أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عبدالله نورالدين - النفق المظلم ومغامرة حزب الله














المزيد.....

النفق المظلم ومغامرة حزب الله


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مثير للأسف والحزن هذا الذي يحدث في لبنان هذه الأيام. ولكن ما يحدث تم التحذير منه منذ زمن. منذ أن رهن حزب الله اللبناني قراره بيد طهران ودمشق وأصبح أداة تتحرك بإمرة الغرباء. بإجماع المحللين المنصفين فان ما فعله حزب الله لم يكن عملا ذكيا. فالتوقيت خانه وبالتالي فانه جر لبنان وقد يجر المنطقة إلى وضع لا يريده أي عاقل.

التحالف بين حزب الله وحماس أنتج هذه الورطة التي لا يمكن للبنان أن يخرج منها سالما. هذا أن لم يتورط غير لبنان في هذا المستنقع.

أنا لا أحب ولا ارغب أن أبدو كمن يدافع عن إسرائيل. ولا أريد ذلك. ولكن كلنا يعرف إسرائيل وقوة بطشها وعنادها وغدرها. ونعرف التهاب المنطقة التي لم تعد تحتمل مغامرات عرجاء لا نقدر على تداعياتها. وعندما وقعت الحادثة أمس شاهدنا الكثيرين يوزعون الحلوى مبتهجين. لكنهم اليوم اخذوا يبكون وينوحون على ما وقع.

الغريب في كل المتابعات الإعلامية التي رأيناها على شاشات القنوات الفضائية لم يجرؤ احد على أن يقول بالفم المليان أن على سورية التي حرضت حزب الله ليقوم بمغامرة غير محسوبة لم يجرؤ احد أن يطلب من سورية أن تفتح جبهتها وتخفف عن لبنان.

البعض يبرر لحزب الله ما فعل بحجة الأسرى اللبنانيين في إسرائيل. على عيني . ماذا بشان الأسرى اللبنانيين في سورية؟

كيف يمكن لسورية الآن أن تساعد في إطفاء النيران؟ هل ستطلب من حزب الله تسليم الجنديين؟ أم ستفتح جبهة للتخفيف عن حزب الله في لبنان؟

والحكومة اللبنانية التي كانت دوما تتشدق بان سلاح ا لمقاومة يجب أن يظل والرئيس اللبناني نفسه كان يصرخ أنهم يريدون تجريد المقاومة من سلاحها. فليتفضل الآن ويرسل جيشه ليساعد المقاومة.

غريب أمر الحكومة اللبنانية التي ترفض استخدام جيشها للدفاع عن أراضيها. احدهم قال اليوم في تبرير عدم إرسال الجيش إلى الحدود أن الجيش لا يملك السلاح الكافي. لكن لم يقل أن حزب الله يملك هذا السلاح الكافي.

من الطبيعي أن نغضب على الثور الذي يحطم محتويات معرض الكريستال، ولكن يجب أن نحاسب من سمح لهذا الثور بالدخول إلى المعرض. لقط أعطى حزب الله لإسرائيل بقصد أو بغير قصد، المبرر الكافي لتقوم بضربتها القاسية التي لن يتحملها لبنان وسيشعر بآلامها كل جيرانه.

من سيحاسب حزب الله؟ طبعا لا احد سيحاسب هذا الحزب الذي وضع نفسه وباختياره في موضع العداء لشعبه. حزب وضع نفسه فوق الجميع مستقويا بالخارج. اللبنانيون في معظمهم غير راضين عما فعله الحزب. غير راضين عن هذه العملية التي أتت في غير وقتها. وفي رأيي حتى الذين هللوا للعملية على الفضائيات من اللبنانيين عندما عادوا إلى أنفسهم فإنهم بالتأكيد كانوا غاضبين وغير راضين عنها.

ما قام به حزب الله لن يخفف الضغط على الفلسطينيين في غزة بل صب الزيت على النار وزرع بذور انتحاره السياسي. وتحالف حزب الله مع حماس التي يقودها محمد نزال وخالد مشعل من دمشق وبإمرة إيران وسورية لن يخدم حتى مصلحة إيران في معركتها مع المجتمع الدولي بشان الموضوع النووي. ولن يخدم سورية في تخفيف الضغط عنها في معركتها مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بالديمقراطية والانفتاح ووقف دعم الإرهاب في العراق.

إلى أين سيصل رد الفعل الإسرائيلي؟ هل ستقوم إسرائيل بتوريط سورية في حرب؟ بالتأكيد لا فان إسرائيل لا تريد استدراج سورية لكنها بالتأكيد مستعدة لضرب سورية لو حاولت أي حركة. غير أن المؤكد أن سورية لن تأتي بأي حركة ضد إسرائيل. في عام اثنين وثمانين وقد دخلت إسرائيل حتى وصلت بيروت ولم يتحرك الجيش السوري بل انسحب من بعض المناطق لتسهيل عبور الجيش الإسرائيلي.

هل ستضرب إسرائيل إيران؟ بالتأكيد ليس في هذه المرحلة.
وفي غزة لن تقوم إسرائيل بأي تصعيد بل ربما على العكس ستخفف المعاناة الإنسانية مع استمرار التعنت والضرب بطريقة نوعية وانتقائية.

الآن اللبنانيون الذين هتفوا لحزب الله ووزعوا الحلوى تحية لمغامرته أمس يستصرخون العرب ويناشدون القادة والزعماء للتدخل وحماية لبنان. لا اعتقد أن أحدا من الزعماء العرب سيرد على هذه الصرخات. لا احد من الزعماء العرب سيقطع علاقاته بأميركا أو إسرائيل. لا احد سيفتح جبهة ضد إسرائيل. (إلا إذا فتحت الجبهة السورية ــ ربما).

الذي سيخرج لبنان من هذا النفق المظلم هو تكاتفهم ووحدتهم ضد المغامرين وضد الذين باعوا أنفسهم للخارج. المطلوب من الأغلبية الصامتة في لبنان أن ترفع صوتها وتقول لحزب الله: كفى. وتقوم الحكومة اللبنانية بواجبها الوطني وتأخذ زمام المبادرة وتفرض انتشار جيشها على الحدود. أما حزب الله فان عليه أن يعود حزبا سياسيا ويحل ميليشياته ويشارك في اللعبة السياسية كحزب وطني ينتمي للبنان لا يأتمر بالخارج.




#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الله
- مهرجان التحريض والتطاول
- هل وقعت حماس في فخ القاعدة
- الاخوان المسلمون وشعرة معاوية: حانت ساعة الحقيقة
- نقص الإرهابيون واحدا
- فلسطين الى اين
- فرسان الحق مقابل فرسان الباطل
- أسلحة حماس في الأردن والخطاب السياسي للحركة
- هوامش على الاوضاع السياسية الراهنة
- لا حوار مع الارهاب
- عار عليك اذا فعلت جميل!
- مكافأة الارهاب وجني ثماره
- من علم الشعب ما لم يعلم
- الاعلام السعودي ومستشارو السوء
- الارهاب يضرب مجددا
- اي تسوية واي مقاومة؟
- المعارضة الاردنية وفقدان البوصلة
- وماذا بعد؟
- الأردنيون علقوا الجرس
- وبعدين يا إخوان الإرهاب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عبدالله نورالدين - النفق المظلم ومغامرة حزب الله