أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - التدخل الخارجي .














المزيد.....

التدخل الخارجي .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدخل الخارجي وجه من وجوه النزعة الاستعمارية ، ويُمثل ظاهرة موضوعية في العلاقات الدولية ، و لا تفلت منه أية دولة تقريبا ، بما في ذلك الدول العظمى فحتى أمريكا والصين تتبادلان الاتهام به ، ولكنه يشتد خطره خاصة في البلدان التي تعاني أزمات ، وهو فعل عنف، بل إنه برقى الى مستوى الحرب التي ليست دوما معارك وأسلحة وانما أيضا وعيدا واكراها وضغطا .
ويندرج التدخل الخارجي أو التهديد به ضمن استراتيجيات الهيمنة ، وتتمثل وظيفته في تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية وثقافية وغيرها ، بما يعني سيطرة بلد على بلد والحاقه به .وكثيرا ما يتم تحت شعارات مثل الحرية والعدالة والحماية والدفاع عن حقوق الإنسان وانقاذ أقليات مهددة بالتصفية العرقية الخ ..ويجري خلاله استعمال القانون الدولي و اللجوء الى جيوش مُعدة للغرض، مثل اللفيف الأجنبي و المرتزقة و تقسيم الشعب المعني بالتدخل الى طوائف ومذاهب وعشائر متناحرة ، وصولا الى تفجير الحروب الأهلية .
وغالبا ما بلجأ المُعتدون الخارجيون الى شراء أحزاب و اذاعات وقنوات وجرائد و صفحات الكترونية وسياسيين ومثقفين وجنرالات في البلد المعني بالتدخل، وهناك دوما في جل البلدان من يبيع ذمته لأعداء وطنه ، فهذا يكاد يكون قانونا عاما ، ولا تكاد تخلو منه مرحلة من مراحل التاريخ .
وفي مواجهته تضبط الدول خططا سياسية وأمنية وعسكرية وثقافية ، عادة ما تكون مبنية على استراتيجية السيادة الوطنية ، بما يعنيه ذلك من تقوية الجبهة الداخلية ، وإعلاء راية الوطن وصيانة وحدة الشعب، وتطوير قدراته ،حتى لا يكون عُرضة للأطماع .
وتفدم الانتفاضات العربية لوحة زاخرة بالتدخل الخارجي بأشكاله المختلفة ، بما فيها العسكرية ، حيث جري تهديم دول وتفكيك أنظمة ، في تناقض مع مطامح المضطهدين والمقهورين ، الذين نهضوا من أجل الحرية والعدل فجاء ذلك التدخل ليقطع الطريق على أحلامهم وتطلعاتهم المشروعة ، مُحولا إياها الى انكسارات ، مُوظفا دماءهم وجراحاتهم ومعاناتهم ضدهم ، لتنفيرهم من الثورة من جهة ، وتحقيق هيمنته عليهم من جهة ثانية، فأضحت الثورات ثورات مضادة باستعمال الإسلام السياسي على نحو خاص، فإشتد ساعد الفقر والجهل والهجرة والاستعمار والتبعية.
ولم تفلت الانتفاضة التونسية من التدخل الخارجي ، فقد تعرضت مُبكرا الى ذلك الخطر، وسرعان ما جرى الانقلاب عليها باستعمال سياسيين فاسدين ، فأضحى الحكام الجدد يتباهون بإسداء الخدمات لقوى خارجية ، متنافسين فيما بينهم لكسب ودها ، حتى جاءت هبة 25 جويلية 2021 لتعيد قدرا من الاعتبار لانتفاضة 17 ديسمبر، وهي التي استجاب رئيس الجمهورية لندائها ، بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن النواب واقالة رئيس الحكومة السابق .
وكان لابد من عودة التهديد بالتدخل الخارجي، وهو ما انبرت اليه بعض الدول، ووجد كالعادة قوى داخلية تدعو اليه وتلتمسه وتتوسله ، من بينها رئيس جمهورية أسبق نادى علنا فرنسا بالتدخل ، مفتخرا بدوره في عرقلة التئام قمة الفرنكوفونية في تونس ، أما رئيس البرلمان المجمد فقد دعا دولا أوربية الى التدخل وإلا فإنها ستغرق في موجة هجرة سرية لا سابق لها ، بينما ذهب أحد أقطاب حزبه الى أبعد من ذلك برجائه الولايات المتحدة الأمريكية حجب لقاحات وباء كورونا عن تونس .
وبينما تثير تلك الدعوات الاستهجان والغضب لدى قطاع واسع من الشعب ، يتوغل أصحابها في طريقها ، ويفسر ذلك بإحساس بالهزيمة أمام شعب مصمم على استرجاع بلده من يراثن حكام فاسدين ، جاءت بهم استراتيجية التدخل الخارجي ، وهم الذين يعتقدون أنها ستعيد اليهم مجدهم الضائع ، بعد أن باءت بالفشل دعوة الجيش والأمن والقضاء الى التمرد على الرئيس والشعب الى تظاهرات حاشدة لعزله .
يُمثل اليوم التدخل الخارجي جزء من الخطر الجاثم ، فتونس تواجه أعداء داخليين وخارجيين أيديهم متشابكة ومصالحهم مترابطة ، وهي في حاجة لكي تنجح في الانتصار عليهم الى ضبط استراتيجية تحرير وطني ، وهو ما كان رئيس الجمهورية واضحا في لفت الانتباه اليه ، وتلك الاستراتيجية المضادة متعددة الأبعاد، فهي تشمل الاقتصاد والسياسة والثقافة ودفاع الشعب عن نفسه ، ولا يمكنها إلا أن تكون نظرية وعملية في الآن ذاته .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر ملاحظات حول مسيرة يوم 10 أكتوبر 2021
- تونس : الفرز
- خطان متضادان في السياسة التونسية ..
- الاغتيال السياسي.
- صاعقة في سماء صافية .
- بيان للحمقى والمغفلين .
- نصر للأخلاق وهزيمة للسياسة !
- حنا مينه والعالم الذي يموج .‏
- دروس أفغانية .
- خطة الرئيس .
- تونس: حول 25 جويلية 2021 وقرارات رئيس الجمهورية
- . لوحة تونسية : حمة الهمامي .
- اليوم الذي هز تونس .
- محمد سبيلا : أفكاره ستظل حية طالما هناك عربي يقرأ.
- تونس : حركة النهضة والتمكين قطرة قطرة .
- تونس : حكومة سياسية
- الحزب الدستوري الحر
- سعدي يوسف : أمة الكدح ومعبد الجمال وصوت العراق الحزين .
- الفلسفة والمال.
- سياسات تونسية .


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - التدخل الخارجي .