أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ والحقائق .. النجاحات والاخفاقات ...!!!! الجزء الرابع















المزيد.....

حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ والحقائق .. النجاحات والاخفاقات ...!!!! الجزء الرابع


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الرابع .... إمكانية الخروج من حالة الانحطاط العربي الشامل :
هذا الامر يتوقف على أمور وظروف عديدة يأتي في مقدمتها مدى فاعلية الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية وحركات التحرر الوطني ومحور المقاومة في المنطقة .... وهنا يُمكننا توصيف أهم المشاكل الجوهرية ومكامن التغيير المُستعصية التي يُواجهها العالم العربي على النحو التالي :
أولاً : يعاني العالم العربي في وضعه الراهن وفي معظم أجزائه ليس فقط من وجود الكيان الصهيوني كذراع استيطاني عسكري للغرب وحلف الناتو في قلب المنطقة العربية , بل أيضاً من التجزئة السياسية المُفرطة التي تعرضت لها مكوناته الرئيسية من قبل الاستعمار الغربي ولا سيما البريطاني والفرنسي , سواء في المشرق العربي من بلاد الشام والعراق الى مصر والسودان , أو في المغرب العربي الذي يمتد غرباً من ليبيا الى موريتانيا , أو في شبهالجزيرة العربية من عُمان واليمن الى السعودية والمشيخات الخليجية .
ثانياً : تُعاني مج تمعات المشرق العربي من التمايزات والتمزقات الاجتماعية بمختلف أشكالها المذهبية والطائفية والعرقية والقبلية ( سنة , شيعة , دروز , مُختلف المذاهب المسيحية , أكراد , آشوريون , سريان ,تركمان , شيشان وشركس وأرمن ...الخ) .. بينما تخضع شبه الجزيرة العربية بالكامل (باستثناء بعض أجزاء اليمن) الى النهب والاستغلال والهيمنة السياسية والعسكرية المُطلقة لمنظومة الغرب الامبريالي .. أما في المغرب العربي فيبدو أن الانقسام العرقي والقبائلي من أهم مشاكله , فبالاضافة الى المكون العربي هنالك أيضاً المكونات الامازيغية (أو البربرية) وغيرهم من المكونات القبلية كالطوارق والشاوية وبني مزاب والزيان وجربة والشنيني ...الخ .
ثالثاً : هيمنة الانحطاط السياسي والتردي التنموي والاقتصادي على مُختلف البلدان العربية بما يشمل قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات .. مع تفشي العمالة وثقافة النهب والفساد والاهمال والمحسوبيات, سواء على مستوى الرؤساء وكبار المسؤلين وموظفي القطاع العام وقطاع الخدمات في ظل غياب المُحاسبة, لتنتشر ثقافة الفساد للاسف حتى على المُستوى الشعبي .
رابعاً : أنتشار واضح للجهل والتخلف في فهم ومُمارسة الدين على الصعيد الاجتماعي والذي قاد الى إنتشار التطرف الاسلامي والفكر التكفيري والجماعات الاسلامية المُتطرفة المُمولة خليجياً بتوجيه غربي .
خامساً : ضعف وعدم فعالية الاحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في مختلف بلدان العالم العربي (ربما باستثناء محدود في سوريا ولبنان) في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية والتحديات الوطنية والديمقراطية وفي قضايا التحالفات والعمل الجبهوي والتصدي لقضايا الجماهير ومطالبها الطبقية في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية .
سادساً : صعوبة الظروف الموضوعية وجسامة المُؤامرات والتحديات الكبيرة التي تواجهها ليس فقط المقاومة الفلسطينية , بل أيضاً المقاومة اللبنانية التي تتعرض من قبل الغرب وعملائه للتحريض المذهبي والاتهام بالارهاب والولاء لايران وولاية الفقيه والسيطرة على لبنان بقوة السلاح ...الخ
سابعاً : العديد من الاخطاء والممارسات التي ترتكبها بعض فصائل المُقاومة في المنطقة سواء على صعيد العمالة والتنافسات التنظيمية (فتح وحماس) , أو في عدم إدراك أهمية العمل الجبهوي في مواجهة العدو الصهيوني والامبريالي , أو في القدرة على الجمع بين أولويات النضال الوطني والتحرري وضرورة التصدي لقضايا العدالة الاجتماعية والطبقية وتفشي الفقر والجوع والظروف المعيشية القاسية وتردي الخدمات الانسانية الاساسية .

