أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسيب شحادة - مون والحقيبة وشجرة الزيتون















المزيد.....

مون والحقيبة وشجرة الزيتون


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إنه القسّ الدكتور الكوري الجنوبي، سَن ميونج مون، المولود عام 1920 لعائلة من المزارعين والمعروف عالميا بثرائه ونشاطاته الواسعة والمتواصلة التي لا تكل ولا تمل لتحقيق رسالة السلام والوئام بين أبناء البشرية جمعاء، زهاء الستة بلايين نسمة. ويشار إلى أن العرق المنغولي الذي ينتمي إليه مون يشكّل ثلاثة أرباع البشرية. كان مون ابن عشر سنوات آن اعتناقه الديانة المسيحية بدلا من الشِنْتو وفي الخامسة عشرة من عمره وخلال صَلاته على سفح جبل ظهر له، كما يروي، المسيح طالبا إليه إنهاء العمل من أجل تحقيق رسالة خلاص البشرية منذ الصلب وحتى الآن. هذا الانسان، مهندس كهربائي في مهنته، قد أقام كنيسة التوحيد عام 1954 التي حملت فيما بعد اسم اتحاد العائلة العالمي للسلام في مدينة سيول وأسس صحيفة واشنطن تايمز عام 1982. كما وأقام العديد من المؤسسات المختلفة في العالم مثل الاتحاد العالمي للسلام سنة 1965 ويضم خمسين ألف سفير ونيّف من أجل السلام منذ العام 2001 وحتى العام 2006 ويترأسه القسّ الدكتور تشانج هوان كْواك من كوريا الجنوبية أيضا،
وأكاديمية للسلام العالمي في كوريا ومدرسة رقص الباليه في سيول وأكاديمية الباليه في نيويورك ومنظمة النساء العالمية للسلام واتحاد الأديان المختلفة للسلام العالمي الذي يشمل ممثلين من مائة واثنتين وتسعين دولة. ويُقدّر عدد أنصار أو أتباع القس مون بحوالي مليونين منتشرين في مختلف أنحاء العالم. وكان قبل ثلاثة أعوام قد شرع بمبادرة من أجل السلام في الشرق الأوسط بين ذرية إبراهيم الخليل اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهو مقتنع بأن السلام في هذه المنطقة الحساسة والهامة دينيا يعتبر أساسا وشرطا لإحلال السلام العالمي. له مؤلفات عدّة أهمها عظاته المبثوثة في مائتي كتاب باللغة الكورية وقد ترجمت منها بضعة أجزاء فقط حتى الآن إلى الانجليزية وقد صدر الجزء الأول منها في نيويورك عام 1994 وهناك، على سبيل المثال، كتاب ”الأساس الإلهي” بالإنجليزية مع زوجته الثانية هاك يا هان وهناك ترجمة عبرية له”،. انتقل للعيش في أمريكا عام 1971 وبيته الآخر في مسقط رأسه في كوريا الجنوبية ونمط معيشته، كما قال لي صديقان سويسري وفنلندي يعرفانه شخصيا جدّ متواضع
من أهم المبادىء التي ينادي بها هذا الداعية المسن بغية تحقيق السلام والإزدهار لبني البشر هو الزواج الناجح المثمر والأسرة المتراصة حيث المحبة والاحترام والتعاون والتفاهم. وقد صارع مون ملايين الشياطين في الجسد والروح وانتصر عليها وهو يرى أن خطيئة البشر الأولى مرتبطة بالفساد الجنسي. ويتمثل مثال الله بأُسرة متناسقة متناغمة ومتنامية حبا وإيمانا فهي حجر الزاوية في السلام العالمي، ولا بدّ من إزاحة الحدود القومية وكل الحواجز الأخرى مادية كانت كالأسوار ومعنوية كاللغات والثقافات. ومون يرفض مصطلح صراع الحضارات المقترن بالمفكر الأمريكي، صامويل هانتنغتون، وكان قد قال عن نفسه ”مخلص البشرية” وهو معروف في إجراء طقوس الزواج الجماعي منذ العام 1960، ستة وثلاثون ألف زوج، وهي في الغالب الأعم زواج مختلط بين الأعراق يدعو إلى كثرة الذرية، وفي هذا الصدد يكون مون وزوجته بمثابة القدوة الحسنة، عندهما ثلاثة عشر