أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - ثلاث قصص قصيرة جدا














المزيد.....

ثلاث قصص قصيرة جدا


سامي الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


(1) حلول
البتلات البيضاء تستحم في أشعة الشمس. لون بنفسجي يبدأ عند وسطها يتكثف عند المركز يحتضن الخيوط والميسم كأنهم أطفال يتشمسون في حضن أمهم. اللون البنفسجي الخفيف يذوب تدريجياً في الأبيض الناصع، أو قل إن الأبيض الناصع يتشرب البنفسجي على مهله. ألقى عن كاهله هموم الحياة الثقيلة. راقب نحلة تحوم حول الزهرة فأعجبته حياتها وصداقتها مع الأزهار، تمنى استعارة حياة النحل. استأذن نحلة تقترب من الغصن، حلّ فيها جسداً وروحاً، وهبط على الغصن. اقترب من زهرة وقبّلها قبلة طويلة جداً. صاحت النحلة معلنة تعبها من فيض الرحيق، وأعلنت تعبها من حمل روح الإنسان الطماع، وقررت فسخت عقد الضيافة وأخرجته من جسدها.
(2) طيبته
شكر "يوتيوب" الذي وفر له وسيلة سهلة للاستماع للأغاني القديمة التي تفتح له نوافذ الذكريات. أغانٍ كلما سمع أغنية منها استعاد ذكرى عزيزة تحييها كلمات الأغنية أو لحنها، ذكريات متى سمعها، مع من سمعها، ما الذي تحرك في داخله، وأية أجواء رافقتها، وأي أوتار تحركت في فؤاده متناغمة معها. رغب في سماع بعض الأغاني القديمة، نقر على إشارة تشغيل الأغنية على صفحة الكمبيوتر ليسمع أغنية محمد عبد الوهاب "هان الود". تذكر طيبته عندما سمعها أول مرة، طيبة تعشش في صدره منذ ذلك الوقت، طيبة تخرج تلقائياً لتفهم الأشياء ببساطة ودون تعقيد، تذكرها بود ورضا ورغبة على البقاء متمسكاً بها رغم الإحباطات المتتالية من الواقع ونشرات الأخبار والمساحات السوداء التي تتسع يوماً بعد يوم وتحاول هزيمة تلك البذرة.
تذكر المرة الأولى التي سمع فيها المقطع "قالوا لي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني"، فهمها يومها على النحو الذي يتناغم مع طيبته المقيمة، فاطمئن أن الود مقيم وثابت. "هو افتكرني عشان ينساني"، فسّرها على أنها تعني "لا يمكن أن ينساني بعد أن افتكرني" أو "كيف يمكن أن ينساني بعد أن افتكرني؟"، أو شيء من هذا القبيل، لم يخطر بباله أنها تعني "وهل افتكرني أصلاً حتى ينساني؟"، المعنى الذي اكتشفه عند سماع المقطع ثانية.
أعاد سماعها ثانية مهموماً من هذا اليأس، ركّز جيداً وبحث عن ثغرة إيجابية ليستعيد طيبته التي جرحت، ركز على "بتشمتوا ليه، هو افتكرني عشان ينساني....."، فانفتحت له نافذة تفاؤل، خاب الشامتون، فلا مكان إذن للشماتة، فهو على هذا الحال من قبل ولا جديد في الأمر، إنه كما يقول المثل "خد معود على اللطيم" وبالتالي فالشماتة مجرد سهم طائش لا يصيب روحه. فرح للنتيجة التي توصل إليها وردد مع المغني المقطع الأخير من الأغنية بصوت مسموع. انتشى إذ انتصر على الشامتين المتربصين بطيبته.
(3) انتظار
أغاني فيروز مادة الافتتاح لأكثر من محطة إذاعية، يشربها مع قهوة الصباح فيصبح للقهوة طعم آخر.
أغنية فيروز التي سمعها هذا الصباح قبل أن يخرج من البيت جرحته، ها هو ذا يقف وحيداً، يقلّب كلمات الأغنية على وجوهها المتعددة، "نطرونا كثير كثير، لا عرفوا أسامينا ولا عرفنا أساميهم". وبعدها " قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس وتشتي الدني ويحملوا شمسية، وأنا بأيام الصحو ما حدا نطرني". وقف وطال انتظاره. لم ينتظره أحد حتى في هذا اليوم الجميل من أيام الربيع. الجو جيد للانتظار، ربيع مشرق وشمس رحيمة تبعث الدفء في الجلد وتعبره إلى القلب.
حدّث نفسه، إذا لم يكن أحد في انتظارك، فهل يعنيك من ينتظر على مفارق الدروب تحت زخّ المطر، حاملاً شمسية أو ناسياً نفسه تحت المطر بدونها؟
طال انتظاره دون طائل، قرر أن يمشي بدل البقاء أسيراً لسجن الانتظار، واعتبر أن الشمس الدافئة كانت تنتظره منذ الأمس على مفارق الغيوم وترسل له رسائل الاستقبال خيوطاً متواصلة من الضياء والدفء على الرصيف. فرح بهذا الانتظار وسار متأبطاً شعاع الشمس حبيباً لا يخلف مواعيد الانتظار.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستاذ أنيس إلى إشعار آخر-قصة قصيرة
- واحة-قصة قصيرة
- إعادة الإعادة في نشر دون إفادة
- حزن الصّور-قصة قصيرة
- خواجا-قصة قصيرة
- تمنيات القنطرة على حجر الغالق-نص
- أخلاق حميدة-قصة قصيرة
- أيّ شاطئ هذا؟قصة قصيرة
- طائر النعاس-قصة قصيرة
- ضباب هنا....ضباب هناك
- محادثة-قصة قصيرة
- في حضرة هذا المشهد
- محطات-قصة قصيرة
- وجه مضيء-قصة قصيرة
- هالة أقلّ-قصة قصيرة
- غريبان وغريب
- نضجت-قصة
- ما الذي يسبح في الهواء
- في حافلة
- سهلة كثير-قصة قصيرة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - ثلاث قصص قصيرة جدا