أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الحكم العسكري العنصري و الدمقراطية الشعبية















المزيد.....

الحكم العسكري العنصري و الدمقراطية الشعبية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف القاموس السياسي الماركسي, الدمقراطية الشعبية, كأحد أشكال دكتاتورية البروليتاريا, التي تتمظهر بشكل عام في وحدة ثنائية العملية الثورية, ضد الإمبريالية و ضد الثورة المضادة الإقطاعية. و هي العملية الثورية الدمقراطية لدكتاتورية العمال و الفلاحين بقيادة الطبقة العاملة الموجهة الى الإنتقال الى الثورة الإشتراكية و دكتاتورية البروليتاريا بهدف تأسيس المجتمع الإشتراكي.
ظهرت نظرية الدمقراطية الشعبية بعد الحرب الإمبريالية - الإمبريالية للهيمنة على ثروات العالم, و إنتصار شعوب شرق أوروبا بمساعدة الإتحاد السوفياتي على النازية, كما تحقق إنتصار شعوب شرق آسيا على النظام الاستعماري الياباني و الغربي. الدمقراطية الشعبية عكست نمو قوة الإشتراكية, و حركات التحرر, و أسست قاعدة إجتماعية لتشكيل الجبهة الشعبية المناهضة للإمبريالية.
الدمقراطية الشعبية أحد أشكال بناء النظام الإجتماعي الإشتراكي, رغم السياق التاريخي المختلف عن بناء الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي.
في خضم الصراع الشعبي ضد الاستعمار خاصة في الشرق الاوسط و شمال افريقيا( بلاد الامازيغ), ستبرز فئة سماسرة الحرب, من ستفاوض الاستعمار على الانسحاب وتشكيل الدولة"الوطنية" العرقية الإصطناعية, الفئة التي ستأسس جهازها القمعي الخاص بها ( الحزبي-العسكري), إعتمادا على نظرية الدمقراطية الشعبية كقاعدة للمشاركة الشعبية في الحكم, إلا أن الإرادة السياسية في إتخاذ القرارات والقوانين, كان من إختصاص الجهاز القمعي (الحزب-العسكر) في الدولة الجديدة, و الذي إحتكر كل السلط بتنظيم مركزية الدولة. أصبحت وسائل الانتاج وإدارة الإقتصاد شكليا في أيدي جهاز الدولة, لكن الحقيقة هي في أيدي قيادة جهاز(الحزب-العسكر) الذي تحكم في العائدات والارباح, لتبقى العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد الشعب ديكور في الدساتير الشكلية. الدمقراطية الشعبية في الدولة العرقية الإصطناعية, و النموذج دزاير(الجمهورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية), و هي دكتاتورية عسكرية ل(فئة سماسرة الثورة) التي تتحكم في السلطة السياسية و المؤسسات الدستورية و المؤسسات الإنتاجية وثروات الدولة, نظريا هي ثروات المجتمع الاشتراكي الورقي, إلا أنها في الواقع هي في ملكية قيادة جهاز (الحزب-العسكر).
الدمقراطية الشعبية التي كان من المفروض مبدئيا, أن تكون آداة ضد الإقطاع و ضد الامبريالية, أصبحت عمليا آداة الإضطهاد القومي والإجتماعي, و تحولت الدمقراطية الشعبية الى دكتاتورية الحزب-العسكر, وهي الفئة التي تمارس الفساد الإداري والمالي و تنهب عائدات النفط والغاز وتحتكر المؤسسات الإنتاجية المملوكة نظريا للدولة, وتستبد بالشعب وتنتهك حقوق الانسان وتمنع حرية الرأي والتعبير وحرية الإختلاف.
