أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة














المزيد.....

بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 08:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انتهت الحرب أو كادت وجاء الوقت لتقديم كشف الحساب. في جولة على المحطات والفضائيات والصحف والمنتديات الكل يتباهى بما يسمونه نصرا. في الواقع يصعب القول أي من الجانبين انتصر وأيهما انهزم لأنه يبدو أن لا منتصر ولا مهزوم في هذه الحرب التي فرضت على لبنان وتجرع مرارتها الإقليم كله. أي نصر يتحدث عنه أصحاب الصوت المرتفع والدمار يملأ لبنان من شماله إلى جنوبه مرورا ببقاعه وشواطئه. أي نصر مع هذا العدد الهائل من القتلى من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ. خسائر بالمليارات والكثيرون من العرب من بعيد يتباهون بهذا الذي يسمونه نصرا لأنهم لم يحسوا ولم يشعروا بحقيقة الخسارة. ربما لأنهم تعودوا على الانتصارات الوهمية وملأت عقولهم الشعارات الجوفاء التي تغنيهم عن تحقيق أي إنجاز حقيقي.
كان يحلو لمحطات التحريض والتطاول استضافة جنرالات الكلام ذوي الصوت العالي للحديث عن الأوضاع الراهنة والتعليق عليها وإبداء الرأي فيها. كان هناك تركيز مشبوه على الأردن بطريقة وقحة. في إحدى الجولات الإخبارية في محطة التحريض والتطاول ركزت المذيعة على الناطق الرسمي الأردني بسؤاله ماذا سيفعل الأردن فعليا على الأرض وكأنها تسأله متى سيفتح الأردن الجبهة ضد إسرائيل.
كنت سأفهم هذا السؤال لو كانت الجبهات الأخرى مفتوحة لكان يحق لتلك المحطة أن تتساءل لماذا لا يفتح الأردن جبهته. أما والجبهات الأخرى صامتة كصمت القبور فلماذا يغامر الأردن بفتح جبهته. والسؤال الجوهري الذي يجب أن يتم توجيهه هو لماذا لا تفتح الجبهة السورية ويوجه السؤال إلى المسؤولين السوريين وليس الأردنيين.
اعترض كثيرون على موقف الأردن ومصر والسعودية عندما وصفوا ما قم به حزب الله بأنه مغامرة غير محسوبة. لكن الأحداث أثبتت أن ما قام به حزب الله بالفعل كان مغامرة وهذه هي النتيجة يراها الجنوبيون الآن في البيوت المهدمة والجسور المدمرة.
فلماذا يظل لبنان يدفع فاتورة مغامرات إيران وسورية ويتحمل وحده آثار الدمار والتدمير لان فئة لبنانية رهنت أمرها لإيران وسورية؟ وبحسب بعض المحللين اللبنانيين فان حزب الله ليس لبنانيا مئة بالمئة وليس حزبا ليبراليا ولا علمانيا بل طائفيا دينيا يخدم مصالح إيران ومصالح طائفته.
حزب الله فرض على لبنان وبالتالي على العرب حربا لم تكن بالحسبان ولم يكن احد مستعد لها. والآن وقد صمتت المدافع هل يجرؤ احد على مساءلة حزب الله عما فعل؟ أم أن حزب الله "لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ "؟
في إسرائيل جدل واسع الآن بشان نتيجة هذه الحرب. هناك مساءلات وتساؤلات ورئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عما حصل. وربما يتم تشكيل هيئة للتحقيق مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكنيست ليقول: "سنراجع أنفسنا بشان ما وقع في المعارك لن نخفي شيئا تحت السجاد". فهل يجرؤ احد في لبنان الآن على أن يقول انه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق بما جرى وكيف جرى ولماذا جرى وما هي الدروس والعبر المطلوبة للمستقبل؟ أم أن نشوة الانتصار التي يحس بها حزب الله ومؤيديه ستمنع مثل هذه اللجنة؟ هل سنتعلم الدرس أم نقع في الفخ مرة ثانية بمغامرة ثانية من حزب الله أو غيره؟
