أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - في الذكرى الثانية لإنتفاضة تشرين المجيدة، بين التقدم والتراجع!!















المزيد.....

في الذكرى الثانية لإنتفاضة تشرين المجيدة، بين التقدم والتراجع!!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 08:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نستذكر هذه الأيام إنتفاضة تشرين المجيدة التي إندلعت في العام 2019 تشرين الأول، والتي إشتركت فيها فئات إجتماعية متعددة شبابية، وكسبة وفقراء ومثقفين وطلبة وكادحين حيث كسبت الإنتفاضة تعاطف واسع من قبل الشعب العراقي وعند الإستذكار لابدّ لنا من تقييم الإنتفاضة وندرس عوامل قوتها وضعفها، وكيف تقدمت وتحولت من مطالب خدمية بسيطة إلى مطالب سياسية بل إندفعت نحو المطالبة بالتغيير السياسي ومحاكمة الطبقة السياسية التي إنتجت خلال حكمها نظام سياسي فاشل إعتمد منهج متخلف وهو المحاصصة الطائفية والإثنية والقومية والسياسية مرتكزين على الديمقراطية التوافقية ولفترة تجاوزت السبعة عشر عاماً حيث تحولت البلاد تحت نظام المحاصصة إلى مقاطعات ومدن وأحياء سكنية ومحافظات مغلقة تابعة للطبقة السياسية المتنفذة وأحزابها ومليشياتها ، وتهميش مؤسسات الدولة وجعل النظام الديمقراطي الدستوري في حالة وهمية غير ملموسة ومن هذا المنطلق ساد الفساد والتدهور المالي والإقتصادي والخدمي والصحي والتعليمي والثقافي و لم يتوقف الأمر عند هذا المستوى بل أكثر من ذلك فعلى مستوى الوزارات والمديريات العامة ثم فتح مكاتب إقتصادية خاصة بالأحزاب المتنفذة لأجل عقد الصفقات التجارية التي تخص المشاريع الحكومية .كذلك ما يخص حالة الديمقراطية وتدهورها في العراق وحقوق الإنسان والإخفاء القسري والإعتقالات والحجز والإغتيالات تجاه الناشطين وكذلك ممارسة التعذيب والأساليب القديمة المستعملة في العهد الدكتاتوري بإنتزاع الإعترافات من المتهمين دون الإلتزام بالقوانين والدستور الذي يمنع الممارسات التي تخص حرية الإنسان وحرية التعبير والحريات الأخرى . وكما نعلم بأن مايدور في العراق ليس صراعاً سياسياً عابراً بل هو صراع طبقي عميق ومحتدم أنتج أزمة مستعصية على كل الجوانب ومنها الصراع حول السلطة والهيمنة والنفوذ . وعند دراسة وتقييم الإنتفاضة ننطلق ا-من الواقع الاجتماعي، من الطبقات ومصالحها في أسبقية أو أولوية الواقع على الوعي ب- دراسة الظاهرة في إطارها المجتمعي أي الكشف عن الظاهرة بعد تحديد ملامحها . ج- يتم دراسة الإنتفاضات الشعبية في إطارها التأريخي أي تحديد الملامح التأريخية إنطلاقاً من مستوى تطور القوى المنتجة وإدراك العمق التأريخي للظاهرة المدروسة . د- الإنطلاق من الصيرورة المجتمعية وصيرورة الظاهرة المدروسة .
فضلاً عن ما ورد أعلاه يتطلب الأمر دراسة توزيع القوى السياسية على الساحة العراقية ،و داخل البرلمان -السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والقضائية ومعرفة التوازنات، حيث نجد إن هيمنة محورأحزاب الإسلام السياسي هو الذي له الأغلبية ومن خلاله تشكل الحكومات مع توزيع توافقي محاصصي بين ممثلي الطائفتين الكبيرتين . ولتمسكهم بالسلطة البرلمانية من خلال الطرق الشرعية وغير الشرعية ولغرض تمثيل مطالب المنتفضين يتطلب العمل على تغيير تلك التوازنات. إنما حدث في إنتخابات 2018 هو تزويرها وحرق صناديق الإقتراع وتوزيع المال السياسي وكذلك التهديد والترغيب وإستخدام القوة والعنف من أجل إجبار المواطنين على الإنتخاب خارج إرادتهم. حيث كانت المشاركة فيها متدنية جداً وحصل صراع داخل مجلس النواب تبعاً لهذه النتائج . ومن خلال ذلك نشأت حكومة إزدادت تعسفاً وإصراراً على منهجها ودورها الخاطيئ ونتيجة عوامل متراكمة منها التفاوت الاجتماعي، العامل الاقتصادي، إرتفاع البطالة، و تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي وإبعاد الدولة عن الحقل الاقتصادي أي الخصخصة كما صاحب ذلك إحتكار السلطة، وسيادة النزعة البوليسية وممارسة القمع والإضطهاد، إنتشار الفساد المالي والإداري، نهب المال العام، التلاعب بالدستور والقوانين .
