فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 23:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
حي الملاسين حي شعبي كائن على أطراف العاصمة تونس من جهة الغرب قصدته صباحا بحثا عن حلاق . لم يطل بحثي كثيرا فقد ظفرت سريعا بمبتغاي
كانا اثنان في واحد، شيخ و شاب ، أب و ابن ، دلفت الى داخل الدكان لحلق الرأس ، خرج الشيخ وبقي الشاب ، جلست على الكرسي ، جنب المرآة صورة لشيخ دين يملك اذاعة اسمها القرآن وحزبا سياسيا اسمه الرحمة ، كانت الاذاعة شغالة في ذلك الصباح الممطر و شيخ الدين والسياسة فيها واعظا ، الشاب الحلاق يرفع في صوتها ليسمعنى المواعظ .
بادرته بالسؤال اليس هذا الشيخ فلان ؟ تهللت أساريره ربما لمعرفتي اياه ، مما يعني شهرته ، ثم فتحت اذاعة اخرى ، هي صوتى ، حدثته عن هول ما يصنع تجار الاديان بالسياسة فهم يقسمون الناس الى طوائف وملل ونحل ويستولون على الرموز المقدسة ، قال الشاب وما العيب في ان تكون اذاعة اسمها القرآن ، قلت سوف يأتي غريمه السياسي ويؤسس اذاعة اسمها الحديث أو محمد أ والله دفعة واحدة وتكون فتنة ... بينما الدين ملكية عامة والايمان فضية خاصة.
قال الشاب الحلاق نحن في تونس لنا دين واحد ومذهب واحد ، قلت ولكن هناك خوارج وشيعة وغيرهم أيضا .
قال الشاب الخوارج لهم جامع في حينا وهم متسامحين معنا أما الشيعة فهم يهود هذه الأمة .
قلت أرأيت سيأتي الشيعة ويؤسسون اذاعة فمن سيكون الناطق حقا باسم الاسلام والقرآن الخ؟ السنة أو الشيعة الذين هم ربع عدد المسلمين على الأقل؟
انطلقت حكمة ابن رشد من اذاعتي ، الشاب لا يعرفه وهذا منتظر بالنسبة لي ، حدثته عن الحكمة ولقمان الحكيم الذي ياسمه سورة قرآنية ، والتفكر والتعقل والتدبر وفصل المقال وبداية المجتهد وانه لا يعلم التأويل الا الله والراسخون في العلم.
تذكر الشاب أن هناك شيخا تونسيا يقترب كلامه من كلام ابن رشد اسمه الطاهر بن عاشور ، ذكرته بالتحرير والتنوير . انفرجت أساريره فالعلم غزير .
عدنا الى نعاج الشيخ صاحب اذاعة القرآن وهو الوصف الذي أطلقه على نواب يتبعون حزبه بعد أن هجروه واشتراهم حزب ديني آخر ، وماذا كان حال البرلمان ، هنا حضرت السياسة والاقتصاد وغاب الاتجار بالدين وكنا متفقين ، 25 جويلية دواء ...لوباء ...
انتهى حوارنا في حبور بعد ان دفعت له الثمن وهو 3500 مليم أي ما يساوى تقريبا يورو واحدا .
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