أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - مسرحية.. سريرُ مورفيوس.. عباس منعثر















المزيد.....



مسرحية.. سريرُ مورفيوس.. عباس منعثر


عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)


الحوار المتمدن-العدد: 7030 - 2021 / 9 / 26 - 13:40
المحور: الادب والفن
    


الشخصيات:
علاء الدّين
المارد
المكان:
مغارة

(يدخل علاء الدّين وعيناه مليئتان بالسّعادة والإستغراب. مغارة تتكدّس فيها القطع الذّهبية بحجوم وأشكال مختلفة. حُلي لا تحصى، الألماس يلمع، والمجوهرات متنوعة الأحجام والأشكال)
علاء الدّين: لا أصدّق ما أرى. ذهب! مجوهرات! كأنني في حُلُم! ما هذهِ الألماسةُ الضّخمة! ثقيلةٌ جداً ولامعة! ما أروعَ شكلَها! يكادُ قلبي يتوّقفُ من الفرح. آه! كم قاسيت في حياتي! رأيتُ العوزَ ينخُرُ روحي! كان يحتقرُني الجميع! أقفُ دائماً في آخرِ الطّابور. الآن سأكونُ الأوّل. كلُّ شيءٍ سيتغيّر. هل ابتسمت ليَ الدّنيا فعلاً؟ أخيراً يا علاءَ الدّين أنتَ انسان!
(يجد كيساً كبيراً ويبدأ بملئه بالمجوهرات)
علاء الدّين: فكّرْ على مهل.. خطّطْ وستصلُ إلى هدفِكَ بسهولة. لا أضمِنُ المستقبل. قد آتي غداً وأَجِدُ المغارةَ مُغلقةً، أو منهوبةً من الرّعاع. إذن أحملُ أكبرَ قدرٍ من المجوهرات، بما يكفي لألفِ سنة. جيد! وحتى لا يعثرَ على المغارةِ أحدٌ ما، سأُغطّي المدخلَ بالحشائش. ممتاز! أضعُ علامةً على المدخلِ وأُخفيه، ثم أعودُ غداً وبعدَ غدٍ وبعدَ بعدَ غدٍ، حتى أُفرِغَ المكانَ تماماً. خطّة رائعة!
(لا يستطيع أن يحرّك الكيس)
علاء الدّين: هيا أَيُّها الكيس، ساعدْني! لقد أصبحَ ثقيلاً جداً. سأترُكُ بعضَ القطعِ جانباً. لا. كلُّ قطعةٍ بثمن. سأُعالجُ ظهري من الآلامِ فيما بعد.
(يفشل في رفع الكيس عدّة مرات)
علاء الدّين: أوه! بقدرِ ما يُسعِدُني أنّكَ ثقيلٌ جداً بقدرِ ما أتمنى أن تكونَ خفيفاً على ظهري! لا يَسعُني حتى أن أَسحلَهُ. خفّفْ يا علاء الدّين.. قطعةً واحدة.
(يخرج قطعة مجوهرات من الكيس)
علاء الدّين: مازالَ ثقيلا.
(يخرج قطعة أخرى)
علاء الدّين: هذهِ كبيرة! الآن الكيسُ أخفُّ قليلاً.
(يحمل الكيس بصعوبة ويبحث عن باب الخروج. لا يجده. ينتقل هنا وهناك والكيس على ظهره. يضعه أرضاً. يركض يميناً ويساراً. لا يجد المَخْرج)
علاء الدّين: من أينَ دخلت؟ من الجهةِ اليسرى على ما أظنّ. سأجدُ بابَ الخروجِ بالتأكيد.
(يعود إلى الجهة الأخرى)
علاء الدّين: مِنْ هناك، نعم.
(لا يجد شيئاً)
علاء الدّين: لا.
(يقف حائراً)
علاء الدّين: سوءُ الحظّ يُلازمُني دائماً؟! أَبعدَ أن عثرتُ على الكنز يُغلَقُ البابُ في وجهي! تباً! يا إلهي! سأُحبَسُ هنا؟
(يتحرّك في كل الاتجاهات صارخاً)
علاء الدّين: أين أنتَ أَيُّها البابُ اللّعين؟
(يكاد الخوف يشلُّ أطرافه)
علاء الدّين: الذّنبُ ذنبي. ليتني إكتفيتُ بثلاثةِ قطعٍ وخرجتُ في الحال! فعلاً، لا يملأُ عينَ الإنسانِ سوى التّراب!
