أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في قصيدة إجابة للشاعر السمّاح عبد الله.














المزيد.....

قراءة في قصيدة إجابة للشاعر السمّاح عبد الله.


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 20 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


قراءة في قصيدة (إجابة) للشاعر السمّاح عبد الله.
بقلم: فتحي محفوظ

أولا: القراءة
ذكرنا من قبل أن اشعار السماح عبد الله تنتهج النهج التعبيري، وهو النهج الذي يعتمد علي قيامه بالتعبير عمدا عما يعتبره الأساس الجمالي لصياغة جملة كلية، وباعتبار أن النص كله يعادل جملة كبري (بارت)، ومن ثم فنحن نواجه في نصوصه بنيانا تعبيريا يتضافر داخل تكوين جمالي يختص بإنشائه ويقتصر عليه، وقلنا إن النظر الي أشعار السماح لا بد من اعتماد النظر إليها بعين المشاهد لإحدى اللوحات المجسمة، وهو تعبير يعني قيامه بعرض إنشاء تعبيري مجسم داخل مساحة يحيط بها إطار (حيز)، واللوحة المرسومة بتفان تحتوي عليه هو المحب، ومحبوبته خديجة، وهي محصورة داخل ستار من التعمية " نحن لم نر خديجة ولم نعلم عنها شيئا "، ترسل الأسئلة عبر وسيط والذي يقوم بدوره بحمل الرسالة بصيغة لا تنتهج نهجا صريحا من الطرح لكنها تبدو أقرب الي عرض متوال لبعض التساؤلات، دعونا نتحدث عن المشهد الرئيسي داخل اللوحة، وذلك يعني أننا سوف نتحدث عن المكان وهو بتعبير صادق مكان مميز، ولا سبيل الي التقدم، فهو يتخاذل في السير الي بيته:
تقتصد الخطوَ
كأنْ ترجو الشارعَ
ألا يختصر الطولا "
وبذا فالطريق الي البيت محكوم بإرادة التوقف عن السعي الي المقر، كما أن خط الرجعة الي نقطة البداية كان في وضع الاستحالة:
" ومقفولٌ خَطُّ الرجعة في عينيك "
وبذا نحن نتطلع الي وضع سكوني لجسم لا يرغب في التقدم كما أنه لا يستطيع النكوص، هذا عن المكان المرسوم داخل الإطار، عادة ما تكون الأطر في أعمال السماح أطرا محصورة داخل حيز مثل الغرف الضيقة أو محصور داخل جدران : قصيدة نذر (حجرة في الدير )، وطلاب خمر الليل (حجرة في خمارة) وفي قصيدة أربعاءات الشقة الضيقة اختزال للمكان علاوة علي اختزال الزمان الي يوم واحد، إن تحديد المكان داخل الإطار يدفعنا الي الاعتقاد بوجود أزمة يعاني منها وهي أزمة تتعاق بمشاعر الحصار.
كانت التساؤلات المطروحة تدور علي لسان المخاطب وهو لم يكن شخصا مجهول الهوية علي الرغم من اختفائها من اللوحة:
" لكأنْ حاصرتَ القاهرةَ الكبرى بالدّخانِ
فصارت كل طريق
زاهيةً
حانيةً
وبهيجةْ
وتردّ على أسئلةِ خديجةْ."
فالتساؤلات المطروحة علي لسان خديجة تختص بتساؤل عن زيف المشاعر:
"هل تسترق الفرحة أم ترشو شفتيك "
وتساؤل مفعم بالريبة عن حالته الآن وهو يعاني من آلام الوحدة لدرجة انه يتسلل آخر الليل، ويعقب ذلك تساؤل استنكاري عما إذا كان يعرف طريقه إلي أين يمضي ، ثم تساؤل هل يعرف الزهو علي الرغم من انه لم يكن جميلا، وعن حلم الهيمنة والاستقطاب هل يصوّب بالطوبِ أجراسَ الكنائس لتصحو القاهرةُ وتأتي في كفيه، هل يقوم بتأجيل أحزان القلب علي أمل انه سوف يعيش طويلا، وتساؤل لا يخلو من السخرية والعجب هل أصبح الآن جميلا.
تحتمل اللوحة الكثير من التأويلات، فالمشهد برمته يحتويه فراغ فيما عدا وجود ذلك الرجل تحيطه تساؤلات تبدو قاسية، لا أثر لخديجة فيما عدا خطابها المرسل الجامع لقسوة المواجهة، ولا تكاد العواطف فيما بينه وبينها مشتعلة الأوار، فالعقلانية هي الخط الأساسي في فحوي الخطاب، لأنه خطاب يكشف عن مواجهة القروي القادم من الجنوب وهو يلتمس أهدافا عظيمة تتعلق بحلم السيطرة علي العاصمة الكبرى، وما كانت دقات أجراس كنيسة في سوهاج والمسموعة في القاهرة إلا ذلك الصوت الوافد من أعماق الجنوب، لتدق الأجراس في الجنوب لتستمع العاصمة إلي وجيب قلب الوافد الجديد وطموحاته، ليحاصر العاصمة بالدخان حتي يعلن عن قدومه
لأنه صوت جدير بأن يسمع، جدير بأن يقدم تعليلاته عن تساؤلات خديجة بعين البصيرة.

