أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة















المزيد.....

الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتناول في الحلقة الثالثة موضوع الدولة العميقة التي أصبحت معروفة على نطاق واسع والتي تعتبر خارج القيم والتقاليد الديمقراطية والتي تتعامل مع القوى المعارضة بعنف وشراسة وولوج طريق التآمر من أجل تصفية المعارضين والمحتجين على الدولة أو الحكومة المعلنة والرسمية والتي تعتبر الظهير الخفي والسري للحكومة الرسمية والتي تلعب دوراً خطيراً لأجل حماية الطبقة السياسية الحاكمة والمستفيدة من نفوذها وشبكاتها. ماهو تعريف الدولة العميقة؟ ومتى نشأت؟
الدولة العميقة:-تسمى ايضاً بالدولة المتجذرة أو دولة داخل دولة وهو مفهوم شائع غير إختصاصي يستخدم لوصف أجهزة حكم غير منتخبة تتحكم بمصير الدولة(كالجيش أو المؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية أو الأحزاب الحاكمة )......وكيبيديا. ومن أهم واجباتها هو الحفاظ على مصالح الدولة كنظام حكم من خلال عناصرها الموجودة في مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية حيث تعمل هذه العناصر على أهداف مشتركة من التأثير على توجيه مؤسسات الدولة الرسمية وقراراتها الرسمية.
نشأ مصطلح الدولة العميقة أولاً في تركيا للتعبير عن شبكات من المجموعات العسكرية وضباط القوات المسلحة والذين أخذوا على عاتقهم حماية علمانية الدولة التركية بعد قيامها على يد مصطفى كمال أتاتورك ومحاربة أي حركة أو فكر أو حزب أو حكومة تهدد مبادئ الدولة التركية العلمانية حيث إعتبر أول تعريف للدولة العميقة. الولايات المتحدة الأمريكية برز فيها مفهوم الدولة العميقة مع إنشاء الوكالة المركزية للإستخبارات الأمريكية حيث أصبحت الدولة العميقة فيها تتمثل في شبكات السلطة السياسية في واشنطن والسلطة الاقتصادية والمالية في وول ستريت، والتي تعمل على حماية مجموعة من شبكات المصالح المختلفة. ومن أبرز وسائل الدولة العميقة وأدواتها إستخدام 1-العنف في إطار حالات إستثنائية خارج القانون وهو مايعرف بحالة الإستثناء، وبدعوى الحفاظ على الأمن القومي من الخطر الخارجي مع إفتراض وجود عدو مترصد ولابدّ من التأهب دائماً لصده عن ما يشكله من تهديد 2-قمع المعارضين 3-إستغلال المؤسسات الدينية التي تسيطر عليها الدولة لتبرير تلك الإجراءات من الناحية الدينية 4- إستخدام الكذب و الحيل والخداع والغش لغرض التأثير على المواطن ونشرالإشاعات السلبية 5- إسلوب الإغتيالات والتي تسمى بالعمليات القذرة 6-الجهات العسكرية السيادية إمتلاك العديد من الشركات الإستثمارية 7-التغلغل داخل الأجهزة الإدارية والتنفيذية. يذكر العالم السياسي جورج فريدمان بأن الدولة العميقة موجودة منذ عام 1871 في أمريكا ومستمرة تحت إشراف الحكومة الفيدرالية بمعنى إن الدولة العميقة أو تسمى بعض الأحيان بالحكومة الخفية هي مجتمعات إلإستخبارات ليس لديها رقابة كما قال ذلك السناتور راندبول في 20 آذار 2018 كما يذكر "الدولة العميقة تريد ان تبقي الجميع في الظلام ، هذا أمر مثير للسخرية" كما إرتبط مصطلح الدولة العميقة في أمريكا بالمجمع الصناعي العسكري و دوره في إثارة المخاطر .