(يجلس يائساً)
علاء الدّين: كنوزُ الأرضِ كلّها لا تنفعُ بشيء. أغنى رجل؛ لكنّهُ أفقرُ إنسان! هذا أنا الآن.. مثل مَنْ في صحراء ومعهُ جَمَلٌ مُحمّلٌ بالذّهبِ وهو عطشان، سيبيعُ نفسَهُ مقابلَ قطرةِ ماء.
(يلمح مصباحاً قديماً ومهترئاً. ينظر إليه. تبدو علامات الاستنكار والإستهزاء على وجهه)
علاء الدّين: ما الذّي يفعلُهُ هذا المصباحُ بين الكنوز؟ عليه ترابٌ غريب. ما نفعُكَ أَيُّها المصباحُ العتيق؟ لا بدّ أنّ في الأمرِ سراً لا أُدركُهُ!
(يحمل المصباح)
علاء الدّين: أَيُّها المصباح، هل أنتَ فائضٌ عن الحاجةِ وجئتَ صدفةً، أم أَنّكَ أهمُّ وأثمنُ مما تبدو عليه؟
(يقلبه أمام عينيه)
علاء الدّين: يجوزُ أن يحدثَ ما سمعتُهُ في الحكاية. أمسحُ على ظهرِ المصباح فيظهرُ المارد.
(يضحك بألم)
علاء الدين: أو ربما أمسحُ وأمسحُ بينما تسخرُ منّي الأقدار!
(يمسح على ظهر المصباح فيظهر دخان كثيف بألوان متعدد. يهرب علاء الدّين. يبدأ المارد بالتشكل على هيئة كائن ضخم جداً)
علاء الدّين: رحماكَ يا رب!
المارد: شُلُم، بُلُم، تُلُم، جُلُم!
(وهو مختبئ في زاوية)
علاء الدّين: (لنفسه) ما كانَ ينقصُني إلا هذا!
(يفرد المارد جسده. يبدأ بالطّيران وكأنه لم يطر منذ زمن بعيد)
المارد: الكسل، الكسل: قتّالُ صاحِبِه!
علاء الدّين: (لنفسه) إنّهُ وحشٌ عملاق! سيراني بالتأكيد!
(يحطّ على الأرض)
المارد: مَن الذّي أخرجني مِن سُباتي؟ من مسحَ على المصباحِ وأيقظني؟ هل مِنْ أحدٍ هنا؟
علاء الدّين: (لنفسه) لن أخرجَ من مكاني حتى يرحلَ هذا الكائنُ المُخيف.
المارد: أين سيدي ومولاي الجديد؟
علاء الدّين: (لنفسه) قد تكونُ حيلةً للإيقاعِ بي!
(المارد يكتشف مكان علاء الدّين)
المارد: لقد رأيتُكَ.. أُخرجْ ولكَ الأمان.
علاء الدّين: (من مكانه) من أنت؟
المارد: دخانٌ يخرجُ من مصباحٍ قديم، ما الذّي يعنيه؟
علاء الدّين: يعني أن الزّيتَ قد نفدَ في المصباح.
المارد: بل أنّ المصباحَ سحريّ، وأنّني ماردٌ كما ترى!
علاء الدّين: مارد!
المارد: إنّكَ ترتعدُ خوفاً!
علاء الدّين: وما الذّي أفعلهُ وأنا أُبصرُ الدّخانَ وقد تحوّلَ إلى كائنٍ عملاق!
المارد: في العصورِ القديمة، خرجتُ عدّةَ آلاف من المرّات وحقّقتُ عدّة آلافٍ من الرّغبات.. تحدّثتْ عني عشراتُ القصص.. لكن لم يصادفْني أبداً إنسانٌ رعديدٌ مثلك!
علاء الدّين: ظننتُها حكاياتٍ تُروى لطفلٍ قبلَ النّوم!
المارد: وقد تكونُ جرعاتٍ لتخديرِ السّعي والعمل!
علاء الدّين: لم أستوعبْ الفكرةَ بعد!
المارد: صدّق ما تراهُ عيناك. أنا حقيقي!
علاء الدّين: (يخرج من مخبئه) أنتَ حقيقي.. لكن إنتظرْ.. هل أنا حقيقي! قصدي ألا أكونُ في حُلُم؟
المارد: إصفعْ خدَّك!
(علاء الدّين يصفع خده)
المارد: إصفعْهُ مرّةً ثانية..
(علاء الدّين يصفع خده)
المارد: كرّرْ المحاولة.
