أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عبدالله نورالدين - وماذا بعد؟














المزيد.....

وماذا بعد؟


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


على ماذا يدل ذلك الفعل الشنيع الذي نشرت صوره على الانترنت وبعض المحطات التلفزيونية؟ بالتأكيد يدل على همجية الذين اقترفوه. فذبح إنسان كما يذبح الخروف تؤكد أن هؤلاء الناس لم يعد لديهم أي ذرة من خلق رفيع أو دين كريم. وهم وان صرخوا بدعوة "الله اكـبـر" عندما ذبحوه فإنهم بهذا شتموا الدين الذي يدعون الانتماء إليه واساؤا للثقافة التي يحسبون عليها.

ولكن مهلا....

كم جمعية لحقوق الإنسان في الدول العربية استنكرت هذا الفعل؟ وكم خطيب جمعة ندد بهذا العمل المشين؟ كم شخصية رفيعة كلفت خاطرها عناء الشجب والاستنكار؟ كم كاتب صحفي مرموق تجشم أعباء التعبير عن الرفض لهذا العمل القذر؟

هل ذبح الإنسان أمرا عاديا في خلفيتنا الفكرية والثقافية؟ أتساءل بألم وأجيب نعم ربما. نعم، ذبح الرجال مسالة عادية لدينا. ربما هي موروث ثقافي امني. ففي تاريخنا الكثير من أشباه هذه الأعمال. ومن سوء الطالع انه في اليوم الذي نشرت فيه صور ذبح الشاب الاميركي على أيدي عصابة أبو مصعب الزرقاوي كانت إحدى القنوات الفضائية العربية تبث مسلسلا تاريخيا يتحدث عن شاعر العرب الأعظم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وفوجىء المشاهد في حلقة ذلك اليوم من المسلسل بمشهد راسين لرجلين على صينية محمولين للوالي أو للزعيم أو للخليفة...
المهم أن هذا المشهد، الذي بدا عاديا في المسلسل، وتزامن مع فعل مستنكر لعصابة إرهابية ترتدي رداء الإسلام، هذا المشهد يرسخ قيمة سلبية في ثقافتنا هي ذبح البشر كذبح النعاج، ويجعل الأمر عاديا مقبولا في عقلنا الباطن.

على أي حال، هل سنرى استنكارا من الهيئات الدينية والاجتماعية والسياسية في الكيانات العربية؟ أم هل سيمر الأمر مرور الكرام وننسى شناعته وبشاعته ووحشيته؟

لقد أضحكني البعض عندما قال إن مشهد الذبح مجرد فيلم من إخراج المخابرات الاميركية لصرف النظر عن عمليات التعذيب المهينة التي تعرض لها بعض السجناء في أبو غريب.
نعم أضحكتني تلك الفكرة لسببين:
الأول أن مسالة ذبح إنسان، مجرد إنسان بل إنسان اميركي له أب وأم يعيشان في الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون من تدبير أي جانب اميركي لصرف النظر عن مسألة سجن أبو غريب. فالاميركيون ليسوا بحاجة لصرف النظر عما جرى في أبو غريب. لأنهم ببساطة اعترفوا بما حصل، واعتذروا عنه ووعدوا بل بداوا التحقيق فيه على أعلى المستويات.

والسبب الثاني الذي أضحكني على من أطلق ذلك القول المؤامراتي هو أن أبناء العروبة الذين تميزوا باختلاق حديث المؤامرة عن كل شيء لم يخطر ببالهم أبدا أن تكون صور التعذيب المهينة التي نشرت هي صور مفبركة وغير حقيقية. ومن تابع القصة من أولها يكتشف أن معظم صور التعذيب وخاصة الجنسية منها عبارة عن صور مفبركة وغير حقيقية بل هل مركبة على الكومبيوتر وخصوصا ما نشر منها في صحيفة الوفد المصرية وصحيفة الميرور اللندنية.

نعم لم يتحدث احد عن مؤامرة في صور التعذيب. لم يشر احد إلى مهارة الكثيرين في تزوير الصور وتغيير اشكالها. أي شاب "يلعب" على الكومبيوتر وبواسطة برنامج بسيط وسهل يمكنه أن يضع وجه جورج بوش مكان وجه صدام حسين، ووجه بن لادن محل وجه جاك شيراك.

أدعو الذين يطالبون بالدفاع عن الإسلام ضد الاميركيين أن يدافعوا عن الإسلام ضد بعض المسلمين الإرهابيين أمثال بن لادن والزرقاوي وغيرهما من رؤوس الشر. أدعو هؤلاء المدافعين عن القيم الرفيعة للإسلام والذين ينادون صباح مساء بان الإسلام دين الرحمة والسماحة ادعوهم ان يبينوا لنا أين يقع الإسلام في عملية ذبح الرجال أو أين يقع ذبح الرجال في الإسلام.

فالأمة الآن على شفير حفرة من دمار.. ولا بد من تحديد الحدود وتسمية الأشياء بأسمائها والكف عن الكيل بمكيالين فالعالم يراقب ويسجل ومن ثم سيأتي يوم الحساب وان غدا لناظره قريب.

حسين عبدالله نورالدين
كاتب صحفي



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردنيون علقوا الجرس
- وبعدين يا إخوان الإرهاب
- إلى أين يأخذنا المؤتمر القومي العربي
- أعطونا الطفولة
- جيش حماس وانكفاء السلطة الفلسطينية
- المخفي أعظم؟
- القمة العربية: اكرام الميت دفنه!
- هل كنا على ضلال
- العرب .. انسانيون؟


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عبدالله نورالدين - وماذا بعد؟