أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(2)















المزيد.....

السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(2)


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولنا في الحلقة الأولى بعض المصطلحات وهي علم النفس بصورة عامة وحول تأريخ علم النفس الذي كان مسرحاً للصراع بين الفلسفتين المادية والمثالية والمشكلة الأساسية بينهما هي طبيعة النفس . وبينّا بأن علم النفس الحديث يضم إلى جانب علم النفس العام عدد من العلوم النفسية ومنها علم النفس السياسي .وتطرقنا إلى تعريف السياسي وهو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال التأثير على صنع القرار السياسي أو الشخص الذي يؤثر على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية وهذا يرتبط بنشاط الأنا وتحركها بإتجاه إستثمار المنصب والتخطيط وفق المنهج الإنتهازي والميكافيلي بأعتبار ( الغاية تبرر الوسيلة ) مهما كانت هذه الوسيلة بشعة أو إجرامية .ثم تناولنا مصطلح السياسة وعلم النفس السياسي والشخصية السياسية والتسلطية. ولكي نشبع مفهوم علم النفس السياسي، لابدَّ لنا التعمق في هذا المفهوم فعلم النفس السياسي هو أحد أشكال علم النفس، يهتم بشرح الظواهر السياسية من وجهة نظر قوانين علم النفس ومفاهيمه. هو مجال للبحث العلمي الاجتماعي ، وجذوره راسخة في العلوم السياسية وعلم النفس وله علاقة قوية بعلوم الاجتماع والإقتصاد ويهتم علم النفس السياسي بالسلوك الجماهيري مثل تأثير الرأي العام في سياسات الحكومة وكيفية تصويت الجماهير في الانتخابات وغيرها من النشاطات .كما يركز علم النفس السياسي على سلوك النخبة السياسية وكيف تشكل تصورات النخبة سياسات الحكومة وتأثير الشخصية في القيادة وصنع القرار في السياسة الخارجية . علم النفس السياسي يحاول فهم سبب وقوع الأحداث السياسية .
نشأة علم النفس السياسي :- لقد أهتم علماء الاجتماع بدراسة التأثير الحديث لعلم النفس في السياسة منذ عشرينيات القرن الماضي ولكن علم النفس السياسي يُعد من الناحية الأكاديمية مجالاً جديداً وكان من علماء الاجتماع (هارولد لاسسويل) الذين درسوا علاقة علم النفس بالسياسة. شهد عام 1977 تأسيس الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي ISPP لقد ركز علم النفس السياسي على تفسير الظواهر السياسية وذلك بسبب سيطرة رجال السياسة على المجال مدة أربعين سنة. لقد ساهم عالم الأعصاب النمساوي -الأمريكي سيغموند فرويد في إرساء نظريات علم النفس السياسي من خلال نظريته الشهيرة وهي( نظرية التحليل النفسي ) والتي تحقق في تأثير الدوافع اللاشعورية في السلوك البشري حيث ذكر فرويد أن سلوك القائد يتحدد من خلال تفاعل أنظمة ثلاثة وهي ( الهُوَ والأنا والأنا العليا ) فرويد أراد بهذا المصطلح الأشارة إلى العقل الباطن أو العقل اللاواعي وإلى القسم المندفع في شخصية الفرد خاصة ما يتعلق بالرغبات الجنسية والإندفاعات العدوانية. ومن خلال نظرية التحليل النفسي إستطاع العلماء توقع قرارات القادة السياسيين والدوافع والإستراتيجيات المتبعة من قبلهم . وبهذا الخصوص تمّ إنشاء دوائر ضمن المؤسسات المخابرتية ومنها السي آي أي وبالتعاون مع علماء النفس بدراسة سلوك الشخصيات السياسية ووضع بروفايل( وهو مستند أو ملف يشتمل على كافة البيانات الشخصية المتعلقة بالفرد يتضمن الأسم وتأريخ الميلاد والجنسية والعنوان والبروفايل عبارة عن السيرة الذاتية ) لكل فرد سياسي تشمل تأريخ السياسي من الناحية النفسية والسلوكية والبيئية والسياسية والقرارات وحياته الاجتماعية ووضع جميع المعلومات ضمن أرشيف يتم الإستفادة منه عند دراسة التوقعات والقرارات الإفتراضية وردود الأفعال كما جرى عند تحليل العديد من الشخصيات السياسية والقادة في القرن الماضي ولاحقاً المعاصرين.
