أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وائل رفعت سليم - رؤية عن مستقبل أفغانستان ما بعد أمريكا















المزيد.....



رؤية عن مستقبل أفغانستان ما بعد أمريكا


وائل رفعت سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 09:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أسعى من خلال تلك السطور إلى محاولة قراءة أو إستشراف المستقبل السياسي والإقتصادي والإجتماعي لأفغانستان بعد الإنسحاب الأمريكي المُهين أو ( ما بعد هزيمة أمريكا ) واضعاً في الإعتبار عدة عوامل منها :ـ عوامل القوى والضعف لكل القوى الإقليمية والدولية الطامعة في أفغانستان ، تقييم القيمة الجغرافية والإقتصادية لأفغانستان .
مؤمناً بأن هناك أحداث بشرية ( سياسية أو عسكرية أو إقتصادية ) أو أحداث إلاهية ( كالزلازل والبراكين والجفاف والفيضانات والأوبئة ) تعيد تشكيل موازين القوى في العالم ، أو بمعنى آخر تعيد كتابة تاريخ جديد للإنسانية وهي ما تعرف في مفهومها السياسي ( بحقب التحولات الكبرى ) ، وفي مفهومها الإسلامي ( بالإستبدال والإستخلاف ) .
المميزات الجغرافية والإقتصادية لأفغانستان :ـ
من حيث الجغرافيا :ـ أفغانستان تقع في قلب آسيا حيث شمالاً دول وسط آسيا ( أوزباكستان و تركمانستان و طاجيكستان و قيزاغيستان و كازاخستان ) ؛ ثم غرباً ( إيران ) ، ثم جنوباً ( باكستان وتليها الهند ) ، ثم شرقاً ( الصين ) ثم هي ليس بالبعيدة عن منطقة القوقاز في أوراسيا ( أذريبجان وجورجيا وروسيا وتركيا ) .
وهي بموقعها تتحكم في كل الطرق والممرات البرية والجوية التي تربط دول آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز بكل من روسيا والصين والهند ، وبالتالي تستطيع أن تتحكم في كل طرق التجارة والبترول والهجرة في كل القارة الصفراء ( آسيا ) .
هذا غير الطبيعة الجغرافية شديدية الخصوصية والوعرة حيث تمثل الجبال 70% من مساحتها و الباقي بين صحراء وشبه صحراء ، ويمكنك أن تضيف الطبيعة البشرية الخاصة لأهل أفغانستان والتي خلفتها الطبيعة على مواطنيها وسلوكياتهم فهم أهل شدة وقوة ورباطة جأش في صد العدوان والإحتلال والقوى الإستعمارية بأنواعها ، وقد كانت أحد أهم الركائز التي إرتكز عليها المسلمون في فتح بلاد الهند أثناء الدولة الغزنوية التابعة للخلافة العباسية .
من حيث الإقتصاد :- وفق ما نشره موقع ( روسيا اليوم RT فى 18/8/2021 بعنوان :- ما حجم ثروات أفغانستان ولماذا تشبهها الولايات المتحدة بالسعودية ؟ وجاء فى مضمونه :- ( أن أفغانستان تمتلك ثروات معدنية تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار وفق تقديرات أفغانستان ، أما أمريكا فتقدرها بثلاثة تريليون دولار - وأكبر إحتياطى للنحاس فى العالم – واثنين مليار طن حديد خام – إحتياطات من البريليوم تقدر بقيمة 88 مليار دولار – أحجار كريمة تبيع منها سنوياً 160 مليار دولار – ناهيك عن الليثيوم ووفق تقرير صادر من البنتاجون فى 2010 شبه أفغانستان بالسعودية فى قدر أمتلاكه ) وجميع هذه المعادن تستخدم فى الصناعات الحديثة حيث الطاقة النظيفة والطائرات والإلكترونيات وبطاريات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والأقمار الصناعية ) ، ووفق موقع ( فرنسا 24 فى15/8/2010 فإن أفغانستان بها بترول بكميات تؤهل كابول للحاق بركب أكبر المنتجين ) ، ومع إضافة زراعة الأفيون والذى يستخدم حديثاً بتوسع فى الأدوية والإستخدامات الطبية ، مع الحشيش ( القنب الهندى ) والذى يستخدم فى مستحضرات طبية لعلاج أكثر من عشرين مرض وصناعة أورق الطباعة والأوراق المالية ، وقد إستفادت أمريكا منها بشكل بالغ مع الليثيوم وهى الأسباب الحقيقية لإحتلال أمريكا لأفغانستان بعيداً عما هو مُعلن .
ما هى تداعيات الإنسحاب الأمريكى على الداخل الأمريكى ؟ :ـ
بعد إتفاق الدوحة بين طالبان وأمريكا فى 29/2/2020 والذى نص علي أن تسحب أمريكا قواتها وشركائها في حلف الناتو خلال 14شهر بعد ذلك التاريخ ، وقد وصف الرئيس الأمريكي بايدن ذلك الإتفاق بقوله ( لا توجد صفقة أفضل من صفقة سيئة والإتفاقية بين الولايات المتحده وطالبان وقعها ترامب هي بالتأكيد إتفاقية سيئة ) .
