أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام عادل - معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي















المزيد.....

معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7047 - 2021 / 10 / 14 - 14:29
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قدم رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي مؤخراً معطيات غريبة عن الاقتصاد العراقي جاء على رأسها ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة بمقدار 12 مليار دولار، إلا أنّ مقياس صندوق النقد الدولي يكذّب إعلان رئيس الحكومة، بل ويكشف عن انخفاض هائل مقارنة بالعام 2019، وهو العام الذي سبق تولي الكاظمي للسلطة بعد احتجاجات شعبية اجتاحت البلاد.

ويكشف صندوق النقد في بياناته عن وجود 68.02 مليار دولار في احتياطي البنك المركزي العراقي لعام 2019 إبّان حكومة السيد عادل عبد المهدي، لكن هذا الاحتياطي بدأ ينخفض بعد تكليف مصطفى الكاظمي في عام 2020 ليصل الى 54.075 مليار دولار، ثم استمر بالانخفاض في عام 2021 ليصل الى 52.455 مليار دولار، وهذا يعني أن الفترة التي تولى فيها الكاظمي مقاليد الحكم قد فقد فيها البنك المركزي العراقي من احتياطياته ما يزيد على (16 مليار دولار)، وهذا يجعل إعلان الكاظمي عن زيادة الاحتياطي بمقدار 12 مليار دولار لا معنى له.

ومع كون إعلان رئيس الحكومة قد جاء ضمن مفردات خطاب سياسي كان قد أدلى به صبيحة يوم الإنتخابات، تبقى عملية زيادة الاحتياطي من عدمه ضمن عمل ومسؤوليات إدارة البنك المركزي وليس الحكومة، باعتبار أن الزيادة أو النقصان في الاحتياطي المركزي يأتي كنتيجة للسياسات النقدية المعتمدة من قبل إدارة البنك المركزي.

وفضلاً عن معطيات صندوق النقد حول انخفاض الاحتياطي المالي في البنك المركزي العراقي إبتداءً من منتصف عام 2020 ووصولاً الى الربع الأخير من عام 2021، والتي يوضحها الرسم البياني المرفق مع هذه المقالة والمأخوذ عن الموقع الرسمي لصندوق النقد، تبرز معطيات صادمة اخرى حول الناتج المحلي العراقي لنفس هذه الفترة يقدمها هذه المرة البنك الدولي، كما هو واضح بحسب الرسم البياتي المنشور على الموقع الرسمي للبنك أيضاً.

حيث يؤكد البنك الدولي، وهو المؤسسة العالمية المختصة بقياس معدلات الناتج المحلي للبلدان بحسب العملات الرسمية المحلية للدول، إنّ العراق قد حقق في عام 2019 مبلغ قدره 262.332 ترليون دينار عراقي، والذي كان يساوي بحسب سعر الصرف آنذاك 222.4 مليار دولار امريكي، لكن هذا الناتج تراجع كثيراً ليصل في العام الحالي 2021 الى 199.332 ترليون دينار عراقي، والذي يساوي 137.47 مليار دولار بحسب سعر الصرف الحالي، وهو ما يعني أن العراق قد خسر خلال حكومة الكاظمي ما مقداره 84.93 مليار دولار من ناتجه المحلي.

وزيادة على ذلك تكشف تقديرات البنك الدولي عن ارتفاع هائل بحجم التضخم في العراق بعد أن كان صفراً في نهايات عام 2019 خلال حكومة عبد المهدي، رغم أن انخفاض التضخم الى 0‎% لا يعد مؤشراً جيداً، بحسب المحللين الاقتصاديين، كونه غير مشجع على التنافس داخل الأسواق، ويبقى من الأفضل أن يكون بمعدلات ما بين ‎‎%‎2 الى 3‎%، أما أن يرتفع التضخم في 2021 الى مستوى 9.4‎%، فهذا يعد مؤشراً على كارثة اقتصادية مدمرة، وهو واقع ما يعيشه العراق حالياً.

وفي أرقام اخرى أكثر احباطاً تشير معدلات النمو الى انخفاض يقدر بـ(سالب 11) في عام 2021 مقارنة بعام 2019، الذي سُجلت فيه معدلات نمو تقدر بـ4.5‎%، لكن الإنحدار بدأ مع النصف الثاني من عام 2020 ليصل الى 4‎% ثم بدأ يعاود الصعود في 2021 ليسجل 1‎% فقط، لكن هذا الصعود مازال يعد منخفضاً مقارنة مع ما سبق من السنوات.

