أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عبدالله نورالدين - هل كنا على ضلال














المزيد.....

هل كنا على ضلال


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


سؤال كبير أليس كذلك؟
بل وكبير جدا
لان جوابه بالإيجاب.
نعم كنا على ضلال.
ولكن من هم "نحن" الذين كنا على ضلال وأي ضلالة كنا فيها؟

"نحن" هم المثقفين "العرب" الذين ارتدوا عباءة القومية الوهم والعروبة الوهم وصفقوا لنظام صدام حسين حينما رفع المذكور بيده صاعق تفجير وقال ها نحن صنعنا الكيماوي وسنحرق نصف إسرائيل.
"نحن" هم المثقفين الذين صموا آذانهم عن شكاوى العراقيين المنفيين طوعا وكرها عندما كانوا يسردون حكايات الظلم الصدامي في العراقي.
"نحن" هم نحن جميعا عندما غفلنا عما جرى في العراق/ الواقع، وتغزلنا بالعراق الذي يعيش في الأحلام، عراق السياب وعراق الانتداب، درسنا قصيدة المطر ، ولو كنا نعي ما نقرأ لعرفنا أن قصيدة المطر لو كان لها أن تحكي لحكت ما كان يعيشه العراق في ألان واللحظة.

كنا على ضلال ؟ نعم!
كنا مضللين؟ لا أظن.

لقد سقنا أنفسنا بأنفسنا إلى تلك الضلالة لأننا عشنا وهم العروبة وأسكرتنا كلمات حق أريد بها باطل، وتعامينا عما جرى في العراق لان نظام البعث وصاحبه صدام حسين عرفوا كيف يأتون الضمائر خلسة وعنوة ويسرقونها بالاعطيات والهبات والسفرات والفيلات.

وإذا استطاع نظام صدام حسين تضليل البعض منا فان أكثرنا انساق وراء طمعه واضعا ضميره في رف عال بعيد. وربما كان البعض منا يدرك انه يخون ضميره ويخون شعبه بالتصفيق لنظام صدام ولكنه مع ذلك قبل أن يصمت ورضي أن يكون شيطانا اخرس، وجعل من نفسه شاهد الزور الجبان.

كنا على ضلال.
نعم.

رفضنا أن نكون في مكان العراقيين ولو ليوم واحد نعيشه في ظل حكم صدام حسين.
كان بعض العراقيين يقولون لنا لو تجربوا حكمه يوما واحد فقط لكنتم تقولون غير ما تقولون.
وكنا نتعالى على شكواهم، ونسخر من معارضتهم، ونقول في العلن ما لا نقوله في السر.

عندما كنا نأوي إلى فراشنا في الليل امنين مطمئنين، تأتي إلى أذهاننا صور العراقيين الذين ، كما كان يقال لنا، يخرجون من بيوتهم ويختفون في ظلمات المقابر الجماعية، أو يذوبون بالاسيد أو بكل بساطة يقتلون. تأتي إلى أذهاننا هذه الصور ولكننا نقول: معقول ، هل هذا ممكن؟ وفي النهاية نتساءل: طب وأنا مالي؟ مالي وما للعراقيين؟

لكن الأمر اختلف الآن بعد سقوط النظام.

ما كان العراقيون يحكونه لنا عن قصص العذاب والتعذيب والمقابر الجماعية والقتل العشوائي والابادة بالكيماوي وكان يبدو لنا مجرد نظريات وهمية أضحى الآن أمرا متجسدا حيا موثقا غير قابل للإنكار

ما كنا نظنه، باستكبار، مجرد اتهامات للنظام، تبين لنا انه حقيقة واقعة كان العراقيون يعيشونها يوميا وما كان لغيرهم أن يصدقها لو لم تر عيونهم بالفعل براهين تلك الاتهامات وأدلة إثباتها.

ومع ذلك فان البعض منا، وهذا البعض كثير، ما زال يستعصي عليه الاعتراف بأنه كان على ضلال. ويستعصي عليه أن يعتذر للعراقيين، ويستعصي عليه ان يقر بان ما كان العراقيون يقولونه له في المنافي كان بالفعل أمرا واقعا وليس محض اتهامات.

لقد حان الوقت لكي نقف ونقول بجرأة نعم، كنا على ضلال.
وحان الوقت لكي نغسل عار الضلال الذي كنا فيه
ونفتح عقولنا وأذهاننا للحقيقة
ونحتضن إخوتنا العراقيين ونعانقهم معتذرين ومعاهدين
معتذرين عما كنا فيه من ضلالة وما عشنا فيه من خداع
ومعاهدين بان لا نسقط في الوهم من جديد

حسين عبد الله نور الدين
كاتب صحفي



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب .. انسانيون؟


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عبدالله نورالدين - هل كنا على ضلال