أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود الرشيدي - أعيادنا ربما أصولها مأساوية.














المزيد.....

أعيادنا ربما أصولها مأساوية.


محمود الرشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 05:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وكأننا موعودون نَعًُدُّ الأيام وننتظر.
نترقَّب ونتحسَّس وصول محطات لطالما هيأْنا لها النفس والنفيس . أو هذا ما نتوهمه على الأقل.
في الماضي وعبر تاريخنا كانت لنا حُضوة عند أسلافنا حينما أَوْرَتونا ما أبدعوه لِسَحْق ما لم يختاروه ولا خَطَرَ على بالهم من مآس وآلام وأحزان.
أنانيتهم كانت حاضرة بقوة.
وبِقَدْر قساوة الحياة في إيذائهم، وكعادة من توالت عليهم الهزائم تصلبوا من كثرة استسلاماتهم، فوجدوا في وفرة هزائمهم ما يُحَوِّلونه إلى نصر . المقهور كذلك يتماهى مع قاهره .
و الشُحِّ وانعدام الظروف المُطَمْئِنَة التي تُحيي ما ضَمُرَ أو مات من غريزة الفرح وما يُبْهِج في الكيان ومِن حوله جعل أسلافنا ينحتون ببراعة كبيرة من أعتى الآلام والإنتكاسات أصناما متنوعة للسعادة والأمان وجعلوها أعيادا ومسرات تدور في ترتيبها الزمكاني مع كوكبنا وشمسنا ومجرتنا في فسحة الأكوان، بل خلدوها في ما لا يزل ظنًّا منهم أنهم خلدوا أنفسهم.
أتذكر مرة كنت أتأمل فرحة الأطفال وهم يخلدون عيد ميلاد أحدهم.
السرور الحقيقي كان جليا في وضوحه على الملامح.
وبراءة الصفحات البيضاء أو كما كان يبدو لي كانت جاهزة وشديدة الصفاء تُغْرِي بالنقش إن صادفت فنانا أو فيلسوفا أو عالما، أو الكل في واحد .
انعكاس العمل الحقيقي والجديد على هذه الصفحات، لو أُحْسِن تهييئها وتدريبها من أجل المستقبل، ومن أجل رؤية غير مشوشة في أفق بَدَّدْنا غيومه وحولناها سماداً للصفاء ، هو في نظري كما في ترقبات كل الأسوياء الطموحين ما يجعل من قاربنا المُتَرَهِّل أو مركبتنا العتيقة سُلَّماً أو معراجا إلى نبذ العادات أو على الأقل بعضها ونسيان النسيان الذي يرهبنا بآفة عدم التذكر .
إحياء الذكريات كذكرى الميلاد السنوية وغيرها هي عادة نَحْسَبُها إلغاءً للنسيان بينما هو معضلة نُقوِّيها ونشتكي في معظم الأحيان منها

الإحياء الدوري المتكرر لحدث بعينه في الزمان والمكان هو من العادة، وكل إعادة هي هدر للوقت في عمر أثمن من الثمين وأنفس من النادر. والعادة هي المشتل أو الحقل المناسب لنمو النسيان.
=التمرينات الرياضية والذهنية والجسمية من قَبِيل كمال الأجسام والحسحركية كالترويض الطبي هذا جانب آخر يدخل في مجال الصحة النفسية والبدنية لا غِنى عنه من أجل سلامتنا. =

عيد الميلاد كما رأيت أو لاحظت حينها يكاد يوحي بمشهد لوحة من ثلاث أو أربع مستويات: في المقدمة الأطفال جنبا إلى جنب، ووراءهم آباءهم وأمهاتم، الكل حول طاولة فوقها الحلوى والشموع والهدايا كالعادة.
جو احتفالي يَظهر من خلال فضاءه الذي يسبح على سطح أمواج هادئة من الأنغام الموسيقية المعادة هي الأخرى كعودة كل موسم بهذا الحدث.
ينقص المخاض والطلق والولادة لتتكرر (المأساة /الفرحة) كاملة .
وجوه الأمهات والآباء نصف بريق العيون فيها منكسر وكأن هناك خلفية ندم على المساهمة في مشروع عفوي غاب عنه كل تخطيط إلاّ من فكرة موروثة كالعادة بدون تحقيق في التدقيق ولا حتى تساؤل من قَبِيل المشاكسات والفضول التي عودونا عليها.
الوجوه في مجملها ارتسمت عليها جميع الإنفعالات بدون استقرار وكأنها تختفي لتظهر في اضطراب مستمر،
شيء واحد ووحيد حقيقي لا يخطئه صاحب فراسة هو :غياب الحقيقة، التي تُبرهن على غيابها بنفسها بفسيفساء مطموسة من الإنفعالات.
عقول أدركتها الحيرة في بداية طريق هؤلاء الأطفال.
عقول تكاد تُسْقِط من ماضيها المرير على نشئ لم يُنْتِج نفسه بنفسه، أو على الأقل بدأت تفكر في مدى تشابه المعاناة على اختلافها بين جيل سابق وآخر لاحق.وبالتالي بينهم وبين أبناءهم.
_هل احتفال اليوم، أو عيد الغد مثله، أوأحسن منه هو حقاً تعويض لهم عن مِحَن لَحِقَت بهم الآن أو سبق أن دمرت نفوسهم فيما مضى، أم ما سيجتازونه مستقبلا ؟؟
_كيف يمكن تنبيههم إلى أن أفراحنا هي تزوير للحقيقة؟؟
_متى نأمرهم بتفتيت المرجعيات وإخضاعها لعقولهم الناشئة والنقية؟؟
_أين نحن الآن؟؟
_من أين أتينا؟ وإلى أين نسير؟؟
أسئلة وأخرى أذواقنا أو كما حصل في أحايين كثيرة لمعظمنا، حينما نتذوق طعاما من غير مألوفنا لا نستطيبه أول الأمر ولا نستسيغه بل نكرهه لحد التقزز والغثيان أو القيء، ثم بعد ذلك وبفعل فاعل يُحَبَّبُ لنا بتكرار تذوقه، بل ويُصبح رُقيّاً في اللذة ومفخرة على موائدنا، أو بكل بساطة كحب بعد عداوة.



#محمود_الرشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل بوساطة الماضي عند الحاضر.
- من الفلسفة إلى الفلسفة عبر الأدب والفن
- اليُتم
- الحياة تؤثث نفسها وسط عبقرية الغموض
- الجَمال
- حال الحال
- ويستمر مشعل المعاناة
- رفقا بهذا الإنسان
- تقاطع الروح و الكلمة
- الموت : قبل الموت وبعد الموت
- نفَس واحد وفضاءات .
- شرارات بدون نار
- من أين أتيت ؟
- كلام في علب سوداء .
- حكايات وردة .
- قصيدة بعنوان : أقول ....
- قصيدة بعنوان: شيء من رماد ذاكرة .
- سبع نغمات لسبعة أجراس .
- قصيدة بعنوان: في انتظار أن يأ تي .
- مقتطف من رسالة .


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود الرشيدي - أعيادنا ربما أصولها مأساوية.