أول دساتير دزاير كان دستور عام 1963, الذي أسس جمهورية ذات حزب واحد, وهو جبهة الخيانة ((جبهة التحرير الوطني)), ورئيس إستبدادي يختار من طرف الجنرالات. وأكد الدستور على الحقوق للجميع, لكن مشروط ب(المادة 22): "لا يجوز لأي كان أن يستعمل الحقوق والحريات السالفة الذكر في المساس باستقلال الأمة وسلامة الأراضي الوطنية والوحدة الوطنية ومؤسسات الجمهورية ومطامح الشعب الاشتراكية, ومبدأ وحدانية جبهة التحرير الوطني", وبواسطة هذه المادة تصادر حرية الرأي و التعبير وتحاكم الآراء المخالفة لرأي العسكر بتهمة جاهزة و معروفة للجميع, وهي المؤامرة المستهدفة لتفكيك وحدة الشعب وتفكيك الوحدة الترابية.
تعددة دساتير الممنوحة من الحكم العسكري, لكن كلها آداة ضمانة إستمرارية الحكم الاستبدادي العسكري وسياسة التمييز العرقي, بصياغة جديدة للتعددية الجامعة في وحدانية الإيديولوجية الإستبدادية-العرقية, كمنظومة قدسية علوية و شوفينية, أدت الى أزمات هيكلية وأنتهاك لحقوق الشعب. و إعتبرت كل دعوة الى التغيير والدمقراطية, هو تفكيك لوحدة الوطن وتقسيم الشعب ومؤامرة أجنبية, وهذه الأطروحة التبريرية التضليلية التي عايشت لفترة ستة عقود من الزمن المتغير, من أحداث و تحولات إقليمية و دولية, إلا أن الوهم الراكد في نسقه المغلق بقي جامدا من دون حركة, ولا قبل بلورة أفكار جديدة وتكتيكات جديدة إنعكاسا للواقع الجديد والمتحول.
فشل السياسة القومجية الشوفينية في آبادة الأمازيغ بيولوجيا (مجازر 1963-1965) أو هوياتيا (التعريب الشامل), أنتج نظرية المؤامرة ضد ثورة ((المليون شهيد)), وتعمق وهم نظرية المؤامرة بعد الربيع الامازيغي و العشرية السوداء والربيع الاحمر(2001) وصولا الى الحراك الشعبي السلمي المستمر و الممتد في جغرافيته دزايرية. التزمت والتعصبي القومجي, و الشعور السيكولوجي بتفوق الأنا ودونية الآخر, الوهم المعبر عنه في خطابات الساسة في دزاير مثل القول (دزاير أحسن دولة في إفريقيا)أو في الصراع على زعامة شمال افريقيا مثل ما حدث بين القوى الكولونيالية في كل من دزاير و ليبيا, أو بين القوى الكولونيالية في كل من دزاير و مورك. ثنائية التعصب القومجي و سيكولوجية التفوق, هما وراء الفشل الذريع في إدارة القضايا المصيرية بعقلانية ودمقراطة الحوار الضروري لحل القضايا الداخلية أو الإقليمية.
إنعدام الدمقراطية و رفض قانون المشاركة, عمق في نهج الإستبداد, و في تراكم القواعد و القوانين والنظم التسلطية المكرسة لثقافة التخلف والجهل والظلامية والتضليل والاغتراب الذاتي. تراكم قوانين اللادمقراطية ونظم الإستغلال الفاحش و سياسة النهب والفساد و تفقير الشعب, لم يزد للوضع الإجتماعي والحقوقي إلا تفاقما و إنتقل من سوء الى أسواء بسبب سياسة تجويع الشعب و سياسة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, والنتيجة ما تعرفه دزاير الى حد اليوم من أزمة هيكلية أدت الى إنفجار بركان الحراك الشعبي والذي هو نتيجة حتمية للسياسة اللادمقراطية واللاشعبية لقيادة جهاز (الحزب-العسكر). و عوض رحيل جهاز (الحزب-العسكر) عن الساحة السياسية وإحترام إرادة الشعب في التغيير و بناء مؤسسات مدنية دمقراطية شعبية, يلاحظ أن الجهاز الرجعي الفاشستي, مازال يتخبط في سياسته الحلزونية سواء بقمع الحراك الشعبي و زرع الفتن لتقسيم الشعب و إنهاء الحراك الشعبي السلمي أو بخلق وهم مؤامرة "الماك" و المورك في خلق الإضطرابات الداخلية و تفكيك وحدة الوطن, (وحدة الوطن, الأحجية التي أصبحت شماعة في سياسة القوى القومجية العرقية في محاربة الأهالي).