ووصف سياسيين و دبلوماسيين بأن الإتفاق تم بغير تدبير و دراسة كاملة لكيفية تنفيذها وتطبيقها على الواقع حتى تفاجئ العالم بهذه الإهانة التى عززت هزائم أمريكا في أفغانستان وهذا بإقرار وإعتراف بايدن حينما ذكر ( بكون أفغانستان مقبرة للغزاة ) ، وإعتراف الرئيس الأمريكي السابق ترامب حين وصف إنتصار طالبان بقوله ( ما فعله بايدن بأفغانستان أسطوري نظم إحدى أعظم الهزائم في التاريخ الأمريكي ) .
وبالتالي هزيمة أمريكا في أفغانستان جاءت تراكمية متتابعة متصاعدة خلال عشرون عاماً لم تتخلى فيها طالبان وباقي الفصائل و الفرق المقاومة عن درء الأمريكان يوماً واحداً وقد كبدت أمريكا و حلفائها في حزب الناتو خسائر فادحة تمثلت وفق تقرير بي بي سي عربي في 17/8/2021 بعنوان :- ( افغانستان – كم كلفت الحرب طالبان وواشنطن وحلفائها خلال 20 عاماً ؟ ) وجاء في مضمونه ( الإنفاق السنوي وفق تقارير البنتاجون بلغ 45مليار دولار سنوياً ، كما أن الإنفاق على باكستان والتي أستخدمتها أمريكا كقاعدة لعملياتها ضد أفغانستان بلغ 822مليار دولار ، أما بريطانيا و ألمانيا حيث أكبر القوات بعد أمريكا فقد أنفقت 30 ، 19 مليار دولار على التوالي ، وحلف الناتو زود أفغانستان بلوازم و معدات تعادل 72 مليون دولار ، غير143.27 مليار دولار أنفقتها أمريكا على جهود إعادت الإعمار ، وأنفقت امريكا ما يوازي 88.32 مليار دولار على بناء قوات أفغانية موالية لها بين ( جيش وشرطة ) ، وخصصت قرابة 36 مليار دولار للحوكمة والتنمية ، غير بعض المبالغ الصغيرة لجهود مكافحت المخدرات والمساعدات الإنسانية ، وقتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان من بينهم 2300 جندي أمريكي ، وبلغت الإصابات في صفوف الأمريكيين ما يتجاوز 206.000 مئتان وستة آلاف جندي في إشتباكات ، وبلغت خسائر بريطانيا ما يزيد عن 450 جندي ، وبلغ عدد من قتلوا من صفوف الجيش والشرطة الأفغانية 64.100 أربعة و ستون ألف ومائة شخص ) .
ومن وجهة نظري :- فإن جزء رئيسى من هزيمة أمريكا خلال العشرون عاماً الماضية تكمن في الطبيعة التضاريسية لأفغانستان بالإضافة إلى كون الأفغان عموماً أهل بأس مضافاً عليها عقيدة واضحة محددة المعالم تعرف بجلاء الصديق من المحتل .
ثم الخطأ التقديري البالغ من المخابرات الأمريكية CIA والبنتاجون فالمعروف أن التقارير المخابراتية والدراسات العسكرية عموماً هي ما تحدد شكل القرار السياسي الواجب إتخاذه خلال فترة أمنية محددة ترتكن في أهميتها على ( مقدرة متخذ القرار السياسي على تحديد منهج العمل وساعته وتأثيراته في كل الجوانب المختلفة ) .
وبالعودة لخطأ أمريكا الإستخباراتي والعسكري تجد أن كلا المؤسستان ( CIA والبنتاجون ) قد رفعا تقارير ( وفق ما أعلن إعلامياً ) ، تؤكد بأن ( طالبان أمامها ( عام إلى عام ونصف ) لتتمكن من السيطرة التامة على كامل أفغانستان ) .
فإذا بطالبان تفاجئ أمريكا بشكل متسارع في إستيلائها على أفغانستان وعاصمتها كابول خلال بضعة أسابيع وهو ما أفقد أمريكا قدراتها وأظهر البيت الأبيض والبنتاجون بحالة غير مسبوقة من الإرتباك ، وربما أفسد خططها والتى أراها فى تقديرى تعتمد على الوقت حتى تتمكن من تدريب القوات الأفغانية الموالية لها بشكل أفضل خططياً وتكتيكياً من خلال ما يُعرف ( بالمستشاريين العسكريين والأمنيين ) ولتتمكن بهم من خلق حرب أهلية بين الأفغانيين القوات الحكومية وطالبان وفصائل المقاومة والقبائل بمعنى آخر الكل ضد الكل فهو الأسلوب الأبدي الذي عرف عن قوى الإستعمار .
