أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق














المزيد.....

عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرى الحديث كثيراً عن كون حزب الدعوة الاسلامية قد أسسه السافاك الايراني أيام حكم الشاه، وهذا ليس مستبعد تماماً، خصوصاً حين نعلم أن الشاه خلال سنوات حكمه كان مدعوماً من العواصم الغربية، وكان يوصف بـ(شرطي المنطقة)، في الوقت الذي كانت فيه تلك العواصم، على رأسها لندن وواشنطن، تعملان على التحكم بكل المسارات السياسية في المنطقة، بل واستباق أي تفكير وأي افكار وأي تحركات شعبية أو نخبوية، حتى يكون كل شيء على المستوى الاستراتيجي مضمون وتحت اليد.

ومن هذه المنطلقات يبدو أن هناك من كان يرى بان حزب الدعوة، بحكم كونه من ابناء وبنات السافاك الايراني، فهو بالضرورة يكون خطاًبريطانياً أمريكياً جرى زراعته ورعايته منذ وقت مبكر داخل النجف، التي تحتضن المرجعية الشيعة العليا، والتي هي صاحبة التأثير الاكبر داخل بلدان عدة في منطقة الشرق الاوسط والخليج، او على الاقل في المناطق الغنية بالنفط التي يتواجد فيها الشيعة، ليكون بمثابة طابور سياسي مضمون ومستعد للعمل، متى ما تطلب ذلك، وفق سياسة التخابر والتخادم.

وهو ما حصل بالضبط في العراق الجديد، حيث جرى اعتماد الحزب تحت قيادة المالكي لبناء الاساسات وتأسيس المباني التي يراد للعراق الجديد أن يسير عليها، وعلى رأس هذه الاساسات ترسيخ سياسة المحاصصة، والتي تعني تقاسم النفوذ بين زعماء الكتل، الى جانب سياسة التوافق، والتي تعني تقاسم الثروة، ولعلنا نتذكر بداية ظهور ما يطلق عليه بـ(الهيئات الاقتصادية) للاحزاب، التي كانت قد ظهرت أول مرة عبر حزب الدعوة عام 2006، وكان حيدر العبادي رئيساً لأول هيئة اقتصادية للحزب تقاسمت مع بقية الجماعات السياسية ثروات وموارد البلد.

ولقد مارس القياديون في حزب الدعوة سياسة التخادم والتخابر باشكال فاضحة خلال الـ12 سنة التي قضوها في السلطة، كانوا فيها يتواطؤون على الدوام مع كل شيء يخدم مصالحهم دون اعتبار للمصالح العليا للمواطنين والوطن، وتبقى مرحلة الولاية الاولى للمالكي التي تتمثل بالركض مع الامريكان لمطاردة المقاومين العراقيين شاهداً على هذا التواطؤ، ثم تأتي مرحلة الولاية الثانية التي اضعفت البلد داخلياً ما ادى الى سقوطه تحت غزوة داعش كشاهد اخر.

ومما هو اوضح في سيرة حزب الدعوة في الحكم أنه مرر جميع السياسات التي ارادها الامريكان ان تمضي في العراق وتُصبح عرفاً وتقليداً، وهذا يبدأ من جعل العراق تحت هيمنة البنك الفدرالي الامريكي من خلال حصر الثروة العراقية بالدولار فقط، ومروراً بالسياسات العسكرية التي حصرت التسلح العراقي الثقيل بالسلاح الامريكي، ووصولاً الى سياسات الطاقة التي مازال يتم التحكم بها عبر الشركات الامريكية حصريا.

وعلاوة على كل ذلك، وهو الأهم، ان حزب الدعوة مارس العمل السياسي وفق المذهب الاكثر سوءً في السياسة، او وفق النسخة التي تعرف بـ(السياسة البراغماتية) وهي سياسة غير اخلاقية لم تكن في يوم من الايام من متبنيات المفكرين الاسلاميين، فضلاً عن الشيعة الذين ينتمون لمدرسة اخلاقية تنتمي فكرياً للمبادئ والرؤى التي دعا لها الإمام علي بن ابي طالب (ع س).

ووفق ما ذكر في القرآن وفي السيرة، أن من سن سُنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، يتحمل حزب الدعوة كل هذه المسارات الخاطئة التي يسير عليها العراق الجديد، باعتباره الحزب الذي حكم 12 سنة كانت تعتبر بمثابة سنوات التأسيس، او سنوات ترسيخ الاعراف السياسية التي صنعتها المخابرات الدولية ليبقى العراق مجرد بلد ضعيف وتائه بين الدول والقارات.

ولا شك من كون المالكي ليس خيار الدعاة المضحين والعارفين، وانما لكون السياسة في العراق تقوم على أساس (التخابر + التخادم)، لذلك صارت للمالكي حظوظ في قيادة حزب الدعوة والبلد، وليس المالكي فقط، وانما جميع افراد القيادة الحالية للحزب، الذين من ضمنهم العبادي، وهو اخر من خرج عن الدعوة ليبحث عن مصالحه الشخصية، وكان قد سبقه الجعفري في هذا المسار، وهو ما يؤكد لنا ان حزب الدعوة كان يعمل على تنفيذ سياسات ارادتها واشنطن ولندن للعراق الجديد، وهي سياسات فاشلة بكل تأكيد.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشريحة المسلكية داخل التيار الصدري في العراق
- شيء عن الفوضى والفساد في قمة بغداد
- عن خلفيات القواعد العسكرية الأجنبية في العراق
- المسكوت عنه في قمة بغداد للتخادم والتخابر
- حين صنعت المقاومة دولة في العراق
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - عن الفشل السياسي لحزب الدعوة في العراق