أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راتب شعبو - حول اعتقال علي الشهابي














المزيد.....

حول اعتقال علي الشهابي


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 04:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


مضى أسبوع حتى الآن على اعتقال الكاتب الصديق علي الشهابي بعد أن تم استدعاؤه يوم الخميس الواقع في 10 آب 2006 من قبل فرع أمن الدولة في دمشق وبعد أن ذهب بقدميه عصر اليوم نفسه دون تردد ودون أن يخبر زوجته حتى عن اسم الجهة التي استدعته ودون أن يصطحب معه ما اصطلح على تسميته عدة الزنزانة (منشفة وغيار داخلي وصابونة وفرشاة أسنان). المؤكد أنه لم يعتقد للحظة أن هذه الجهة يمكن أن تستبقيه لأكثر من وقت قصير يعود بعده ليتناول العشاء مع زوجته وولديه، ليس فقط لأنه سبق أن استدعي من قبل جهات أمنية أخرى استفسرت منه عن طبيعة نشاطه السياسي واستوضحت منه بصورة مباشرة عن كتاباته التي يعمل على نشرها ثم لم تجد ما يستدعي التوقيف، بل أيضاً والأهم لأنه على يقين – وهو يقين صائب - أن نشاطه لا يحمل أية خطورة على الأمن القومي (القطري) بل يحمل بالأحرى حرصاً وخشيةً على هذا الأمن وتدعيماً وحماية له، بقدر ما يعني الأمن القومي أمن المجتمع والشعب.
هل هناك أخطر على الأمن القومي من رفع الانتماء المذهبي والطائفي فوق الانتماء الوطني؟ إن كل عمل علي ينصب على تفادي هذا الخطر من أي جهة جاء، إلى حد أن هذا الخطر يشكل هاجساً له. هل هناك أخطر على الأمن القومي من استعارة الطاقات الكامنة في البنيات والعلاقات ما دون الوطنية لتغذية صراعات سياسية بغايات وأهداف سياسية؟ إن من يقرأ كتابات علي يدرك أن مسعاه المحمود هو في عكس هذا الاتجاه وفي الضد منه. في كل كتابات علي ومواقفه وكلامه يعبر بحماسة (وهو بالمناسبة لا يعرف أن يعبر إلا بحماسة) عن عدائه، وليس فقط معارضته، للاحتلال الأمريكي للعراق ودعمه للمقاومة الوطنية العراقية، وعن عدائه للعدوان الإسرائيلي المجرم على لبنان وتأييده للمقاومة الوطنية اللبنانية. ويعبر بحماسة أيضاً عن رفضه للسياسة والممارسات الأمريكية التي تتعامل مع منطقتنا كموضوع، مجرد موضوع فيزيائي، لا تقيم إزاؤه وزناً لإرادة أو اتجاه أو رأي آخر.
يرى علي أنه بين تسييس الدين من جهة وإصرار السلطة في سورية على تقييد العمل السياسي المستقل من جهة أخرى، لا بد من فتح طريق يمكن للشعب السوري من خلاله أن يعثر على خلاصه مما يكتوي به أخوته في العراق وأن يقطع الطريق على كل من يسعى إلى ضرب وحدة المجتمع السوري.
هل يدل ما تقدم على أن كتابات علي ونشاطاته تشكل خطراً أم حرصاً على الأمن القومي؟ وإذا كان سبب توقيف علي هو نشاطه ولقاءاته وتنقلاته وهمته على نشر أفكاره وأوراقه (وهو نشاط مكشوف وعلني على كل حال)، فأقول إذا لم يكن ثمة أطر قانونية تنظم العمل السياسي في سورية حتى الآن، أليس من الطبيعي أن تظهر نشاطات شبيهه بنشاط علي. ألم يقل السيد الرئيس في خطابه الأخير أمام مؤتمر الصحفيين إنه إذا كان طريق المفاوضات بين الدول مغلقاً، وهو الطريق الطبيعي لحل النزاعات، فلا بد أن ينفتح الباب بصورة مشروعة أمام المقاومة؟ ألا يصح هنا هذا القياس بكل دقة؟ حين يغلق المسرب الطبيعي من الطبيعي أن يتوقع المرء بروز مسارب أخرى. على هذا الضوء يجدر النظر مجدداً بالاعتقالات التي طالت وتطال أصحاب الرأي
إن اعتقال الكاتب علي الشهابي والاحتفاظ به يشكل برأيي ضربة لاتجاه سياسي بناء ومستدعى في المجتمع السوري، إنه اتجاه الديموقراطية المدنية أو العلمانية الذي يفتح أفقاً مثمراً لعملية تطوير صحيحة سلمية ترفض تسييس الدين دون أن تعاديه بما هو ثقافة وحضارة وعلاقة روحية، وترفض احتكار السلطة وتفند مخاطره دون أن تفتح الباب أمام استفزازات وعدائيات وتسوية حسابات يكون الخاسر الأكبر فيها بلا شك هو الشعب السوري برمته.
الحرية للكاتب علي الشهابي ولجميع معتقلي الرأي.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب لبنان ومأزق -العقلانية- السياسية
- سوريا السوريالية
- عن الداخل والخارج مساهمة في الحوار الجاري
- الخارج وفق محددات الداخل - المثال السوري
- الوحدة الوطنية بين السلطة والمعارضة في سورية
- قبل الرماء تملأ الكنائن
- أية علمانية وأي إسلام؟
- مفهموم الوطنية..مقاربة عامة
- مفارقة السياسة الامريكية في المنطقة
- إعلان دمشق ..تقدم في الشكل وتراجع في المضمون
- دنيا الدينالاسلامي الأول - 6
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 5
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 4
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 3
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 2
- دنيا الدين الاسلامي الأول 1 من 3
- في مسألة الأخوان المسلمين في سورية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - راتب شعبو - حول اعتقال علي الشهابي