أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - الحصة قصة














المزيد.....

الحصة قصة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 04:12
المحور: المجتمع المدني
    


تلوح في ذاكرة كل عراقي قصة عن البطاقة التمونية، قصة وحصة فيها المجروش والمغشوش، فيها نشارة الحديد مع الشاي والزيت منتهي الصلاحية، والطحين الأبيض والأسمر والسيال، ومن خلط بالنخالة والشعير والحشرات، وطحن مع الحصى والرمل وبقايا الطيور، وقصص لمئات المليارات المهدورة، لا يمكن إيقافها إلاّ بالسلة الغذائية، التي تحفظ للمواطن كرامته وتوفر جزء أساسي من قوته.
بدأ تطبيق نظام البطاقة التموينية في العراق منذ عام 1991م، وأصبحت بمرور سلة المواطن الغذائية، من أجل معالجة تأثيرات الحصار الإقتصادي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (661) لعام 1990م، وبموجب نظامها تتكفل الدولة بتوزيع مواد غذائية أساسية شهرياً، ليسد جزء من حاجتهم، ولكن مفرداتها تناقصت من 10 مواد شهرياً قبل عام 2003م، الى مادتين أو ثلاثة، رغم زيادة حدة المشكلات والأزمات الإقتصادية.
لم يعد خافياَ على كل عراقي غياب مواد البطاقة التمونية، بل صيحات الفقراء والطبقات المسحوقة؛ لم تعد كافية لإيقاض ضمائر ميتة وآذان صماء، وعيون أعماها الفساد وغياب التخطيط وعدم الشعور بالمسؤولية، ولابد من إيجاد حلول بديلة توقف صفقات الفساد، التي تسرق الفقراء تحت ذريعة بطاقة تمونية لأجل إعانتهم.
يشهد كل عراقي على فقدان مواد الحصة التمونية ورداء نوعياتها، بل لا يعرفون أوقات توزيعها، فيضيع المواطن بين حيتان فساد، ولا تنتهي إلاّ بوكيل تمونية يتلاعب بتبديلها بنوعيات تالفة، مع فقدان رقابة، وصولاً الى سماع المواطن بمواد لم يراها، كما كان يعتقد بعد 2003م 40 مادة غذائية، ولم تصله حتى صناديقها الفارغة، ولم يتذوق تلك المعلبات التي يعتقد أنها تعيد عافيته بعد سنوات الحصار.
إن إعلان وزارة التجارة قرب توزيع سلة غذائية على المواطنين ضمن البطاقة التمونية، تتضمن "الزيت والسكر والحمص والفاصوليا ومعجون الطماطم ورز محمود والبسمتي الهندي"، وجاهزيتها لتوزيع مفردات السلة على المواطنين في عموم العراق من النوعيات الجيدة، بعد موافقة مجلس الوزراء في 4آيار الماضي عبر مقترحات وزارة التجارة، وتأمين التخصيصات المالية اللازمة، ومن ضمن تخصيصات البطاقة التمونية في موازنة 2021م، ودعم وزارة النفط للتجارة وبالتعاون مع وزارة المالية، وتوقيع عقد مع أحدى شركات القطاع الخاص العراقية لغرض خزنها ومن ثم توزيعها على الوكلاء، لإيصالها الى المشمولين بها.
غالباَ ما يشكو العراقيون من رداءة جودة مواد البطاقة التمونية، لكن مفردات السلة الغذائية تختلف من حيث النوعية عن سابقاتها، حيث ستسلم للعوائل تحت خط الفقر والمشمولة، بمواد شبيه بما موجود في الأسواق المحلية، وسيستلم المواطنين رز محمود والبسمتي الهندي، ومعجون الطماطم التونسي والحمص والفاصوليا من المناشئ الارجنتينية، ومن النوعيات الجيدة جدا، وزيت الطعام من مناشئ عالمية ومنتجة في احد المعامل الوطنية في محافظة بابل، ووجه مجلس الوزراء العراقي، في (18 آذار 2021)، وزارة التجارة بحجب مفردات البطاقة التموينية عن مجموعة من الفئات "غير المحتاجة"، بدءاً من شهر حزيران ومن بينها الأسر التي يزيد دخلها الشهري عن مليون و500 ألف دينار عراقي.
السلة الغذائية ستنهي قصص عن البطاقة التمونية، وتوقف مليارات مهدورة، وستوفر مواد غذائية جيدة تليق بالمواطن العراقية وتضمن وصولها بشكل منتظم، وستوقف هذه الخطوات واحدة من بين أكبر المشكلات التي يعاني منها الشعب العراقي ومنذ أكثر من 30 عام، والحصة قصة ستنتهي فصولها ومجلداتها بالسلة الغذائية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة ميسي الى برشلونة
- قمة بغداد بَرِيق الأمل
- الصفقة والصفعة
- عندما تقتلك الحمايات
- الإنتخاب والإنسحاب
- من جاسم أبو اللبن الى الشعب العراقي
- إرادة الإنتخابات أقوى من السلاح والتهديدات
- هيبة الدولمة
- المراجعة من الشباك
- صوت الإنتخابات خير من ألف في التظاهرات
- دول ودويلة وكاتب!
- ما الذي يمنع القوى من التحالف؟
- قوة الدولة بتوزيع صلاحيات حكومتها
- جيب ليل وأخذ تغريدات
- ما كان للأحزاب يحبو
- هل تحتاج القوات العراقية للتدريب؟!
- لماذا تتأخر الموازنات؟
- الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية
- مقربون أضروا بالكاظمي
- قمة روحية بين القداسة والمقدس


المزيد.....




- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - الحصة قصة