أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - مونودراما.. الشّقشقةُ الألمعيّة في العُصبةِ النعاليّة.. عباس منعثر















المزيد.....

مونودراما.. الشّقشقةُ الألمعيّة في العُصبةِ النعاليّة.. عباس منعثر


عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)


الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


(يدخل الزّعيم وهو رجل سمين يضع نعالاً كبيراً على رأسه. لحيته فيها فراغات مُنسّقة على شكل خطوط: شَعر فراغ، شَعر فراغ. له شارب واحد طويل فوق شفته اليسرى، والفراغ يمتدّ فوق شفته اليمنى. كذلك حاجبه الأيمن ممتدّ فوق عينه اليمنى، ويختفي تماماً فوق عينه اليسرى. يمسك بعصا طويلة جداً، رفيعة جداً ولامعة، يحرّكها حسب الإنفعال والحالة الحماسية للجموع الغفيرة التي تستمع إليه. يتوّجه الى منبر غريب الشّكل مرتفع عن جمهرة الناس التي تجلس على الأرض)
الزعيم:
هوهو بوهو هالاهو. هو التحدي! فهل نحنُ أهلٌ له؟
(أصوات موافقة)
هل يهزموننا؟
(أصوات نافية)
بوركتْم! في الشّهرِ الفائت، تحدّاني زعيمُ جماعةِ الحذاءِ المدنّس.
(صافرات إستهجان)
هؤلاء لا يعرفونَ أنّ إعتقادَنا نابعٌ من العقلِ والقلبِ معاً، من أصالةِ إتصالِنا بالآباءِ الأوائلِ وقوّةِ إرتباطِنا بالعلمِ والواقع. مجتمعُنا علمي ومجتمعُهم علمي، هذا صحيح. نحنُ أكثرُ علميةً منهم، لأنّ العلمَ تداخلَ في وجدانِ أفرادِنا بينما ظلّ علمُهم خارجياً ومستورداً. لسنا مجرّدَ قطيعٍ ولِدَ في مكانٍ ما ووجدَ أهلَهُ يعتنقونَ فكرةً ما، فقلّدَهم مثل أبقارِ اللهِ في أرضِ الله! لا، وألف لا! لدينا عقيدة راسخة! أليسَ كذلك؟
(هتاف حماسي)
تحدّاني زعيمُهم أنْ أعرضَ مبادءَهم على جمهورِنا ويبقى إنسانٌ عاقلٌ رشيدٌ واحدٌ في رَهطِنا المُبجّل. حسن إذن. سأفعلُ ذلكَ بحياديةٍ تامّةٍ وتجرّد، وسأتركُ لبصيرتِكم القرارَ فيمن يستأهلُ البقاءَ ومن يُلقى إلى بيتِ الخلاء.
(نداءات مساندة)
إذا فَشَلَ ونجحتُ، ولم يغادرْ هذا المكانَ أحدٌ من الأتباع الأفاضل، سيتحوّلُ من زُمرةِ الحذاءِ المُدنّس إلى فِرقةِ النّعالِ المقدّس.
(فرح غامر)
وإذا فشلتُ أنا سأنتقلُ إلى زُمرتِهم.
(همهمات معترضة)
هل أفشل؟
(إحتجاج رافض)
لقد أدخلوا رؤوسَهم في وكرِ الأفاعي! لا يستريبُ إنسانٌ بما نَغتبِطُ بهِ من سعادة، بحيثُ يقدرُ الفردُ الحافي، الذي لا يملكُ عشاءَ يومهِ من عُصبتِنا، على العيشِ 70 عاماً بكامِلِها؛ بينما أغنى أغنيائهم لا يتجاوزُ 69 عاماً إلا بسنةٍ أو سنتين.
(تصفيق هائل)
هل ينافسوننا بالمساواةِ التامّة وتكافؤ الفرصِ والعدالةِ الإجتماعيةِ والتكاتفِ الطّبقي والتوزيعِ العادلِ للثروة؟
(صمت مطبق)
لديهِم طبقةٌ فوقَ الناس، لها الرّفاهية والجاهُ والثراء؛ ويعيشُ بقيةُ القطيعِ في شظفِ العيش! أما نحنُ فَيَحقُّ للمُعدمِ منّا مُجالسةَ عِلْيةَ القوم، ولا فرقَ بين فَحلٍ أو مَخصيّ إلا بالإنتصاب.
