أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - زاوية -العدالة والتنمية- و إزدواجية المعايير في موقفها من القضية الفلسطينية















المزيد.....

زاوية -العدالة والتنمية- و إزدواجية المعايير في موقفها من القضية الفلسطينية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زاوية "العدالة والتنمية" و إزدواجية المعايير في موقفها من القضية الفلسطينية
نظمت زاوية "اللاعدالة واللاتنمية" يوم 23 ماي, مهرجان خطابي تضامني مع فلسطين بمشاركة أمينها العام السيد العثماني و السيد خالد مشعل رئيس حماس في الخارج, في كلمة هذا الأخير, أثنى على الدكتاتورمحمد العلوي و خدامه المباشرين و مجلس أعيانه على موقفهم من القضية الفلسطينية. منبها على خطورة اسرائيل على الآمن القو مي العربي, ومطالبا بقطع العلاقات مع اسرائيل بإعتبارها عدو العرب كلهم وليس للفلسطنيين وحدهم.
مشعل بموقفه الخاضع للأوضاع الراهنة وموازين القوى لم يتجرأ على إحراج, سعد الدين العثماني حليفه الإسلامي, الذي وقع بإسم القصر العلوي, إتفاقية إعادة العلاقات السياسية الرسمية بين مورك واسرائيل, وعوض إنتقاد مشعل لخطوة السلطة المتناقض مع دورها المعلن المؤيد لقضية فلسطين, فضل مشعل الأسلوب الإنتهازي في التعامل مع السلطة, في تناقض مع موقف (الداخل), فحماس أعربت عن: "إدانتها واستنكارها الشديدين, ورفضها المطلق والقاطع لكل الاتفاقيات المعلنة من بعض الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني, التي كان آخرها المملكة المغربية".
زاوية اللاعدالة واللاتنمية بتوجهاته الإيديوجية الأصولية الرجعية الوصولية والإنتهازية, نظمت المهرجان الخطابي, للتخفيف من وتيرة الإنتقادات التي تلقتها من الأنصار والمخالفين لأرائها, وتنظيم مهرجان من عدمه لا يحقق هدفها. المواقف السياسية المتذبذبة و الفضفاضة للزاوية نتيجة لتصوراتها الإيديولوجية الاسلامية الوصولية, وكثيرا ما تأثر على الصراع الداخلي بسبب التنافس لتسلق المراتيب القيادية داخل الزاوية أو الحصول على نفوذ داخل المؤسسات المخزنية, هذا الصراع قد خرج الى العلن في كثير من المحطات, كما حصل مرارا في عهد بن كيران, و نفس النهج الإنتهازي الوصولي مستمر مع القيادة الجديدة للسيد العثماني سواء في إختيارات أحقية خدام القصر المباشرين أو الصراعات في إتخاذ المواقف من بعض القضايا الحساسة, وسيشتعل هذا الصراع والتناقض داخل الزاوية أكثر في المستقبل نظرا للمرجعية المعرفية - الإيديولوجية للأصولية الوصولية المؤثرة على المواقف السياسية اللامبدئية والإنتهازية في خدمة الأهداف الأنية أو البعيدة المدى.
الأساليب اللاأخلاقية للزاوية, مثل التقية والخطاب الديني الموجه الى عاطفة العامة الغير الواعية في سبيل تحقيق أهدافه,( كل الطرق تؤدي الى مكة), هذا المنهج قد ينجح في إستقطاب القطيع لمدة زمنية, لكنه في تصادم دائما بالحقائق الواقعية وبالخطاب النقيض حتى من أطراف داخل الزاوية تحسبا وإرضاءا للتوجه السياسي العام.
موقف زاوية اللاعدالة واللاتنمية من القضية الفلسطينية هو كذلك خاضع للسلوك المصلحي و للإزدواجية المعايير, فالخطاب الموجه للداخل و للحلفاء في المرجعية المعرفية-الايديولوجية, فهو خطاب تحدده السياسة المصلحية سواء في التوجه الى الناخب أو التوجه الى الحلفاء القوميين والإسلاميين, في هذا الإتجاه يكون التعامل مع هذه القضية من خلال الخطاب الحماسي العاطفي والتضامني والتأثير الوجداني لكن دائما هذا الخطاب المعسول يتناقض مع الممارسة السياسية البرغماتية, وهذا ما أبداه العثماني الأمين العام لزاوية اللاعدالة واللاتنمية, في خطابه الحماسي الموجه الى الناخب والى الحلفاء القوميين-الإسلاميين لإطمئنانيتهم بموقف السلطة "الشريفة" من التطبيع مع إسرائيل, وذلك مباشرة بعد التطبيع الخليجي مع اسرائيل, حيث صرح "أن المغرب يرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني, لأن ذلك يعزز مواقفه في مواصلة إنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني". وفي تصريح لقناة الجزيرة القطرية قال العثماني " أن المغرب لن ينزل أبداً عن مستوى المبادرة العربية بل إن ثوابتنا أعلى من المبادرة", وفي تناقض صارم بعد أيام وقع أتفاقية إعادة العلاقات المجمدة بين مورك و بين الإسرائيل الى طبيعتها الرسمية.
