أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - في الذكرى 37 للشهيدين الدريدي وبلهواري














المزيد.....

في الذكرى 37 للشهيدين الدريدي وبلهواري


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 00:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يكتب الكثيرون عن الشهداء ويتحدث الكثيرون عن الشهداء، ودائما بالتمجيد والتعظيم. وهناك من يتجاوز عتبة الإطراء الى تناول تجارب الشهداء ومواقفهم، ودائما بالإيجاب؛ ونادرا جدا ما يكون العكس.
بالفعل، الشهداء يستحقون التمجيد والتعظيم، إلا أن السؤال المؤرق هنا هو: هل كل من يكتب عن الشهداء وكل من يتحدث عن الشهداء مخلص للشهداء ووفي لهم ولقضيتهم؟
الجواب لا يحتاج الى كثير عناء (IL FRAPPE AUX YEUX).
الجواب هو لا وألف لا..
عموما، الشهداء معنيون بأكثر من الكتابة والحديث عنهم، ومن الباب الإيجابي، أي التمجيد والتعظيم؛ ومعنيون أكثر بتناول تجاربهم السياسية التي تستحق الدراسة والتقييم. ولن ينقص من قيمة الشهيد انتقاد تجربته السياسية والاستفادة من نقط قوتها ونقط ضعفها. لكن الكثيرين يقومون بذلك بنوع من الانتقائية والتلقائية والحماس (بدون خلفية)، وأيضا من أجل تسجيل الحضور المتميز عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والبعض ينخرط في المناسبة من باب الخسة والدعاية الرخيصة لنفسه ولمشاريعه، أي توظيف الشهداء وامتطاء تضحياتهم. ولا حديث عن "عباقرة" تبييض سجلات قتلة الشهداء، من قوى ظلامية وشوفينية..
وأغلبية "الكثيرون" ومنهم من "رافق" الشهداء و"عاهدهم"، شئنا أم أبينا، تلتقي عند نقطة البحث عن الإفلات من مصيدة "تأنيب الضمير"، وتسعى الى جنة "التكفير عن الذنب" من خلال "تكريم" الشهيد دون "متابعة خطاه"..
أما أقلية "الكثيرون" فتستحضر محطات الشهداء من أجل الحفاظ على الذاكرة وفضح إجرام النظام وزيف ديمقراطيته والتحفيز بالتالي على مواصلة درب النضال استرشادا مبدئيا بدلالة "من يكرم الشهيد يتبع خطاه"..
نعم، الجواب هو لا. فلو أخلص القليل من هؤلاء "الكثيرون" للشهداء ووفوا لهم ولقضيتهم لكُنا في وضع سياسي أحسن بكثير مما نحن عليه الآن من هامشية وهشاشة.
لو التزم هؤلاء "الكثيرون" بتصريحاتهم، قولا وفعلا، لاستطعنا انتزاع حضور سياسي يشرف الشهداء ويؤهلنا للتقدم الفعلي في خدمة قضية الشهداء، أي قضية شعبنا..
فهل نخدع الشهداء من خلال الكتابة والحديث عنهم أم نخدع أنفسنا؟
إننا بدون شك نخدع أنفسنا، أما الشهداء فقد قاموا بواجبهم النضالي تجاه قضية شعبهم. والخطير أننا نخدع شعبنا عبر ترديد الشعارات وتسويق الأوهام.
لا أعمم، فهناك مناضلون مخلصون وأوفياء للشهداء ولقضيتهم، داخل السجون وخارجها. لست في موقع يسمح لي بتوزيع شهادات الإخلاص والوفاء؛ وأكثر من ذلك، أحمل نفسي قسطا كبيرا من المسؤولية. إن الأهم هو اختيار الخندق الملائم، أي كونك مع الشهداء بالواضح أو ضدهم بالواضح..
ومن يهمه حقيقة الارتباط بخندق الشهداء لابد أن يطرح على نفسه السؤال المحدد والفاصل: أين أنا (فرديا وجماعيا) في خضم الصراع الطبقي الجارف؟
بمعنى آخر؛ فمن لم يطرح على عاتقه مسؤولية التقييم الفردي والجماعي للوضعية الذاتية الراهنة، فسيستمر في التيه والعبث وسيُسيئ للشهداء ولقضية الشهداء ولو يكتب ويتحدث عنهم ليل نهار.. وسيبقى "يخلد" الذكرى تلو الذكرى حتي "لا شيء"..
كيف لمن يزكي مهزلة الانتخابات في إطار الانخراط في مخططات النظام التي تُغرق أوسع الجماهير الشعبية، وخاصة العمال والفلاحين الفقراء، في معاناة الفقر والبؤس أن يسمح لنفسه بالكتابة أو الحديث عن الشهداء وعن المعتقلين السياسيين؟
لا أتحدث هنا من فراغ أو من باب المزايدة والترف، ولا أسعى لاقتناص "شهادة الوفاء والإخلاص للشهداء ولقضيتهم"؛ لقد كنت أحتضر كواحد من رفاق الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري في نفس الفترة، أي الأيام الأخيرة من شهر غشت 1984 في إطار إضراب لامحدود عن الطعام، وحملة الانتخابات التشريعية حينذاك في أوجها.
استشهد الرفيقان مصطفى وبوبكر والحملة الانتخابية كانت حينه رهان القوى الرجعية وحلم "الكثيرون"، ومنهم من يواصل الزعيق اليوم باسم الشهداء.
استشهد الرفيقان مصطفى وبوبكر، لكنهما قوضا "العرس الديمقراطي" الذي يتكرر اليوم بفظاعة.
والآن في الذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الشهيدين مصطفى وبوبكر، أصرخ في وجهكم وفي أوج حملتكم القذرة: ما أبشعكم وما أقبح صوركم!! إنكم تقتاتون على دماء الشهداء وعرق الكادحين...
إننا على الدرب سائرون رغم الحصار والتشويش ورغم القمع..
المجد والخلود للشهيدين مصطفى بلهواري وبوبكر الدريدي ولكافة شهداء شعبنا..
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى 32 للشهيد عبد الحق شبادة..
- في الذكرى السابعة للشهيد مزياني: تانديت غاضبة..
- رحيل والدة الشهيد كرينة..
- لنُخلد ذكريات الشهداء، يا رفاقي..
- تونس المعاناة: من بنعلي الى قيس..
- كيف نقهر السجن والسجان..؟
- نكبة الفدرالية..
- دروس سياسية مغربية بالجُملة..
- إسماعيل هنية يبارك التطبيع مع الكيان الصهيوني..
- انقذوا حياة الريسوني.. كيف؟
- رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..
- احذروا التنمية.. احذروا العدالة!!
- الوفاء لاُمي الغالية..
- أُم الشهيد مزياني تغيب..
- الشهيد محمد كرينة: اختلط الحابل بالنابل..
- من إضراب الى آخر، حتى متى...؟
- الحيّاحا
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي
- استراحة مناضل..


المزيد.....




- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-صريخ- روبرت دي نيرو في متظاهرين ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - في الذكرى 37 للشهيدين الدريدي وبلهواري