حدد عالم النفس الاجتماعي الأمريكي ويليام ماكجواير ثلاث مراحل تطور خلالها علم النفس السياسي وهي 1- مرحلة دراسات الشخصية :- وهي المرحلة التي بدأت في الأربعينيات وأستمرت حتى خمسينيات القرن الماضي وسيطر عليها التحليل النفسي لشخصية القادة السياسيين وظهور مايسمى بالسيرة الذاتية
2- مرحلة المواقف السياسية ودراسة السلوك الإنتخابي :- كان ذلك في الستينيات والسبعينيات وتتميز هذه المرحلة بدراسة الإتجاهات السياسية وتصنيفها.
3- حقبة البحث في الإعتقادات السياسية :- كانت في الثمانينيات والتسعينيات وركزت على المعتقدات السياسية والسياسات الدولية ومعالجة المعلومات وإتخاذ القرار .
كما يمكن تقسيم الموضوعات التي يتناولها علم النفس السياسي إلى أربعة أنواع وهي :-
1- الأهتمام بدراسة الفرد وسلوكه السياسي من خلال دراسة الشخصية 2- يهتم بدراسة المجموعات من خلال دراسة الأنماط الجماعية والعرقيات والتمييز العنصري، وكيفية إتخاذ المجموع للقرار السياسي وغيرها التي لها علاقة بالعملية السياسية. 3- يهتم بدراسة الشخصيات القيادية أو النخب المؤثرة في صنع القرار السياسي وبصورة دقيقة حتى يمكن التنبؤ بطبيعة القرارات التي يمكن أن يتخذها قائد ما، أذا ما واجه موقفاً أو حدثاً معيناً . 4- يهتم بدراسة العنف السياسي ولاسيما الأرهاب وهو فرع حديث نسبياً قدمت من خلاله العديد من الدراسات، لاسيما أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويشمل الأبادة الجماعية والتطهير العرقي، وغير ذلك من الموضوعات التي تسلط الضوء على دوافع العنف السياسي .
وتأتي أهمية علم النفس السياسي من خلال الدمج بين تخصصين مختلفين وهما السياسة وعلم النفس . والنقطة المهمة بالنسبة لعلماء علم النفس السياسي هو فهم السياق للسلوك السياسي . عالم النفس الأمريكي روبرت لافين الذي يعتقد بأنه يمكن أن يؤدي مجال الدرلسات في علم النفس السياسي إلى :-
وعي علماء النفس بالتطبيق العملي للنظرية النفسية داخل مجال السياسة، وفائدة السياسة كوسيلة لتطوير وصقل النظرية النفسية، تعميق فهم رجال السياسة للجذور النفسية للسلوك السياسي . ولهذا نجد أن دمج السياسة وعلم النفس سوف يفسر لماذا يتصرف القادة بطريقة معينة، ويكشف ماهي الشخصية القيادية التي يحبها الناس، يحقق الأسباب التي تجعل الناس يصوتون لفرد أو حزب معين ، بفسر التغيرات في السلوك الإنتخابي . وعندما يدرس علماء النفس السياسي صنع القرار السياسي ، والعمل السياسي والمواقف السياسية، من خلال منظور عمليات نفسية تتكشف في أذهان السياسيين وأصحاب القرار وهذا يرتبط بمفاهيم علم النفس السياسي للمجتمع .
أعدت الباحثة إيناس صبري عبد المنعم – من المركز الديمقراطي العربي دراسة حول علم النفس السياسي وسيكولجية القادة والجماهير :-جاء في مقدمة الدراسة يهتم علم النفس البشري العام بتفسير تلك الطبيعة الإنسانية وإختلاف الطبائع البشرية من فرد لآخر وأثر البيئة المحيطة الخارجية بالبيئة النفسية الداخلية للفرد وأن مستوى العلاقة بين علم النفس الإنسان وعلم السياسة فسنجد أنه فروع هذا العلم تتنوع إلى نظريات سياسية وعلاقات دولية ونظم سياسية وسياسات عامة وخارجية وتنظيمات وقوانين دولية وغيرها من الفروع .
السؤال هل الطبيعة والبنية السيكولوجية للقادة السياسيين والساسة ورجال الدين هي التي تدفع للحروب وإنهيار الأمم مثل هتلر ، موسيليني ، فرانكو أو أبو بكر البغدادي ؟ هل تختلف أسباب قيام الثورات من شعب لآخر، وهل ستندلع الحروب الدامية بعد صعود اليمين المتطرف وظهور نظرية الدومينو أو ظاهرة إنتشار العدوى كيف تطورت ظواهر العنف والتطرف والقتل والتخلف والفقر والفساد بين الشعوب بل بين أبناء الشعب الواحد ؟ وهل الثورات تغير كل شيئ إلا الإنسان؟
لقد تناول البحث أو الدراسة عدة مباحث فالمبحث الأول تناول الإطار المفاهيمي لعلم النفس السياسي وحول عدد من السايكولوجيات وهي سيكولوجية السلطة ، والإستبداد ، والتعذيب ، والجماهير والعلاقة بين الجماهير والسلطة، المعاررضة والتطرف والعنف والفساد، القادة وبعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع السياسي والإجتماعي . والمبحث الثاني :- التحليل السيكولوجي لبعض الثورات والقادة والشخصيات السياسية .
