أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستمرارية الربيع الامازيغي في شكله الجديد, الحراك الشعبي














المزيد.....

إستمرارية الربيع الامازيغي في شكله الجديد, الحراك الشعبي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إندلعت في مثل هذا اليوم من سنة 1980 الانتفاضة الامازيغية (الربيع الامازيغي) ضد السياسة العنصرية لسلطة العروبة وإنتهاكاتها للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية للأمازيغ. إنتفاضة دمقرطة المجتمع دزايري بالإعتراف بالحقوق الامازيغية والاعتراف بالإختلاف والتعدد والحرية, وكان رد سلطة العسكر توجيه آلتها القمعية لقمع الربيع الامازيغي بوحشية ودموية بإستعمال كل أنواع أدواة القتل وتكسير العظام وتشويه الأجساد وتبعتها حملة عشوائية بالزج بعشرات من احرار القبايليين في زنازين القهر والذل.
في سياق إنعكاس الربيع الامازيغي على حركة النضال الشعبي في تطوره وتأثيره على حركة الجماهير الشعبية, وإحتدام الصراع بين الجماهير الشعبية المضطهدة وبين سلطة الجنرالات المستبدة إتضح مجرى التناقض الجوهري بين المستفيدين من الثروات الطبيعية لبلاد دزاير وبين المسحوقين المضطهدين إجتماعيا وإقتصاديا و سياسيا و المهمشين ثقافيا ولغويا المطالبين بالتغيير والديمقراطية والكرامة الانسانية, هذه الظروف الموضوعية حتمت التحول من الخاص الى العام من حركة نضالية مقتصرة على بعض المناطق دون غيرها, تشعبت لتشمل كل مناطق بلاد دزاير.
دينامية النضال الربيعي أسقط سيكولوجية الخوف و ترك أثاره في الحركات الاحتجاجية النضالية الشعبية, الربيع الامازيغي مهد درب النضال للإحتجاجات الجماهيرية (1988), التي هزت عرش جبهة الخيانة والتبعية للقوى الإمبريالية و أرغم قائدها على الإستقالة. درب الربيع الامازيغي واصل تأثيره على حركة النضال ولم تعيق دربه النضالي الهجمة الوحشية للنظام العسكري و أدواته الإيديولوجية, كما لم تمنع إستمراريته مجزرة شهداء الربيع الأحمر (2001), فقد واصل الكفاح في شكله الجديد, الحراك الشعبي متحديا سلطة العسكر و بيادقه السياسيين والايديولوجيين وحليفهم المفاجئ, قوة الطبيعة (كورونا).
عول النظام العسكري الفاشي على جائحة كورونا لوقف الحراك, وبهذا إلتجأ الى قواعد وقوانين تمنع التجمعات والمظاهرات للحد من إستمرارية الحراك الشعبي, إلا أن الحراك تحدا قواعد النظام وقوة الطبيعة, ولم يتوقف بل إستمر في النضال و المطالبة برحيل العسكر والتغيير الدمقرطي. مبرارت العسكر والجائحة معه لم تنفع مع نشاط الحراك, لينتقل النظام الى سياسة فرق تسد, لزرع الفتنة في صفوف الحراك الشعبي, وذلك بتخوين وتكفير الامازيغ لخلق حالة الصراع والإقتتال في صفوف الحراك الشعبي والإجهاض على الحراك من الداخل دون تدخل العسكر, إلا أن يقضت الحراك بوحدة شعاراته و مطاليبه الوحدوية, مع إحترام الحق في الاختلاف, أفشلت مزاعم النظام العسكري وبيادقه السياسية والايديولوجية, بوحدة مطالب التغيير الدمقراطي وإعادة تشكيل الوعي التحرري المتجلى في المطلب بالإستقلال ( دزيريا مؤمنون بأن البلد تحت وصاية الاستعمار وليس حرا) وهو واقع موضوعي.
الإرادة الشعبية لن تقهرها الآلة القمعية للجنرالات إن راع الحراك شروط نضوج الظروف الموضوعية والذاتية للتغيير الدمقراطي و حافظ عن وحدته وتكتيكه وإستراتيجيته, وتجاوز كل الخلافات والإختلافات مع الانخراط الجمعي في النضال الدمقراطي الميداني وفرض وحدة المطالب المرحلية والأساسية و النضال ضد النقيض المشترك المتمثل في سلطة العسكر وبيادقه السياسية والايديولوجية.
