أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري














المزيد.....

برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 6877 - 2021 / 4 / 23 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برلماننا بائس شكلا ومضمونا ( يعني شخوصا ، إدارة وسياسات ) تغزوه الشعبوية ويُعَشِّشُ فيه اليمين الانتهازي بِشقيه الليبرالي والديني ، يَعلوه الصّياح والتطاحن "الاخلاقوي" المسرحي علنا لتغطية فسادٍ ومُفسدين سِرّا ، هذه حقائق يعلمها كل كبير وصغير ومن "يدبي" حتى على الحصير ، في هذا البلد المنكوب مثل غيره بهذه الديمقراطية التمثيلية/النيابية التي ابتدعها الإنسان ليجعل لعموم الشعب صوتا و عينا ويدا فاعلة في السياسات العمومية التي تكاد تنفرد بصياغتها وتطبيقها دوائر حكومية بجيش من الموظفين الأجراء خدمة لأصحاب السيادة من وراء ستار المال والأعمال والربح وحتى الدجل الديني والقومي !! طيب هذا برلماننا بِكُلِّ ما فيه هو مشطرة ( صورة) عن المجتمع التونسي بكل تلويناته وتَلَوّناتِه و تقيته وفُصامه بين أخلاقه وتمثّلاته الواهمة عنها وبين سلوكاته اليومية وعلاقاته الاجتماعية الواقعية المفروضة عليه بوصفها شروطا سابقة لوجوده ، برلماننا صورة عن تونس بكل مستوياتها المعرفية و الاجتماعية و مجموعات مصالحها الفئوية والجهوية والحزبية ...الخ ( اكيد بعد كثير من التلاعب والتطويع "روتوش" للصورة كما لساحة ووضعية التقاطها عبر ماكينات المال السياسي و الإعلامي و الايديولوجي) ، انتخبه التونسيين في انتخابات عامة حرة ومباشرة لِيُعَيّن الحكومة ويُقَيّد سياساتها ويراقب أعمالها وتصرُّفِها في جيش الموظفين العموميين ، لذلك فإن حملة الشيطنة المفرطة و التقزيم والانتقاص الدائم من قيمة مجلس نواب الشعب بدعوى تدني المستوى العلمي و الخبرة التقنية لأعضائه أو شطط سلوكاتهم الاجتماعية و "انفلاتها" خارج دائرة المسموح "النُّخبوي" أو المقبول وفق البروتوكولات الإدارية للدولة البيروقراطية الكلاسيكية ، كل شطط في هذا الاتجاه يُمكن إعتباره في النهاية انتقاصا من الشعب التونسي وتقزيما لخياراته يتضمن دعوة لان تحجر "النخبة" عليه وتتسلم عبر ترسانة خبرائها وتقنييها بالاتهم المعرفية الفنية الصرفة مقاليد حكم البلاد وجيش موظفيها بحكومة "تكنوقراط" مطلقة السلطة مُنمّقة التبليغ و الخطاب ، بروتوكولية الحضور الإعلامي حدّ طمس كل كذب رسمي وقتل كل البذاءة و الفساد والبؤس "الدولاتي" وسلوكاتها الفاسدة و الناشرة للفساد في صفوف العامة طالما تحترم تراتيب بروتوكولات الكتب "النخبوية" !!!
ذلك مجلسنا مرآتنا بغرفة واحدة بتمثيل نيابي مباشر ، لا تقبل معه ديمقراطيتنا غرفة أخرى تُصادر إختيار الشعب و "تتسامى" عن "وعيه" مُنتدبة على قاعدة رفعة المكانة الاجتماعية أو السمعة أو الانتماء العائلي على شاكلة مجالس شيوخ جمهوريات العصور القديمة !! فذلك عصر قد مضى .
فإمّا أن نعمل على تجاوز ديمقراطيتهم هذه بِرُمّتها متى تنضج ضروف تجاوزها نحو ديمقراطية شعبية مباشرة من القاعدة إلى القمة في كل دوالب الدولة و مديرياتها الوظائفية وهياكلها ، تقودها طبقات العمال والاجراء والفلاحين واغلبية شرائح الشعب المسحوق ، أو أن ندافع على الأقل على تمثيلنا هذا ولو كان كسيحا ومُشوّها ضمن هذه الديمقراطية طالما تمكّنّا من انتزاعه من حُكّام الزمان والمكان بالقوة ، أمّا أن ننساق في حملة تقزيم المجلس النيابي الشعبي لصالح الرفع من سلطة وقيمة الجهاز التنفيذي وبيروقراطيته التكنوقراطية ممثّلا في الحكومة فهو عود على أعقاب وتسليم للبلاد واغلب العباد لمن يحكم دونهم ودون مصالحهم ليغتصب البقية الباقية من مواطنة قاصرة بطبيعتها ضمن مجتمع الحيف والميز الطبقي الحالي حيث تحكم الأقلية بالفعل والقوة في كل مناحي الحياة وتتحكم في اغلب مفاصل الدولة ، رئيس الحكومة مهما علا شأنه و مهما "تتكنقرت" و"تتمكننت" و"تبقرطت" حكومته يظل رئيس الإدارة موظّفا ساميا ومأمورا لا صلة له بالشعب أكثر من تنفيذه لسياسات تُحافظ على مصالح سادة الاقتصاد الليلبرالي و الدورة المالية الرأسمالية و ضمان "النظام العام" عبر عنف الدولة السائد ، لا يفوقه في ذلك حتى رئيس جمهوريتنا الحالي المنتخب ومهما كانت رمزية عدد ناخبيه ، يظل شخصا مفردا واحدا مُبهم الحدود والتوجه والبرنامج ولا يمكن باي حال أن يُعبّرَ عن تنوّع الرؤى و الخيارات و المصالح لا ضمن جمهور ناخبيه ولا ضمن مختلف شرائح وطبقات الشعب التونسي ، حيث لا رابط له معهم غير لحظة انعطاف إنطباعية وعاطفية تَحكمها الضمائر والنوايا بعيدا عن كل متطلبات الواقع .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : رئيس الجمهورية لا يؤمن بقيم الجمهورية
- دون ضمان حياد القاضي لا معنى لاستقلالية القضاء
- الانتخابات الامريكية : انهزم ترامب فهل انتصرت امريكا مع فايد ...
- في المقاطعة الاقتصادية ، جدواها وأهدافها ( مثال فرنسا )
- كورونا والدولة السفيهة !!
- لبنان - الطائفية- جرح عفن لا تداويه الا ثورة شعبية
- هل تكون أمريكا بوابة الثورة العالمية ؟
- في هوجة -سورة الكورونا - : ين تقف حرية الفكر ؟ والى أين تمتد ...
- طريق
- غروب ....
- حُبّ
- حكايا رتيبة
- أضن الله يعلم
- حلم ..
- اضن ان الله يعلم
- سكارى
- نحو إعادة تركيب العلاقات الاجتماعية
- المجتمع المدني التونسي : خصائصه وآفاق تطوره ( محاولة للتفكير ...
- ماكرون -الطائي- سيذبح أفريقيا مرة أخرى إحتفاءا بضيفه الكورون ...
- متى نضع حدا لجشع الانسان -الراسمالي- حتى نُنقِذ الإنسانية جم ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري