أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عودة طالبان وهزيمة أمريكا














المزيد.....

عودة طالبان وهزيمة أمريكا


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت سيطرة حركة طالبان السريعة والمفاجئة على أفغانستان، ليس بسبب قوتها الميدانية فحسب، وإنما نتيجة ضغوطات مستمرة لإجبار عناصر ومسؤولين في الجيش والحكومة على الاستسلام وعقد الصفقات.
وقد مزجت الحركة التهديدات والتحفيزات بالدعاية والحرب النفسية عند الاستيلاء على مدينة تلو الأخرى، بعضها بالكاد أطلقت رصاصة واحدة حتى الاستيلاء في النهاية على العاصمة كابول.
إن حركة طالبان تعود الآن إلى المشهد في بلاد الأفغان وقد حققت انتصارات واستولت على مدينة تلو الأخرى، وأحكمت السيطرة على العاصمة كابول بدون قتال، وكل يوم نصر جديد، ما جعل الكثيرون يندهشون من هذه الانتصارات بعد عشرين سنة من الغياب والاحتلال الأمريكي للبلاد، الذي كان يسعى إلى تأهيل حكومة أفغانية موالية، وتشكيل جيش قادرًا على توفير الأمن وضمان الاستقرار في أفغانستان، ولكن بعد انسحاب الجيش الأمريكي وقفت القوات الأفغانية الحكومية عاجزة أمام ضربات الحركة في كل مدينة، الأمر الذي جعل باب التأويلات مفتوحة، لكن كل هذه التأويلات لم تصمد أمام الحقيقة الواضحة أن حركة طالبان متجذرة في عمق المجتمع الأفغاني. فعلى الرغم من عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي، والتضييق على الحركة، ومطاردة عناصرها في كل مكان، والحملات التي طالتها من أطراف الاعلام العالمي والعقل السياسي الغربي والعربي، إلا أنها تعود بقوة وتجد قبولًا من طرف الشعب ومن طرف المجتمع الدولي.
لقد قامت حركة طالبان بمراجعات نقدية ذاتية معتبرة وهي بعيدة عن الحكم، لاستخلاص النتائج والعبر من ممارساتها ومسلكياتها ونهجها السابق، ولعل التصريحات التي يطلقها قادة الحركة لتعزيز الثقة وطرد التوجس من نفوس دول الجيران، حيث أعلنت الحركة بأنها ستقيم علاقات قائمة على الاحترام، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ولكن هذا لا يكفي لكسب ثقة الداخل الأفغاني الذي ينظر إلى مشروعها المجتمعي ما قبل الدولة، مشروع متشدد ومتعصب يتطلع إلى الماضي البعيد، دون اعتبار للواقع الحاضر المعقد، ما يجعل الناس تشعر بالخوف على الحاضر والمستقبل. وعلى ضوء ذلك يجب على الحركة أن تراجع نهجها المتشدد، والانفتاح على الواقع أكثر، واحترام التعددية السياسية والفكرية والثقافية، وتعمل على تطوير وتجديد فكرها وسياستها ونهجها.
إن الهزيمة التي منيت بها الاحتلال الأمريكي في أفغانستان تعتبر مزلزلة ومجلجلة على المستوى العسكري والسياسي، وتترك آثارها إلى ما بعد أفغانستان. ويجب ان لا يمر انتصار حركة طالبان، وهزيمة المحتل الأمريكي على الباحثين والدارسين والمحللين مر الكرام، بل من الضروري التوقف أمامها وتحليلها، للخروج بنتائج مفيدة تستغلها حركات التحرر في العالم الساعية لتحرير الأوطان والخلاص من المحتلين وعملائهم.
وللفشل الأمريكي عناوين كثيرة أهمها داخليًا، فمرة أخرى يخرج الأمريكيون من غير تحقيق أي أهداف بعيدة المدى، والسياسة الخارجية الأمريكية أصبحت عبئًا على أمريكا المحملة بمشكلاتها الداخلية، خاصة بعد فترة ترامب الصاخبة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميح القاسم في ذكرى رحيله
- مظفر النوّاب وقصيدة -تل الزعتر-
- -الإصلاح- الثقافية في عدد جديد كرسته لوداع الأديب والمناضل ا ...
- ذكرى مجزرة تل الزعتر
- البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية
- أحمد يعقوب-عوليس- الفلسطيني في حضرة الموت
- حمى اللـه الجزائر
- إضاءة على قصيدة محمود درويش -أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد ا ...
- عكا وبحرها لنا
- الراحل مجيد حسيسي مسيرة أدبية مضيئة
- رحيل الشاعر الفلسطيني ومربي الأجيال صادق صبيحات
- مع سورية
- ما هي إنجازات القائمة الموحدة؟
- ذكرى ميلاد ياسر عرفات
- على هامش اقرار الحكومة الإسرائيلية للموازنة العامة
- لهجوم على السفينة والحرب الخفية بين إسرائيل وإيران
- الشاعرة والكاتبة الفلسطينية د. كفاح الغصين
- إذا لم تستحِ!
- تونس إلى أين؟!
- مع الشاعرة الكردية العراقية ظمياء ملكشاهي


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عودة طالبان وهزيمة أمريكا