أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في قصيدة حواف الحرقة














المزيد.....

قراءة في قصيدة حواف الحرقة


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


قراءة في قصيدة:
قصيدة (حواف الحرقة) للشاعر السمّاح عبد الله.
بقلم: فتحي محفوظ

أولا: القراءة
يعود إلينا شاعرنا الرائع السماح عبدالله بعد غيبة طويلة وفي جعبته ديوان جديد : ثلاثاءات عابر سبيل، من قصائد هذا الديوان نتوقف أمام قصيدة (حواف الحرقة)
الجانب الشعري في القصيدة يتدفق بسلاسة فائقة بلا تعقيدات ولا يطغي علي الجانب السردي في القصيدة، إنها إحدي ملكات شاعرنا المرهف الحس .
يتمتع السماح عبدالله بملكات عديدة: البساطة المتناهية، الروح الانسانية، قدرته الفائقة علي الإيجاز والتعبير علي الرغم من ضآلة مساحة الإنشاد في النص، وأزعم أن قدرته علي البناء التعبيري لا يكاد ينازعه فيها شاعر آخر.
في تلك القصيدة، وبفعل بسيط وصريح يقول إن الجند ذهبوا الي الحرب، فيعلن بذلك عن غياب الرجال :
(وتبقى في فضا هذي الجداراتِ النساءْ
يتمشَّينَ على حاشيةِ الأسواقِ
خفيفاتٍ
ويتركن المشدّاتِ على طاولة البهوِ)
ومن تبقي بعد غياب الرجال هم النساء، وهي البقايا التي ظلت قائمة وحاضرة ومطبوعة علي جدارية التوثيق التاريخي الاجتماعي، توثق الجدارية أبعاد الغياب والحضور داخل المشهد، ذهاب الرجال الي الحرب وبقاء النساء داخل المشهد، يتحرر النساء من ارتداء المشدات، ولا تذهب القصيدة الي أبعد من ذلك، إنه التحرر من أربطة المشدات، ليس في سبيل البحث عن ما هو بديل للفقد، ليس من أجل النزق المستتر خلف طبائع وغرائز مكبوتة، لا توجهنا القصيدة إلي ذلك، وإنما تقودنا بسلاسة ورقة الي جهة أخري، إلي حضور آخر بديل :
(يراقبن الرجال الغرباء
يحتسين القهوة المُرَّةَ في الصبحِ
وفي الليلِ الطويل
يرتشفن الخمر سِرّا)
وهم الرجال الذين لم يتح لهم الفرصة للذهاب إلي الحرب، فجلسوا يشربون القهوة المرة ويحتسون الخمر، فسجلوا حضورهم داخل المشهد، فيما ظل الآخرون بعيدا في أتون الحرب مسجلين غيابهم عن إطار الجدارية، وبقيت النساء في حالة من التمزق بين حدي الحضور والغياب، دون ضغينة، دون بروز دوافع الشبق والنزق، يرقص النساء فرادي دون رفقة، فالاختيار بين الغياب والحضور ترف لا قبل لهن به، يذكر النص أنهن يسعين إلي ما فقد منهن، الوجد والفرح المنقوص، ففي ظل وجود حرب ليس ثمة كمال في الفرحة، أيضا لا مكان للوجد، إنها تعاسة الوحدة وأوزارها، وينمن وفي قلوبهن تعاسة تلك الوحدة، ولا يأملن سوي فيض من المتعة يأتي عن طريق حلم عابر بائس.
(فإنْ جاء ملاك الحلمِ في حُلّته الخضراء
يتمشى في حشيش الشجر المبلولِ
قدمن له خبزا
وماء)
إنها تكثيف معبر عن أقسي مشاعر الحرقة، الصورة بكاملها تبتعد عن الزمن، وبذا فهي تبتعد عن التاريخ، والسلوك الاجتماعي غير محدد بطابعه النمطي، فالرذيلة مفقودة في هذا النص، والفضيلة لا تتجاوز حدود الحلم.
الحرب غير حاضرة علي مشهد الجدارية، ولكنها مطبوعة علي القلوب الخافقة بالوجد والفرح، وربما تكون تلك البارقة التعسة هي الرؤيا المستترة عن أوزار الحرب تلك التي نسجها شاعرنا الكبير السماح عبدالله، بدقة وتمعن واقتدار.
ثانيا: القصيدة

حَوَافُّ الْحُرْقَةْ
شعر:
السمّاح عبد الله

يذهب الجندُ إلى الجبهةِ في الحربِ
وتبقى في فضا هذي الجداراتِ النساءْ
يتمشَّينَ على حاشيةِ الأسواقِ
خفيفاتٍ
ويتركن المشدّاتِ على طاولة البهوِ
يراقبن الرجال الغرباء
يحتسين القهوة المُرَّةَ في الصبحِ
وفي الليلِ الطويل
يرتشفن الخمر سِرًّا
ويعاتبن الرجالَ الغائبين
ويرقصن فرادى
يشترين الوجدَ من بيّاعه
والفرحَ المنقوصَ من بيّاعه
وينمنَ في منتصفِ السّكَّةِ بين البوْحِ والذكرى
وبين الجرحِ والشكوى
فإنْ جاء ملاك الحلمِ في حُلّته الخضراء
يتمشى في حشيش الشجر المبلولِ
قدمن له خبزا
وماء.



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتراض الحديقة
- أحلام الثراء
- صوت الروح .. محمد أبو المجد
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 4 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 2 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 1 – 6
- لتحطمهم مثل الإبريق الخزف
- فِي نَامُوسِ الرَّبُّ مَسَرَّتَهُ
- الرجل ذو الجلباب الأزرق الباهت
- عن ضرورة البطل
- الدكتور جمال التلاوي، بين المبدع الصديق ورئيس مجلس الإدارة
- المثقفون والثورة
- بيان للناس
- أمير الشعراء أحمد شوقي ( 16 أكتوبر 1886 – 13 ديسمبر 1932 م ) ...
- الشاعر ولي الدين بك يكن
- بعد أن تغيب الشمس
- مدحت صفوت يكتب عن أغنية إلى النهار للشاعر السماح عبد الله
- محمد الفارس يكتب عن أحوال الحاكي للسماح عبد الله
- أغنية الشجرة قصة شعرية للأطفال


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - قراءة في قصيدة حواف الحرقة