ولدا وأربعة وثلاثون حفيدا. ويقول مون إن هدف الديانة المطلق يمكن تحقيقه عندما يؤمن الإنسان أولا بقلبه وبعد ذلك يطبق ذلك على أرض الواقع. ويضيف إن الإيمان لا يضرب جذوره بدون الفهم أولا، هذا الفهم هو مفتاح المعرفة. لاقى مون في حياته صعوبات جمة بسبب أفكاره وقد سُجن في بلاده التي كانت طيلة أربعة عقود تحت الحكم الياباني ، القيصر هيروهيطو، ستّ مرّات، وبمرور العقود والنجاحات تمكن من إقامة علاقات وطيدة مع العديد من زعماء العالم السياسيين، وكان ضد الحرب التي شنّت على العراق إذ أن الحروب في تصوره وسيلة بدائية ومدمرة لحل الصراعات ولا تؤدي إلى أي سلام عادل ودائم. قرَّر مون القيام بهذه الفعاليات الشاملة والمتكررة بعد أن اقتنع تماما أن منظمة الأمم المتحدة فشلت في القيام بواجباتها في تحقيق العدل والسلام في العالم ويؤمن مون بأن عودة المسيح ستكون في كوريا، مسقط رأسه، واللغة الكورية ستصبح لغة البشر أجمعين.
هذه الحركة العالمية للسلام تعمل في صفوف زهاء مائة وتسعين شعبا وتشمل شتى المجالات الدينية والأكاديمية والفنون والتكنولوجيا والرياضة والزراعة. وفي كل دولة مقرات لهذا الاتحاد العالمي للسلام UPF ويجتمع الأعضاء بشكل منتظم للتباحث في إمكانيات العمل والتأثير على أصحاب القرار في البلد من أجل قيم إنسانية أساسية عامّة قلما يعترض عليها أحد منها، على سبيل المثال، الحبّ الحقيقي يمنح وينسى أنه أعطى ويتابع العطاء بسخاء ومرح ودون انقطاع. والأزمات التي تواجه البشرية في الوقت الراهن جبارة وتتطلب تفكيرا إبداعيا وقيادة باسلة. ولا بدّ من إرادة لإنشاء جسور بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب وأبناء الديانات المختلفة، ويتمثل تسامحنا باقتناعنا أنه إذا كان الخالق أبانا فنحن إخوة وأخوات في عائلة مشتركة في الإنسانية. السلام ليس أمرا سوف يحدث بل لا بدّ من خلقه وتبجيله، إنه نبض الحياة
وفي ابنة البلطيق، هلسنكي، حيث أقيم بجوارها فرع لهذا الاتحاد وكان عليه اختيار ممثل له في منتصف أيار الفائت للاشتراك في المؤتمر العالمي من أجل السلام في القدس وعمّان، حيث شارك فيه زهاء الثلاثمائة شخص من ستين دولة. وقد تمّ اختياري بالرغم من أنني لم أكن عضوا في هذا الاتحاد وذلك نتيجة توصية صديق لي عضو فيه تعذر عليه الاشتراك من جهة، وكوني من الديار المقدسة فهي مسقط رأسي ووطني ولدي اطلاع كاف لمجريات الأمور السياسية والاجتماعية والثقافية إذ قضيت قرابة ثلاثة عقود في مدينة السلام، القدس الشريف، يروشالايم
بعد اللقاء بمسؤول الاتحاد هنا في هلسنكي والتعرف الأولي على طبيعة هذا الاتحاد ومبادئه وأهدافه عبر بعض أفلام الفيديو والمنشورات الورقية والإلكترونية لم أر أي مانع مبدئي يحول دون الاشتراك، فأي رجل عاقل لا يسعى قدر المستطاع من أجل العدل والسلام والخير والتفاهم بين بني البشر. وعلاوة على ذلك، وهذا الأهمّ، لم تكن أية شروط مقابل قيام الاتحاد بتسديد كل نفقات الرحلة المعنونة ـ بناء السلام والتطور الانساني في الشرق الأوسط - اللهم سوى الطلب إليّ لإلقاء محاضرة أو تلخيص شامل بقدر الإمكان عن المؤتمر. أضف إلى ذلك، هذه فرصة حسنة لزيارة الوطن وما يتمخّض منها من اللقاء أيضا بأقارب وأصدقاءوكذلك إمكانية المشاركة في الحوارات الثقافية والدينية والتعرف على الكثير من المشاركين المختصين في مجالات معرفية متنوعة والاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الأفكار ووجهات النظر.