(إنشراح صاخب)
وقضاؤنا العادلُ الذي لا يُحابي ولا يجامل؟ سأضربُ لكم مثلاً يدحضُ تخرّصاتِهم. بنَصّ القانون: يُكافأُ السّارقُ الذي لا يتمّ القبضُ عليهِ بوسامِ الشّرفِ وتاجِ الزّعامةِ في نهايةِ كلّ عام. هذا شيءٌ مُشترَكٌ بيننا وموافِقٌ للعدلِ والمنطق. لكنّهم يضعونَ إكليلاً من روثِ البقرِ المائع على رأسهِ؛ بدلَ أن ينثروا عليهِ حُبيباتٍ مُقدّسةً من بعرورِ الخِراف اليابس!
(صياح هائج ونحيب مهووس)
ثمّ ما بها تعاليمُنا؟ أين الخطأُ فيها؟ ولماذا التحاملُ في النّظرِ إليها؟ ما السّبب وراءَ رؤيتِهم للقشّةِ في عيونِنا ويُنكرونَ الخشبةَ النابتةَ في عيونِهم؟! أيوجدُ مُنصِفٌ يرفضُ مبادءَنا السّمِحةَ المتواضعةَ الأصيلة؟
(ضوضاء عالية)
أيرضى عاقلٌ بطقوسِهم وأفكارِهم الدّنيويةِ المُنحطة التي.. التي تُفكّرُ الدجاجةُ ألفَ مرّة قبلَ أن تقتنعَ بها؟
(ضحك وضجيج مستهجن)
يقولون: لا تنتعشُ طقوسُنا العجيبةُ الغريبةُ إلا في ظلّ الجهلِ والفقر؛ وما أن يتنوّرَ الإنسانُ حتى يغادرَ إلى المساءِ الواسعِ الفسيح!
(إعتراض هائج)
هوهو بوهو هالاهو. فعلاً، من يرى نفسَهُ الحقّ المُطلق سيرتكبُ المجازرَ في حقّ من يعتبرُ نفسَهُ الحقَّ المطلق! وكأننا في حلبةِ إستعداءِ الكلابِ على الكلابِ بتخطيطِ الأعداءِ الأحبابِ من أجلِ الضّحكِ على الغراب. مع ذلك، لو إمتلكوا ذرّةً من عقلٍ لتركوا ضلالَهم إلى فضاءِ مسائنا الفسيح.
(زغاريد عارمة)
يعيبونَ علينا طقسَ الإستنشاقِ الجماعي. مابه؟ ثلّةٌ من الناس تتراصفُ في السّاحةِ المُقدّسة على خطوطٍ غاية في التنظيمِ والتناسق، ويبدأونَ بتفريغِ بطونِهم على شَكْلِ ملويةٍ في أماكنَ محددةٍ بمتوالياتٍ هندسيةٍ مُتقنة. ثم يستنشقونَ 67 مرّةً أثناءَ وقوفِهم على رِجْلٍ واحدة، مما يؤدي إلى راحةٍ روحيةٍ تُساعدُ على تحمّلِ شقاءِ هذا العالمِ البائس. أتحسّونَ بالجوّ الوجدانيّ الذي يقشعِرّ لهُ البدن؟
(بكاء يصل عنان السّماء)
لكن هُم للأسف، إستبدلوا هذا الطقسَ المنصوصَ عليهِ حرفياً في كتابِ لبّةِ الألباب في إستعداءِ الجحش على الغراب، بشيءٍ دخيلٍ يسمّونهُ: طنّة الموسيقى النابصة!
(أصوات مستهزئة)
يتجمهرونَ في السّاحة المُدنّسة ويحملُ كلّ واحدٍ منهم صخرةً ضخمةً على ظهرِه. تحتَ الضّغطِ الهائلِ يُصدرونَ أصواتاً طنّانةً من مؤخراتِهم في وقتٍ واحد. تصوّروا البدعة! رجالٌ ونساءٌ وأطفالٌ في منظرٍ مُخزٍ يُهينُ الكرامةَ البشرية. يدّعونَ أنّ ذلكَ يؤدي إلى تخفيفِ الغازاتِ فيتحرّرُ الجسمَ من الوجودِ المادي الفاني!
(تبرّم صارخ)
يخلو أيّ مَصدرٍ تاريخيّ من الإشارةِ إلى الطّنين الجماعي. والسؤال: هل طنَّ أحدٌ من الآباءِ الأوائل؟ يقولُ مؤسسُ الطريقةِ النعالية: الطّنينُ الفردي المكتوم أفضلُ للصّحةِ والحياءِ والأخلاقِ العامة وبإثباتٍ دامغٍ من العلمِ المعاصر؛ أمّا الطّنطنةُ الجماعيةُ فهي التي تؤدي إلى إنهيارِ الأمم.
(إبتهاج كامل)
كذلك، يمارسونَ خُزَعبِلاتٍ لا نعلمُ من أين أتوا بها؟ مثل تنعيم البوتوكس.
(شجب هائل)
حيثُ يبصقُ كلَّ واحدٍ منهم في وجهِ الآخر، وفي يومٍ يُطلقونَ عليه: ترطيب الرّوح. يزعمونَ أن الرّوحَ المُدَنَسةَ تترّطبُ باللُّعابِ، وتؤدي إلى نضارةِ الوجهِ وليونتِهِ وتواضعِ القلبِ أمامَ مَجْمَعِ الآلهةِ الأعظم!
(قهقهات منشرحة)
مع العلم أنّ الآباءَ الأوائلَ مارسوا تنفيسَ الرّوح وليسَ ترطيبَها، فيضعُ كلّ شخصٍ أنفَهُ في الأخدودِ بين رِدْفَي الشّخصِ الآخر، وأنتم تعرفونَ الباقي. وهو الصّحيحُ من الناحيةِ العقليةِ والمقبولُ من الناحيةِ الذّوقية.
(إغتباط عنيف)
الأغربُ من ذلك، قوانينُهم الجائرة. أنظروا كيف يحترمونَ المرأةَ باعتبارِها ثلاثة أرباعِ المجتمع! في كتابِهم: سَيَلان الدّهون من فتحاتِ القائدِ المأبون، تَرِدُ هذهِ الفقرة: تُدفنُ المرأةُ مع زوجِها في حالةِ وفاتِهِ، بدلَ أن تبقى وحيدةً وتتعرض للإغواء. أما إذا ماتت، تُرمى في العراء، ويتزوّجُ هو في الليلةِ نفسِها وعلى فراشِهِ السّابق بشرطِ عدم إستبدالِه!
(إمتعاض لا مثيل له)
أرأيتُم؟! حرّفوا في هذا الموضع أوامرَ الآباءِ الأوائل مرّتين. يقولون اذا ماتتْ الزّوجة؛ لنفرض أنها لم تَمُت، ورغبَ الزّوجُ بالتجديد، هل يُصابُ بالملل ثم ينحرف؟ ماذا يقولُ مؤسسُنا الأوّل في ذلك؟ يحقّ للزّوج كسراً للملل أن يُريحَ زوجتَهُ المُملةَ من عناءِ الحياة ويتزوّج بأخرى. على غير فراشِها وهو التحريف الثاني. كلا. إذا ضاجعَ الجديدةَ على فراشِ القديمةِ سينتقلُ قملُ الفراشِ القديم ويختلطُ بالقملِ المستقبلي للفراشِ الجديد، فيحدثُ الإختلال في التوازنِ البيئي. روى مؤسسُ طائفتِنا المُعظّم أنّ ذلك هو السّبب في سوءِ الأخلاقِ العامة والإنحطاطِ المعاصر، وقد كانَ الآباءُ الأوائل يستبدلونَ المفروشاتِ كلّما تخلّصوا من زوجةٍ مُملة. هل إتضحَ الحقّ من الباطل؟
(أصوات في غاية الإبتهاج)
أختمُ بالتالي. ترونني جيداً أمامَكم، شكلي وثيابي مطابقةٌ تماماً لما وردَ في كتاب: السّيلُ الجاري من مواعظِ إلهِ المجاري. هم يعتبرونَ ذلك مُخالفاً للزّي المختوم من مَجْمَعِ الآلهةِ العمومي، فتراهم يرتدونَ أثواباً مُبتدعةً أثبتتْ الأبحاثُ أنها إستُحدِثَتْ بعد دفنِ الطّمرِ الصّحي بقرنٍ ونصف. تصوّروا!
