أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - دردشة حول فلسطين ( مُتشنِّجة بهدوء ) ...















المزيد.....

دردشة حول فلسطين ( مُتشنِّجة بهدوء ) ...


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 23:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لستُ في حاجة طبعا للتذكير بمدى إيماني بعدالة قضيّة التحرر الوطني الفلسطيني ولا بمدى مساندتي للفلسطينيين وعشقي لارضها جُغرافيا وتاريخا واعتقد أنني لَسْتُ في حاجة كبيرة للتذكير بأن التحرُّر الوطني لا ينجز في ظِلِّ إنقسام وتشتت مُركّب ثُلاثي الابعاد" بفعل فاعل طبعا" بين طبقي و سياسي و مذهبي في مواجهة سُلطة طبقية موحّدة دينيا ومدعومة بشكل صريح من قبل جبابرة الراسمالية العالمية بوصفها آخر "حُويصلات" الامبريالية في أشكالها الاكثر رجعية وعُنفا ...
الاحتلال الاستيطاني الصهيوني قائم في فلسطين منذ اثنين وسبعين سنة ، أمعن فيها تهجيرا و تقتيلا للناس والطير والشجر و انتزاعا للأرض و عمل على " تهويد" التاريخ وطمس هويّة شعب كامل باستعمال احدث الاسلحة بدعم مالي و لوجستي جبّار من الراسمالية العالمية لحصار شتات شعب مُعلَّبٍ في كنتونات ارض مجتزأة ومُقَطّعة اوصالها اسمها مناطق " الحكم الذاتي الفلسطيني " أو اراضي " السُّلطة " ...
قضيّة التحرّر الوطني الفلسطيني من سطوة الصهيونية هي قضيّة انسانية من الطِّراز الاوّل تُكثِّفُ كفاح الشعوب ضدّ آلة الحيف الطبقي والاضطهاد الديني و التصفية العرقية والميز العنصري ، الامبريالية في ابشع اشكالها الاستعماريّة المُباشرة و آخرها في العصر الحديث ...
بعد ما يقارب 30 سنة من اندلاع الثورة الفلسطينية وتأسيس منظمة التحرير ، انهت هذه الاخيرة وجودها كحركة تحرر وطني في 1993 باتفاق أوسلو البائس لتتحوّل الى كيان سياسوي انتهازي مُلحق بسلطات الاحتلال و أسّست لمسار تابيد شتات الدّاخل فانفرط عقد المقاومة الوطنية الفلسطينية الى مجموعات مُسلّحة لا همّ لها الا الحفاظ على وجودها السياسي والإعلامي وسيطرتها على مواطن نفوذها "السّلطويّة" وتحوّل الشعب الفلسطيني وحقوقه الى رهائن بالجملة في الضفّة وغزّة ومدن الدّاخل المحتل وفي مخيّمات اللّاجئين بوصف ورقة لتسوية الحسابات السياسية الفلسطينية-الفلسطينية و الفلسطينية-الصهيونية و الصهيونية-الصهيونية حتى ...
كانت القضيّة الفلسطينية تتأجّجُ تارة وتخبو أخرى في وجدان الشعوب خاصّة العربيّة وتتحرّك قليلا في اروقة المنظمات الدولية بين الفينة والأخرى على خلفية أزمة انسانيّة في غزّة او توسّع استيطاني او مساس من المقدسّات في القدس او اي حركة عنصرية لليمين المتطرف في الخليل او رامالله مثلا او اي من النزاعات السياسية في المنطقة ، ولكن بريقها كحركة تحرّر وطني شاملة خبى و سطع مكانه صراعه ركيك حول الرمزية الدينية للاقصى او الحرم الابراهيمي ( تهويد او اسلمة ) فغاب الانسان والوطن المستقل بكل حقوقه امام حق الصلاة وحده ، لتجد أمريكا في النهاية ومن خلفها حكومات التطبيع والخيانة العربية الفرصة التاريخية لدق المسمار الاخير في نعش حلم التحرر الوطني الفلسطيني عبر صفقة القرن بنقل السفارات الرسمية للدول الداعمة للكيان الصهيوني الى القدس مع موجة ثانية من التطبيع العربي الرسمي مع دولة الكيان !! معلنين بذلك الفصل الاخير في المسلسل الدموي لتحويل القدس الفلسطينية الى "أورشليم" الصهيونية على الارض جُغرافيا وتاريخا ...
