أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - الوضعيةُ المنطقية : البداية و النهاية














المزيد.....

الوضعيةُ المنطقية : البداية و النهاية


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7044 - 2021 / 10 / 11 - 12:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوضعية المنطقية: البداية و النهاية

" يكفي الفيلسوف من الطموح، أن يتم توظيفه كأجيرٍ يؤدّي عملاً يدوياً ثانوياً في تنظيف الطريق قليلا ، وإزالة بعض القمامة التي تكمن في طريق المعرفة "
هذه هي العبارة التي قالها John Lock فهرعَ على إثرها و بهديٍ منها جمعٌ من الفلاسفة العظام ليرتقوا بمذاهبهم من رتبة الفلسفة الى رتبة العلم و التجربة.
هكذا عزم " كانط " على أن " يضع نهاية لخطأ لا متناهٍ .. بأنْ يسهم المرء في تنمية العلوم " فكان كتابه الشهير " نقد العقل المحض "
ثم خطا هيجل خطوة بالاتجاه نفسه حين عمد الى كتابة مؤلفه الأعظم " عِلْم ظهور العقل " مفوّضاً " كارل ماركس " حقَّ القول " إنّ مكانة الفلسفة من العالم الواقعي تشبه الى حدّ كبير مكانة الممارسة الجنسية من الاستمناء " لتبلغ هذه المحاولات غايتها في كتاب هوسرل " الفلسفة بوصفها علماً صارما "
و لئن كانت هذه المحاولات كلّها أعمالاً فلسفية جبارة أغنتْ العقل البشري و وسّعت آفاقه، فإن محاولة متطرفة جسور استثمرت مضمون تلك العبارة نفسها لتعلن أنّ عبارة جون لوك غير منصفة في تعاملها مع مكانة الفيلسوف و الفلسفة، لأنّ الوضع المنصف لهما هو طردهما من العقل البشري و الحياة الإنسانية على حدّ سواء.
و هكذا استخدم الوضعيون المناطقة "مبدأ التحقق" الذي يمكن بموجبه اعتبار السؤال علميًا "إذا وإذا فقط " كان يمكن التحقق منه تجريبيًا. و لذا فإن أسئلة ميتافيزيقية مثل "هل الله موجود؟" أسئلة ببساطة لا معنى لها.
يقول أحدُ الباحثين " أدى التزام معظم الفلاسفة بالوضعية إلى استبعاد الإيمان بالله منذ البداية ، وشهد منتصف القرن العشرين تضاؤلَ نسبة الفلاسفة المؤمنين إلى ما يقرب من الصفر"
أمّا سبب التزام الفلاسفة بالوضعية فهو الإعلان على أنّ العلم لم يعد يُنظر إليه على أنه المصدر الأساسي للمعرفة ، إنّما هو المصدر الوحيد للمعرفة.
في مثل هذا الوضع المعرفي المترع بالروح العلمية التجريبية كتب الفيلسوف " آلفن بلانتينجا " كتابه الأشهر " الله والعقول الأخرى God and Other Minds " الذي عدّه الفلاسفة و الباحثون لعنةً على التجريبية و الوضعية و المنطقية.
يقول بلانتينجا في كتابه : إن افتراض "الله موجود" ليس افتراضا يمكن إثبات صحته أو خطأه ، على الأقل ليس بنفس طريقة الادعاء العلمي مثل "سرعة الضوء تبلغ 186000 ميل في الثانية." بدلاً من ذلك ، يعتقد أن مشكلة الله مماثلة لمشكلة العقول الأخرى ، التي يؤكد وجودها كل شخص تقريبًا على الرغم من عدم وجود أية أدلة تجريبية.
هذه هي الفرضية المركزية للكتاب. يجادل بلانتينجا بأنه على الرغم من أنه لا يمكن للمرء إثبات وجود عقول أخرى تجريبياً ، إلا أنه لا يزال من المنطقي الإيمان بها ، وينطبق الشيء نفسه على وجود الله. ويترتب على ذلك أنه يجب أن تكون هناك قواعد للمعرفة خارج التحقيق التجريبي. وهكذا كان هذا الاستنتاج لعنة على الفكر الوضعي ، الذي تدور نظريته المعرفية بأكملها حول افتراض القدرة المطلقة للتحقيق التجريبي.
بحلول أواخر السبعينيات من القرن الماضي ، تم الاعتراف إلى حد كبير بأنّ الوضعية المنطقية في موقف لا يمكن الدفاع عنه. حتى "أنّ أ.ج. آير " و هو أحد أعلام الوضعية المنطقية قال " حسنًا ، أفترضُ أنّ أهم عيب ... هو أن كل ذلك كان خاطئًا... يجب أن نكون حريصين على عدم التقليل من الدور الذي لعبه Plantinga في هذا التغيير الذي أحدثه في قلب تصور الوضعيين "



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرود تفشل في امتحان شكسبير
- أدونيس - و - أنا - بين - تناص - المنصف الوهايبي و - انتحال - ...
- - يومَ ضَبطتُ أدونيس مُتَلبّساً -
- هناك.... حيثُ كنّا ندافعُ عن الوطن
- الله و الإمام: بحوث فكرية في الأسلوب الإلهي لإقامة الدين في ...
- أربع قصائد
- أحداث التفّاح الكبرى
- لماذا تضحكون علينا أيّها الفلاسفة؟
- William Lane Graig : ( وهم الإله ) كتابٌ بصفحتين فقط !
- العدوانيةُ المُضمرة لتحريض معلن
- داوكنز يخسرُ في - رهان باسكال -
- مُقدّمةٌ في عِلم الدين، هيجل - محمد باقر الصدر
- قصيدةُ المَحْفَل، لذّة الحضور و استمناء الكتابة
- ثلاث مقالات فلسفية قصيرة
- بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة
- هدنةٌ في حروب العِلم على الدين، الاختصاصات غير المتداخلة
- أدورنو و صناعة الثقافة - بحثٌ في الأساليب الرأسمالية للتسلّط ...
- قُطّاع طريق الفلسفة
- هل كان آينشتاين ملحداً؟
- الدينُ و العِلم - الإيمانُ و الإيمانُ المقابل


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - الوضعيةُ المنطقية : البداية و النهاية