علاء الدّين: يكفي! أنا حقيقي لقد تأكدتُ من ذلك.. فقد أصابَني الدّوار.
(يجلس المارد متثاقلاً)
علاء الدّين: ما الذّي تفعلُه؟ تجلس؟ ألا يُفترَضُ بكَ أن تفعلَ شيئا؟
المارد: مثل ماذا؟
علاء الدّين: أن تقولَ شُبيك لُبيك، عبدُكَ بين يديكَ مثلاً. أن تضحك. أن تنحني لي. أنا من أخرجَكَ من المصباح.
المارد: من النّاحيةِ التّقليدية، برَقَبتي دَينٌ لك. فمنَ المفروضِ أنني محبوسٌ هنا منذ مئاتِ السّنين، ومن المفروضِ أن أكونَ ممتناً لأنكَ حرّرتَني من حَبْسي، ومن المفروضِ أن تكونَ السّيدَ وأنا العبدَ المُطيع.
علاء الدّين: (يزول عنه القلق والخوف) إفتراضاتٌ رائعة!
المارد: لكنّها إفتراضات.
علاء الدّين: ماذا تقصد؟
المارد: سأُخبرُكَ فيما بعد.
(ينزوي علاء الدّين جانباً)
علاء الدّين: (يتحدّث إلى نفسه) فكّرْ يا علاء الدّين، ورّتِبْ أحلامَكَ حسبَ الأهمية كي يُنجزَها لكَ المارد.
المارد: بماذا تُتمتم؟
علاء: أردتُ أن أستوعبَ الحدث؛ كي أتصرّفَ معهُ بذكاء.
المارد: أعلمُ ما يدورُ في خَلَدِك. لقد عجنتُكم وخبزتُكم يا بني آدم. تظلّونَ أخسّاءَ لؤماءَ حتى في أحلامِكُم! بعضُكم ينتقمُ من البعضِ الآخر: سأُحطمُهُ، سنرى كيف تحفظُ عرضَكَ يا من تتهمُّني في شَرَفي، سأُوسّخُهُ أمامكَ وبموافقتِك. تعالي يا سمراء، يا بيضاء، يا شقراء. سأُحيطُ نفسي بالقصورِ الفارهةِ كي أبتعدَ عن الغوغاء، فهُم أساسُ البلاء، وسيحميني رجالٌ اشدّاء. هواجسَكُم واحدةٌ لا تتغيّر مع الزّمن: المالُ والمالُ والمال! في أوّل مرّةٍ خرجتُ فيها كانَ الطّلبُ: المال، المال! وفي آخرِ مرّة: الفلوس، الفلوس! وبينهما كانَ الطّلب: النّقود، النّقود!
علاء الدّين: لأنها مفتاحٌ لأيّ بابٍ مُغلق!
المارد: أختلفُ معك. الثّوبَ المُلّطخَ بفعلِ الزّمن لن تغسلَهُ أموالُ العالمِ بأسرِهِ!
علاء الدّين: صحيح، الحياةُ ليست نقوداً فحسب.
المارد: في إحدى المرّات، أمرَني أحدُ السّادةِ أن أُساعدَهُ في الحرب. أنا بطبيعتي معتادٌ على الأمنياتِ الرّقيقة. مثلاً أبني قصوراً فارهةً جميلة، أو أجمعُ رأسينِ بالحلال، أو أُفشِلُ مخططاتٍ شريرة. أمّا أن أُساهمَ أنا نفسي بالفناءِ فهذا ما تعلّمتُهُ منكم أَيُّها البشر.
علاء الدّين: أصابعُ اليّدِ غيرُ متساوية.
المارد: في إحدى المرّاتِ مسحَ على المصباحِ السّحريّ طفلٌ صغير. أتعرفُ ماذا طلبَ مني؟
علاء الدّين: ماذا؟
المارد: أن أشفي أمّهُ المريضة.
علاء الدّين: وشفيتَها طبعاً بقدرتِكَ الخارقة.
المارد: وفّرتُ لهُ المالَ الكافي للعلاج؛ لكنّها رحلتْ للأسف.
علاء الدّين: على الأقلّ، ساعدتْهُ في مسعاه.
المارد: ثمة خدعةٌ في حياتِكُم تنطلي عليكم دائماً: تظنّونَ أنّ وجودَكم دائمٌ ومكتمل! في كلِّ لحظةٍ تُخدعونَ بالمصيدة ذاتِها، فتُبالغونَ في الطّلباتِ والأحلام! ما يؤلمني أنني أثناءَ تحقيقِ أُمنياتِ الآخرين؛ لم أُحقّقْ أُمنيةً واحدةً لنفسي!
