أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - صورة من الايام الصعبة














المزيد.....

صورة من الايام الصعبة


مازن الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء هجمة البعث على الحزب الشيوعي في عام 1978 وبسبب ملاحقة دوائر الأمن للشيوعيين في كل مكان ،أضطر العديد منهم لترك أعمالهم ودراستهم وحتى اماكن سكناهم.
لهذا أتجهت أنا ومجموعة من الرفاق الذين عملنا حزبيأ ودرسنا سوية (المعهد التكنولوجي بالبصرة) الى بغداد بعد أن ضاقت البصرة بنا ولكي نتدبر أمرنا ونعرف ماذا ستؤول أليه الأمور. في بغداد ولأجل تكفلنا بمعيشتنا كان لابد من العمل بأي عمل ولهذا تنقلت والمجموعة التي معي (ابوعراق-حسن الدفاعي- ابو أنتصار-عبد الرضا المادح- ابو سوزان- رافد عبد الغني- ابو لندا-يوسف موسى-) في عدة أعمال حتى أستقرينا للعمل وبمساعدة من احد الرفاق في بغداد في محل لصنع الأثاث الفاخرفي منطقة المسبح (كرادة) وكان أسم المحل (دار الأثاث العراقية) صاحب المحل كان شيوعي قديم وهو من الأخوة الأكراد وأسمه (ابو مازن) .الحقيقة عاملنا بشكل جيد دون أن يعلم بوضعنا السياسي لأننا خشينا منه اولأ وعليه تاليأ بعد ان توطدت العلاقة معه ولم نخبره بأننا من البصرة ومطاردين وأنما أخبرناه بأننا من بغداد قضاء المحمودية (اللهجة عبرت عليه وما ميزنا بصاروه).
دار الأثاث هذه وبسبب عملها الجيد كانت تتعاقد مع الدوائر الرسمية الحكومية بمختلف صنوفها.في أحد المرات جرى التعاقد مع وزارة الدفاع حول مجموعة كراسي فاخرة وحين أنجزنا المطلوب وصلت في أحد الأيام أمام المحل سيارة زيل عسكرية لأجل أستلام البضاعة .كالمعتاد تعاونا مع الجنود لأجل وضع البضاعة في السيارة.
المفاجئة بالنسبة لي كانت هي بأن أحد الجنود كان من البصرة ورفيق سابق وعملنا سوية حزبيأ ورياضيأ كذلك(نلعب كرة قدم) يعني يعرفني حق المعرفة . وقفت أمامه مبهوت أول الأمر من رؤيته مثلما هو تفاجأ كذلك (انا لا أعرف موقفه أثناء الهجمة ولم ألتقيه منذ مدة أضافة الى أنه عسكري الأن يعني الف سؤال وأحتمال تصعد بالراس بتلك اللحظة).حينها بادرني بالسؤال ماذا أفعل هنا؟.أجبته بسرعة لا تدعو للريبة وهي بأنني في السنة الأخيرة من الدراسة وأعمل تطبيق لمدة شهر مقابل مبلغ مالي مدفوع وساعود نهاية الشهر الى البصرة (كان هذا في الشهر الثالث عام 1979) هل أقتنع بجوابي أم لا لست أعلم ،المهم أعطيته شعور بأن أموري كلها سليمة .
حملنا البضاعة في السيارة وذهبت لبقية الرفاق وأخبرتهم بمن يكون هذا العسكري ولهذا لابد من الحذر الأن بشكل كبير حيث أتفقنا على وضع كافة مستمسكاتنا في جيوبنا وكذلك عدم نزع الحذاء (كنا نلبس نعال بالعمل ) ولابد من وضع أحدنا قريب في عمله من البوابة الرئيسية للمحل .أستمر قلقنا وتوجسنا لمدة أسبوع وفيه كنا نراقب الشارع والسيارات التي تأتي للمحل نحن الذين في الطابق الثاني ورفيق يراقب البوابة ،يعني كل سيارة تأتي للمحل نتبادل النظرات بشكل لا أرادي حتى نتيقن من هو بداخلها وعندها نسحب نفس عميق .الجيد بالقضية هي أن أحد من العاملين رغم كثرتهم لم يتوجس أو يلاحظ شيء غريب بتصرفاتنا حتى أنتهى الأسبوع وبعده أطمئنا الى أن صاحبنا العسكري لم يوشي بنا أو ربما عبرت عليه السالفة لتستمر بعدها حياتنا في أيامها الصعبة لمدة غير معلومة وبمواقف وصور أخرى.



#مازن_الحسوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبان والبعث
- راي حول خطاب الصدر الأخير
- بائع الأحلام
- بنت الجيران وابن الأخت
- لماذا الأستفتاءالداخلي الأن؟
- مشاهدات صباحية
- أي نظام داخلي مطلوب؟
- الأمانة في توثيق حركة الأنصار
- انصاف المواقف لا تكفي
- أي مؤتمر مطلوب؟
- تداعيات القرارات الخاطئة
- ما هي حظوظ الحزب الشيوعي بالأنتخابات القادمة؟
- الجيش العراقي هل هو سورأ للوطن أو سورأ للسلطة؟
- دولة الفوضى والشقاوات
- التحدي
- هل حان الوقت لولادة الكتلة الوطنية؟
- الصدر يكشف عن وجهه الحقيقي
- ماذا لو فاز الصدر بالأنتخابات المقبلة ؟
- عمار الحكيم والشعارات البالية
- هل انكشفت مهمة الكاظمي الحقيقية الأن ، أم يحتاج الى أدلة أكث ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - صورة من الايام الصعبة