أجهضت إنتفاضة الربيع الامازيغي لظروف ذاتية وموضوعية لم تكن متاحة أنذاك, لكن الربيع الامازيغة لم ينتهي بل إستمر في مساره التاريخي المستقيم, لينبعث من بلدة خراطة القبايلية يوم 16 فبراير 2019, لتمتد شرارته الحارقة الى كل مناطق دزاير, ويتحول الى حراك شعبي, منع بوتفليقة من العهدة الخامسة و أحرق الارض تحت أقدام الجنرالات, ورغم الاعتقالات و التشويش على الحراك بزرع الفتنة, الا أن القتلة لم ينجحوا في خططهم الخبيثة اللاأخلاقية في تدمير الحراك من الداخل, بل حماقاتهم ردت الى أعناقهم بإجبارهم على بعض التنازلات, ورد عليهم الحراك برفع المزيد من الرايات الامازيغية التي منعت بقانون عسكري, ورفرف هذا العلم فوق رؤوس المنتفضين و صرخات وشعارات الجماهير الشعبية في كل أنحاء دزاير وهي تردد شعارات لقبايلية ( السلطة السفاحة) (الحرية للمعتقلين) (الحرية للشعب). pouvoir assassin
الربيع الامازيغ ليس صورة من الماضي ولا حالة متجاوزة تاريخيا, بل هو الحياة المستمرة في النضالات اليومية في الثانويات والجامعات و في وراشات العمل وفي الضيعات الفلاحية, لتتوحد جميعها في الحراك الشعبي يجول شوارع المدن والقرى يزلزل أركان النظام العسكري.
تافسوت إيمازيغن إنتفاضة العزة والصمود والتضحيات, صنعت تاريخ الانتفاضة الدزيرية و حطمت سيكولوجية الخوف لدى كل دزايريين بصمودهم السلمي لأجهزة القتل العسكرية لا يملكون من أسلحة الا شعاراتهم المطالبة بوقف إنتهاكات حقوق الانسان و رحيل سلطة العسكر (مدنية لا عسكرية).
الربيع الامازيغي خطوة نوعية في النضال الجمعي و سيبقى مشعل درب نضال التغيير الدمقراطي الذي تخوضه الجماهير الشعبية في كل أنحاء بلاد دزاير.
المجد والخلود لشهداء الربيع الامازيغي, شهداء الربيع الأحمر, والتضامن اللامشروط لنضال الحراك الشعبي ضد النظام الدكتاتوري العنصري.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهجرون الامازيغ والاشكالية اللغوية
- تحليل الهرطقات الحميشية (3)
- تحليل الهرطقات الحميشية (2)
- تحليل الهرطقات الحميشية
- خرافة سلمية الغزو -الاسلامي-
- الفرق بين تمثال شيشنق الفرعون الامازيغي و تمثال عقبة, المجرم ...
- تحرر المرأة الامازيغية مرتبط بتحرر الأمازيغ من الكولونيالية
- ورقية -المغرب العربي- هوية مزيفة ومفهوم ميتافيزيقي و قرار سي ...
- يا أحرار تامازغا إقذفوا بالأسماء العبودية الى مزبلة الزمن ال ...
- مصير رئيس جمهورية الريف وأعضاء حكومته بعد الإحتلال
- غروب ايديولوجية العروبة ستبدأ من غرب تامازغا (المورك)
- العلم الأمازيغي وغوغائية الشوفين
- الريف شوكة في حلق الشوفينيين
- النظام السلطوي في دزاير بين أحقية تقرير مصير منطقة لقبايل وم ...
- ⵎⵉⵏⴰⵄⵏⴰ ⵏ ...
- تاريخ الإبادة الجماعية, النموذج, 19 يناير 1984
- الاحتفال برأس السنة الامازيغية, محطة نضالية لمقاومة الإغتراب ...
- ثقافة الأوهام والعداء لدى قادة النظام العسكري الإستبدادي في ...
- التمركس, الامازيغية والصراع الطبقي
- مكيافلية زاوية -العدالة والتنمية-


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إستمرارية الربيع الامازيغي في شكله الجديد, الحراك الشعبي