علاء الدّين: لا بأسَ يا سيدي المارد.
المارد: إسمحْ لي أن نتشارَكَ في بعضِ همومي.
علاء الدّين: (بمنتهى الحيوية) ليسَ لدينا وقتٌ للهموم. أُريدُكَ أولاً أن تَحمِلَ كلَّ هذهِ الكنوز، ولا تتركَ منها قطعةً واحدة. ثُمّ تحملني على ظهرِكَ، وبقفزةٍ واحدةٍ نكونُ قد خرجنا من هذهِ المغارة. تطيرُ بي بغمضةِ عينٍ واحدةٍ إلى البيت. هذه مهمتُكَ الأولى. بسيطة أليسَ كذلك؟
المارد: (يضحك) لا أبسطَ منها!
علاء الدّين: بشارةٌ جميلة..
المارد: في العصورِ القديمة، كانَ النّاسُ..
علاء الدّين: (يقاطعه) أُترُك الماضي ولنتحدّثْ عن الحاضر.
المارد: بمقدورِكَ أَيُّها الانسان أن تتمنى. ضعْ رأسَكَ على الوسادة، وارسم العالمَ على هواك.
علاء الدّين: أنا أطلبُ وأنتَ تُنّفذ؟
المارد: هذهِ وظيفتي!
علاء الدّين: أريدُكَ أنْ تجعلَني سُلطاناً على جميعِ الممالك.
(يصفّر المارد وكأنه لا يسمع)
علاء الدّين: أريدُكَ أن تجعلَني خالداً إلى الأبد.
(يصفّر المارد وكأنه لا يسمع)
علاء الدّين: أريدُكَ أن تحميني من الخوف.
(يصفّر المارد وكأنه لا يسمع)
علاء الدّين: هل تسخرُ من سيدِكَ ومولاك؟
المارد: لا أسخر.
علاء الدّين: والموسيقى التّي تطلعُ من فمِك؟
المارد: حينما يصفّر الماردُ بطريقتي يعني أنّهُ يسمعُ أشياءً مستحيلةً أو شِبهَ مستحيلة.
علاء الدّين: الماردُ لا يعرفُ المستحيل.
المارد: كانَ هذا في الماضي. العالمُ القديمُ البريءُ البسيطُ قد ولّى وأنتم على ظهرِ حصانٍ جامحٍ لا تدرونَ إلى أينَ يقودُكم. تركضُ بكم الأيامُ من غير عدٍّ ولا اتجاه. لن يكونَ هناك عالم ٌساكن. العالمُ يتحرّكُ ويختلِفُ وأنتم لستم أنتم قبلَ دقيقة.
علاء الدّين: (لنفسه) لو يعملُ بقدرِ ما يتكلّمُ لكُنّا في البيتِ الآن!
المارد: وأنا مثلُكَ أتمنى لو تتحقّقُ أحلامي الشّخصية.
علاء الدّين: هل انقلبتْ الموازين؟
المارد: أيّ موازين؟
علاء الدّين: الماردُ هو من يُحقّقُ الأحلام؛ لكن يبدو أنّ حظّي جلبَ مارداً عَلَيّ أنا أن أُحقّقَ أحلامَه.
المارد: لقد فركتَ المصباحَ في الوقتِ غير المناسب.
علاء الدّين: الوقتُ ليسَ من اختياري، لقد أُجبرتُ على ذلك.
المارد: أحدٌ ما منحوسٌ جدّاً. فإذا وقفتْ جمهرةٌ في صحراء فلا تقعُ الصّخرةُ إلا على رأسِهِ؛ وبعضُهم يُمسِكُ التّرابَ فيصيرُ ذهباً. عجيبةٌ هيَ المقادير، يستحيلُ على أحدٍ أن يكتشفَ كيفَ تسير!
علاء الدّين: ألا تُلاحظُ أننا نتحدّثُ ونتحدّثُ من غيرِ أن نفعلَ ما يجب؟
المارد: أصبتَ كبدَ الحقيقة. على الإنسانِ أن يعملَ أولا ثمّ يتحدّثُ عن عملِهِ أو يتركُ الآخرينَ كي يتحدّثوا.
علاء الدّين: إلى العمل إذن. فقط قُلْ شُلُم بُلُم ثم أنقُلْنا إلى الخارج.