وتعد هذه النسب والأرقام التي تصدر عن البنك والصندوق الدوليين بمثابة مقاييس دقيقة لا يمكن تجاهلها أو الالتفاف عليها بمناورات إعلامية، خصوصاً في ظل مخرجات الاداء الاقتصادي السيئة، والتي يشعر بها المواطن العراقي على أرض الواقع في تعاملاته اليومية، وذلك يتمثل بعدة معطيات، منها على سبيل المثال التراجع في انتاج الطاقة الكهربائية فضلاً عن الانتكاسة التي يشهدها الانتاج الزراعي، علاوة على ارتفاع أسعار السلع بكل أنواعها والخدمات بكافة أشكالها.

ولعل الخبراء الاقتصاديين والمحليين يستطيعون الكشف عن هذه الانتكاسة الاقتصادية عبر عدة طرق واضحة على رأسها أرقام المراصد العالمية المختصة، وهو الامر الذي قد يحرج الحكومة العراقية كثيراً، او في أقل تقدير يعد بمثابة فضيحة سياسية وإدارية، حيث بمجرد متابعة المسار التصاعدي لحجم الدين العام العراقي يمكن اكتشاف مستوى التردي الاقتصادي الحاصل، من ناحية زيادة حجم الدين العام العراقي في 2021 الى 26 مليار دولار، وهي ديون خارجية تعتبر من أسوأ انواع الديون، مايعد بحد ذاته بمثابة كارثة حقيقية تهدد العراق، نظراً لكون هذا الدين قد تزايد بشكل متسارع خلال فترة 17 شهراً، وهي الفترة التي تولى فيها الكاظمي رئاسة الحكومة.

وكما ذكرنا أعلاه أن المواطن العراقي يعد بمثابة مقياس آخر للمقاييس الدولية، ولعل أي مواطن عراقي يستشعر بوضوح التراجع الكبير في انتاج الطاقة الكهربائية، على سبيل المثال، فحين نسأل أي مواطن عراقي عن الفرق بين عام 2019 وعام 2021 سوف يفضل هذا المواطن مباشرة عام 2019 على عام 2021، وذلك لأن الأرقام تقول إن عام 2019، حين كانت حكومة عبد المهدي تُدير الأمور، قد بلغ خلالها حجم انتاج الكهرباء (19.280 ميغاواط)، في حين هبط هذا الانتاج خلال حكومة الكاظمي ليصل الى (17.500 ميغاواط) واحياناً يهبط أكثر ليصل الى (16.000 ميغاواط)، وبالطبع هذه الارقام ليست تخمينية وإنما هي أرقام من وزارة الكهرباء.

وعلى سبيل المثال أيضاً، تراجع الانتاج الزراعي، خصوصاً زراعة الحبوب، حيث شهد العراق قفزة كبيرة خلال حكومة عبد المهدي ليرتفع الناتج الكلي للقمح والرز الى (6 مليون طن) وهو ما قاد الى رفع الطاقة التخزينية قرابة ( 2.5 مليون طن)، في حين هبط مستوى الإنتاج من القمح والرز قرابة 35‎% في حكومة الكاظمي، وذلك نتيجة سياسات هذه الحكومة وعدم إدارتها الناجحة لعملية الانتاج الزراعي، فحتى هذه اللحظة لم يستلم الفلاحون العراقيون مستحقاتهم المالية نتيجة قيامهم بزراعة الحبوب خلال الموسم الماضي، وهذا يعني أن الفلاحين سوف يعزفون خلال الموسم الحالي عن الزراعة، ما سوف يتسبب بارتفاع نسبة الهبوط في الانتاج للعام الثاني على التوالي.

إنّ هذه الارقام والنسب المسحوبة من البنك الدولي وصندوق النقد، الى جانب أرقام ونسب وزارات العراق المعنية بالطاقة والانتاج، مع ما تؤكده معطيات السوق العراقية على أرض الواقع، واستشعارات المواطنين الذين زادت معاناتهم خلال الـ17 شهراً الماضية، يجعل تصريحات رئيس الحكومة مجرد بروباغندا مخادعة.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول سياسات العراق الشرقي وليس الغربي
- عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق
- عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- كيكة جوز الهند ألذ وأطري كيك بمكونات اقتصادية
- تركيا تبحث مع -إكسون موبيل- صفقة غاز مسال بالمليارات
- محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين لأكبر مطار بالعالم ...
- روسيا تمدد شرط بيع عوائد النقد الأجنبي حتى نهاية أبريل 2025 ...
- كيف يؤثر ارتفاع الفائدة على خطط الطاقة الخضراء في بريطانيا؟ ...
- وزير المالية السعودي: لا بد من مواجهة قيود التجارة العالمية ...
- بهذه القيمة.. مصر تطرح عطاء لبيع أذون خزانة مقومة بالدولار
- وزيرة التخطيط المصرية: تراجع إيرادات قناة السويس 50%
- زيارة مفاجئة غير معلنة.. إيلون ماسك في الصين لهذا السبب
- ماذا يعني -الاقتراض الحكومي الأعلى من المتوقع- في بريطانيا؟ ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام عادل - معطيات رقمية صادمة عن الاقتصاد العراقي