أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - لا -ثورة- دون تنظيم ثوري : تونس بعد 25 جويلية














المزيد.....

لا -ثورة- دون تنظيم ثوري : تونس بعد 25 جويلية


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 18:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قوى الثورة مُنهكة ومُفكّكة الارتباطات الى أقصى حدٍّ مُمْكِنٍ اليوم وهو ما يُنذرُ بمرحلة طويلة من ركود الحراك الاجتماعي بعد أن خسرنا قوّة دفع انتفاضة جانفي 2011 تحت وطأة 10 سنوات من تدجين الحراك الثوري وتمويه الصّراع الطبقي وإغراقه في تسويات سياسية فوقية ومطاحنات هووية ، أدّت في النهاية الى ترهّل التنظيمات والمشاريع المجتمعية الجامعة لصالح رمزيّة الافراد ومشاريع الخلاص الفردي ... لملم النّظام - او يكاد - نفسه واخترق الحراك الثوري وعناصره غير المُنتظمة بخطاب يُزاوج بين الشُّعبويّة و التمسُّك بشكلانية الدولة و ضرورة عودة تسلّط جهازها القمعي العنيف تحت مُبرِّرات ضبط الامور للتخلّص من الفقر من ناحية والترهيب من الفوضى من الأخرى ...
وصلت الحالة الاقتصادية والاجتماعية الى وضع غير مسبوق من التردِّي مع سيادة مزاج عام من الغضب غذّى حركات إحتجاج متواترة وواسعة في ظل انهيار شبه كُلِّي للمنظومة السياسية نتاج تصدّعات جليّة بين شرائح طبقة الحكم و رغم كل هذا لم تتهيّأ العناصر الذاتية الكافية لتحويل الوضع الثوري الى "ثورة" رغم عدم إحكام العناصر الخارجية - الدولية - قبضتها بشكل كلي على الوضع السياسي و الاجتماعي الداخلي ، تمَكّنت "حركة" 25 جويلية ذات الطبيعة الانقلابية ( انقلاب جزء من منظومة الحكم على بقية أجزائها ) من امتصاص حركة الشارع وتحويلها بشكل شُعبوي الى رافعة لمشروع الخلاص الفردي الذي يُقدِّمُه قائدها ، مسنودا بالأجهزة المسلّحة وبقية الاجهزة البيروقراطية لدولة النصف قرن من التفقير والقمع الممنهج ، بهدف ترميم صدوع منظومة الحكم واعادة الاستقرار والتوازن بين ممثلي مختلف شرائحها وشقوقها ، فما نشهده اليوم ليس اكثر من صراع دون "كيشوطي" بنفس الاذرع والاساليب الاعلامية و القصف الممنهج لكل ممكنات الوعي ، حيث لم تظهر اي باكورات حقيقية لاي تغيير في منوال التنمية الاقتصادية او الاجتماعية ولا اي خطوط حقيقية او مشاريع خطوط واضحة لاي إتجاه في تعديل توزيع او إعادة توزيع الثروة المنتجة و لا حتى مرسوم لمصادرة اي مؤسسة لاباطرة المال ومصاصي عرق الشعب ولا حتى مجرّد قرار بتجميد اسعار الاستهلاك ، فرغم سلاح الاقامة الجبرية الخطير من الزاوية الديمقراطية والحقوقية ، والذي يتم استعماله ببذخ "صوري" إعلامي لازال الغنوشي وكل قيادات النهضة ينعمون بحرية الحركة ....
التنظيمات الثورية مفكّكة ومُخترقة بشكل شبه كُليّ فلم تتمكّن من توجيه القوى الثورية لاعتلاء ركح مسرح الاحداث التاريخية ، ستبقى في الهامش هذه المرّة أيضا و تلعب دور " الكومبارس" او رُبّما ستقبل بمقاعد الجمهور الذي يتابع المسرحية التي تُدار أمامه حول حياته وأوضاعه ليتفاعل معها عاطفيا حزنا وفرحا ويُصفّق في نهاية العرض ، فقط لا غير في انتظار انتظام يكون جسرًا لعبورها الى قلب الاحداث في المعركة المُقبلة ...
ما سيحدث بعد ثلاثين يوما او تسعين او سنة ليست سوى تفاصيل سياسية صغيرة ضمن منازلة تسوية الحسابات السياسية بين مجموعات الحكم



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا رئيسنا لا احب لك غياهب النسيان ... فلا تزجّوا بي في غيا ...
- دردشة حول فلسطين ( مُتشنِّجة بهدوء ) ...
- صندوق الدعم مكسب اجتماعي وطني لا يجب التفريط فيه!!
- برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري
- تونس : رئيس الجمهورية لا يؤمن بقيم الجمهورية
- دون ضمان حياد القاضي لا معنى لاستقلالية القضاء
- الانتخابات الامريكية : انهزم ترامب فهل انتصرت امريكا مع فايد ...
- في المقاطعة الاقتصادية ، جدواها وأهدافها ( مثال فرنسا )
- كورونا والدولة السفيهة !!
- لبنان - الطائفية- جرح عفن لا تداويه الا ثورة شعبية
- هل تكون أمريكا بوابة الثورة العالمية ؟
- في هوجة -سورة الكورونا - : ين تقف حرية الفكر ؟ والى أين تمتد ...
- طريق
- غروب ....
- حُبّ
- حكايا رتيبة
- أضن الله يعلم
- حلم ..
- اضن ان الله يعلم
- سكارى


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - لا -ثورة- دون تنظيم ثوري : تونس بعد 25 جويلية