|
كورونا و الناس..الدرس الأخلاقي الضائع
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 09:43
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
كورونا والناس حالهم كحال من تناولتهم الآية الكريمة من المشركين في قوله تعالى :
"وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا " قرآن مجيد لكن بفارق أن الحديث هنا عن مؤمنين و مسلمين هكذا يقولون عن أنفسهم و في مجتمعات تسمى إسلامية...
ان الانسان الشقي يرتعش لحظات موت غيره و رحيله عنه من جيله و عمره وأحبائه لكنه لا يغير من سلوكه العام امام المال و الريع و التملق للسلطان و الإدارة الفاسدة و كسب الحرام و الظلم و السخرية من المقاومين الشرفاء و أهل الفكر المتألقين...
فتراه يتتعرض بالسزء لأعراض الشرفاء و الشماتة فيهم و الخوف من صداقتهم او التقرب منهم و التفاعل معهم أو أن يراه الرأي العام فيتعجبون منه بل يفزعونه ان لم بسبق هو لإفزاع نفسه هلوسة و هذيانا ...
يقولون له هل تصادق ذلك الشخص ألا تدري أنه معارض للسلطة و صعب المزاج قد يتصنتون عليه في جلساته و حتى هاتفه فلا تتصل به و سيل من الهترفات المرضية...
أو الخوف ان يراه الناس جالسا مع المقاوم الشريف مصادقا له متحدثا عنه او معه فيتم تصنيفه..
و هكذا تصدر افعال دونية و سافلة هلوسة و خوفا مبالغا فيه يكاد يكون سشيزوفرانيا او فوبيا او وسواسا قهريا ...
و المثير للعجب ان منهم أصحاب مهن حرة و متقاعدين بمرسوم يخشون لعل الانتقام يلحق بهم حتى في رواتبهم من الصندوق الخاص بالإطارات العليا و آخرون خوفا على نسلهم الذي يريدونه ان يلتحق بصفوف نظام بائر فاسد و عليه يجب ان يحفظوا...
نعم منهم أصحاب مهن و تخصصات حرة ذات منزلة في المجتمع يمارسون هذا للاسف و هو أمر مثير للشفقة...
فأي تدين هذا...
و منهم ماسكون العصا من منتصفها يركبون الموجات وفق الظروف يمارسون التطبيل للسلطة...
هذا بالنسبة لمن يدورون في فلك السلطة و الإدارة الفاسدة و يزكونها بمواقفهم السياسية الانتهازية و ترشحهم للتشريعيات و غيرها كتقلد الوظائف العليا و قد شاهدتها و رأيت حساستهم و ذلهم...
هذا الصنف هو من يمديد من عمرالسلطات الفاسدة و المستبدة و يزعمون انهم يصلحون من الداخل...
و لما جاء الحراك رايناهم يقفون وقفة المؤيد له في المسيرات و الوقفات و التجمعات ...
منهم من ينهش المتدينين و منهم من يدعي العلمانية و منهم من يعلن تخوفه من الاسلام السياسي و الاسلاميين و الحزب المحل لعلهم يهيمنون على الحراك ...
و اسلاميون يشاركون في مسيرات الحراك و ينادون بذهاب النظام و هم في مؤسسات " رجل هنا و رجل هنالك" كذلك الحال بالنسبة لبعض العلمانيين...
ما يقال في الذين ذكرناهم يقال في الكثير من الحراكيين الذي يتعنترون و يرفضون نقد اهل العلم و الفكر زعماء أو مريدين...
و بعض من يعتبرون انفسهم زبدة المجتمع يعيشون بالقيل و القال و الإشاعات و يعتبرون مكانة الكفاءات و النخب تحددها غالبية الناس و يزعمون انهم درسوا العلوم و أصحاب عقول علمية..
