أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عبد العزيز زهيري - عجز














المزيد.....

عجز


عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر

(Omar Abdelaziz Zoheiry)


الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


الي                                                                                     ابي                                                                                               "١ يناير ١٩١٤ ٥ سبتمبر ١٩٩١"                                                            
   
في طفولتي وصباي وحتي سنوات الشباب لازمني الخوف. خوف قهري لم يكن لي يد فيه. ولدت لاب شيخ مريض. تزوج ابي في سن الخمسين لينجبني انا واخواني الاربعه. انا الاكبر والاقرب اليه طوال حياته. منذ تشكل وعيي وانا في ذعر دأئم من لحظة الفقد الآتيه حتما. ربما تكون محاولاته المستمره للتمهيد لها قد جاءت معي بأثر عكسي. لم انخرط في لحظات الطفوله دون وعي دائم بخطر محدق. لازمني وأفقدني متعة الاحساس بالحياه في كثير من التفاصيل. صورته وهو عائد من العمل ماشيا في قيظ الصيف متعرقا لم تفارق خيالي. حضرت كذلك بدايات عمله في الرياض بعد ان جاوز الستين. كان يقوم بالتدريس في الجامعه بادئا يومه في الخامسه صباحا ليمشي قرابة الساعه ليصل الي مقر عمله. شيخ في الثانيه والستون ولديه اطفال صغار يستميت ليؤمن مستقبلهم.لم يسعي لترف ما حيا. فقط كوب الشاي. عاش وحيدا حتي سن السبعين مغتربا يعاني الام الحنين لاسرته حيث لم نقوي نحن الصبيه علي تحمل العيش في الخليج. كنت في قلق دائم من خبر يعصف باستقرار هش قائم فقط علي الامل والكثير من الدعاء. عاد ابي اخيرا من الغربه لبيتنا في مصر الجديده . عشت لسنوات في انتظار عودته واستقراره وسطنا. كنت في سنواتي الجامعيه الاولي. لم استطع ان اكون معه كما تصورت. انقلبت الايه واصبح هو الذي ينشد مني بعض الوقت لاقضيه معه. كنت اتردد علي المنزل اكثر من مره للاطمئنان عليه. لم يفارقني ارقي منذ الصغر حيث انني اقوم ليلا للتأكد من كونه بخير. كان امله ان اصير مهندسا وقد التحقت بكلية الهندسه خصيصا كي ينال هو اللقب. لم اشعر يوما انني اوفيته حقه. في مثل هذا اليوم من ٣٠ عاما رحل ابي عن الحياه. كان هذا اليوم ذكري ميلاد جديد لي. شاب يواجه ما خشاه دوما متحررا من خوف لازمه طوال حياته مستعيضا عنه بالكثير من مشاعر الفقد والكثير جدا من الحنين والشجن. بالتأكيد ليس حنينا لسنوات الخوف ولكن لما احتوته من امل 

أنا خايف

بعيش خايف

ومن صغرى طاردنى الخوف

ما سبنيش لحظه أطمن

و خلانى على أيامى لتخونى..

ومن حرصى.. بعيش ملهوف

بأب عجوز

يسابق عمرى .. يلحقنى .. و يسبقنى .. يشاغلنى بخوفى اللى ساكنى ..وفجأه يموت

وييجى ابنى

ويبقي ليه حصاله

أحوش فيها أحلامى

أمانى. عمرى. أيامى

و ألاقى انى..ببصه ليه

من قلبى و فى الننى

بيظهر خوف

لا أنا عارف ده منه ولا ده منى

و اتلخبط

حاجات جوايا تصرخ فيه وتخبط

و تنده عاللى عدى وفات

يزيد خوفى و يرعبنى

يحس انه باباه واحشه

فى يوم ييجى

يكون بابا مات.



#عمر_عبد_العزيز_زهيري (هاشتاغ)       Omar_Abdelaziz_Zoheiry#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وسطي الي متشدد. وبئس المآل
- هل تأمل ان يسود معتقدك الكون ؟
- ليل رغاي
- المسلم والاسلام علاقه تبادليه شرطيه             
- الدخول القسري للجنه وقانون عبد السميع
- جاله الخلاص
- حماة للفضيله؟! طب مين يحمينا منهم؟؟
- في تأبين يسري زكي
- من مفاخذة الرضيعه الي التحرش بالاطفال..فعلام تعجبون؟!
- عذرا يا شيخ علي، فالاسلام دولة و دنيا..وما هنالك من شئ آخر. 
- النطاق الآمن(22) Safe zone                                   ...
- النطاق الآمن ( 21) Safe zone
- النطاق الآمن ( 20 ) Safe zone
- النطاق الآمن (19) Safe zone
- النطاق الآمن ( 18 ) Safezone
- النطاق الآمن (17 ) Safe zone
- النطاق الآمن ( 16 ) Safe zone
- النطاق الآمن (15) Safe zone
- النطاق الإمن ( 14 ) Safe zone
- النطاق الآمن (13) Safezone


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عبد العزيز زهيري - عجز