وبناء على ما تقدم يبدو أنه من المُستحيل (على الاقل في المدى المنظور) الخروج من أزمة التغيير المستعصية وحالة الانحطاط السياسي والاقتصادي والتمزق الاجتماعي التي تُعاني منها شعوب المنطقة ... ولكن يبقى من الممكن ربما على المدى المُتوسط أو البعيد إحراز "بعض النجاحات " وفق المُتغيرات والضرورات الهامة التالية (التي يُمكن إغناءها والاضافة عليها من قبل الاخوة القراء) :
أولاً : وجود أولوية قصوى وضرورة مُلحة للغاية مُلقاة على عاتق جميع القوى الوطنية والتقدمية وأطراف محور المقاومة لمعالجة التمزق المذهبي والطائفي بشكلٍ جذري ولا سيما الذي ينتشر بين مجتمعات السنة والشيعة في المشرق العربي والخليج على نحوٍ مُتصاعد ومُدمر منذ تسعينات القرن الماضي .. وذلك من خلال مُمارسة الضغط على مُختلف المُؤسسات التربوية والتعليمية وأجهزة الاعلام الوطنية للتصدي بكل إمكانياتها للاعلام التحريضي المذهبي وفضح قنوات الفتنة الفضائية الخليجية , بالاضافة الى فضح التآمر القذر لبعض الانظمة الخليجية في دعم وتمويل الجماعات التكفيرية المُتطرفة ألتي تنشر القتل والدمار في دول المنطقة وتستهدف مُختلف الاقليات الدينية كالمسيحيين والأزيديين والعلويين والدروز والاقباط ...الخ .
ثانياً : من الهام جداً والضروري للغايةأن تبذل جميع القوى الوطنية والتقدمية وحركات المقاومة أقصى الجهود لضمان التشاور والتنسيق العالي فيما بينها من أجل تحقيق أعلى درجات التحالف والتواصل التنظيمي والنضالي ومُتطلبات العمل الجبهوي سواء على المُستوى القطري أو القومي وذلك في إطار التوافق على الحد الادنى من الاهداف النضالية المُشتركة .
ثالثاً : من الواجب ومن الهام جداً أن تقوم كافة الاحزاب الوطنية والتقدمية وحتى حركات المقاومة الوطنية والاسلامية الانخراط المُباشر في دعم النضال الطبقي والمعيشي للجماهير ولا سيما عندما تصل المعاناة الشعبية الى لقمة العيش والفقر والانهيار الخطير في مستوى المعيشة وانعدام الخدمات الانسانية الاساسية والازدياد الهائل في الفوارق الطبقية على غرار ما تشهده حالياً معظم بلدان المنطقة ولا سيما في العراق ولبنان .. لان ترك الجماهير لقدرها ومعاناتها المعيشية القاسية سيفقدها الثقة ليس فقط بأحزابها التقدمية وبالمقاومة الوطنية والاسلامية , ولكن حتى بمحور المقاومة ككل .. ولا سيما عندما تُدير المقاومة ظهرها لمعاناة الجماهير الشعبية التي تُشكل في حقيقة الامر حاضنة اجتماعية تحمي ظهر المُقاومة وترفدها بالمقاتلين الذين ينحدرون غالباً من البيئة الاجتماعية الشعبية .
رابعاً : من الهام جداً عدم انخراط الاحزاب الوطنية أو حركات المقاومة الاسلامية (ولا سيما اللبنانية) في أي تحالفات مع قوى انتهازية وطائقية ومذهبية على حساب التحالف مع القوى الوطنية والتقدمية لتحقيق الحد الادنى من الاهداف النضالية المُشتركة سواء الوطنية أو الطبقية المُلحة .
خامسا : يجب على "بعض" التقدميين واليساريين العرب توخي الحذر عند التعرض أو الحديث عن الاديان التي تُعتبر من الثقافة الاجتماعية الاساسية للمجتمعات العربية, وعدم الخلط بين الاسلام والاديان عموماً وبين التطرف التكفيري والديني والمذهبي .. وكذلك العمل على نشر التوعية والمحبة بين جميع الاديان والمذاهب في إطار الوطن الواحد .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة مُحيرة حول الوضع اللبناني ....!!!!
- الرئيس المُقبل للولايات المُتحدة .. بين السيئ للغاية والاقل ...
- حزب الله .. الحماية لبنانية أولاً ....!!!!
- العالم العربي والعالم الثالث في ظل التآمر والازمات العالمية ...
- حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ وا ...
- المبادرة الفرنسية وعقدة التيار الوطني وحزب الله في تشكيل الح ...
- هل يُمكن للبنانيين أن يثقوا بماكرون ....؟؟؟؟
- الثورات والانتفاضات وأزمة التغيير المُستعصية في العالم العرب ...
- حزب الله وانفجار بيروت ....!!!!
- إيمانويل ماكرون يُقدم بغباء النصائح المُبطنة بالتحريض للبنان ...
- حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ وا ...
- حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ وا ...
- إغتيال الهاشمي وخلفيات الوضع الطائفي المُتأزم في العراق .... ...
- العنصرية في الولايات المُتحدة الامريكية ....!!!!
- لماذا ثورة الغضب تجتاح معظم الولايات والمدن الامريكية ...؟؟؟
- ذكرى النكبة ويوم القدس العالمي وصفقة القرن ....!!!!
- لماذا يُفرخ تنظيم داعش وينشط من جديد ....!!!!
- الاسلام السياسي ... بين اليمين السني واليسار الشيعي والتطرف ...
- مراجعة لابد منها ....!!!!
- عاصفة العنف في شوارع بيروت .. والمخاض العسير لولادة الحكومة ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - حركات التحرر الوطني والمقاومة في العالم العربي .. التاريخ والحقائق .. النجاحات والاخفاقات ...!!!! الجزء الرابع