ولهذا وبعد تفاقم الأوضاع السياسية والإقتصادية وإرتفاع خط الفقر والتدهور الصحي والخدمي وإنتشار البطالة والأمية بدأ الغليان يتصاعد والوصول إلى إستنتاج بأن الطبقة السياسية لاتنفذ وعودها الانتخابية وإن الأوضاع تتجه من سيئ إلى أسوأ مما دفع جماهير الشعب الغاضبة بالخروج في تظاهرات عام2019 الإحتجاجية إلى ان تحولت إلى إنتفاضة شعبية عمت معظم المدن والمحافظات وبين الأول من تشرين الأول والخامس والعشرين منه إزداد زخم الإنتفاضة وأخذت تمتلك الوعي في التوجه المنظم نحو التنظيم والتنسيق والمطالبة بإسقاط حكومة عادل عبد المهدي والذي وافق البرلمان على إستقالته.
وبعد تلكأ طويل تمّ تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي في7/مايس/2020 لتتوجه البلاد نحو مرحلة إنتقالية بعد نيلها ثقة البرلمان وبعد أن قدمّ الكاظمي برنامجه الحكومي والذي تضمن تنفيذ مطالب الإنتفاضة ومنها وفي المقدمة إجراء انتخابات مبكرة في السادس من حزيران 2021 ومعالجة الملفات الساخنة والملف الأمني وحصر السلاح بيد الدولة، ملف العلاقات الخارجية، ملف المليشيات وغيرها ووضع برنامج حل الأزمات الاقتصادية والخدمية والصناعية وغيرها ولكن الكاظمي لم ينجح بفعل التدخل الإيراني والإقليمي والدولي. كما لم يستطع تنفيذ وعده بإجراء انتخابات مبكرة ومدد الموعد إلى العاشر من تشرين الأول 2021 . لقد كان لأحزاب الطبقة السياسية المتنفذة دور في الهيمنة على الدولة والتي إعتبرت نفسها ومليشياتها فوق القانون والدستور ومن خلال نظرة سريعة على المشهد السياسي في العراق الذي تميز ببؤر الفساد، والحكومة العميقة، والدولة واللادولة والتمرد على سلطة القانون وتجميد المواد الدستورية، مشكلة المنافذ الحدودية والتهريب، الصادرات والواردات وفساد القضاء وضعف دور مجلس النواب، المكاتب الاقتصادية، أزمة الحشد الشعبي ، الأمن الداخلي وحماية المواطنين دفع المنتفضين للنهوض الثوري والذي جعل الطبقة السياسية ولأول مرة تخاف هذا النهوض والعزم لدى الجماهير كما إن الأجهزة الأمنية فقدت توازنها وشرعت بإستخدام كل الأدوات والأساليب من أجل ‘نهاء الإنتفاضة حيث إزدادت التظاهرات عنفاً مما أدى إلى إستشهاد 800 شهيد وآلاف الجرحى وآلالف المعتقلين وكذلك التوجه إلى أسلوب الإغتيالات المشين ضد النشطاء وبعد إن جاءت حكومة الكاظمي إستخدمت الترغيب والإغراءات مع القيادات الشابة وقد إتسعت التظاهرات في معظم المحافظات والإنتقال إلى العصيان في الساحات العامة ونصب الخيم وتوسعت ظاهرة التنظيم وتوزيع المواد الغذائية على المعتصمين كما تم تنظيم إعلام الإنتفاضة وإلقاء محاضرات ومركزة الخطابات .
لقد أوجدت الإنتفاضة شعاراتها بمحاولة توحيد صفوفها وم إيجاد قيادة سياسية لها بالتنسيق مع الجميع حول شعار (نريد وطن) للتعبيرعن الهوية الوطنية . ولكن ظروف كورونا ومخاطرها إعادت الأجواء للتآمر على الإنتفاضة وتفريقها وأولها تأجيل الانتخابات المبكرة من حزيران إلى العاشر من تشرين الأول لغرض ضمان التحضيرات والفوز للقوى المتنفذة، كذلك إيجاد مفوضية غير مستقلة ، إصدار قانون انتخابات مجلس النواب رقم 9 لسنة 2020 والذي ألغى التمثيل النسبي وإتباع نظام الدوائر المتعددة لغرض تشتيت الأصوات، وضمان سيطرة المليشيات والأحزاب المتنفذة على المناطق والدوائر الصغيرة ، وفسح المجال إلى العشائر بأن تأخذ دور في السيطرة على سكان المناطق باسم العشيرة لصالح مرشح فاسد معين أو يتبع المتنفذين . مع إستخدام المال السياسي وأموال الدولة لغرض الدعايات . لقد وضع قانون الانتخابات الناخبين في متاهة ، مع تأسيس قواعد للتزوير( المعروفة تكنلوجياً) .
