي ككل. فقد تم تشكيل جيش باسم المهدي كان يقاتل الأمريكان في بداية أعوام الاحتلال، زيادة على دوره البارز في الحرب الطائفية خلال الأعوام 2006 / 2007م. لكن هذا الجيش تمت تجميد عملياته بأمر زعيمه مقتدى الصدر، وقد أنتبثقت فصائل مسلحة أخرى عنه. لينخرط بعدها التيار الصدري في العملية السياسية محتفظاً بسلاحه وجنوده الذين تشكلوا في فصيل مسلح تحت تسمية أخرى: (سرايا السلام)، وهو الجناح العسكري للتيار. حيث صارت له نواب في البرلمان ووزراء ومدراء عامين وجامعات أهلية ووسائل إعلامية وغيره. ويسعى التيار حالياً لتسلم أهم منصب في العراق، رئاسة الوزراء، وبالتالي القيادة العامة للقوات المسلحة، بعد حصوله على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية في إنتخابات عام 2021م.
توجد أيضاً جماعة مسلحة أخرى يقودها (أحمد الحسن اليماني) ويدعي أنه (ابن المهدي ورسوله) ويطلق على أتباعه لقب (جند السماء). خاضت هذه الجماعة أكثر من معركة ضد الحكومة العراقية في محافظات الجنوب، أكبرها كانت في قرية (الزركة) بالقرب من محافظة النجف، حيث قتل من أتباع اليماني أو (قاضي السماء) مايقارب السبعين عنصراً كانوا (ينوون قتل المراجع الشيعة) حسب الرواية الحكومية. ترى هذه الجماعة أن صاحبهم هو إمام معصوم لذا يلحقون اسمه بعبارة: (عليه السلام)، ولهم قناة فضائية هي (المنقذ العالمي).
وهناك أيضا جماعات صغيرة أخرى تدعى العمل على تهيئة ظهور (الحجة) والإعداد ل (اليوم الموعود) الذي سيظهر فيه (صاحب الزمان) ل (يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا).
لهذا الأسباب تعاظم فضولي للغوص عميقاً كي أتعرف أكثر على هذه الشخصية. حينها كان خزيني المعلوماتي عن المهدي لا يتعدى كتيب صغير قرأته أيام التسعينات يجيب فيه على تساؤلات من يشكك بالمهدي، إضافة لروايات التعظيم والتقديس التي كان أهلي يزقونها في ذهني. فبدأت رحلة التنقيب حيث وضعت قائمة طويلة بالمصادر التي يجب الإطلاع عليها لفهم فكرة غيبة الإمام المهدي من مصادر متنوعة أولاً، وللتعرف على اللحظة التاريخية التي أنتجت هذه الفكرة في القرن الثالث الهجري ثانياً. وقد أطلعت للآن على أربعة كتب فقط وعدة فصول من كتب أخرى وبعض المقالات، فضلاً عن مشاهدة محاضرات وحوارات فكرية على موقع (يوتوب). وأود هنا أن أستعرض هذه الكتب بشكل تقريري بدون تدخل (فهي قد تجيب بعضها البعض) لغرض تقديم ملخص سريع لأهم ما جاء فيهن. ولا تعنيني هنا قضية محاورة الأفكار أو تحليلها أو مناقشة دقة مخرجاتها العلمية أو غرائبية الروايات الورادة فيهن. فما قد نراه غرائبياً وغير معقول يراه الآخر معجزة ربانية تشبه المعجزات الأخرى التي يؤمن بها، حتماً، كانتقال محمد النبي من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى على ظهر دابة ثم عودته بليلة واحدة ومعراجه إلى السماء بنفس اللية، ومعجزة ضرب موسى البحر بعصاه ليعبر هو وقومه إلى الضفة الأخرى ثم يغرق بعدها أتباع فرعون الذين كانوا يطاردوهم، ومكوث يونس في البحر لثلاثة أيام (وفي رواية أخرى لأربعين يوماً!) ونجاته لأنه كان يُسبح باسم الله، وإحياء عيسى للموتى وغيرها من الخوارق. فمن حق أي شخص الإعتقاد بأي معتقد يرغب اعتناقه طالما أنه لا يفرضه على الآخرين، ولا يكفرهم أو يعاملهم بدونية لأنهم لا يشاركونه اعتقاداته، ولا يؤثر على المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يتجاوز على القانون أوالسلم الأهلي.
في ذات الوقت، من حق أي شخص مناقشة أي معتقد روحي أو مادي بمنهجية وعلمية بعيداً عن الإستخفاف أو التجريح. فالآلهة والأنبياء والرسل والشخصيات الدينية والتاريخية والسياسية والأفكار الآيدلوجية والمعتقدادت هي مواضيع إنسانية عامة يجب أن تكون خاضعة للبحث العلمي والتمحيص والنقد الأكاديمي بدون خطوط حمر تضرب حولها.
فلا يجوز لأتباع هذه الشخصية أو تلك أن يفرضوا وجهة نظرهم المقدسة على الآخرين. فإذا تجنب الباحث إنتقاد هذه الشخصيات من باب عدم المساس بقدسيتها عند البعض، حينها سوف لا يجد الباحث أي شخصية تاريخية يدرسها دون الاصطدام بجدار القدسية، سيما الشخصيات الدينية. فحتى أكثر الشخصيات المتفق على سيرتها الدموية وانتهاكها لحقوق الإنسان تجد هناك من يراها العكس، بل ويضفي عليها هالة من القدسية. وهناك من لا يتردد بقتلك أو تكفيرك أو لعنك أو شتمك أو نعتك بالرافضي أحياناً وبالناصبي أحياناً أخرى، لا لشي إلا لأنك لا تتناغم مع تبجيله لشخصياته المقدسة. لدينا شواهد كثيرة حديثة على قتل أو الدعوة لقتل من يختلف في الرأي كان قد دعى إليها أو قام بها متطرفون مسلمون، أقربها إلى الذهن هي فتوى الخميني بالقصاص من سليمان رشدي، وكذلك قتل الباحث المصري فرج فودة على يدي السلفيين وغيرها من الشواهد. أما في عصر الخلافة الإسلامية فالشواهد أكثر بكثير.

يتبع



#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب التل
- حكاية الحزن الخام
- جاروبا نوشو
- حلول ولكن!
- أربع قصائد مترجمة للشاعرة الكندية أرن موريه*
- سؤال المنفى في رواية -القنافذ في يوم ساخن-
- المعمار السردي في رواية -حجاب العروس-
- صداع مزمن
- قصة حقيقية قد تحدث في أي لحظة
- تمرين في العمى
- قمم مزيفة
- حكمة الأقدام
- جدار رملي
- ألبوم بلاد
- No More War
- ملحمة الفيسبوك
- مجرد لعبة
- مدينة العكازات
- مخاوف
- جلد الوقت


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميثم سلمان - محاولة في فهم فكرة المهدي المنتظر