أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راتب شعبو - سوريا السوريالية














المزيد.....

سوريا السوريالية


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 08:12
المحور: حقوق الانسان
    


يثير قرار الحكومة السورية صرف 17 موظفاً من الخدمة دون بيان الأسباب الكثير من الاستغراب والقلق. ويبرز إلى الذهن الكثير من الأسئلة: هل نحن شركاء في الوطن حقاً؟ وهل الوطن لجميع أبنائه؟ وهل الوطن يتسع للجميع؟ وما إلى ذلك من أسئلة المنطقي أن جوابها نعم والواقع أن جوابها لا.
وممن طالهم هذا القرار الغريب أعرف شخصياً الدكتور منير شحود، استاذ التشريح الوصفي في جامعة تشرين. ومن المنطقي أن يكون بقية المصروفين من الخدمة هم من نفس الطينة. وها أنا أؤكد أن مثل هذا القرار يشكل صفعة في وجه كل من يعرف الدكتور منير ولاسيما منهم طلابه.
ولمن يشك في ذلك أن يراجع الاستطلاع السري الذي أجرته الهيئة الإدارية لكلية الطب في جامعة تشرين عام 1999 لمعرفة آراء الطلاب بأساتذتهم، فقد حاز الدكتور منير على أفضل شهادة من الطلاب وبلا منازع وقد كان الاستاذ الوحيد الذي لم يحمل الاستطلاع (أؤكد السري) أي رأي سلبي به.
جميع طلاب الطب الذين عاصروا الدكتور منير، وأنا منهم، يعرفون ويذكرون كيف حول هذا (الفاسد المفصول من الخدمة) مقرر التشريح الوصفي من عقدة للطلاب – فقد كان عدد الحملة يتجاوز 200 طالب حين استلم تدريس المقرر – بسبب ضعف ومركبات نقص الاساتذة السابقين، إلى مقرر سلس وممتع يفهمه الطالب ويتجاوزه بيسر. وكيف خطا هذا (الفاسد) بقسم التشريح، حين استلم رئاسته في جامعة تشرين، خطوات إلى الأمام سواء بطريقة الامتحان العملي أو بإدخال الأسئلة النظرية متعددة الخيارات والبدء بإنشاء بنك أسئلة له. جميعهم يعلم العلاقة الديموقراطية الراقية التي تربطه بطلابه، فهو على علمه الوافر ومركزه لم يؤمن يوماً بهذا الحاجز (العصملي) من الكلفة والترفع (وليس الرفعة) الذي يضعه الاستاذ (الفارغ عادة) بينه وبين طالبه. ولأنه كان محط ضغوطات كيدية ونكايات ممن هم أضعف منه علمياً وإنسانياً ولكنهم أقوى منه سلطوياً، فقد فضل أن يترك القسم ويسافر ليمارس مهنته في السودان. ثم عاد ليتابع جهده الأكاديمي المتميز.
من الطبيعي أن ينتظر المرء لهذا الرجل تشجيعاً وتثبيتاً وشكراً على عمله. ولكن الضغوطات التي مورست عليه من قبل كانت فيما يبدو أول الغيث وها هو الغيث يهطل مدراراً هذه المرة ومن رئاسة مجلس الوزراء وليس أدنى.
أسأل ببساطة ماذا يمكن أن يقول من اتخذ هذا القرار لطالب الطب الذي يرى في الدكتور منير نموذج الرجل المثالي مهنياً وإنسانياً، حين يسأل عن السبب الذي أدى إلى فصل أستاذه؟ هل يجرؤ على تبيان السبب؟ أم يتلطى وراء المادة 137 الجائرة من القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم 50 لعام 2004 وتعديلاته؟ وما الذي سوف يتبادر إلى ذهن هذا الطالب أمام هذا القرار الغامض؟ أحد أمرين: إذا كانت ثقة الطالب بأستاذه تفوق ثقته بالحكومة فسوف يزداد اغتراباً عنها وقلة ثقة بها وهو موقن أنها إنما تفصل رجل من خيرة الكادر التعليمي، وفي هذا خسارة للحكومة. وإذا كانت ثقته بالحكومة أعلى من ثقته باستاذه فسوف يظن أن هناك أمراً خطيراً لا يمكن الإفصاح عنه أدى إلى فصل الدكتور منير، وهكذا أمر خطير لا يقل حتماً عن العمالة إلى جهة أجنبية ما، وسيجد نفسه خائباً في مجتمع كلما وجد فيه رجلاً محترماً من الناحية المهنية والإنسانية يتكشف لاحقاً عن عميل، الأمر الذي يدفعه إلى فقدان الثقة بالمجتمع هذه المرة، إذ يبدو له المجتمع أنه يضم إما فاسدين غير عملاء أو نزيهين عملاء. الخسارة حاصلة في كلا الحالين.
ما هي مشكلة الدكتور منير كي يحارب بالخبز والحليب الذي يؤمنه لابنتيه الصغيرتين؟ أفي كونه رجلاً صالحاً في وسط فاسد؟ أم في كونه صاحب رأي في وسط الغلبة فيه لصاحب المال وصاحب القرار، في وسط معاد للرأي المستقل لمجرد أنه مستقل؟ أي بذار هذا الذي تبذره الحومة؟ وهل تفكر فيما هو أبعد من تصريف الأمور اليومية؟ ما الخطر الذي يشكله الدكتور منير وأمثاله؟ هل يشكل الفكر الديموقراطي والعلماني الذي يعتنقه الدكتور منير خطراً أم حماية للمجتمع؟ وعلى افتراض أنه يشكل خطراً ما فهل يواجه هذا الخطر بأن تقوم الحكومة بتجويعه وتجويع عائلته؟ إلى أي منطق يحتكم صاحب أو أصحاب هذا القرار؟
ولا أغامر إذا قلت أن ما ينطبق على الدكتور منير ينسحب على بقية المفصولين من الخدمة لأن المنطقي أنهم من الطينة نفسها. ولذلك لا يروقون للمسؤول الذي يسطر القرار بلا مسؤولية.
يبقى السؤال: أما من جهة مسؤولة تصحح هذا القرار غير المسؤول؟




#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الداخل والخارج مساهمة في الحوار الجاري
- الخارج وفق محددات الداخل - المثال السوري
- الوحدة الوطنية بين السلطة والمعارضة في سورية
- قبل الرماء تملأ الكنائن
- أية علمانية وأي إسلام؟
- مفهموم الوطنية..مقاربة عامة
- مفارقة السياسة الامريكية في المنطقة
- إعلان دمشق ..تقدم في الشكل وتراجع في المضمون
- دنيا الدينالاسلامي الأول - 6
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 5
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 4
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 3
- دنيا الدين الاسلامي الأول - 2
- دنيا الدين الاسلامي الأول 1 من 3
- في مسألة الأخوان المسلمين في سورية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - راتب شعبو - سوريا السوريالية