المارد: سأقترحُ عليكَ اقتراحاً.
علاء الدّين: ما هو؟
المارد: بودي لو أراكَ تعملُ بدلَ الثرثرة. حاولْ أن تجدَ الحلّ بنفسِكَ، وحينما أستطيعُ المساعدةَ فستجدُني خيرَ مُعينٍ لك.
علاء الدّين: هذا آخرُ ما عندك؟
المارد: ما بيدي حيلة يا صاحبي.
علاء الدّين: لديَ سؤال.
المارد: تفضّل.
علاء الدّين: لماذا أنتَ مارد؟ لماذا الدّخان؟ لماذا شُلُم بُلُم؟ لماذا تخرجُ من مصباحٍ سحريّ إن كنتَ عاجزاً إلى هذه الدّرجة؟
المارد: أسئلةٌ دقيقةٌ ستعرفُ إجابتَها لاحقاً.
علاء الدّين: آخر كلام؟
المارد: ولا حرف زيادة.
(علاء الدّين يترك المارد مستاءً ويبدأ بالتفكير؛ بينما يترنّم المارد بالغناء)
علاء الدّين: لن أستسلم، ولن أطلبَ معونةَ هذا المارد الكسول. لديّ، لديّ ألماس، وأستطيعُ، أستطيعُ..
(يتمدد المارد واضعا يديه تحت رأسه)
علاء الدّين: أستطيعُ أن أصنعَ مجرفةً حادّة..
(يبدأ المارد بالشخير)
علاء الدّين: (مكملا) أو فأسا..
(يعلو الشّخير أكثر وأكثر)
علاء الدّين: (مكملا) وأقطع فيها الصّخر..
(يعلو صوت الشّخير)
علاء الدّين: ثم أعملُ فتحةً أخرجُ منها.
(يفيق المارد)
علاء الدّين: كلّما طالَ بقائي، كلّما قلّتْ فُرَصي بالنّجاة.
المارد: نفرضُ أنكَ تملِكُ المادةَ الخام من الذّهبِ والألماسِ والياقوت.
علاء الدّين: وهو كذلك.
المارد: من أينَ تأتي بالنّار كي تُذيبَها وتصنعَ منها الفأسَ أو المجرفة؟
علاء الدّين: من أين... من أين؟
المارد: ها؟
علاء الدّين: أنت. أنت تصنعُ ناراً. هذا طلبي الوحيدُ منك.
المارد: لنفرض أنني رفضتُ طلبَك؟
علاء الدّين: سأضربُ الحجرَ بالحجر وأصنعُ النّار.
المارد: لنفرضْ أنّكَ صنعتَ النّارَ أيّها الإنسانُ الحجريّ، أين ستجدُ المكانَ الصّحيح في هذا الجبل. قد تحفرُ في الإتجاهِ الخاطئ.
علاء الدّين: وكيفَ ذلك؟
المارد: هنا تغيبُ الإتجاهات.. أين الجنوب؟ أين الشّمال؟ قد تحفرُ إلى داخلِ الجبل وليسَ إلى خارجه.
علاء الدّين: قلبي سيدلُّني على الإتجاهِ الصّحيح.
المارد: هذهِ مقولةُ كلِّ معتوهٍ يفقدُ البوصلة!
علاء الدّين: إذا استمعْنا إلى كلامِ أمثالِك، لبقينا في الكهوفِ حتّى الآن!
المارد: بعد مجهودٍ شاقٍّ وكبير سيصيبُكَ الإعياءُ والعطش. من أينَ تأتي بالطّعامِ والماء؟
علاء الدّين: سأصنعُ الفتحةَ بسرعةٍ حتى قبلَ أن أُصابَ بالعطش.
المارد: كيف تتنفس؟ الهواءُ بدأ بالنّفاد.
علاء الدّين: كفَّ عن تعذيبي! إنكَ تُحبِطُ همتي!
المارد: أيّها الإنسان نهايتُكَ الحتميةُ مجرّد حُفرة!
علاء الدّين: لدي طلبٌ أخير.
المارد: لو باستطاعتي لن أتوانى.
علاء الدّين: أخرجْني من هنا أو أُغربْ عن وجهي!
المارد: تريد أن تخرجَ وحدَك؟
علاء الدّين: (في منتهى الفرح) ها؟
المارد: بلا أيةِ قطعةٍ من الذّهب؟
علاء الدّين: (فرحه يخفت قليلاً) ها؟
المارد: أو الألماس؟
علاء الدّين: (فرحه يخفت أكثر) ها؟
المارد: أو المجوهرات؟
علاء الدّين: لا، ليسَ وحدي. إنتظر، إنتظر.
(يذهب إلى الكيس ويحمله)
علاء الدّين: هذا فقط.
(يحاول المارد رفعه لكنه لا يستطيع)
المارد: إنّهُ ثقيل.. وصحّتي لا تسمحُ لي حالياً.
علاء الدّين: حسناً. قطعة أو قطعتان أو هذهِ وهذهِ وهذهِ وهذهِ أيضاً. لن آخذَ الكثير. فقط ما أعيشُ به بقيةَ حياتي في ثراءٍ ونعمة.
المارد: قبلَ قليل كنتَ مستعداً للتضحيةِ بكلّ شيءٍ من أجلِ الحياة.
علاء الدّين: قبلَ قليل سردتَ بطولاتِكَ بتفاخر؛ في حين أنكَ غير قادرٍ على حملِ كيسٍ صغير!
المارد: للظّروف أحكامُها.
علاء الدّين: ما رأيكَ أن آخذَ عشرةَ قطعٍ فقط؟
(يصفّر المارد في غير مبالاة).
علاء الدّين: خمسة؟
(يصفّر المارد في غير مبالاة).
علاء الدّين: هذهِ الماسة الضّخمة؟
(يصفّر المارد في غير مبالاة).
علاء الدّين: كلُّ شيءٍ عندكَ مرفوض، أيّ ماردٍ غريبٍ أنت!
المارد: إسمعْ حكايتي إذن.
علاء الدّين: ما أكثرَ ما تُحبّ القصص!
المارد: ستعرفُ حالاً سببَ عدم قدرتي.
علاء الدّين: تفضّل!
المارد: في قانونِ المَرَدة، يستطيعُ الماردُ أن يحققّ مليوناً وخمسةَ أحلام.
علاء الدّين: رقمٌ رهيب. باركَ اللّه بالمَرَدةِ جميعاً.
المارد: وخلال مسيرتي حقّقتُ ما يملأُ سِجّلَ الطّلبات عن آخرِه.
علاء الدّين: ماردٌ طيّبٌ وشهم.
المارد: وعندما تفضّلَ جنابُكَ الكريم وفَرَكَ التّرابَ عن المصباحِ السّحري..
علاء الدّين: جاءَ جنابُكُم الكريم..
المارد: نعم.
علاء الدّين: وكم هو رقمي في سِجّلِ الطّلباتِ الذّي معك؟
المارد: تصوّرْ المفاجأة.
علاء الدّين: قلْها وأَفرِحْ قلبي.
المارد: مع خروجي اكتشفتُ شيئاً خطيراً..
علاء الدّين: كُلّي آذان..
المارد: أنني إستنفدتُ كلّ الطّلبات. وجنابُكَ الكريم تحملُ الرّقمَ مليوناً وستة!
علاء الدّين: يا للروعة!
المارد: تماماً كما قلتُ لكَ عن الرّجلِ الذّي تقعُ عليه الصّخرةُ وهو في صحراء!
علاء الدّين: بمعنى؟
المارد: لا يحقُّ لي أن أحقّقَ أيةَ رغبةٍ إضافية..
علاء الدّين: بشارةُ خير!
المارد: إلا..
علاء الدّين: إلا ماذا؟
المارد: هل أنتَ قادرٌ على استيعابِ الشّرط؟
علاء الدّين: لستُ في وضعٍ أرفضُ فيهِ أو أقبل. أنا مضطّرٌ أن أستوعبَ وأُنفذَ لا أكثر..
المارد: هو شرطٌ صعبٌ جدّاً.
علاء الدّين: من أجلِ عودةِ قدرتِكَ على تحقيقِ الأحلامِ أنا مستعدٌّ لأيّ شيء. ما ذنبُ البشريةِ أن تُحرَمَ من كرمِكَ الحاتمي؟!
المارد: في الماضي كانَ الإنسانُ بحُلُمِ يقظةٍ يكسبُ الصّيتَ والجبروت، بحُلُمِ يقظةٍ يصبحُ أميراً، بحُلُمِ يقظةٍ يُنقذ فتاتَهُ ويذهبُ معها في حياةٍ سعيدةٍ هانئةٍ إلى الأبد. أمّا الآن فكلُّ شيءٍ مُختلِف. ثمّةَ ثَمَنٌ لكلِّ خطوةٍ تخطوها، والأهدافُ تُراوغُ المرءَ، تمتصُّ دمَهُ وروحَه.
علاء الدّين: لا وقتَ للفلسفةِ والمواعظِ يا ماردي الكريم!
المارد: هذهِ توطئةٌ كي لا تُصدَمَ حينَ تسمعُ الشّرط.
علاء الدّين: أخبرْني به بدلَ اللّفِ والدّوران!
المارد: الشّرط، يا سيدي، أن تُعطيني.. روحَك.
(يبتعد علاء الدّين إلى جدار المغارة)
علاء الدّين: ماذا قلت؟
المارد: تَهِبنُي روحَك!
علاء الدّين: ماذا أَهِبُكَ؟
المارد: سمعتَني.
علاء الدّين: سمعتُك لكنَّ الذّهول أصابَ عقلي بالتوّقف.
المارد: القانونُ يقول: يعودُ الماردُ قادراً على مزاولةِ مهنتِهِ من جديد إذا تغذّى على روحِ إنسان. هل أنتَ مستعدٌّ لذلك؟
علاء الدّين: أمّا أنتَ أحمقٌ، أو معتوهٌ، أو أبله!
المارد: أرجو أن تُخاطبَني باحترام.
علاء الدّين: كلامُكَ غيرُ معقولٍ بالمرّة.
المارد: أردتُكَ أن تعرفَ القانون.
علاء الدّين: وأنا أردتُكَ أن تُنقذَني، أن تُخرجَني من هنا، مُحمّلاً بالذّهب؛ وليسَ محمولاً على نعش!
المارد: الحياةُ لا تُعطي ببذخٍ بمجّردِ أن تمرَّ أصابعٌ على مصباحٍ قديم.
علاء الدّين: تُريدني أن أضحّي بنفسي؟
المارد: للأسف ليس لديّ أيّـة إضافة.
علاء الدّين: ومصيري؟
المارد: تبقى هنا جسداً بلا روح. وأنطلِقُ أنا مع مصباحي كي نعيشَ القصّة من جديد.
علاء الدّين: وما هي فائدتي؟
المارد: من أجلِ غيرِك. هناكَ مليونٌ وخمسةُ أشخاص ينتظرون.
علاء الدّين: ألا يُمكِنُ أن أنقذَهم وأبقى حيّاً؟ مُلزمٌ أنا بالفناء كي يسعدَ هؤلاء؟
المارد: الإجابةُ نعم للأسف!
علاء الدّين: لكنّني شاب.. أُريدُ أنْ أعيش.
المارد: لا يوجدُ متبرعونَ غيركَ. نحنُ وحدَنا. إما أن نموتَ أو أن أخرجَ أنا.
علاء الدّين: على حسابي؟
المارد: لكلِّ انجازٍ عظيمٍ ضحيةٌ عظيمة!
علاء الدّين: سأتركُ العَظَمةَ لك.
(علاء الدّين يبتعد عن المارد. يحمل قطعة كبيرة من الألماس ويبدأ بالحفر)
علاء الدّين: لا فائدةَ منك. سأحفرُ بنفسي، وأحفر. على الأقلّ أُحاولُ..
المارد: (ساخراً) ولكَ شرفُ المحاولة!
(يمسك بماسة أكبر)
علاء الدّين: هذهِ القطعةُ حادّة. سأحفرُ هنا. يبدو أن هذا المكانَ صلبٌ جدا.
(ينتقل)
علاء الدّين: هنا أفضل. يحفر.
(ينتقل ثانية)
علاء الدّين: بل هنا..
(ينتقل)
علاء الدّين: ربما هنا..
(يتوقف)
علاء الدّين: أنا عطشانٌ وقواي خائرة. لا أستطيعُ المقاومة. كأنني أطلبُ المستحيل. حجارةُ هذا الجبل لا تتفتّت. وضَرَباتي لا تُحقّقُ أيَّ تقدّم.
(يجلس على الأرض)
المارد: يئستَ أخيراً؟
علاء الدّين: بل أستريحُ قليلاً كي أعاودَ الكرّةَ من جديد.
(يتغير وجه المارد وتبدو عليه الجدية وقد صمّم على فعل ما)
علاء الدّين: لو نتعاونُ سويةً قد نتمكّنُ من الخروج.
المارد: (مازال غارقاً في التّفكير) سنتعاون.
علاء الدّين: (يقف ويتحسّس الجدران) أنتَ بقوّتِكَ الخارقةِ وأنا بالتفكير.
المارد: (يتوّجه إلى علاء الدّين) فكّرْ كما تشاء!