لقد ساعد علم النفس السياسي على نفهم الأوضاع السياسية ودور الجماهير والأفراد والتعرف على المتغيرات السياسية التي نتجت ومن خلال التحليل العلمي المادي التاريخي والإقتصادي لهذه المتغيرات . فالتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية تبين لنا التطور الذي حصل في المجتمعات البشرية بعد تقسيم العمل وإنقسام المجتمع إلى طبقات وحسب مفهوم ماركس فأن كل تشكيلة إجتماعية إقتصادية جديدة كانت تحقق تقدم إجتماعي . فالبحث في إسنغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وفقدان العدالة الاجتماعية ونشوء الصراع الطبقي حول إنعدام العدالة والإستيلاء على ثروات الشعوب وغيرها من العوامل . يصاحب ذلك ظهور حكام وأفراد وسلطات تعسفية دكتاتورية تدار من قبل أحزاب وشخصيات سياسية محملّة بالحقد والكره الطبقي فتمارس الإستبداد والتعسف والتعذيب من أجل قهر الطبقة المستغَلة وهنا يأتي دور مجموعة من البشر كأدوات تنفذ سياسة قياداتها السياسية سواء التعذيب حتى الموت، الإغتيالات، التآمر والإرهاب. وكل شخصية سياسية سواء أن كانت إنتهازية أو وصولية أو فاسدة أو تتميز بالسادية والسلوك السياسي المنحرف وبالنسبة للدكتاتور يستخدم أبشع أنواع أساليب العنف، ويقتل كل من يعارضه وحسب القلق والإضطراب والخوف من الشعب وكذلك يميل إلى المغامرة في تأجيج الحروب وقتل الملايين من البشر لأجل الإستيلاء على أراضي الغير وضمان المصالح الإقثصادية والسياسية .. فهذه الشخصيات لها تأريخ نفساني سيئ بسبب حالة الطفولة، عقدة الإضطهاد، الوضع الاجتماعي، الحرمان، الإضطراب الجنسي ويعيش حالات الإنزواء سريع الغضب يتميز بالكآبة وجنون العظمة. ونجده كذلك الإنفراد برأيه وحب الظهور و إلقاءالخطابات الرنانة، ولديه قابلية على التحشيد من خلال حزبه الذي يتزعمه من أجل التدمير كما يتميز بالعنصرية والفصل العنصري .
المصادر :الموسوعة الفلسفية ، التحليل النفسي /فرويد ، الموسوعة وكيبيديا ، وايلد دوفان -رئيس مكتب الخدمات الستراتيجية ، المحلل النفس لامجلر ، الباحثة إيناس صبري ، علم النفس السلوكي د. محمود الرزاز



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(1)
- السياسي والسياسة صراع بين الرديْ والجيد!!
- إختلاف الرؤى السياسية حول النظام السياسي والسلطة والدولة !!
- قضية الشعب الفلسطيني تعود للصدارة من جديد !!
- إنهم يصادرون أصوات الخارج !!
- كارثة حريق مستشفى أبن الخطيب جريمة بحق المرضى والشعب العراقي
- ذكرى سقوط النظام الدكتاتوري والآمال المُحبطة !!
- مشروع قانون المحكمة الإتحادية وموقف القوى المدنية والديمقراط ...
- ليعم السلام والمحبة أرض العراق !
- الانتخابات المبكرة بين التأجيل والإلغاء!
- الكتل المتنفذة ترفض التغييرولاتريد تلبية مطالب الشعب !
- الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!
- التعذيب ومشروع قانون مناهضة التعذيب في العراق
- تأملات وتحليلات لمناسبة حلول العام الجديد 2021
- الإنتفاضة مستمرة وشعلتها لاتنطفئ !! كفى قتلاً لشباب إنتفاضة ...
- لابدّ من تفكبك المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة لأجل التغي ...
- الشعب الأمريكي يحسم نتائج الانتخابات لصالح بايدن!
- لكي لاننسى
- إنتفاضة تشرين في ذكراها السنوية .....والتحديات القادمة!!
- الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - السياسيون والسياسة وعلم النفس السياسي ح(2)