أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ذكرى مجزرة تل الزعتر














المزيد.....

ذكرى مجزرة تل الزعتر


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني، بدءًا بمجزرة دير ياسين والدوايمة وقبيه وكفر قاسم وبلد الشيخ وأيلول الأسود وصبرا وشاتيلا، ولكن الأشد شراسة وأعنفها مجزرة تل الزعتر، التي تصادف ذكراها الخمسة والأربعين هذه الأيام.
لقد دفع أبناء مخيم تل الزعتر في لبنان فاتورة غالية، ثمنها الدفاع عن الذات الفلسطينية الوطنية، وهي تدمير وسحق المخيم، وسقوط ما يربو على أربعة آلاف شهيد، من كل الاعمار، صغارًا وكبارًا.
مجزرة تل الزعتر هي جزء من التراجيديا الفلسطينية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني، الذي لم يحقق حلمه بالحرية والاستقلال وإقامة دولته الوطنية المستقلة، وإنجاز حق العودة.
في ذكرى مذبحة تل الزعتر، وبعد مرور كل هذه السنوات الطوال على وقوعها، لا تزال الإبادة الوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون في تل الزعتر بلبنان حاضرة في أذهان الكثيرين، وشاهدة على أفظع الجرائم الإنسانية، ولا يمكن للذاكرة الفلسطينية الحية أن تمحو آثار هذه المجزرة التي حصدت الآلاف من الأرواح، وتآمرت فيها عدة أطراف لقتل المدنيين العزل واللاجئين المهجرين.
إن مذبحة مخيم تل الزعتر تمثل واحدة من الصفحات السوداء في تاريخ الحرب الاهلية اللبنانية، التي اندلعت العام 1975 واستمرت 15 عامًا.
ولعل أفضل من حصّن هذه المجزرة والمذبحة ضد النسيان، وأبقى ذكراها حيّة في الوجدان الشعبي العام، هو شاعرنا الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش في ملحمته الشعرية الباذخة والخالدة "احمد الزعتر" التي خلد فيها مقاومًا من لحم ودم، اسمه أحمد الزعتر، قضى نحبه بين أهله وجيرانه، في أكبر مذبحة ليست من صنع الصهيونية، ويقول في مستهلها:
ليدين من حجر وزعتر
هذا النشيد.... لأحمد المنسّي بين فراشتين
مضت لغيوم وشرّدتني
ورمت معاطفها الجبال وخبّأتني
..نازلا من نحلة الجرح القديم الى تفاصيل
البلاد. وكانت السنة انفصال البحر عن مدن
الرماد. وكنت وحدي
ثم وحدي ....
اه يا وحدي؟ واحمد
كان اغتراب البحر بين رصاصتين
مخيما ينمو وينجب زعتر ومقاتلين
وساعدًا يشتد في النسيان
ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي
وأرصفة بلا مستقبلين وياسمين
كان اكتشاف الذات في العربات
او في المشهد البحري
في ليل الزنازين الشقيقة
في العلاقات السريعة
والسؤال عن الحقيقة
هنالك قضايا ما زالت عالقة، قضايا إنسانية لا يرفضها أي عقل إنساني، بل لا يقبل أن تبقى عالقة حتى الآن، قضايا لم يتم حلّها بحجج واهية، كالحفاظ على السلم الأهلي، والتعالي على جراح الماضي.
وأخيرًا، يمكن القول بملء الفم أن الجريمة المروعة في تل الزعتر، شكلت فاتحة عريضة لجملة طويلة من المجازر في المخيمات الفلسطينية، التي تتناسل اميبيًا من بعضها البعضً، وأننا لا ننسى أبدًا هذه المجزرة وكل المجازر التي اقترفت بحق شعبنا الفلسطيني المشرد والمعذب في كل بقاع الدنيا.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية
- أحمد يعقوب-عوليس- الفلسطيني في حضرة الموت
- حمى اللـه الجزائر
- إضاءة على قصيدة محمود درويش -أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد ا ...
- عكا وبحرها لنا
- الراحل مجيد حسيسي مسيرة أدبية مضيئة
- رحيل الشاعر الفلسطيني ومربي الأجيال صادق صبيحات
- مع سورية
- ما هي إنجازات القائمة الموحدة؟
- ذكرى ميلاد ياسر عرفات
- على هامش اقرار الحكومة الإسرائيلية للموازنة العامة
- لهجوم على السفينة والحرب الخفية بين إسرائيل وإيران
- الشاعرة والكاتبة الفلسطينية د. كفاح الغصين
- إذا لم تستحِ!
- تونس إلى أين؟!
- مع الشاعرة الكردية العراقية ظمياء ملكشاهي
- عتذار حسين الشيخ والسلطة الفلسطينية عن مقتل نزار بنات
- خواطر
- عاصفة البوظة
- في ظلال الإبداع مع الشاعرة اللبنانية جولييت أنطونيوس


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ذكرى مجزرة تل الزعتر