سكتت بنادق المقاومة و لم تقدر الانتفاضة على النُّهوض من رمادها و عجزت "صواريخ" حماس عن مغادرة القطاع و اغرق بقية ساسة المشهد الفلسطيني رؤوسهم في رمل المهانة والخذلان رغم كارثيّة مثل هذا الحدث السياسي الجل على مجمل مسارات النزاع التاريخي في المنطقة و انبتت بذور أوسلو حنضلا وشوكا في خاصرة فلسطين ...
فكانت حادثة حي الشِّيخ جراح لِتُعيد الى واجهة الاحداث رواية فلسطينيّة وعربيّة القُدس بأحيائها العربية المنتصبة شاهدة على التاريخ وحارسة للحق عينا وواقعا و مُعرّية للطبيعة العُنصريّة للكيان الصهيوني ومُسَفِّهة للبروغاندا الديمقراطية لدولة الكيان وفاضحة صلفه الاستعماري و الاستيطاني المتطَرّف ، حصلَت حملة الشيخ جراح على تاييد مدني ورسمي عربي ودولي واسع وحتى في صفوف المعارضة داخل الاراضي المحتلّة من مجموعات سياسية وحقوقية رافضة للحركة الصهيونية ، وبشّرت بامكانية خلع أبواب الغُرف المُظلمة لصفقة القرن البائسة و أجّجت من جديد جذوة الحركات المناهضة للتطبيع في كل مكان في العالم مُؤذنة بإنطلاقة جديدة لانتفاضة فلسطينية بحزام شعبي دولي واسع ...
كانت الحسابات السياسيّة حاضرة بقوة في الصف الاسرائيلي بين حكومة ناتنياهو و حزب الليكود وحلفائهم من أقصى اليمين اليهودي بمقاعدهم ال 59 فقط في الكنيست بما لا يُخَوِّله تشكيل حكومة وبين معارضيه المُشتّتين يسارا و ليبراليين وعرب ( قوميين واسلاميين ويساريين ) ، نتنياهو الذي تلاحقه قضايا فساد ثقيلة يعلم انّ ربيعه شارف على نهايته مع رحيل إدارة ترامب وتصفية تركتها في السياسة الخارجية الامريكية و يَعْلَمُ ان لا حلَّ له مُؤقّتا غير دفع النعرة الدينية والتطرّف الى اقصاها في الدّاخل المحتل ورفع سقف الصّراع الى مستوى "الخطر الحياتي" على الكيان الصهيوني و ساكنته لتتمكّن الالة العسكرية الصهيونية مدعومة بالشعارات الدينية من حمايته من السقوط الاخير ومنع تشكّل اغلبية برلمانية بمشاركة عربيّة ( 11 مقعدا من جملة 120 ) وبقيادة يائير ليبيد ( حزب هناك مستقبل ) الوسطي ( 17 مقعدا ) ، ناتنياهو يُدركُ أنه ينتصر إعلاميا وسياسيا في المعركة الدينية و إذكاء روح المحرقة ، لذلك توجّه مُدجّجا بكل اسلحته التوراتية لافتعال معركة الشيخ جراح و هو يعلم أن صورته الاخرى مُدجّجة باسلحتها الفقهية "الاسلاموية" ستنخرط معه في نفس اللعبة من داخل غزّة لترفع معه التحدّي وتُخرجه بِسُرعة من المازق المدني لعُنصرية اجهزته الاستعمارية تجاه مواطنين فلسطينيين عُزّل آمنين في بيوتهم الى مستوى حرب صاروخيّة شبه نظاميّة بين سُلطتين لكيانين دينيّين رجعيّين يتّخذان من مواطنييهما رهائن لسياساتهما فيضيع الحق بين تأويلات الارهاب و حق الدفاع عن النفس ويصير ترويع الآمنين سياسة مشروعة لآلة الحرب ...
حماس تُدرك جَيِّدا كما يُدْرِكُ الجميع المآلات العسكرية لأي رصاصة من قبلها في إتجاه المستوطنات وتعلم حجم الرد الصهيوني الحاضر مُسبقا على اي تَحَرُّكٍ من قبلها كما تدرك ان كل صواريخها لن تُغيّر من الموقف الرسمي الاستعماري الصهيوني شيئا ولن توقف المجزرة المدنية في حق عرب حي الشيخ جرّاح ، ولَكِنّها لا يمكنها ان لا تقتحم مجال النزاع الدائر مُقدّمة خدمة لنتن ياهو ومستفيدة في نفس الوقت من تثبيت وجودها السياسي على الارض في الداخل والخارج بوصفها بديلا تفاوضيا مُستقبليا له شانه وتأثيره في الاوضاع ، حركة فتح ومحمود عبّاس شاخا وتآكلا في الداخل والخارج وهو في وضع لا يقِلُّ ضعفا عن حكومة الليكود ويعلم يقينا أنه لا مُستقبل له بالانتخابات التي يعمل على تابيد تأجيلها بدعوى عدم سماح العدو الصهيوني لجريانها في القدس ، سلطة أوسلو تعلم ذلك جيّدًا وتعلمُ أن تأزيم الاوضاع في القدس و بقية مدن الدّاخل المحتل الى جانب تعفين أزمة الحكم الصهيونية سيجعل الانتخابات الفلسطينية في حكم المستحيل مِمَّا سيُؤبّدُ رئاسة ابو مازن الى ماشاء الله ...
