أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بشير الحامدي - أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأهلي الأحياء منهم والميتون














المزيد.....

أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأهلي الأحياء منهم والميتون


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 17:20
المحور: سيرة ذاتية
    


هي نصوص في أوراق مبعثرة عثر عليها أحد أصدقاء ناظم الحصري في أغراضه التي تركها في بيته قبل أن يختفي وأشيع بعد سنوات أنّ بقايا جثته وجدت مدفونة في مكان وعر على طريق أبيوس من روما إلى كابوا شمال مدينة نابولي الإيطالية.

الورقة الأولى

" إذا دخلت إفريقيا فوافق أو نافق أو غادر البلاد" وبخط مشوش عسير القراءة يبدو أن ناظم كاتبه كان وقتها مشوش الذهن محبطا وفي عجلة من أمره نقرأ أيضا: " يا لهذه الوجوه المتبدلة الرثة المتبلدة قد تحولت لحشود لا تصلح إلا للثكنات والحروب الخاسرة... تحرق مراكبها وتتجمع حول رمادها تباركه وتنتشي بعفونته وقد اختلط بالماء العطن وأحذية الجند المخلوعة ورائحة البارود وبقايا القش والذباب والدود والضفادع الميتة... أينك يا "هوراس"* لتشاهد الحشد و هو يعبر على البغال والحمير في اتجاه مزرعة الحيوان وكله نشوة بأصوات الميتين العائدين في أثواب بنفسجية بائدة..."وفي آخر الورقة وبحروف لا تكاد تتبيّن أضاف:
" صاح بي سيد الفلك قبل حلول السكينة
"أنج من بلد لم تعد فيه روح
قلت: طوبى لمن طعموا خبزه
في الزمان الحسن
وأداروا له الظهر يوم المحن...؟
ولنا المجد نحن الذين وقفنا
نتحدّى الدمار... ونأوي إلى جبل لا يموت
نأبى الفرار ونأبى النزوح..."

الورقة الثانية

"جاري في الشقة المقابلة الستاليني على طريقته ... يدافع عن التأميم وعن ديكتاتورية البروليتاريا وكثيرا ما يستوقفني في السلالم ليحدثني عن قرامشي وعن الكتلة التاريخية وعن الحزب الشيوعي وعن مجالس العمال في تورينو. شاهدته اليوم في مظاهرة، يرفع علم فينزويلا وصورة الرئيس شافاز وسمعته يخطب في الجمهور عن العهد الجديد والثورة وعن بونابارت وديغول وحسن نصر الله وعن الرئيس ماوتسيتونغ وعن المادية التاريخية والمادية الجدلية وعن الثورات المخملية ووطنية الحذاء العسكري والوطن المستعاد وعن الثورات المسروقة من القصر" ويبشر من حوله بالعهد الجديد والتغيير..."

الورقة الثالثة

"ساحة كبيرة تقع في قلب العاصمة قرب مربض لآليات عسكرية جديد هناك أمام تمثال برنزي لرجل لا يعرف عنه المارون كل يوم حذوه ووراءه وأمامه شيئا غير اسمه استوقفتني امرأة تصطحب معها طفلان وقالت: " قبل قليل وهنا بالقرب من هذه الساحة سكب أحد المارة البنزين على جسده وأشعل فيه النار...
يا لهول ما أقدم عليه! لماذا ترى يفعل كل ذلك؟ بلدنا بلد عجيب! وناسنا مساكين! وتريخنا ملهاة! وحاضرنا ملهاة!"
قلت: ربما يثأر من أمر ما أو ربما هو يثار من نفسه لا أكثر... المرضى سيدتي في بلادنا هذه الأيام كثر كثر والـ Schizophrénie تضرب وتضرب فلا تستغربي شيئا… ربما هو من هؤلاء المرضى.
قالت: لا اعتقد لقد كان يمشي قبل أن يقدم على حرق جسده بجانبي ولا تبدو على ملامحه أعراض هذا المرض ... لا أعتقد. وتركتني وسحبت الطفلين معها وذهبت.
واصلت طريقي تخترقني أفكار وأفكار فالنسخ المقَلَّدَة والبالية والرديئة والمنتفخة و"المضروبة" تنتشر وتتكاثر وتتعملق ... كل شيء يوظف كل شيء يسرق كل شيء يباع ويشترى ... "سمسارة" و"سمسار" الحلم كله يتوقف على وقف كل هذا ولكن لابد من إرادات أقوى من المستحيل!!!.

الورقة الرابعة

"لحم الحمير"
"لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى
و دمعة سدى". أمل دنقل
الورقة الرابعة ورقة مشظاة أقرب للتلف حبرها لا يكاد يرى وكلماتها القصيرة لا تكاد تقرا ولا يتبين منها إلا بعض الكلمات والأسماء " الحمر القصيرة والذباب بعدها هناك لطخة حبر كبيرة غطت على كتابة لا يتبين منها سوى .... يأتي ... مظفر ... ستروياديس... ويش ...محمد البوعـ...وكلمات أخرى يبدو أنها شتائم وسباب ولكن إسم عبد الرحمان الكافي يمكن تبينه بوضوح.
*"هوراس" هوشاعر غنائي ولد ابناً لعبد محرر في رما القديمة زمن أغسطس قيصر ابن أخ يوليوس قيصر.

28 سبتمبر 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجواز ...
- ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبير ...
- ملامح الوضع الراهن في تونس: السير حثيثا نحو نظام رئاسي بمعار ...
- متابعة ونقاش لمقال الصديق رزكار عقراوي: -أبرز الأسس الفكرية ...
- تونس: هل يستعد قيس سعيد لإعلان -ديمقراطية الاستفتاءات- التي ...
- تونس: ملف الفساد المالي في اتحاد الشغل
- لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم
- تونس: ما المطلوب اليوم المقاومة المستقلة من أجل مشروع للتغيي ...
- معارك الأغلبية الطبقية التي جيّرها قيس سعيد عبر حشود الطبقة ...
- في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للم ...
- متى يستفيق أنصار قيس سعيد أنهم خزان بيد شق من المنظومة الفاس ...
- تونس: بعض أسئلة للمعنيين ماذا بعدُ ؟ وعمّا تدافعون اليوم وأ ...
- تونس: قيس سعيد يقود انقلاب أحد شقوق منظومة الانتقال الديمقرا ...
- 25 جويلية : إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان تو ...
- من أجل سياسات راديكالية ومشروع مقاومة يؤسس للتغيير الجذري
- تونس: لا تصرفوا النظر عن العشب الذي ينمو تحت الأرض
- تونس: الأمر لا يتطلب كثيرا من العقل للقول أن «كسيدي كجوادو» ...
- تونس: على ماذا يعارض معارضو الانقلاب على الفصل 20 من القانون ...
- لا تجعلوا الضحايا سبب الكارثة
- موقع -الشريك المعترف به- يزيد في تقريب قيادة -ا ت ع ت ش- من ...


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بشير الحامدي - أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأهلي الأحياء منهم والميتون