(جلبة عالية)
واخزياه! يفتحونَ الثوبَ من الخَلف؛ غابَ الحياء؛ فتظهرُ، وإعذروني لقولِها: مناطقُهم الخلفيةُ الحسّاسة، يبُحلقُ فيها القاصي والدّاني.
(إستنكار متصاعد)
آهٍ، أه! الفتحةُ يجبُ أن تكونَ من الأمام، حيثُ يَتدندلُ ما يَتدندلُ بكلّ وقارٍ وحِشمة. ولكم أن تتصوّرا سهولةَ إنجازِ بعضِ المَهام في أواخرِ اللّيالي الرّوحانية المُقدسة إنْ كانت الفتحةُ من الأمامِ وليس من الخَلْف.
(وشوشة مؤيدة)
هوهو بوهو هالاهو. أُنظروا إلى هذه العصا الرّفيعةَ التي يُمكنها الدّخول في أضيقِ الأماكنِ بسلاسةٍ وليونة. وقارنوها بهذه (يخرج عصا غليظة من خلف المنبر). أرأيتُم؟
(تهليل وبكاء)
إذا كانت العصا غليظةً جداً كيف سيمارسونَ طقسَ الإيلاجِ الجماعي؟ هل تلاحظون أسلوبَ سيرِ أتباعِهم بالمُباهلةِ مع سيرِ أتباعِنا؟ نمشي بإتزانٍ وخشوع؛ وهم يمشونَ كمن خرجَ من بيتِ دعارةٍ للتو!
(ضحك جماعي مبتهج)
حسبَ طقسِ الإيلاجِ المقدس يقومُ الزّعيمُ بإدخالِ العصا الرّبانية في مؤخراتِ النساءِ والرجالِ في السّنة مرتين. مرّة عند ولادةِ إلهِ المراحيض ومرّة في ذكرى وفاتِه. كما تعلمون، يَنتجُ عن العصا الغليظةِ تقرّحاتٍ ومضاعفاتٍ صحيةً لا حصرَ لها. وليتخيّل الحاضرونَ أثرَ هذه العصا الرّفيعةِ الرّشيقةِ المدهونةِ بالقطرانِ الإلهي؛ ثمّ ليذهبَ بخيالِهِ أبعد إلى تخيّل عصاهم الغليظة.. بهذهِ يُمارسُ زعيمُهم طقسَ الإيلاج! هل يُعقلُ ذلك؟
(عويل صاخب)
وأمامَكم ما أَضعُ على رأسي. ما الذي يزيّنُ رأسي المبجّل؟ نعالٌ مبجّل كبير.
(تأييد خاشع)
يجبُ أن يكونَ على رأسِ كلّ مؤمنٍ نعالٌ يناسبُ حجمَ إيمانِهِ، وهو شرفٌ يستأهلُهُ بجدارة. والسببُ: كي تُحمى الفضيلةُ من غزواتِ الوساوس. هم يتطابقونَ معنا بالفكرة؛ لكنّهم يضعونَ حذاءً وليس نعالاً على رؤوسِهم!
(إستقباح شديد)
والحجّةُ أنّ الآباءَ الأوائلَ كانوا يضعونَ أحذيةً على رؤوسِهم أحياناً. المؤسِسُ المقدّسُ قالَ لا فرقَ بين الحذاءِ والنعال؛ وللنعالِ فضلٌ أكبر من الحذاءِ لأنهُ أخفّ وأكثر تواضعاً. فهل نأخذُ بالأقلّ فضلاً ونتركُ الأكثر لا لشيءٍ إلا ليتميزوا عنّا ويحرّفوا التعاليمَ المُتوارثةَ جيلاً بعد جيل؟
(تأفّف مؤلم)
ترونَ حاجبي ولحيتي وشاربي، مُخطّطة. وهي عملية تنكّر من الجحودِ والعِصيان؛ في حين أنهم يقلبونَ الحقائقَ ويقصّونَ الحاجبَ الأيمنَ بدلَ الأيسر والشّاربَ الأيسرَ بدلَ الأيمن في بِدعةٍ لم أُشاهدْ قطّ في حياتي ما هو أردأ ولا أخسّ ولا أحطّ ولا أنتن منها!
(إنفعال واسع)
مع ذلك، تجدونني دائماً أدعو إلى التسامحِ والعفو وتقبّلِ الأعداء. وهي كلمتي الأخيرة، لكم ولهم، خاصّةً أن المرضَ الخبيثَ لن يُتيحَ لي مُتّسعاً في الحياة.
(نشيج مضطرب)
لا أخافُ عليكم، فأنتم أتباعٌ حقيقيون. سيَخْلِفُني ولدي البكر، بعد أن أضعَ على رأسِهِ النعالَ الكبير. سيستلمُ منّي عصا الإيلاجِ بعد لحظات. هو سيدُكم المُطاع والرّائي بالنيابةِ عنكم والذي سيجمعُ الصّدقاتِ المقدسةَ منكم.
(إرتياح واسع)
حينما يقتربُ الموتُ يُفيقُ الإنسان. وما تحرّكاتي الأخيرةُ في التقاربِ مع الحذاءِ المدنّس إلا نتيجةٌ لهذا المؤثر. قلتُ في نفسي أثناءَ ممارسةِ طقسِ الإذعانِ الخُنوعي: سينتهي كلّ شيء. سننقرضُ إذا دامَ الخلاف، فالأعداءَ يُحيطونَ بنا من جميعِ الإتجاهات.
(إنزعاج غامض)
هوهو بوهو هالاهو. كأنّ عقيدتَنا تأكلُ نفسَها من داخلِها. نحن في الحقيقةِ نسخةٌ طبقَ الأصل واحدُنا من الآخر، لأن الخرة أخو البول كما تعلمون.
(إستياء خافت)
نتهمُهم ويتهموننا، نقاتلُهم ويقاتلوننا وصرْنا كمن يكسّرُ أطرافَهُ بيديه. هم يُحرقونَ غاباتِنا ونحن نحرقُ غاباتِهم، والغابتان متصلتان. هم يسمّمونَ النهرَ في فصلِ الصّيف ونُسمّمُهُ نحن في فصلِ الرّبيع، والنهرَ واحد. يختفي شبابُهم في ظروفٍ غامضةٍ ويختفي شبابُنا في ظروفٍ غامضة. ولأنّ الأقدارَ جلبتْهم الى جانبِنا، علينا إنهاء حالة الحرب ونستعيد الهُدنة.. وكذلك يجبُ أن..
(رفض هامس)
أقول يجبُ أن..
(يصعد رجلان ضخمان جداً. يُزيلان الزّعيم القديم عن المنبر إلى الأرض. يأخذان منه العصا ويسلّمانها للزّعيم الجديد الذي ما أن يحرّكها حتى يسجد الحاضرون ويرفعون مؤخراتهم. مع إرتفاع الهتافات الحماسية، يغادر الزعيم القديم ببطء ناظراً إلى الأمام وكأنه مأخوذ بشيء في الخارج حيث المساء الواسع الفسيح)
إنتهت
.................................
(من كتاب مونودراما سيصدر قريبا، ويضم المسرحيات التالية: القراد، الضرب في واحد، مأدبة فرويد، الشقشقة الألمعية في العصبة النعالية، كريستوفر مارلو، ترفكلايت، على حافة الثقب الأسود، الإنكماش الكبير)



#عباس_منعثر (هاشتاغ)       Abbas_Amnathar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونودراما.. كريستوفر مارلو.. عباس منعثر
- مونودراما.. مأدبة فرويد.. عباس منعثر
- مونودراما.. ترفكلايت.. عباس منعثر
- مونودراما.. على حافة الثقب الأسود
- موندراما.. القراد.. عباس منعثر
- مونودراما .. الضّرب في واحد
- حوار مع الكاتب المسرحي العراقي عباس منعثر
- المسابقة الوزارية الادبية للخطابة والشعر العربي بين النتائج ...
- قراءة في (سماوات النص الغائم)*
- الموجهات الفكرية في أسماء التحالفات الانتخابية في الانتخابات ...
- مساهمة سترندبرك في المسرح الحديث
- فنّ التمثيل علي خضير نموذجاً
- مهزلة الذوق الفني في مهرجان فرق التربية الثامن 2017
- خطاب دجلة الاربعة
- حارس المرمى -مونودراما
- حارس المرمى - مونودراما
- شكسبير.. درسٌ لابدّ منه
- اسم المولود
- مسرحية هو الذي رأى
- في هذه الاثناء - نص مسرحي


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - مونودراما.. الشّقشقةُ الألمعيّة في العُصبةِ النعاليّة.. عباس منعثر