إيران أيضا تعلم مآلات قرار تشريد اهالي الشيخ جرّاح و اذرعتها العسكرية مثل حزب الله تعلم ايضا كيف ستتدحرج كرة الثّلج الى حرب محدودة تنتهي بتوفير مليارات الدولارات للاوليغارشيا العسكريّة الدينيّة الصهيونية مُقابل مآت الشهداء الفلسطينيين من الجانب الاخر تقتات منهم سياسيا الاوليغارشيا الدينيّة الحمساوية وتتاجر بهم سُلطة أوسلو الفاسدة سياسيا و تاريخيا ، في تكرار لمشهد فلسطيني بائس منذ ذُبحت المقاومة الوطنية بمباركة عربية رسمية ، ستنتهي الحرب آجلا او عاجلا مُخلية الساحة لتسويات وصفقات سياسية إقليمية ودولية على رأسها الملف النووي الإيراني و سلاح اذرعتها العسكرية في المنطقة و تجاوز ملف التطبيع الى مستوى علاقات شراكة دائمة ومباشرة مع "دولة اسرائيل" ، أمريكا تقود الرأسمالية العالمية نحو تصفية الملف الفلسطيني بشكل نهائي مسترجعة استراتيجيا "الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا " ، كان لايران دور محوري في حرب 2006 كما في الصراع في سوريا و حرب اليمن وتحجيم الدور التركي وسيكون لها مكان في مشروع التسوية الامريكية المُقبلة ، لذلك لم تُعربد صواريخ حزب الله في سماء المستوطنات الصهيونية ولم يرغي نصرالله او يُزبد إزاء انتهاك المقدّسات الإسلامية هذه المرّة ..
الكل رابح هذه المرّة النتن ياهو ، حماس ، فتح ، ايران وطبعا أمريكا على جماجم شهداء فلسطين وعذاب أهلها ، قد يكون الخاسر الاكبر سياسيًّا ، طبعا بعد قضية التحرر الوطني الفلسطيني ، حكومات الخذلان والتطبيع العربي التي قد تجد نفسها على هامش بقيّة مخرجات صفقة القرن ..
كُلُّهم - كُلّنا - نعلم يقينا أن الشّعب الفلسطيني وحقوقه رهينة سياسية عند كل المتدخلين الإقليميين غربا وشرقا كما هم رهائن عند السلطة الوطنية البائسة في الضّفّة و تحت صواريخ حماس وإخوتها في الدين المتوالدين من القُبّة الحديدية الصهيونية ، ولكن ما باليد حيلة ليس أمامنا سوى خيارات دعم المقاومة على عِلّاتها وعلى ما تخترقها من مرجعيات رجعية و تكتُّلات انتهازية ، ليس أمامنا سوى الانخراط الشعبي الواسع عند كل عمليّة على الارض تُعيد قضية التحرر الوطني الفلسطيني الى سطح الاحداث المحلية ، الإقليمية والدولية و ان ننخرط بشكل غير مشروط في إحياء حركة المقاطعة للكيان الصهيوني والتذكير الدوري ببشاعته وعنصريته وزيف دعايته الديمقراطية في انتظار إعادة تشكل حركة مقاومة وطنيّة فلسطينية قلبا وقالبا موحّدة وواحدة سياسة وسلاحا ومشروعا



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق الدعم مكسب اجتماعي وطني لا يجب التفريط فيه!!
- برلمان بائس لكنه حقيقي وضروري
- تونس : رئيس الجمهورية لا يؤمن بقيم الجمهورية
- دون ضمان حياد القاضي لا معنى لاستقلالية القضاء
- الانتخابات الامريكية : انهزم ترامب فهل انتصرت امريكا مع فايد ...
- في المقاطعة الاقتصادية ، جدواها وأهدافها ( مثال فرنسا )
- كورونا والدولة السفيهة !!
- لبنان - الطائفية- جرح عفن لا تداويه الا ثورة شعبية
- هل تكون أمريكا بوابة الثورة العالمية ؟
- في هوجة -سورة الكورونا - : ين تقف حرية الفكر ؟ والى أين تمتد ...
- طريق
- غروب ....
- حُبّ
- حكايا رتيبة
- أضن الله يعلم
- حلم ..
- اضن ان الله يعلم
- سكارى
- نحو إعادة تركيب العلاقات الاجتماعية
- المجتمع المدني التونسي : خصائصه وآفاق تطوره ( محاولة للتفكير ...


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - دردشة حول فلسطين ( مُتشنِّجة بهدوء ) ...