بعد أن نجحت الإنتفاضة في توحيد قوى الشعب المخلصة وحققت التقدم نحو التغيير من خلال تنظيم أعمال وحراك الجماهير بدأ التراجع من خلال إستخدام العنف المفرط وإغتيال الناشطين والتهديد المستمر مما أضعف الإنتفاضة . كما ساهمت الحكومة في ذلك من خلال عدم الكشف عن قتلة المتظاهرين ، و حيتان الفساد ، لم تستطع الحكومة إنتزاع السلاح من المليشيات ، التخريب الاقتصادي المستمر وكذلك بسبب (التركيز على الطابع الريعي وإستحواذ القوى المتنفذة على موارد البلد وتحولهم إلى منظمومة حاكمة مستحوذة على مقدرات البلاد، تراكمت لديهم الثروة والنفوذ والسلطة مادياً وعسكرياً وإعلامياً ) إن هذه الأقلية التي تمتلك الثروة والجاه تؤثر على كل مفاصل الدولة بما فيها العملية الانتخابية .
لقد عانت الإنتفاضة من نقاط ضعف بجانب النقاط الإيجابية وهذه النقاط هي 1- شعار خاطيئ إستهدف كل الأحزاب بما فيها القوى الديمقراطية والمدنية، 2-غياب الوعي بالعمل السياسي المنظم وكيفية إستخدام كافة الأساليب السلمية 3- عدم وجود قيادة سياسية وتنظيمية للإنتفاضة 4-الصراع داخل قوى الإنتفاضة والإنقسام والصراع بين الزعامات 5- الإنقسامات أدت إلى تعدد أماكن التجمع الجماهيري 6- مجاميع داخل التظاهرات تلجأ إلى أساليب تصعيدية بإتجاه مواجهة القوات الأمنية 7- كما هناك مجموعة تحمل إجندات لتخريب التظاهرات وتخريب خيم الإعتصام 8- كما هناك مليشيات تسللت إلى التظاهرات عن طريق السيارات 9- وكلما إزداد زخم الإنتفاضة تدخل مجاميع موجهة تعمل على التصادم مع المتظاهرين .
هناك أشكال للنضال السلمي والذي يشمل 1-تنظيم المذكرات الإحتجاجية 2-الوقفات والتظاهرات 3-الإعتصامات 4-الإحتجاجات المطلبية القطاعية والخدمية المناطقية وتنظيم الإضرابات .
الخلاصة إستعادت الإنتفاضة الدروس التأريخية لنضال الشعب العراقي الطويل عبر عقود، كما أصبح من الضروري أن تتوحد قوى الإنتفاضة مع القوى المدنية والديمقراطية والعمل على تأسيس أحزاب جديدة من قوى الإنتفاضة لكي تلعب دوراً بارزاً في العمل الجماهيري القادم وتحقيق مطالب الشعب في التغيير .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات عودة طالبان والسيناريوهات المُحتملة والموقف الدولي
- طالبان تعود من جديد ...!! إفغانستان بين الفوضى والإرهاب
- الانتخابات العراقية بين المقاطعة الإيجابية أو السلبية وبين ا ...
- السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(2)
- السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(1)
- السياسي والسياسة صراع بين الرديْ والجيد!!
- إختلاف الرؤى السياسية حول النظام السياسي والسلطة والدولة !!
- قضية الشعب الفلسطيني تعود للصدارة من جديد !!
- إنهم يصادرون أصوات الخارج !!
- كارثة حريق مستشفى أبن الخطيب جريمة بحق المرضى والشعب العراقي
- ذكرى سقوط النظام الدكتاتوري والآمال المُحبطة !!
- مشروع قانون المحكمة الإتحادية وموقف القوى المدنية والديمقراط ...
- ليعم السلام والمحبة أرض العراق !
- الانتخابات المبكرة بين التأجيل والإلغاء!
- الكتل المتنفذة ترفض التغييرولاتريد تلبية مطالب الشعب !
- الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!
- التعذيب ومشروع قانون مناهضة التعذيب في العراق
- تأملات وتحليلات لمناسبة حلول العام الجديد 2021
- الإنتفاضة مستمرة وشعلتها لاتنطفئ !! كفى قتلاً لشباب إنتفاضة ...
- لابدّ من تفكبك المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة لأجل التغي ...


المزيد.....




- ت.ب.ج.م// تقديم لمقال البديل الجذري تحت عنوان: ذكرى انتفاضة ...
- اجهزة السلطة تطلق النار وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين دعما لل ...
- من المصالحة إلى الوحدة الوطنية
- مرحبًا بكم في مستشفى الألعاب في كاراكاس.. حيث العطاء يعيد ال ...
- قانون الدعم المصري الجديد.. توسيع للضمان أم إجحاف بالفقراء؟ ...
- تجديد حبس رسام الكاريكاتير أشرف عمر 45 يومًا
- في ندوة بحزب العيش والحرية: الحكومة تدعم أرخص سلّة غذائية مم ...
- نستوضح مسارنا: نحو إجابات اشتراكية من السودان وإليه
- بيان مشترك للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تضامناَ مع ال ...
- في ذكرى رحيل الفقيد سعيد الشاوي: وقفة تأمل حول الحوار القطاع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - في الذكرى الثانية لإنتفاضة تشرين المجيدة، بين التقدم والتراجع!!