علاء الدّين: (مستمراً بتحسس الجدران) كُنْ جديّاً مرّةً واحدةً وساعدْني.
المارد: (يقترب منه أكثر) يبدو أنني أصبحتُ جديّاً..
علاء الدّين: حقا؟
المارد: لا أريدُ البقاءَ هنا.
علاء الدّين: جيد. ستخرجُ وتحملُني معك.
المارد: أخرج؟ نعم.. لوحدي.
(ينتبه علاء الدّين ويلمح الشّر في عيني المارد. يبدأ بالتّراجع ببطء إلى الخلف والمارد يطارده)
علاء الدّين: لا أظنُّكَ تفعلُها..
المارد: أُريدُ أن أرجعَ إلى قُدرتي السّابقة فلا قيمةَ لي بدونها. ولابدّ من تضحيةِ أحدِهِم كي أعودَ كما كنت.
علاء الدّين: أنا من أخرجَكَ من المصباح.
المارد: ثمة قانونٌ يقولُ من حقِّ المارد حينَ تنفدُ طاقتُهُ أن يكونَ سيداً على سيدِهِ.
علاء الدّين: يا لهُ من قانونٍ جائر!
المارد: جميعُ القوانينِ جائرة، فهي تُجبرُنا أن نفعلَ ما لا نرغبُ فيه.
علاء الدّين: يالَ حظّي التّعس!
المارد: ليس سهلاً أن تُخرجَ مارداً من قُمقم. فقد يستعبدُكَ من إستخدمتَهُ عبداً. آن الأوانُ أن أعودَ مارداً حقيقياً لا مجرّدَ دُخانٍ من مصباح! أعطني روحَك!
علاء الدّين: سأرفض.
المارد: أُرغِمُكَ.
علاء الدّين: سأُقاوم.
المارد: ليسَ لديكَ القوّة الكافية.
علاء الدّين: سأصرخ.
المارد: لن يسمعَكَ أحد.
علاء الدّين: سأُحطّم المصباح.
المارد: (يرفع المصباح) ها هو بينَ يدي.
علاء الدّين: إبتعد.
المارد: لن أَلتَزِمَ بأوامرِكَ.
علاء الدّين: لا تتهوّر.
المارد: أفضلُ من أن أبقى هنا.
علاء الدّين: لا.. لا.. لا..
المارد: تعال.
علاء الدين: تخلّيتُ عن الثراء!
المارد: ستدفعُ الفاتورة!
علاء الدّين: خذِ الكنزَ كلَّهُ.
المارد: لا حاجةَ لي به.
علاء الدّين: عدْ إلى المصباح!
المارد: مَنْ يُشعلُ الغابةَ ستُحرِقُهُ نارُها.
علاء الدّين: إتركْني.

(يهجم المارد على علاء الدّين. يقاومه. يسقط على الأرض. يجثم المارد على صدره. الظّلام يخيم على المكان. نسمع صراخاً يعلو ويعلو ويعلو).
....................
نشر هذا النص ضمن كتاب (شيزوفرينيا) الصادر عن دار أحمد المالكي، بغداد 2021.



#عباس_منعثر (هاشتاغ)       Abbas_Amnathar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية.. 400 متر موانع.. عباس منعثر
- أف تي أم
- مونودراما.. أعظم قصيدة في العالم.. عباس منعثر
- مونودراما.. فارماكوس.. عباس منعثر
- مونودراما.. 1890..
- مونودراما.. لو كان للقطط سبعة أرواح.. عباس منعثر
- مونودراما.. حديقة اوفيليا.. عباس منعثر
- مونودراما.. الخنازير.. عباس منعثر
- مونودراما.. الإسراء والمعراج.. عباس منعثر
- مونودراما.. صولو.. عباس منعثر
- مونودراما.. الشّقشقةُ الألمعيّة في العُصبةِ النعاليّة.. عباس ...
- مونودراما.. كريستوفر مارلو.. عباس منعثر
- مونودراما.. مأدبة فرويد.. عباس منعثر
- مونودراما.. ترفكلايت.. عباس منعثر
- مونودراما.. على حافة الثقب الأسود
- موندراما.. القراد.. عباس منعثر
- مونودراما .. الضّرب في واحد
- حوار مع الكاتب المسرحي العراقي عباس منعثر
- المسابقة الوزارية الادبية للخطابة والشعر العربي بين النتائج ...
- قراءة في (سماوات النص الغائم)*


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - مسرحية.. سريرُ مورفيوس.. عباس منعثر