الدولة العميقة في العراق:-يعود تأريخ نشوء الدولة العميقة في العراق إلى النظام الدكتاتوري السابق من خلال تأسيس أنظمة المخابرات والإستخبارات والدوائر الأمنية وكان واجب هذه الدوائر الخفية أن تقوم بحماية النظام الدكتاتوري وإعيدت هذه التشكيلات بعد سقوط النظام عام 2003م " استخدام تعريف الدولة العميقة على مايجري في العراق يمكن القول إنها تضم شبكة لإشخاص وقوى سياسية ومافيات فساد تلتقي مصالحهم معاً " الباحث لقاء مكي في حديث مع العربي الجديد وبحسب مسؤول مقرب من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي "إن حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي هو المؤسس للدولة العميقة بعد الإحتلال الأمريكي للعراق وأول من وزع موظفيه المنضوين في الحزب، في وزارات ودوائر الدولة بعدها دخلت على الخط منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري حيث إستولت المنظمة بعد مرور الوقت على أغلبية الوزارات لاسيما المرتبطة بوزارة الداخلية، من دوائر الجوازات والجنسية والإقامة وتحول الموظفين فيها إلى أصحاب أموال طائلة من جراء المساومات والرشى التي يفرضونها على المواطنين فضلاً عن بيع وشراء التعينات والمناصب في الهيئات الأمنية " كما يؤكد المسؤول بأن 75% من أمور الدولة والعراقيين تدار عبر الدولة العميقة خصوصاً بعد عام 2008م. القوى الخفية تمتلك الدعم السياسي والغطاء القانوني كونها تعتمد على موظفين حقيقيين في الدولة العراقية، إلا أن أعمالهم كلها لمصالحهم ومصالح أحزابهم. كما وضح أن "الدولة العميقة لن تنتهي في العراق إلا بسحب كل السلاح من أيدي المواطنين والعصابات والفصائل المسلحة " تشترك داخل الدولة العميقة في العراق قوى سياسية مرتبطة بالأحزاب الموالية أصلاً لإنظمة خارجية وأبرزها إيران، وقوى أمنية متمثلة في ضباط موالين لأحزابهم. لقد كان تعيين الموظفين في الدرجات الخاصة يتم الموافقة عليهم عن طريق البرلمان ولكن بعد 2008 م لم يتم عرض موظفي الدرجات الخاصة على البرلمان، وكانوا في أغلبهم متورطون في قضايا فساد. ويكتب الباحث والكاتب العراقي صباح ناهي:- الدولة العميقة هي بالحقيقة شبكة من الإرتباطات والمصالح والتحالفات الثانوية بين مجموعات وشلل سياسية تكون فوق القانون وغالباً فوق الدستور من خلال ما تقدم حول عرض مفهوم الدولة العميقة وبشكل مختصر، نستنتج من أن الدولة العميقة هي عملية إلتفاف على الديمقراطية الحقيقية وهي تعمل بالضد من إرادة الشعب، همها الحفاظ على مصالح الطبقة السياسية وأحزابها السياسية ومن خلال إجهزتها السرية الخفية تعمل بيد حديدية تضرب بها الشعب عندما ينتفض أو يجاهر بالمطالبة بحقوقه، والدولة العميقة تتوسع وتتضخم على حساب الشعب، كما إنها تعمل فوق القانون والدستور وتلجأ لكل الوسائل غير الشرعية من أجل أن ترسخ نفوذها كماهي لاتعترف بالدولة الرسمية ولابمؤسساتها وتعمل على مصادرة حقوق الشعب، متسلحة بأدواتها الخاصة من أجهور متطورة مستفيدة من الأنظمة الدكتاتورية ومن الفاشية والنازية في محاربة الشعب. ولديها مليشيات وفصائل مسلحة تعمل على تنفيذ ما يريده المتنفذين والذين لايعترفون بالديمقراطية وبحرية التعبير وبالإنتخابات. وكما حصل عند الإعتداء على المنتفضين السلميين والمتظاهرين القيام بسلسلة من الإغتيالات للناشطين المدنيين أوخطفهم القسري وزجهم في سجون سرية. فالدولة العميقة التي تتحكم بالدولة والحكومة الرسمية. ومن متطلبات التغيير هو إنهاء وجود الدولة العميقة وأجهزتها السرية وتجريد السلاح من المليشيات وحصره بيد الدولة وإنهاء الحالة الشاذة وهي الحكم المزدوج . إن مثال الدولة العميقة هو مثل سيئ يدلً على الإستهانه بالشعب وحقوقه وبرأيه وتحدي له وهو مصدر السلطات. الدولة العميقة أو الخفية لعبت دوراً خطيراً في أمن وإستقرار وسلام الشعوب والتي تعمل حسب نظرية المؤامرة ومن خلال الأجهزة المخابراتية والإقتصادية بخلق عدو إفتراضي والعمل على تأليب الشعوب ضد بعضها والتحشيد من أجل أن تنشب الحروب والتي تعود على الرأسماليين بالربح الوفير على حساب إبادة البشرية. فهي التي تعمل من أجل إنقاذ الرأسمالية المتوحشة والتي تمتلك وسائل الإبادة، من الأزمات والكساد والخسائر .
هيبة الدولة:- لقد أثير مفهوم هيبة الدولة بعد الإنتفاضات والتظاهرات التي عمت المنطقة العربية ودول أخرى من العالم ونتيجة لما تثيرها أجهزة الدولة العميقة من فوضى وإساءة للمتظاهرين ومطاليبهم والقيام بأعمال من حرق الممتلكات العامة أوسرقتها لأجل تشويه سمعة المتظاهرين وبالتالي طرح مفهوم (هيبة الدولة ) أي التعامل بالقوة من أجل إيقاف التخريب ولهذا بكل سهولة تستخدم القوة لتفريق المتظاهرين. وهيبة الدولة في نظر علم الاجتماع السياسي هي القادرة وحدها على صون المرتكزات الأخلاقية لأي ميثاق إجتماعي، بين مختلف مكونات الدولة وهيبة الدولة، أي دولة تصنعها أولآً العدالة بالقانون وفق مقومات تحمي الحريات والكرامة. ثانياً ممارسة المؤسسات الدستورية سيادتها حصراً. إن الهيبة تبدأ عملياً بمعاقبة المسؤولين الكبار قبل الصغار .كما تتعاظم عندما يشعرالمواطن مع الدولة بالأمن والأمان وبالحماية والعناية والرعاية. ومدى القدرة على تدخلها في أوقات الأزمات والشدائد وقدرتها على الحفاظ على التضامن الداخلي وإنسجام مكونات المجتمع . وتأتي هيبة الدولة من إلتزامها بالقانون والدستور وقوة دفاعها عن الوطن من التدخل الخارجي والحفاظ على إستقلالية قرارها الوطني. وليس من هيبة الدولة عندما تتغول على المجتمع وتبتلع نُخبه وتسلب حرية مواطنيه باسم الحفاظ على سلم مهزوز، وتفقد الدولة هيبتها عندما لايثق المجتمع في مؤسساتها أوعندما يشكك المواطن في قراراتها ويضيع العدل في محاكمها وتنتهك الحرمات في حضرتها. وذكر الدكتور نوفان العجارمة على صحيفة الرأي الحفاظ على هيبة الدولة يتطلب 1-إنفاذ القانون واجب ملقى على عاتق الدولة 2- إصلاح إداري حقيقي 3- مأسسة إنتقاء القيادات الإدارية أو الصف الأول من رجال الإدارة العامة 4- الشفافية أو صدق في الخطاب 5- إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية 6- إستقلال القضاء. إن هيبة الدولة تأتي من إحترامها للشعب، وأن لاتكون سلطة إستبدادية، والجميع سواسية أمام القانون والدستور، تحترم إرادة الشعب و تسهر على تلبية إحتياجات المواطنين.وأن تلتزم بالديمقراطية وفصل السلطات .
المصادر :-الموسوعة وكيبيديا، بصدد الدولة (ماركس -إنجلس)، مركز الروابط والدراسات الأستراتيجية والسياسية، العربي الجديد، والعديد من المقالات، صحيفة العرب،صحيفة الرأي



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2
- الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح1
- قوى التغيير والإصلاح في مواجهة الطبقة السياسية المتنفذة
- أتعلمُ أم أنت لاتعلمُ بأن جراح الضحايا فمُ
- مشروع قانون مناهضة العنف الأسري بين الرفض والقبول
- سلاماً لبنان ....سلاماً بيروت
- الانتخابات المُبكرة وغياب مجلس النواب عن المشهد السياسي !!
- الحراك الجماهيري الجديد ومسؤولية الحكومة المؤقتة
- رئيس الحكومة المؤقتة بين مطالب الشعب وبين سيطرة الكتل السياس ...
- ثورة 14 تموز المجيدة في ذكراها الثانية والستين !
- قانون الإقتراض المحلي والخارجي بين عجز الموازنة وبين الفساد ...
- سيادة القانون وسلطة الدستور
- مدارات وأزمات سياسية تحت ظل جائحة كورونا !
- الإحتجاجات والتظاهرات والسيناريو الجاهز!!
- الأطفال بين الحقوق وإستلابها !!
- ذكرى الإنتصار على النازية والفاشية
- رئيس مجلس الوزراء الجديد وبوصلة الشعب !!
- أزمة الرأسمالية الدورية وتداعيات فايروس كورونا المستجد
- تأرجح تشكيل الوزارة بين النجاح والفشل !!
- العنف ضد المرأة في ظل فايروس كورونا .......إلى أين ؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة