أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إجبارية التصويت دلالة على إنسداد آفاق النظام الكولونيالي















المزيد.....

إجبارية التصويت دلالة على إنسداد آفاق النظام الكولونيالي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظام "الانتخابات" في المورك المعاصر, شكل معاصر لطقوس البيعة التي مارسها النظام العلوي الكولونيالي في عملية ضمان ولاء الأعيان و شيوخ الزوايا الصوفية, العملية التي سادت في القرون الماضية واستمرت حتى الستينات من القرن الماضي. بنصيحة المستشارين الفرنسيين, إضطر النظام العلوي الأخذ بقشور النظام "الدمقراطي" الغربي لتبييض الاستبداد وإظهار للعالم نموذج الدمقراطية الحسنية, التي روجت لها الزوايا السياسية بصيغات الجزر والمد بين الدمقراطية الحقة والمسلسل الدمقراطي والبصيص الدمقراطي وهلم جرا. اللعبة الكولونيالية التي بدأت بالتزكية لعملاء النظام من خلال تحكم السلطة المباشر في العملية "الإنتخابية" الى ما بعد التصويت وإعلان نتائج صنادق الاقتراع, بإكتساحها من طرف زوايا (الكوكوت- مينوت),مثل "جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية" الذي أسسه أحمد رضا أجديرة وزير الداخلية في مارس 1963 قبل "الانتخابات" بشهرين, ومن بعده, تم تأسيس "حزب التجمع الوطني للأحرار" بعد الانتخابات التشريعية 1977 من أغلبية النواب, من طرف الوزير الأول وصهر الحسن الثاني, أحمد عصمان. وقبل إنتخابات 1984, سيقوم الوزير الاول المعطي بوعبيد بتأسيس الاتحاد الدستوري ليكتسح الانتخابات. زوايا (الكوكوت- مينوت) تكتسح صنادق الاقتراع على مقاس النظام العلوي الاستبدادي, الذي يقوم بدوره في عملية البيعة المعاصرة "الانتخابات", نيابة عن الاموات والأحياء الذين يتركهم أحرار في مزاولة أشغالهم اليومية بحثا عن قوتهم اليومي و تجنيبهم معانات التنقلات الى مراكز الاقتراع وتدويخهم بكثرة ألوان الأوراق و التسميات. وتنتهي اللعبة "الإنتخابية بالمشاركة المطلقة من المسجلين في اللوائح "الانتخابية" الاحياء منهم والأموات, وتكون النتائج لصالح أعوان القصر.
إدراك النظام الكولونيالي في فشله الطبيعي في إخضاع الشعب تحت طاعته من خلال نهجه الاستبدادي, أجبرته على بعض الترقيعات في "الدستور" الكولونيالي الممنوح, بإجراءاته و إعداده وتنفيذه, محاولة منه في إيجاد مخرجا لفشله هذا وذلك بنهج سياسة الانصهار و الإحتواء التي بدأها اليوسفي بما عرف بتجربة "التناوب التوافقي" بهدف أولا التصالح مع كل أطراف الكتلة الكولونيالية, وثانيا البحث عن الشرعية الشعبية بالتشجيع عن إقحام الشعب في المشاركة "الانتخابية" بالتصويت المباشر على الأعوان النظام, لخلق على الأقل كتلة شعبية إنتخابية.
مشروع خلق الكتلة الشعبية الانتخابية و من خلالها تهيئة الشرعنة الكولونيالية, باء المشروع بالفشل الذريع, بالمقاطعة الشعبية ل "الانتخابات" الصورية, والتي لم تصل نسبة المشاركة فيها 20%, ولم تتغير نسبة المشاركة عن سابقاتها, والذي أدل بكل وضوح بإتساع الهوة بين النظام السياسي الإصطناعي والجماهير الشعبية المدركة جيدا لطبيعة "البرلمان" ومهامه الصورية, وإدراك الجماهير الشعبية الواعية أن "البرلمان" العلوي, لا يمكن أن يقدم أي بديل لواقعهم المر و معاناتهم اليومية, والجديد في هذه العملية الإستثمارية هي تضخيم الأرقام في الحسابات البنكية ل"النواب" و موظفي القصر (الحكومة) وكلا الطرفين لا حول ولا قوة لهما, لأن الحاكم الحقيقي والمطلق و الوحيد هو المستبد العلوي.
المقاطعة كانت و ما زالت الرسالة الواضحة للنظام الكولونيالي, بأنه غير مرغوب فيه رغم سياسة التلميع و الشعارات الهزلية "ملك الفقراء" وهو من أكبر أغنياء العالم وأكبر ناهب لأملاك الفقراء, "دولة الحق والقانون" وهو من ينتهك حقوق الشعب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية. القصر ما زال يتعامل مع الشعب بسياسة "الراعي والرعية", القطيع الذي يوجهه الراعي العلوي, حتى لا يرتكب الأخطاء ويضيع هو و معه يضيع الراعي و يضيع البلاد.
فقدان المصداقية والشرعية الشعبية, دفعت بالدكتاتوري شخصيا, قبل البيعة المعاصرة "الانتخابات" السابقة, بالتدخل عبر خطاب موجه الى الشعب يأمره بالمشاركة "الانتخابية", والخطاب كان عبارة عن تهديد غير مباشر لعواقب المقاطعة ودعم التصويت, ورغم ذلك رفضت الجماهير الشعبية الواعية لأوامر القصر, وإستمرت على نهج مقاطعة المهزلة "الانتخابية", رغم التهديد ورغم أساليب التهريج الشعبوي, وأساليب التضليل للزوايا السياسية من دون إستثناء, (كلها تابعة للقصر وتستنير بمرجعيته الاديولوجية والسياسية), كلها تطبل من أجل إخفاء جوهرالنظام الكولونيالي وسياسته العرقية والاستبدادية. أثبتت تجربة أن العملية " الانتخابية" قد فشلت في إحتواء الجماهير الشعبية وتسييرها مثل القطيع, بفضل إدرك الشعب عدم الجدوى من مؤسسة تخدم فقط مصالح القصر و لا تخدم مصالح الشعب المقهور والمستعبد, بل تزيد في سحقه وإستعباده وتفقيره. المؤسسة الصورية مهمتها التصويت على قرارات السلطة الفعلية, والتي يملكها الحاكم الفردي المقدس, الآمر والناهي في البلاد.
مهزلة البيعة المعاصرة على الأبواب, وبهذا بدأ الصراع بين الديكة للحصول على حصتها من أموال الشعب المنهوبة, وخوفا من تأثير المقاطعة الشعبية على حصة بعض العملاء, إقترحت بعض الزوايا منها الزاوية الفاسية و الزاوية البعثية العرقيتين لمقترح إجبارية التصويت و تغريم المتخلفين عن مكاتيب الإقتراع وعدم التصويت. هكذا تصنع الزوايا الكولونيالية سياسة الإستبداد, لتصبح "الانتخابات" أداة خاصة من أدواة القمع والقهر الشعبي في إفراز الطاعة و المشاركة الزائفة في ظاهرة البعية المعاصرة والنهب اللاشرعي لأموال الشعب. الإنتخابات كان من البديهي أن تكون مطلب دمقراطي وحق شعبي و شكل من أشكال السيادة الشعبية من خلالها تمارس الحقوق والواجبات وفق المبدأ التشاركي و بالخيار الحر في ممارسته, وليس نظم عنفي يقيد حرية الانسان بإجراءات إجبارية و قهرية لصناعة الإمتثال تجنبا للمعاقبة, وهذا المقترح الغريب بلا شك دلالة على فشل وإنسداد آفاق النظام الكولونيالي.
"الانتخابات" الصورية تكتيك كولونيالي, الهدف منه شرعنة الاستبداد و التحكم في رقاب الشعب بوهمية "الديمقراطية" الصورية, لتكريس استراتيجية ديمومة الكولونيالية وايجاد شرعية شعبية لها من خلال برامج وهمية و شعارات رنانة لتزيين وتلميع صورة النظام الكولونيالي العنصري بإقناع العالم بالدمقراطية العلوية النموذجية, للحيلولة دون التضامن الدولي مع النضال التحرري الشعبي والتصدي لانتشار الافكار الثورية التحررية وسط الشعب, ولذا فهي تسعى الى إنجاح مشروعها اللاشعبي بكل الوسائل الوسخة لخلق ارضية مزيفة لإقناع الشعب بمصداقية النظام وتحفيزه بالمشاركة في مسرحياته التهريجية و الموافقة على مؤسساته اللاشرعية, المشرعنة للنظام الكولونيالي وتزكية سياسة الإضطهاد الاجتماعي والقومي, و إبعاد الشعب عن موقعه الحقيقي ومطالبه الاساسية وإلهائه في مسائل صورية غير نفعية في فترة النضال التحرري.
مقاطعة طقوس البيعة المعاصرة وعدم المشاركة حق شرعي, ما دامت العملية القهرية لا تغير شيْ في سياسة تفقير الشعب و إستعباده وقمعه, و نتائجها واضحة فهي في صالح السلطة المسيطرة اقتصاديا وسياسيا, وفي صالح المافيا الإجرامية الباحثة عن الحماية "القانونية" المتمثلة في عضوية المؤسسة "البرلمانية" الصورية.
مقاطعة عملية البيعة المعاصرة " الانتخابات" والمؤسسة الصورية " البرلمان", يشكل نوع من انواع النضال السلمي الهادف لاظهار عدم مصداقية النظام القائم و تبيان بالملموس حقيقة حجم وزن الكتلة الكولونيالية بين أوساط الجماهير الشعبية المهمشة والمضطهدة, هذه الحقيقة التي تسعى الزوايا السياسية إصدار قوانين جزرية للحيلولة دون مقاطعة طقوس البيعة وبالوسائل القمعية الإجبارية لمنع الشعب عن ممارسته حقه الطبيعي والشرعي في الإختيار بين المشاركة وبين عدم المشاركة و عدم التصويت على سياسة الإضطهاد والتفقير الشعبي .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبة-اسلام بين الاستبداد والدمقراطية
- الاستعمار وصناعة الكيانات السياسية و الدول -الوطنية- العرقية
- مئوية ملحمة أنوال
- الصراع على صوت الريف بين أعداء الريف
- تامازغا آخر مستعمرة في افريقيا
- عجز -الله- و قانون إزدراء الأديان
- الرد على الأقوال التضليلية لسعيد شنقريحة
- ماذا تقدم البوليساريو بالمقابل للجنرالات
- مهزلة -الإنتخابات- تحت سلطة العسكر
- جنرالات جبهة الخيانة والتعويل على الكيان الوهمي
- زاوية -العدالة والتنمية- و إزدواجية المعايير في موقفها من ال ...
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة (2)
- الإستعمار والإبادة الجماعية لشعوب الأوطان المحتلة
- موجة القمع والإعتقالات في ضيعة جنرالات جبهة الخيانة
- إفتضاض بكارة القاصرات للبيع, فمن المشتري
- التمركس البعثي و العنف داخل الجامعة
- القناة الناطقة بالأمازيغية, اللسان الحالي للنظام العسكري الد ...
- الحرب الوطنية العظمى وتأثيرها على حركات التحرر الوطني
- التمركس التحريفي و الامازيغية
- دلالة البيان العسكري


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إجبارية التصويت دلالة على إنسداد آفاق النظام الكولونيالي