سافرت من مطار فنتا الفنلندي خارج ضواحي العاصمة الفنلدية إلى مطار اللد، بن غوريون، عبر مطار تشارل ديغول الباريسي لعدم توفّر رحلات مباشرة. كان الوصول في ساعات بعد الظهر وتمّ إجراء فحص جواز السفر الإسرائيلي بسرعة غير عادية إثر استفسار واحد: ما اسم الوالد؟ ثم لقطت عيناي يافطة بالإنجليزية تحمل اسم الاتحاد العالمي للسلام ، ورافعها أُرسل لاستقبال المشتركين ليرشدهم في ركوب سيارة الأجرة الملائمة ودفع تذاكر السفر. اتفقنا على نقطة اللقاء بعد التقاط الحقيبة. المرحلة التالية وهي التعرف على الحقيبة على الشريط الكهربائي الدائر تعثرت، مضى ربع ساعة ولم يقع بصري على حقيبتي وجاء حامل تلك اليافطة وطلب إليّ التوجه إلى قسم الحاجيات المفقودة، استهجنت ذلك، لماذا الآن، قد يأتي دور قدوم حقيبتي عمّا قريب، وقد تبيّن أن شخصا آخر فقط قد وصل للاشتراك في المؤتمر في تلك الساعة. مضى الوقت ولم تظهر الحقيبة لا منبطحة ولا منتصبة، فتوجهت إلى تلك النقطة وإذ بشابة تحمل اسم ياعيل تردّ على سؤالي حول مصير الحقيبة بقولها: إنها عندنا للتفتيش، إملأ هذه الاستمارة واذهب إلى نقطة الجمارك للتصديق عليها وعد ثانية إلى هنا! لم أحظ بأي جواب حول سبب ”مصادرة” الحقيبة أو احتجازها أم اعتقالها ولماذا لا تفتّش يدويا ”على المحل” قطعة قطعة. قمت بتعبئة ما يلزم شاكرا تلك الموظفة ياعيل، لم تفصح عن اسم عائلتها رغم استفساري المباشر، على الاستقبال ”الودي” وتلقيت إيصالا للوديعة في ذمّة سلطة مطار بن غوريون. أبلغتني ياعيل أن الحقيبة ستُرسل إلى في اليوم التالي في ساعات بعض الظهر وفق عنوان الفندق الذي أنزل فيه مع مئات مشتركي المؤتمر للسلام، فندق شجرة الزيتون في شارع سانت جورج 23 على مقربة من بوابة ماندلباوم. هذا الفندق شيّد عام ألفين ويحاول
مزج القديم بالحديث، تحمل طوابقه أسماء لبوابات القدس فعند انفتاح باب المحمل، المصعد، يُعلن تلقائيا عن اسم البوابة. وثمة حكاية موغلة في القدم مفادها أن خانا قد أقيم زمن الملك داؤود، ألف سنة قبل الميلاد، وفي وسطه انتصبت شجرة زيتون ”عمّاري” وعمرها على ذمة الأسطورة ألفا سنة..
في اليوم التالي، قبيل المساء ، بعد أربع وعشرين ساعة بالتمام والكمال، رأيت الحقيبة بجانب الغرفة التي نزلت فيها



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يلا خيرها بغيرها
- ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب
- تأبط شرا
- فذلكة في إعداد عربيّ المستقبل
- الفهرست لابن النديم
- أقوال وآراء في الثقافة والفكر
- برلين والشوكة والسكين
- القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
- وأطلقت على مولودها الاسم حاجزا
- يوم الأرض ومُخطّط الجهض
- سقراط وعين كارم
- التمديد والتفتيش
- تساؤل قضاة محكمة العدل العليا الإسرائيلية
- الحضارة لا تتجزأ
- أمسيحيٌّ وصهيوني؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسيب شحادة - مون والحقيبة وشجرة الزيتون