ومن ثم ستدفع تلك المشاهد بالأمريكيين لخلق تداعيات وواقع تصاعدي جديد يتمثل في الآتي :-
1- تراجع حاد في شعبية بايدن وسيدفع ترامب ومناصرية ذلك على الرغم من كون الإتفاق وقعه ترامب ، وبالتالي سيفقد كثير من الأمريكيين الثقة والمصداقية فى الحزبان الجمهوري والديمقراطي .
2- الجميع فى الداخل والخارج سيطرح سؤال :- هل أمريكا وصلت إلى مرحلة ما بعد الشيخوخة ؟ بدءت منذ سياسات بوش الأب وصولاً لترامب الذى ألقى بكل ثوابت السياسة الأمريكية فى المحيط ومشاهد سقوط المواطنين موتى على أثر الفشل الأمريكى فى التعاطي مع فيروس كورونا المستجد ، وإقتحام البيت الأبيض ، وإنسحاب أمريكا من أفغانستان ، وسحب كثير من القواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط ، الصراع المتنامى مع الصين ، إزدواجية المعايير السياسية تجاة العالم ، التراجع الإقتصادي الأمريكي جميعها مشاهد لها ما بعدها في أفول النجوم الأمريكية .
3- ستطفو على السطح وبشدة آلام الجنود والضباط الأمريكان الذين عادوا من أفغانستان والعراق وفيتنام وسجن أبو غريب العراقى وسجن جوانتانموا بكوبا لتكشف بقوة عن الإنهيار الأخلاقى للإمبراطورية الأمريكية .
4- الآن سيصبح الرأى العام الأمريكى مُهيئ لسماع أصوات من المشرق تتحدث عن قبح وإزدواجية المعايير الأمريكية والغربية تجاه المسلمين عموماً والعرب خصوصاً مقارنة بإسرائيل ، وهو ما سيكون له مردود طيب تجاه الداخل الأمريكي وتجاه دعم القضية الفلسطينية .
5- ستبدأ جلسات المحاسبة والحساب عن خسائر أمريكا وحلفائها في حلف الناتو سواء الإقتصادية أو البشرية فى غزو أفغانستان والعراق فالمحصلة صفر .
6- سيدفع البنتاجون وCIA ببعض الموالين للدفاع عن الهزيمة في أفغانستان وأن الهدف كان تنظيم القاعدة فقط ، وهنا ستتابع الصراعات داخل الولايات المتحدة .
7- مشهد سقوط بعض الأفغان المتشبثين بطائرة تحمل إسم U.S. Air Force القوات الجوية الأمريكية أثناء مغادرتها لأفغاستان وهم عبارة عن بعض الأفغان المتعاونين مع الأمريكيين ما يمكن وصفهم بلهجة مصرية ( تجار الأورنص ) سيؤكد لدى كثير من الساسة والشعوب فى العالم أن ( أمريكا حليف به ( طبائع الضبع ) يأخذ منك وفي أقرب لحظة يُدرك فيها الخطر على نفسه يتركك وحيداً أو يفترسك ) وبلهجة آخرى ( المتغطي بأمريكا عريان ) وهو ما سيكون له مردود في شكل العلاقات الدولية للعالم مع أمريكا سوف يأتي بالتتابع .
8- مشاهد الإرتباك الأمريكي ، وبكاء وزير الدفاع البريطاني فى لقاء تليفزيوني ، جونسون يدعو إلى لقاء عاجل لقادة مجموعة السبع عبر الفيديو ، حديث مريكل مستشارة ألمانيا بأن تطور سيطرة طالبان مزهلة ومريرة ، ظهور ماكرون بحالة من الفزع يرتجى روسيا للتعاون مع أوروبا ، تحمل تلك المشاهد في طياتها معاني بالغة الدلائل وتؤكد أن شعارات الحضارة الغربية من ( حقوق الإنسان والديمقراطية وحق الشعوب فى تقرير المصير وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وهى دائماً المعتدية ، والإرهاب الإسلامي ) كلها معاني كاذبة الغرض منها إضفاء صفة مغايرة لحقيقتهم الإستعمارية .
الآن تفتضح أكذوبة 11/9 التى روجت لها أمريكا وبريطانيا ! :ـ
أبرز ما سيثار في العالم الآن ما هي حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بتفجير برجي التجارة العالمي بنيويورك والتي كشف كذبها بالهزيمة الأمريكية في أفغانستان ، وما هي حقيقة إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والتي لم تظهر منها طلقة واحدة حتى بعد مُضى 18عام على غزو العراق ، وسيبدأ التساؤل حول من يقف وراء تضليل الرأي العام الأمريكي ؟! ومن المسئول عما حدث في أفغانستان والعراق ؟! ومن المستهين بحياة الإنسان الأمريكي ؟! أهي الإدارات الأمريكية المتتابعة بحزبيها الجمهوري والديمقراطي سوياً ! أم البنتاجون وCIA وFBI ، أم الدولة العميقة ! .
ومع هذا ستعود على السطح كتابات سبق ذكرها في سنوات ما بعد 11/9/2001 إلى النقاش والتداول والتي أكدت جميعها بأن تفجير برجي التجارة وغزو أفغانستان ، ثم إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل كانت أكذوبة تتبعها أكذوبة ، وأن الإسلام والعرب براء من ذلك .