ثانيا: القصيدة

إجابة
شعر:
السمّاح عبد الله

هل تسترقُ الفرحةَ
أم ترشو شفتيكْ؟
تتسلّلُ في آخر ساعات الليلِ
وحيدًا
ترشو حرّاسَ الطُرُقاتِ
وتقرأ وِرْديكْ
تخطو
لكأنْ تعرفُ سِكَّتكَ
ولستَ جمِيلا
لكنك تزهو
والقلبُ فراغٌ إلا من هسهسةٍ راجفةٍ
وكنائسُ سوهاجَ مُغَلَّقَةٌ في الليلِ
ومقفولٌ خَطُّ الرجعة في عينيك
تفترضُ حدوثَ الصبحِ الطازجِ
وتنطّ على سور كنائس سوهاجَ
تصوّب بالطوبِ الأجراسَ
لتصحو القاهرةُ
وتأتي في كفيكْ
تمشي فرحانا بمحاولة حدوث الفرح المتعجلِ
وتؤجّلُ أحزانَ القلبِ
كأنْ سوف تعيش طويلا
تقتصد الخطوَ
كأنْ ترجو الشارعَ
ألا يختصر الطولا
تبتسمُ
كأنْ أصبحتَ جميلا
لا ترغبُ في التبغِ
وتفرحُ
لكأنْ حاصرتَ القاهرةَ الكبرى بالدّخانِ
فصارت كل طريق
زاهيةً
حانيةً
وبهيجةْ
وتردّ على أسئلةِ خديجةْ.



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصيدة نذر
- قراءة في قصيدة حواف الحرقة
- افتراض الحديقة
- أحلام الثراء
- صوت الروح .. محمد أبو المجد
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 4 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 2 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 1 – 6
- لتحطمهم مثل الإبريق الخزف
- فِي نَامُوسِ الرَّبُّ مَسَرَّتَهُ
- الرجل ذو الجلباب الأزرق الباهت
- عن ضرورة البطل
- الدكتور جمال التلاوي، بين المبدع الصديق ورئيس مجلس الإدارة
- المثقفون والثورة
- بيان للناس
- أمير الشعراء أحمد شوقي ( 16 أكتوبر 1886 – 13 ديسمبر 1932 م ) ...
- الشاعر ولي الدين بك يكن
- بعد أن تغيب الشمس
- مدحت صفوت يكتب عن أغنية إلى النهار للشاعر السماح عبد الله


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في قصيدة إجابة للشاعر السمّاح عبد الله.