جهاز (الحزب - العسكر), هو المتورط الوحيد في كل الجرائم و المسؤول المباشر عن حرائق لقبايل وقتل العشرات حرقا في منطقة لقبايل و هو المسؤول المباشر عن قتل الشاب جمال بن إسماعيل بمنطقة لقبايل, وهو المسؤول المباشر عن الإضطرابات الداخلية, وعن النزاعات والإضطرابات الإقليمية, و قيادة جهاز (الحزب-العسكر) هو الداعم و الممول الغير المباشر للحركات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة تينيري.
إنتهجت قيادة جهاز (الحزب-العسكر) بعد رحيل الإستعمار الفرنسي سياسة الجمود العقائدي, والنظام اللادمقراطي, منح لها الإمتيازات من خلال الفساد وإضطهاد الشعب. إلا أن نعيم النفط والغاز والتهريب والفساد, أفسدته إنتفاضة الخبز, و زعزعته الحرب الإسلامية, و آخيرا أفشله بديل حركة النضال السلمي بالحراك الشعبي المستمر. الوضع الغير المريح أفقد بوصلة جهاز (الحزب-العسكر), وأصابه بمرض إنفصام الشخصية, بدأ يطلق طبائعه وطبيعته على الآخرين. النظام الشوفيني الإستبدادي (الحزب-العسكر) المتآمر ضد الشعب و ضد الجيران, يتهم الآخرين بالمؤامرة للتستر على جرائمه الإقتصادية والسياسية والحقوقية.
إذا كانت الدمقراطية الشعبية إنتهجت في بعض الدول لصالح الشعوب وتنمية البلدانها, فإنها إستغلت في دزاير من طرف قيادة جهاز (الحزب-العسكر) للإستبداد ونهب ثروات الشعب و زرع النزاعات الإقليمية والتحالف مع الأنظمة الإستبدادية.
الحراك الشعبي هو البديل للنظام اللادمقراطي و اللاشعبي, بديل للفاسدين العنصريين الفاشيين لجهاز(الحزب-العسكر), اللاشرعي واللاشعبي واللادمقراطي واللاوطني.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 20 غشت, بداية تنفيذ مخطط صناعة الدولة الكولونيالية العرقية
- التحالف الشوفيني, العروبي- الصهيوني وخطورته على النضال الاما ...
- النظام العسكري وراء حرائق الغابات في بلاد لقبايل
- إجبارية التصويت دلالة على إنسداد آفاق النظام الكولونيالي
- العروبة-اسلام بين الاستبداد والدمقراطية
- الاستعمار وصناعة الكيانات السياسية و الدول -الوطنية- العرقية
- مئوية ملحمة أنوال
- الصراع على صوت الريف بين أعداء الريف
- تامازغا آخر مستعمرة في افريقيا
- عجز -الله- و قانون إزدراء الأديان
- الرد على الأقوال التضليلية لسعيد شنقريحة
- ماذا تقدم البوليساريو بالمقابل للجنرالات
- مهزلة -الإنتخابات- تحت سلطة العسكر
- جنرالات جبهة الخيانة والتعويل على الكيان الوهمي
- زاوية -العدالة والتنمية- و إزدواجية المعايير في موقفها من ال ...
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة (2)
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة
- موجة القمع والإعتقالات في ضيعة جنرالات جبهة الخيانة
- إفتضاض بكارة القاصرات للبيع, فمن المشتري
- التمركس البعثي و العنف داخل الجامعة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الحكم العسكري العنصري و الدمقراطية الشعبية