وأن الهدف السياسي الحقيقي هو الوصول إلى مرحلة التوسع لمشروع العولمة والقرن الأمريكي ، والنظام العالمي الجديد ، والتي تعتمد على تشويه صورة الإسلام ، وخلق عدو جديد للثقافة الغربية بديلاً عن الشيوعية ، وحتى يتثنى القضاء على الجيوش المؤثرة والقوى المقاومة في منطقة الشرق الأوسط ، وتهيئة الظروف العسكرية لمشروع إسرائيل الكبرى ، بشن ضربات مؤثرة في السودان واليمن وباكستان وحروب شاملة في أفغانستان والعراق والحصول على دعم دولي لتنفيذ مخطط السيطرة على الشعوب والعقول ، والحل لهذا هو تطبيق سياسة صناعة العدو الداخلي بتدبير حادث إجرامي إرهابي يُثير الرأي العام الأمريكي والغربي ، لخلق حالة تعاطف شعبي أمريكي أوروبي يدعم أى موقف لإعلان الحرب ويشترط في هذا الحادث ألا يقل فى قيمتة عن ( واقعة الإعتداء من الإمبراطورية اليابانية على الأسطول الأمريكي فى المحيط الهادي فى قاعدة بيرل هاربر بجزر هاواي ، والتى أدت إلى دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية ) .
ومنها ( كتاب الخديعة المرعبة - للصحفي الفرنسي يتيري ميسان ، وكتاب السي أي أيه 11سبتمبر - للكاتب الألماني أندريه فون وزير الدولة السابق فى وزارة الدفاع الإتحادية الألمانية ) وقد أكدا على أن الموساد الإسرائيلى بتعاون من أجهزة الإستخبارات الأمريكية وراء الحادث ، وكذلك ما نشر من تحقيقات صحفية فى ( سي أن أن يناير 2007 ، وصحيفة الجارديان يناير 2008، وصحيفة شيكاغو تربيون مايو2008 ، وصحيفة USA Today ديسمبر 2011 ، وسي بي إس سبتمبر 2013 ) .
4- ما هى تأثيرات المشهد في تشكيل العلاقات الدولية مع أفغانستان ؟ :-
الرسائل التى أرسلتها طالبان عبر مفاوضاتها مع أمريكا وعبر مُتحدثيها الإعلاميين تؤكد أن هناك حالة من النضوج السياسى والخطابي تختلف حتى الآن فى شكلها الأولي عن مرحلة ما قبل الغزو الأمريكي فى 2001 ، وإن كان التعامل مع مرحلة ما بعد 2021 وهزيمة أمريكا هو الأصعب والأعقد ، فهناك إشكاليات حول توحيد الشعب الأفغاني نحو هدف واحد ، وكيف ستتعاطى مع محيطها الخارجي والقوى الإقليمية الطامعة في خيرات أفغاستان ؟ وهل لديها خطط مسبقة في مواجهة السيولة الإقليمية التي ستتدافع نحوها ؟ وما هو تصورها السياسي والإقتصادي بحيث يُحجم تلك العلاقات المتدفقة نحوها ؟ وكيف يجعل العلاقات قائمة على التبادل النفعي الإقتصادي المدعوم بندية سياسية حتى لا تسمح بفرض أي هيمنة عليها من أي قوى كانت ! ، وعلى جميع الأفغان إدراك أن كل القوى الإقليمية والدولية تتعامل منذ اللحظة مع أفغانستان متمثلة في طالبان بأن هناك إنتصار ضخم وحقيقي على أكبر قوة عسكرية في العالم وذلك بإقرار تلك القوى ، وهو ما يمكن الإستفادة منه على كل المستويات حتى يتثنى البناء عليه لدولة لها أركان ودعائم واضحة ذات شكل منهجي ومؤسسي مؤثرة بحكم الموقع والإقتصاد .
وبالتالى نهج أفغانستان غير واضح وغامض على الجميع ولكل يترقب ، أما باقي القوى يمكن تتبع وإستنداج منهجها وسلوكها وفقاً لمصالحها ومخاوفها على النحو التالى :-
1- أمريكا :- نشر موقع الحرة في 28/6/2021 تحت عنوان ( بايدن : وداعاً أفغانستان / أ- هشام ملحم وجاء في مضمونه :- بأن بايدن وعد أشرف غنى رئيس أفغانستان السابق بأن أمريكا ستقدم مساعدات أمنية وعسكرية تقدر 3.3مليار دولار ، 266مليون دولار مساعدات إنسانية وطبية ، و3مليون جرعة لقاح جونسون أند جونسون ضد فيروس كورونا ) .
لذا من المتوفع بعد الإنسحاب الأمريكي وما صحبه من هزيمة سترسل تلك المساعدات الأمريكية إلى طالبان بديلاً عن الحكومة الإفغانية التي سقطت ، حتى تحافظ إمريكا على وجود أدبى يدعمه إستمرار الإتصال السياسى المستمر مع طالبان ، كمحاولة أمريكية للحفاظ على وجود إقتصادي لها ، وفي ذات الوقت لمخاوفها من هيمنة الصين وروسيا على الأفغان .
2- روسيا :- ورثت روسيا في علاقتها مع أمريكا عداءاً متبادلاً كإرث من الإتحاد السوفيتى القديم لذا تبدو فى حالة من السعادة بهذا الإنسحاب المُهين لأمريكا والذى جاء بعد قدر هائل من الخسائر البشرية والمالية ، ولأن الخروج الأمريكي من أفغانستان سيتبعه خروجاً آخر من آسيا الوسطى فقد كان الوجود الأمريكي يمثل تهديداً صريحاً للأمن القومي الروسي لذا :-
- ستقوم روسيا بدعم طالبان وتكون أحد الركائز في منع أي إقتتال أهلي في أفغانستان لأن هذا يعود بتهديد جديد على الأمن الروسى ، وربما بعد ثبات ووضوح سياسة طالبان ستقدم روسيا إعترافاً لها وتفتح هى باب الإعتراف السياسي الدولي للحركة وهو ما سيسقط كثير من كذب الإدعاءات الأمريكية التي روجتها مع بريطانيا كمبرر للغزو ، كما أن المسح الجيولوجى الروسي لأفغانستان أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان يُحدد بشكل قاطع قدر ما تمتلكه أفغانستان من ثروات ومعادن تعتبرها روسيا ضرورية لها لإستعادة ثقلها الإقتصادي في العالم ، وربما تنال بالإستثمار والإقتصاد ما لم تناله بالحرب .
- روسيا تُدرك أن أفغانستان في حاجة مُلحة إلى منظومات دفاع جوي متطورة ، ومضادات للطائرات ، وطائرات حربية بتنوعها ، ودبابات ، ومدفعية حتى تكون إضافة لها تمنع مستقبلاً أى عدوان عليها ، وهى صفقات يسيل لها لعاب الروس .
- التعاون الروسى الأفغانى سيرسل رسائل عدة لدى الداخل في دول آسيا الوسطى ويؤكد لها بأن هناك نهج روسي جديد يُريد منها بالإقتصاد والإستثمار بديلاً عن الإحتلال أو الإستبداد ، وهو ما سيكون له مردود على إجلاء الأمريكان من آسيا الوسطى .
- ووفق ما نشر بموقع ( المعرفة ـ بعنوان :ـ نابوكو خط أنابيب غاز ) فإن روسيا تعتبر مشروع نابوكو لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى تركيا ثم أوروبا بعيداً عن الروس هو مشروع معادي للدولة الروسية وهى تعمل بقوة على منعه ، فقامت بالسيطرة العسكرية التامة على بحر قزوين ، وقامت بشراء كامل للغاز الطبيعي من تركمانستان حتى تقتل ذلك المشروع ، وتحد من الدور الأوروبي هناك .
- روسيا تُدرك مطامع التنين الصيني في أفغانستان وآسيا الوسطى أيضاً لذا هى تُدرك أهمية دعم الأفغان وتهيئة البلاد لتكون دولة تابعة سياسياً ومرتبطة إقتصادياً بشكل أو آخر لروسيا ، كما أنها تسعى لإجبار الجميع بقبول مشروعها الإقتصادي المسمى ( السيل الجنوبي ) لنقل الغاز من روسيا إلى جنوب أوروبا ، وبالتالي تطعن مشروع ( طريق الحرير الصيني ) .
3- الصين :- هي الآخرى من الدول المبتهجة برحيل الأمريكان من أفغانستان ، فهي دولة صناعية كبرى تسحب الآن كامل بساط السيطرة على العالم من أسفل أقدام أمريكا وتتفوق على أمريكا فى القدرات التكنولوجية ، ومعدل النمو الإقتصادي ، والتعداد السكاني ، والصادرات ، وهى تتقارب مع أمريكا في حجم الموازنة العامة ، والناتج القومي ، وميزانية الدفاع ، والتصنيع العسكري ، ووجود أمريكا بأفغانستان كان يُمثل تهديد للأمن القومي الصيني ، وبالتالي دعم أفغانستان يُعزز الهيمنة الإقتصادية للصين في العالم فأفغانستان سوق إقتصادي بكر يستطيع أن يلتهم كل المنتجات ، كما يُدعم ويحمي ( طريق الحرير الذى تتبناه الصين للسيطرة على العالم وتقدمه تحت مبادرة الحزام والطريق ) .
- تشترك الصين وروسيا في مكونان أولهما الإنتماء الشيوعي وثانيهما عدائهما لأمريكا وهذان المكونان هما السبب الرئيسي في إذابة أي خلاف بينهما على أفغانستان وتحقيق تفاهمات مقبوله لدى الطرفين وبخاصة أن تركيا وباكستان مُهيئتان للإنضمام لهما .
- الصين على خلافات عميقة لجارتها الهند والتي توازيها في كتلتها السكانية والنووية وتلك الخلافات لها جذور تاريخية وسياسية وحدودية ومنهجية ومن ثم الوصول لحل سلمي أو تفاوضي معها أمر مُعقد للغاية ، وهي تُدرك أن أفغانستان لن تقبل بسهوله وجود الهند نظراً لدعم باكستان السنية لأفغانستان السنية ، فوجود الصين في أفغانستان يدعمها ويثقلها أمام الهند .
- الصين تخاف من أن تكون أفغانستان بنهجها الفكري والعقائدي إمتداداً سياسياً ودينياً ( لمسلمي الإيجور البالغ عددهم ما يقارب من 11 مليون مسلم ) حيث تضطهدهم الصين أبشع إضطهاد في العصر الحديث ووصل بها الأمر أن وضعتهم في معتقلات كبرى تُمارس فيها أبشع مما مورس فى المعتقلات النازية من تنكيل وإجبار على تغيير العقيدة وهتك المحرمات ، وبالتالي هي تسعى من وراء علاقاتها مع الأفغان إلى تدجينهم كيفما إستطاعت تدجين حكام العرب حيال هذة المسألة .
4- تركيا :- تتعامل بعمق إستراتيجي واضح مع آسيا حيث هي الإمتداد الجيوسياسي لها وهي البديل الذي يمكن أن تستند عليه لمواجهة التعنت الأوروبي معها ودعم فرنسا لليونان ضدها ، حيث إرتباط تركيا بالإسلام السني وغالبية مواطني آسيا الوسطى من المسلمين السنة ، وهو ما دفع تركيا بمد باكستان بسفينتين حربيتين إنتاج مشترك بينهما ، عوضاً عما كانت ستُعطيه فرنسا لباكستان وجمدها ماكرون بعد المظاهرات العنيفه في باكستان ضد فرنسا بسبب تشجيع ماكرون للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
- وستقف تركيا بجانب أفغانستان من منطلق إقتصادي إستثماري مُستغله في ذلك بعض الأصول العرقية المشتركة بين الأتراك والأفغان وهو ما ستشجعه طالبان لإشتراك تركيا وأفغانستان في الإنتماء للإسلام السني .
- تركيا قامت ببناء جدار عازل على الحدود مع جيرانها في آسيا الوسطى حتى تمنع التسلل والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من خلالها وبالتالي هي تضع نفسها حارساً للبوابة الشرقية للإتحاد الأوروبي وهو ما سيعزز علاقتها بدول الإتحاد الأوروبي قريباً في كل المجالات ، ووفق ما أعلن قائد البنتاجون :ـ حينما قال :ـ ( بأن القوات التركية الموجودة في أفغانستان تتعامل معنا لإبعاد المدنيين عن مدرجات مطار كابول ) وهنا ترسل تركيا عدة رسائل في توقيت واحد الأولى للمواطن الأمريكي والأوروبي بأنها تعمل على مساعدة الغربيين وهي بهذا تكذب وتطعن في نهج ماكرون ضدها وهي ستصدر ذلك إعلاميا بإحتراف بالغ ، والأخرى رسالة للأفغان بأنها على إستعداد للتعاون العسكري خاصة أن تركيا تدرك مدى إحتياج أفغانستان للطائرات المُسيرة التركية التي أثبتت تفوقها في إنتصار أذربيجان على أرمينيا .
- ووفق ما نشر بموقع ( المعرفة ـ بعناوان :ـ نابوكو خط أنابيب غاز ـ حيث جاء في مضمونه ( بكونه خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى النمسا عبر بلغاريا ورومانيا والمجر ، وهو مخطط له أن يرتبط بخط محطة سانجشان في أذربيجان المطلة على بحر قزوين ثم يمر على جورجيا ، وهذا المشروع مدعوم من الإتحاد الأوروبي وأمريكا لتحويل مسار تجارة الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى دون العبور من روسيا )) .
وبهذا ستصبح تركيا همزة الوصل بين وسط آسيا الغني بالثروات والموارد وبين أوروبا التي تحتاج لتلك الموارد بقوة وهذا المشروع يصطدم بمواقف روسيا العنيفة تجاهه ، لذا سعى الأتراك والأوروبيين لإيجاد مشروع بديل يبتعد أيضاً عن روسيا وهو بناء جزء إيضافي ( لخط أنابيب التيار الأزرق ) تحت البحر الأسود إلى تركيا ثم يمتد عبر بلغاريا وصربيا وكرواتيا إلى غرب المجر .
- نشر موقع ( الحرة ) في 9/7/2020 نقلاً عن تقرير لموقع ( ذا بوليتين ) يُحذر فيه من نية تركيا لإمتلاك قنبلة نووية بعناون ( بمساعدة روسية باكستانية تقرير يكشف خطط أردوغان لبناء قنبلة نووية ) ، وإن صدق هذا فإن أفضل شكل لدعم ذلك هو تحقيق تفاهم مشترك روسي تركي باكستاني في أفغانستان فهي المحور الذي يمكن أن يربط بين كلاهم .
5- إيران :- تعتمد على أمرين لدعم أفغانستان :ـ أحدهما عدم إثارة نوازع طائفية بينها كممثل للشيعة وأفغانستان السنية ، فإيران في غنى عن هذا في ظل التصعيد الإسرائيلى الأمريكى ضدها .
- كما أن إيران تدرك مقدار الخلاف والسخط بين حكومات أوروبا على إستمرار الحظر الإقتصادي عليها فإيران تمتلك ثاني أكبر إحتياطي للغاز الطبيعي في العالم ، كما أنها رابع أكبر منتج للبترول الخام في منظمة أوبك ، وتعد من أكبر الدول الإقتصادية في الشرق الأوسط لذا تغازل أوروبا بقدرتها على دعم خط أنابيب نابوكو للغاز وفق ما نشره موقع ( روسيا اليوم RT ـ في 11/10/2009 بأن إيران أعلنت من خلال المنتدى العالمي في بيونيس أيريس ( عاصمة الأرجنتين ) إستعدادها لدعم خط أنابيب نابوكو بنصف طاقة إنتاجها للغاز ) .
- إيران تسعى من وراء ذلك حلحلة الدعم الأوروبي للحصار عليها ومن ثم تحقيق مكاسب إقتصادية وحرية في تصدير ونقل البترول والغاز في المحيطات والبحار دون مطاردات .
- إيران تتوافق في كثير من النقاط مع روسيا ( أبرزها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ) كما أنها تتوافق في تنوع تسليحي مع الصين ومن ثم لا يوجد لديها ما يمنع التوافق بينها وبين روسيا والصين في أفغانستان حتى ستصل إلى تفاهمات مع تركيا بشأن خلافهما في سوريا للحصول على ما هو أعمق في أفغانستان وآسيا الوسطى ، والهروب من التضييق الأمريكي عليها في مضيق هرمز .
6- الإتحاد الأوروبي :- حلف الناتو الذراع السياسي لأوروبا وعد القوات الأفغانية بتقديم دعم لها يتمثل فى 4مليار دولار سنوياً حتى 2024 ، وفى تقديري أن هذا الدعم بعد رحيل القوات الأجنبية سيقدم من الأوروبيين إلى طالبان للحفاظ على ما يمكن وصفه عربياً ( بشعرة معاوية ) حتى تحتوي طالبان ومن ورائها الأفغان وليجد لنفسه مبرراً مستقبلاً لتحقيق تعاون إقتصادي إستثماري في أفغانستان لتستفيد من خيراتها و مواردها بشكل مغاير عن منهج الحرب .
- لا أحد يستطيع أن ينكر بوجود خلافات بين حكومات أوروبا عن جدوى حلف الناتو وتأثير خضوعه للهيمنة الأمريكية وأن حالة الهزيمة التي وقعت لأوروبا وأمريكا في أفغانستان ستعزز تلك الخلافات وستدفع بأن تقلل حكومات أوروبا من قواتها في الحلف ليتثنى لها تقليل الإنفاق العسكري وربما نفاجئ في يوم من الأيام بحل الحلف وتفكك الإتحاد الأوروبي .
- والتخلي الأمريكي عن حلفائها في أفغانستان يأتي على التتابع والتلاحق من تخلي أمريكا عن أوروبا أثناء تداعيات فيروس كورونا المستجد و هو ما سيحيي بقوة فكرة القومية والإنعزال بأن ترى كل دولة مصالحها بعيداً عن الإتحاد على غرار خروج بريطانيا منه بالبريكست ، وإن كانت إيطاليا و أسبانيا والدول الإسكندنافية هي الأقرب نحو ذلك .
- ومن كل ما مضى سيعزز المشهد صعود اليمين المتطرف الذي يبحث عن تأجيج الكراهية والشعبوية والعنصرية والطائفية والنعرات القومية وهو ما سيكون له مردود بالغ القسوة على أوروبا أولاً وعلى العالم بأثره ثانياً .
7- باكستان - الهند :- الصراع الباكستاني الهندي القائم على إقليم كشمير مغلف في حقيقته بغلاف ذو بعد ديني فباكستان ذات أغلبية مسلمة سنية 96% ، و 4% هندوس و مسيحيين و سيخ و بهائيين أما الهند ذات أغلبية هندوسية 79.8% ، و14.2% مسلميين ، 2.3% مسيحيين ، 1.7% سيخ ، مع مراعات قدراتهما النووية .
- وبالتالي تحالف أفغانستان و باكستان بدعم صيني يسير مخاوف الهند و جنونها لما بين الصين والهند من خلافات من جانب آخر ، و ستعتمد باكستان على دعم أفغانستان من منطق الجوار الملاصق ، و بحكم الإنتماء الإسلامي السني ، وبكون أفغانستان هي محور لتلاقي باكستان بروسيا و تركيا ، كما أن باكستان هي المنفذ البحري المنطقي و المقبول لأفغانستان على بحر العرب و المحيط الهندي .