ان الطبقة المتعلمة و حاملة الشهادات الجامعية إلا من رحم ربي لا تقرأ و لا تثقف نفسها فهي ترى ذلك هرفا مجانية للا قيمة تذكر بل ليس لديها وقت للقراءة و الفحص و مراكمة المعارف و لا تملك خاصيتي و ملكتي النباهة و التفريق او التمييز la distinction et le bon sens scientifique في الحكم و النظر و الفهمdans let jugement l hemeneutique ...
و منهم و أقولها بمرارة من يسير مع التيار العام نفاقا إجتماعيا كأن من لا يقرأ و لا يبحث فقط تشفع له الشهادة الجامعية او المنزلة المهنية هو من يصدر الحكم على الذي اصبح صاحب مراس و احترافية عاليتين و نظر عميق ..
يشتغلون بنبرة القائل و اسلوبه و يصرفونه بالغرور والنرجسية يجتمعون حنقة و غيرة و حسدا لتلطيخ سمعة نخبهم و كفاءاتهم بالقيل و القال و النهش و التحذير تاركين مخرجات علمه و كفاءته و نبل مواقفه و الانصاف في حقه...
هكذا يعترض على الجادين في مجتمعات متخلفة بالقيل و القال و هذا يحذر ذاك في مشهد بائس مقرف ...
يقول المثل الفرنسي : القافلة تمر و الكلاب تنبح...
كل هذه التصرفات و السلوكات تصدر عن مختلف الطبقات الاجتماعيةمن اسفلها الى اعلاها و من اجهلها الى حامل الشهادات الجامعية فيها و من ذكرها و انثاها و كبيرها و صغيرها و غنيها و فقيرها و متدينها و غير متدينها...
ان الجائحة كان يمكن أن تكون منعطفا اخلاقيا وإيتيقيا لكن للأسف الناس سجناء أهواءهم و غرائزهم الحيوانية الا من رحم ربي...
لله في خلقه شؤون و الآية الكريمة مثل رفيع من عند خالق الناس والانفس و من ألهمها فجورها و تقواها لعلها تكون درسا لمن ألقى السمع و هو بصير...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكرة مجردة و الفكرة فعلا..
-
تلازم الشعر و الفلسفة .. حصان طروادة للبعض
-
في صعلكة العلم و محاولة البعض جعله حاشاكم - طرشونة - أي خرقة
...
-
في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال
-
الشيخ محمد اليعقوبي ..توطئة منهجية لمشروعه النهضوي
-
كلمة مقتضبة في تيار الإستئصال و الكل أمني في الجزائر
-
مسوق الأفكار ليس كمنتجها ..
-
هل نحن أمام إسلام تنويري مسقف من نتاج المخابر
-
مانفستو الاقلاع التربوي المجهض في الجزائر
-
إيران و تركيا و السعودية لزوم و حتمية تنسيق الجهود ..هل هو ا
...
-
الطيب العقبي و عبد الحميد بن باديس ..مراسلات و أحداث عرض كتا
...
-
كلمة في صحيح البخاري و ضجة رشيد ايلال و - القرانيون-
-
الصحيفة السجادية و الإمام الخميني ..من الدعاء و الإنتظار إلى
...
-
في تخبط النخب في وحل الحاجات الأساسية لانطلاق مشاريعهم و معن
...
-
عيد فطر مبارك لكنه حزين و إلى الله المشتكى
-
من اجل ميثاق اخلاقي و فكري للانتقال الديمقراطي للحراك الجزائ
...
-
في الصراع المفتعل بين الشيعة و السنة
-
في التوجس من التنظير و الفلسفة و علوم الانسان عربيا و اسلامي
...
-
هل يمكن لفكر النهضة و المدرسة العقلية أن يكون أعلى سقف لمشرو
...
-
الفكر يحاور بالفكر و سعتي الإطلاع و الأفق..
المزيد.....
-
لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع
...
-
القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض
...
-
مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو
...
-
-شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول.
...
-
مقتل قائد في الجيش الأوكراني
-
جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا
...
-
أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال
...
-
الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
-
تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة
...
-
ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية
...
المزيد.....
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|