أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الانتخابات البرلمانية المُبكرة في العراق .. النتائج والخلفيات والصراعات !!!!!















المزيد.....

الانتخابات البرلمانية المُبكرة في العراق .. النتائج والخلفيات والصراعات !!!!!


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 7049 - 2021 / 10 / 16 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تأتي الانتخابات البرلمانية المُبكرة في العراق بأي شيئ جديد في المشهد السياسي والطائفي في العراق .. فقد تمخضت هذه الانتخابات عن نتائج متوقعة الى حد ما في المشهد العراقي الراهن من خلال إعادة إنتخاب معظم الكتل السياسية الطائفية السائدة وإن كانت نسبة تمثيلها في البرلمان بنتيجة الانتخابات قد شهدت مفاجآت كبرى ونتائج صادمة ولا سيما في الخسارة الكبرى التي تعرض اكبر إئتلاف طائفي عراقي بعد إئتلاف سائرون ( لمقتدى الصدر ) وهو إئتلاف الفتح الذي يقوده هادي العامري بالتحالف مع فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران والحرس الثوري .. حيث شكلت هذه الخسارة هزيمة برلمانية ساحقة لهذا الائتلاف الذي كان قبل ثلاث سنوات جزءاً من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قبل أن ينشق هادي العامري عن هذا الإئتلاف عام 2018 .
و بالنظر لهذه الانتخابات ونتائجها يُمكننا أن نورد الملاحظات الهامة التالية :
أولاً : هذه الانتخابات شارك في رصدها ومراقبتها آلاف المُراقبين المحليين والدوليين ومندوبين من الجامعة العربية ومئات الاعلاميين من العراق وخارج العراق .. حيث سجلت بوضوح مستوى مُتدني وغير مسبوق من المُشاركة رغم ان المفوضية العليا للانتخابات اعلنت أن نسبة المشاركة وصلت الى % 41 من تعداد الناخبين .. وذلك بالرغم من التشجيع الذي قام به رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والمسؤولين العراقيين وحتى رؤساء الكتل النيابية بحث مناصريهم بقوة على المشاركة في الانتخابات .
ثانياً : يعود السبب في المثشاركة المُتدنية الى استياء شرائح واسعة من الشعب العراقي من تسلط الطبقة السياسية السائدة وهيمنة نظام المحاصصة الطائفية والفساد المُستشري بقوة على المشهد السياسي العراقي في ظل تفشي الرشاوي والاهمال والفساد المالي على نطاق واسع وارتفاع معدل الغلاء والفقر والبطالة وانهيار قطاع الكهرباء وتوفر مياه الشرب والخدمات الانسانية والغذائية وحتى الخدمات الطبية الاساسية مع انتشار وباء كورونا .
ثالثاً : بالاضافة لهيمنة المُحاصصة الطائفية وانتشار الفساد بكل أشكاله فقد ساهم الانفلات الامني الذي تمارسه عشرات الفصائل المُسلحة من عناصر الحشد الشعبي في عزوف قطاع واسع من الشعب العراقي عن المُشاركة في الانتخابات .. حيث ساهمت هذه الفصائل مع كبرى الكتل الطائفية العراقية المُتنفذة في السلطة ولا سيما تحالف الفتح بقتل المئات من المُتظاهرين في الانتفاضة العارمة والكبرى التي شهدها العراق في تشرين الاول عام 2019 إحتجاجاً على تفشي الفقر والغلاء والبطالة وانعدام مياه الشرب وابسط الخدمات الانسانية الاساسية .. حيث تجاوز عدد القتلى حينها 750 شهيد بينهم الكثير من الفتيات وما يزيد عن 18 الف جريح ومئات المعتقلين .
رابعاً : أظهرت نتئج هذه الانتخابات استياءاً شعبياً واسعاً من وقوف بعض الكتل النيابية الشيعية وفي مقدمتها تحالف الفتح وفصائل الحشد الشعبي بوجه التحقيقات القضائية لمُحاسبة المسؤولين عن قتل المُتظاهرين في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن العراقية اواخر عام 2019 وفي مقدمتها ماحدث من أعمال قتل مُتعمدة ومُمنهجة في مدينة الناصرية جنوب العراق في الثلاثة أيام الاخيرة من شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 2019 واستهدفت المُتظاهرين العراقيين من الشيعة في اعقاب حرق القنصلية الايرنية في النجف حيث قتل في تلك الحوادث ما يزيد عن 85 ضحية وما يقرب من 400 جريح فيما عُرفت تلك الاحداث بمجزرة الناصرية .
خامساً : تكبد إئتلاف الفتح وفصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران والحرس الثوري هزيمة قاسية بحصول هذا الائتلاف على عدد ضئيل جداً من المقاعد في البرلمان لا يتجازو 14 مقعد من أصل 329 مقعد في البرلمان بينما حصل إئتلاف الفتح في انتخابات 2018 على 47 مقعد وحل في المرتبة الثانية بعد كتلة سائرون التي يقودها مقتدى الصدر , فيما حصلت كتلة الصدر في هذه الانتخابات على 73 مقعد لتُسجل انتصارا كبيرا على الكتل النيابية الشيعية الاخرى .. وهذا الانتصار المُبهر قد أظهر بوضوح تمتع الكتلة الصدرية بقاعدة شعبية واسعة ضمن المناطق الشيعية .