- رأت باكستان مدى تفوق قطر في إدارة المفاوضات بين طالبان وأمريكا ، ومدى تآثيرها على الأفغان ، وقطر لها مساندة من تركيا وبالتالي ستعزز باكستان علاقاتها مع أفغانستان من أجل الحصول على مساعدات بترولية ومالية لباكستان بديلاً عن قطع السعودية تمويلاتها لباكستان أثر الخلافات التي نشأت بينهم بسبب نهج السعودية في إدارة سياساتها الخارجية
8- إسرائيل :- هناك حالة من الهلع الإسرائيلي تجدها بينة في تقارير و مقالات صحفية في الإعلام الإسرائيلي حيث ذكرت ( صحيفة يديعوت أحرونوت :- أفغانستان مقبرة الأوهام العسكرية – وشبهت فيه الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان بالإنسحاب الإسرائيلي من لبنان و أن ( الصبر يؤتي أكلها )) ، كما ذكرت صحيفة هارتس :- ( قلق إسرائيلي من تقليص الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط ) .
- وبالتالي إسرائيل تعلم جيداً أن هلاكها مرتبط بأن تكون هناك دول وشعوب تتبنى عقيدة إسلامية لا تحمل شك أو ظن بأن إسرائيل هي عدو الأمة الأول وبالتالي ستوجه إرادتها لمواجهتها كيفما صنعت فصائل المقاومة الفسطينية معها .
- طريقة التخلي الأمريكي عن حلفائها جميعاً في أفغانستان أثارت جدلاً وتساؤلات عن موعد تخلي أمريكا عن إسرائيل وما هي النتائج المترتبة على ذلك ؟
- إسرائيل تدرك جيداً أن تواجدها في أفغانستان مستحيل طبقاً للنهج العقائدي والفكري لطالبان وبالتالي ستعمل على محورين :- أحدهما زعزعة الداخل الأفغاني حتى تمنع أي إستقرار من خلال التحريض المستمر من مناهضي طالبان وتابعي أحمد شاه مسعود والمتعاونيين الأمريكيين وستدعم فرنسا وبريطانيا وأمريكا وكندا ذلك ، وهو ما أراه في موضع إستيعاب طالبان جيداً ، والآخر هو تعزيز تعاونها مع الصين بكونها أحد أهم الوجوه القادرة على قيادة العالم الآن .
- إسرائيل فزعة من إفساد تواجدها الصناعي والتعديني والزراعي في كازاخستان بدعم أمريكي وهو ما يعطي لها ميزة إقتصادية علي العرب .
- إسرائيل ستعمل وبعجل على نقل الهيمنة العالمية من أمريكا إلى إسرائيل من خلال إقناعها لرجال المال و الأعمال الصهاينة والعلماء الصهاينة الموجودين في أمريكا للإنتقال للعيش في إسرائيل و بهذا تحفظ تواجدها و تعزز بقائها .
9- العرب :- 00000
فى الختام :ـ العالم الآن ومنذ فيروس كورونا المستجد يُعاد تشكيله ويُمكنك القول بأن :- ( شكل الصراعات القائمة في العالم الآن تتبدل ، وأن حلفاء اليوم أعداء الغد ، وأعداء اليوم حلفاء الغد ، وأننا أمام قوى تتلاشى ، وقوى آخرى تتجدد ) .
وليتأكد للجميع الآن بأن جوهر بقاء أو زوال أي حضارة يرتبط بقيمتها الأخلاقية التي تقدمها في سلوكها الجماعي أو الفردي فإما أن تكون سبباً في نبذها مع مضي الزمن ، أو قبولها وضم تابعين جُدد لها ، وهذا لم يتوافر إلا مع الحضارة الإسلامية حتى لو مرضت تستطيع أن تداوي نفسها وتعود .
الخلاصة :- ( إن الإحتلال لا يستمر ، والإستبداد لا يدوم ، مهما طال الزمن بأحدهما أو كلاهما ، ما يبقي هو إرادة الشعوب ودعم الله ) .



#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني المُبدع وإسرائيل المُنكسرة
- الصمود الفلسطيني مآلات ونتائج جديدة
- العرب بين باب العمود ودير السلطان
- إنفجار مرفأ بيروت و نهش الضباع !
- رداً على المطبعين العرب من تاريخ وواقع الصهاينة
- أرجوك لا أستطيع التنفس أنا أموت يا أمريكا
- ضم مستوطنات الضفة الغربية و صرخات د/ محمد عصمت سيف الدولة
- فيروس كورونا المستجد و نشأة العالم الجديد
- فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي
- الثورة العراقية بين السليماني وترامب
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الخامس
- الزلزال يضرب عرش مصر !
- ضربات المقاومة والإنتخابات الإسرائيلية
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الرابع
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد - الجزء الثاني
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد
- لماذا يرفض البعض تعديل الدستور ؟
- كامب ديفيد دمرت مصر واضاعة العرب
- عفواً ... هذا زمن تحرير القدس !


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وائل رفعت سليم - رؤية عن مستقبل أفغانستان ما بعد أمريكا