في الثمانينات قام حزب الله إلى جانب غيره من الميليشيات بالدور المطلوب في مقارعة الاحتلال. لكن حزب الله وحده قطف الثمار وبلع الآخرون الشوك وسكتوا لأنه كان هناك من يكتم على أنفاسهم. وظل الحزب يتمتع بحمل السلاح ويبني دولته الخاصة في الجنوب واللبنانيون شعبا وحكومة يراقبون بأعين خجولة ما يجري لكن لسان حالهم كان يقول العين بصيرة واليد قصيرة. واكتشف الحزب مبررا لوجوده ولحمل السلاح بالقول انه يحمي الحدود لان الجيش اللبناني غير قادر على ذلك. هل يمكن أن يكون مقبولا أن ميليشيات حزب الله أقوى من الجيش اللبناني؟ أم هي الخطة الإيرانية المحبوكة لاستخدام قوات الحزب في الوقت المناسب في حال أي مواجهة بين أميركا وإيران؟ طبعا هي هذه الخطة. فقوات حزب الله مسلحة أكثر من الجيش اللبناني ولديها خبراء من إيران وأسلحة ثقيلة وحديثة وكان الجيش اللبناني يعلم انه لو حاول الدخول إلى الجنوب بالقوة فان الحرب الأهلية ستندلع من جديد. ومرة ثانية بلع الجيش اللبناني الشوك وصبر وانتظر.
كان حزب الله يقول انه يحمي الحدود. وانه يقف في مواجهة إسرائيل لمنع قواتها من انتهاك الأراضي اللبنانية. وعندما طلبت منه إيران أن يتحرش بإسرائيل لمعرفة رد فعلها في الوقت الذي كانت فيه المواجهة الكلامية بين طهران وواشنطن مستعرة وقع الحزب في نفق مظلم ولم يكن يتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا الشكل غير المسبوق ولم يستطع أن يمنع الجيش الإسرائيلي من تدمير لبنان ومن الدخول والتوغل في الأراضي اللبنانية. فهذا الحزب الذي تباهى بأنه حرر الأرض قد يكون السبب الآن في إعادة احتلالها. بطبيعة الحال لا يمكن لأي عاقل أن ينكر صمود قوات حزب الله وجرأتها وبسالتها في مواجهة الجيش الإسرائيلي. ولكن بأي ثمن كان هذا؟ أم هي العقلية العربية الإسلامية التي يهون عندها حياة الناس وممتلكاتهم في سبيل العنتريات الفارغة والبطولات الرخيصة؟
لقد حان الوقت لكي ينهض لبنان من جديد. الآن أكثر من أي وقت مضى الشرعية الدولية تقف إلى جانب الحكومة اللبنانية وكذلك لديها الدعم الدولي والعربي لكي تمارس سيادتها على الجنوب وتمنع قيام دولة حزب الله التي يتحكم بها الإيرانيون. لا بد الان من عدم احتكار حزب الله للسلاح دون كل الاحزاب للبنانية الاخرى والا فان تلك الاحزاب لن تعدم وسيلة لجلب السلاح وبعدها تندلع الحرب الاهلية مجددا. حان الوقت لكي ينخرط مقاتلو حزب الله في الجيش اللبناني ويكون هذا الجيش من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط. حان الوقت لكي ينهض اللبنانيون ويقولون بالصوت العالي أن لبنان لكل أبنائه وليس لفئة دون أخرى. وإذا كانت نتيجة المواجهة الأخيرة نصرا فإنها نصرا لكل لبنان لان كل لبنان دفع الثمن. وكان الثمن غاليا.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفق المظلم ومغامرة حزب الله
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا
- فلسطين الى اين
- فرسان الحق مقابل فرسان الباطل
- أسلحة حماس في الأردن والخطاب السياسي للحركة
- هوامش على الاوضاع السياسية الراهنة
- لا حوار مع الارهاب
- عار عليك اذا فعلت جميل!
- مكافأة الارهاب وجني ثماره
- من علم الشعب ما لم يعلم
- الاعلام السعودي ومستشارو السوء
- الارهاب يضرب مجددا
- اي تسوية واي مقاومة؟
- المعارضة الاردنية وفقدان البوصلة
- وماذا بعد؟
- الأردنيون علقوا الجرس


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين عبدالله نورالدين - بعد أن صمتت المدافع: أي نصر وأي هزيمة