سادساً : من النتائج المُرتقبة السلبية لهذه الانتخابات إزدياد الصراعات للاسف بشراسة في إطار المحاصصة السياسية الطائفية بين مُختلف الكتل السياسية الشيعية وبين مختلف الكتل السياسية السنية .. كما ستمتد الصراعات حتى بين الكتلتين الكرديتين الرئبسيتين ( الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الكردستاني) في تشكيل التحالفات والصراع على منصب رئاسة الجمهورية .... ولكن أهم هذه الصراعات ستكون بالتأكيد في إطار التكتلات الشيعية .. حيث سنشهد صراعاً مُحتدماً وشرساً بين الكتل الطائفية الشيعية وتحديداً بين معظم الكتل الشعية بقيادة وتحريض من إئتلاف الفتح في مواجهة كتلة الصدر التي حصلت على أكبر كتلة نيابية في البرلمان .. لا سيما وأن كتلة الصدر رفعت شعارات لا تروق أبداً لتحاف الفتح وفصائل الحشد الشعبي ولا حتى لكتلتي النصر ودولة القانون وغيرها من الكتل الاخرى الاقل شأناً ... وكان من اهم هذه الشعارات رفضها للانفلات الامني الذي تُمارسه الميليشيات بإشارة الى فصائل الحشد الشعي وعدم خضوعها بشكلٍ مُطلق لسيادة وأوامر الدولة العراقية .
سابعاً : من المُتوقع ان تتحالف اكبر كتلة سنية وهي تحالف التقدم الوطني برئاسة محمد الحلبوسي التي حلت في المرتبة الثانية بحصولها على 38 مقعد مع إئتلاف سائرون بقيادة مُقتدى الصدر .. مع ضرورة انضمام كتل اخرى للتحالف حتى تتمكن كتلة مقتدى الصدر من الحصول على الاغلبية البرلمانية لتشكيل الحكومة المُقبلة ... وتحالف كهذا بين هاتين الكتلتين سيزيد بالتأكيد من شراسة الصراع السياسي وتحديداً بين بعض الكتل الشيعية في مواجهة كتلة الصدر لمنع هذا التحالف من تشكيل الحكومة المُقبلة بأي ثمن والتي ربما ستكون برئاسة مصطفى الكاظمي .. وهنا سترمي فصائل الحشد الشعبي بكل ثقلها ونفوذها وقد تلجأ حتى للتهديد بالتصفية لاي جهة شيعية أوحتى سنية تُحاول التحالف مع الصدر لتشكيل الحكومة المُقبلة .
ثامناً : جرت هذه الانتخابات البرلمانية المبكرة في ظل غياب شبه كامل لاي شكلٍ من أشكال الحوار الوطني بين القوى والاحزاب الوطنية والتقدمية والعلمانية اللاطائفية والتي عجزت بالنتيجة عن حشد قواها والترويج لأجندتها السياسية قبل الانتخابات وكأنه للاسف الشديد لا وجود لها لا في الساحة السياسية ولا في هذه الانتخابات .
تاسعاً : من المُتوقع أن يزداد المشهد السياسي في العراق سوءاً وتفككاً في المُستقبل مع تفشي النهب والفساد والانفلات الامني والصراع الشرس على النفوذ بين مُختلف القوى السياسية في ظل سيادة وهيمنة الفساد والفوضى والخراب والاجواء السرطانية المُدمرة لنظام المحاصصة الطائفية التي ستقود العراق في السنوات أو العقود المُقبلة الى مُستقبل مُظلم وقاتم لا يُحسد عيه وسيسود فيه على المُستوى الشعبي الفقر والجوع والغلاء والبطالة وانعدام ابسط الخدمات المعيشية الاساسية .. وهذا المُستقبل الذي ينتظر العراق يبدو للاسف بأنه شبه مُؤكد ما لم تستفيق القوى الوطنية والتقدمية ومُختلف القوى العلمانية والشريفة في العراق من سباتها الطويل .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان والمغرب ... حدثان مُتميزان .....!!!!!
- طالبان .... إرهاب وتطرف ديني أم حركة تحرر وطني ....؟؟؟
- ملاحظات حول لبنان وفلسطين والمنطقة العربية ....!!!!
- من يقف وراء حرب التجويع والافقار والابادة في لبنان ....!!!!
- كيف نُقيم مصداقية الاعلام العربي ودوره الوطني ..... ؟؟؟
- لماذا يختلط على البعض فهم الحركة الاخوانية في المنطقة ....؟؟ ...
- العراق ولبنان بين الطائفية السياسية وفصائل الاسلام السياسي ا ...
- هل من بارقة أمل لوقف الانهيار والتراجع بكل أشكاله في العالم ...
- هل من بارقة أمل لوقف الانهيار والتراجع في لبنان والعالم العر ...
- هل من بارقة أمل لوقف الانهيار والتراجع في لبنان والعالم العر ...
- الاحتجاجات الغاضبة تنفجر من جديد في مُختلف المناطق اللبنانية ...
- لبنان ... الفوضى والعنف المُمنهج ومهزلة تشكيل الحكومة ....!! ...
- ماذا لو نجح ترامب بولاية أخرى ....؟؟؟
- عام 2020 والحرب السورية .. وتوقعات العام الجديد ....!!!!
- حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ وا ...
- أسئلة مُحيرة حول الوضع اللبناني ....!!!!
- الرئيس المُقبل للولايات المُتحدة .. بين السيئ للغاية والاقل ...
- حزب الله .. الحماية لبنانية أولاً ....!!!!
- العالم العربي والعالم الثالث في ظل التآمر والازمات العالمية ...
- حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ وا ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الانتخابات البرلمانية المُبكرة في العراق .. النتائج والخلفيات والصراعات !!!!!