الملاحظ أن العثماني في الخطاب الحماسي الديماغوجي, إختار حتى المصطلحات والمفاهيم المقبولة لدى التيار القومي - الإسلامي العروبي مثل ( الكيان الصهيوني) لإرضاء الحلفاء. العثماني إنتقد التطبيع لكونه يعزز إنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني من جهة, ومن جهة آخرى هو خروج عن صف (المبادرة العربية).
للعلم تقضي مبادرة السلام العربية ( بانسحاب اسرائيل من كامل الأراضي العربية وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعودة اللاجئين, مقابل اعتراف الدول العربية بـإسرائيل وتطبيع العلاقات معها).
الخطاب الإستهلاكي لزاوية العثماني إصتدم بالممارسة السلطوية الواقعية, الخطاب "الثوري" المناسباتي في المهرجانات الفلكلورية يختلف عن الممارسة السياسية ويتناقض معها, و توقيع أمين عام زاوية ( اللاعدالة واللاتنمية) السيد العثماني على إتفاقية إعادة العلاقات الموركية الإسرائيلية الى رسميتها دليل على إنتهازية موقف (اللاعدالة واللاتنمية ) من القضية الفلسطينية, وخيانة للقضية وتعزيز لإنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني (الأحداث الأخيرة في غزة) و تخلي عن المبادرة العربية.
التوقيع أدخل السيد العثماني و معه زاويته في ورطة, ولم يستطيع الخروج من المأزقه لا بالتقية و لا الإستنجاد بمسألة الإعتراف الأمريكي بموركية الصحراء, فقد أتاه التنديد بسرعة من الإخوة الاسلامية (حماس), حيث أدان القيادي في حماس سامي أبو زهري التطبيع :"لقد أصابنا خذلان كبير بتوقيع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني للاتفاق مع إسرائيل, والذي كنا نأمل منه اتخاذ موقف تاريخي مشرّف".
إنتهازية الزاوية و"نفاقها" السياسي رغم التبريرات الواهية بالإدعاء بالتشبث بالقضية الفلسطينية وبحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني, فإن الإلتزامات السلطوية والمواقف السياسية للزاوية تظهر هذا التناقض الطبيعي مع خطابها التجريدي الإستهلاكي. أهداف الوصولية للزاوية طبيعيا أن لا تنسجم مع الموقف السياسي العام تجاه القضية الفلسطينية, وإنما هو تشويه للوعي العام بهذه القضية.
لطالم كان النفاق السياسي هو العصا السحرية في إعلان التضامن مع القضية, فلا حرج أن يعلن العثماني موقفه "المبدئي" من القضية الفلسطينية, في رسالة موجهة الى هنية القيادي في حماس يهنئه ب"الإنتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني و مقاومته", قدم الدعم المعنوي لإسرائيل لتدمير غزة, و هاهو يهنئ هنية على أنقاض غزة. هذا التناقض بين الخطاب والممارسة لا يمكن أن يكون إلا صورة لإفرازات الحالة المرضية (شيزوفرنيا) التي إصيب بها قادة زاوية اللاعدالة واللاتنمية الأصولية الوصولية, نظرا للتضاد ما بين خطابها الاستهلاكي الموجه للعامة و موقعها الإجتماعي و السياسي التابع في إطار التبعية البنيوية للنظام الامبريالي. ظاهرة التناقض بين الخطاب والممارسة عند اللاعدالة واللاتنمية من القضية الفلسطينية يكمن في التبعية البنيوية للإمبريالية والصهيونية العالمية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة (2)
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة
- موجة القمع والإعتقالات في ضيعة جنرالات جبهة الخيانة
- إفتضاض بكارة القاصرات للبيع, فمن المشتري
- التمركس البعثي و العنف داخل الجامعة
- القناة الناطقة بالأمازيغية, اللسان الحالي للنظام العسكري الد ...
- الحرب الوطنية العظمى وتأثيرها على حركات التحرر الوطني
- التمركس التحريفي و الامازيغية
- دلالة البيان العسكري
- إستمرارية الربيع الامازيغي في شكله الجديد, الحراك الشعبي
- المهجرون الامازيغ والاشكالية اللغوية
- تحليل الهرطقات الحميشية (3)
- تحليل الهرطقات الحميشية (2)
- تحليل الهرطقات الحميشية
- خرافة سلمية الغزو -الاسلامي-
- الفرق بين تمثال شيشنق الفرعون الامازيغي و تمثال عقبة, المجرم ...
- تحرر المرأة الامازيغية مرتبط بتحرر الأمازيغ من الكولونيالية
- ورقية -المغرب العربي- هوية مزيفة ومفهوم ميتافيزيقي و قرار سي ...
- يا أحرار تامازغا إقذفوا بالأسماء العبودية الى مزبلة الزمن ال ...
- مصير رئيس جمهورية الريف وأعضاء حكومته بعد الإحتلال


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - زاوية -العدالة والتنمية- و إزدواجية المعايير في موقفها من القضية الفلسطينية