أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وائل رفعت سليم - ضم مستوطنات الضفة الغربية و صرخات د/ محمد عصمت سيف الدولة















المزيد.....

ضم مستوطنات الضفة الغربية و صرخات د/ محمد عصمت سيف الدولة


وائل رفعت سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 21:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثلاث مشاهد تتابعت في شهر رمضان المعظم لهذا العام 1441هجرية دفعتني لتذكر وتأمل دراسات وبُعد نظرة د/ محمد عصمت سيف الدولة الرجل الذي قضى عمره في رفض الصهيونية ونبذ إتفاقية كامب ديفيد وما لحقها من تطبيع علي مواقف مصر والدول العربية ، وأقرر بأنه لم يتسنى لي شرف لقاء الرجل شخصياً وهو لا يعرفني مُطلقاً إلا أني أعتبر نفسي تلميذاً متأثراً بدراساته وكتاباته ، ولا أنكر أني قد تعلمت منه ونقلت عنه في أكثر من موضع بأن ( كامب ديفيد هي من حطمت دور مصر في الشرق الأوسط ، وأن كامب ديفيد جعلت سيناء منزوعة السيادة ، وإنها سبب عدم تنمية سيناء حتى الآن ، وأن كامب ديفيد سبب إنهيار مفهوم إقتصاد الدولة بخصخصة القطاع العام وبيعه في مصر ، وأنها من تحدد منهجية العمل السياسي في مصر ، وإنها سبب التطبيع السياسي وما تبعه من تردي عام حالياً ) وإن جاز لي أن أضيف إنها سبب ضياع قضية فلسطين عن أولويات السياسة العربية الرسمية الآن بشكل غير مسبوق منذ بدء تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في 1948 ، والمشاهد الثلاث كانت كالتالي :-
المشهد الأول :-
هو هرولة سياسة التطبيع للدول العربية نحو إسرائيل التي كانت في الخفاء ومنذ ستة سنوات صارت للعلن بمنتهى القبح والفجور والتي تتلاحق بشكل متتابع سياسي ودبلوماسي وإقتصادي لتصل الآن إلى شكل رياضي وثقافي بالعبث في الموروث الفكري العربي من خلال بث مسلسلات درامية لقنوات تلفزة عربية تعمل على ( دعوة وتهيئة المجتمعات العربية للقبول بالتطبيع مع إسرائيل من خلال الدراما الرمضانية ، وتحمل هذه المسلسلات تضليلاً فكرياً لعقل الشباب العربي عن مدح الصهاينة وذم الفلسطينيين وتسفيه المقاومة وللأسف تقف ورائها نظم سياسية عربية ، والهدف الأكبر لهذه الأعمال هو تجميل صورة النظم العربية الغارقة من قدميها إلى رأسها في سلوك حقير أمام الصهاينة أودى بالبلاد العربية لما هى فيه من تراجع وإنهيار ) ، ليُعيد هذا المشهد للأذهان سؤالاً عن :- مدى تزاوج الصهيونية والإستبداد عند العرب ؟ وكيف ساهمت كامب ديفيد في جر الأمة لهذا المستنقع الرهيب ؟ وإلى متي ستستمر هذه الردة والخزيان العربي ؟ .
المشهد الثاني :-
قرار بنيامين نتنياهو بضم أراضي من الضفة الغربية وغَور الأردن ، وما لحقه من زيارة بومبيو وزير الخارجية الأمريكية لإسرائيل التي سبقتها تصريحات السفير الأمريكي بإسرائيل ديفيد فريدمان ، وقوله بأن ( ضم الأغوار والضفة هو قرار إسرائيلي ) لتحقيق هدفين :-
أولهما :- دعم نتنياهو شخصياً بدعم قراره ضم مستوطنات الضفة الغربية وغَور الأردن إلى إسرائيل وتجميل صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي في ظل المطالب المتصاعدة بمحاكمته لفساده .
ثانيهما :- كيفما تشير كتابات صحفية وسياسية بتعزيز فرص ترامب الإنتخابية أمام اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي المتطرف في أمريكا حيث إنهيار شعبية ترامب بعد فشل معالجته لأزمة فيروس كورونا المستجد .
وأن هذا القرار يعني ( ذبح الحقوق الفلسطينية الثابتة بالأمم المتحدة ، والقضاء نهائياً على مقترح حل الدولتين ) ، ليتأكد لكل مُطبع عربي فرداً أو سلطة أن إسرائيل لن تتوقف عن إلتهام الأراضي العربية ليس في فلسطين فقط ولكن من شرق النيل إلى غرب الفرات فهو المعتقد الديني الذي يتحرك بغلاف سياسي .
وجدية تصريحات الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في حديث له مع مجلة ( دير شبيجل الألمانية ) ، و تهديد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإلغاء إتفاقية أوسلو مع إسرائيل .
وقد ذكر موقع بي بي سي عربي في 18/5 /2020 تحت عنوان ( هل سيدخل الأردن في " صدام كبير " مع إسرائيل بعد تصريحات الملك عبد الله الثاني ؟ ) وجاء فيه على لسان ( يوسف رزقة في موقع " فلسطين أونلاين " :- إن ما توصل إليه نتنياهو هو خلاصة عشرات السنين من الاحتلال ، والاستيطان المتدرج ، وفي هذا التوقيت أصبح تطبيق السيادة والقانون الإسرائيلي على الضفة أمراً لا بد منه ، بعد أن تم إنضاج ثمرة الضم ، ويؤكد الكاتب أن إسرائيل وصلت إلى هذه النقطة بسبب عدة عوامل هى أن المستوطنات باتت تضم نحو 700 ألف مستوطن ، وحصول إسرائيل على ضوء أخضر من أمريكا ، وأن السلطة الفلسطينية لا تملك خيارات تمنع الضم وأنها تعاني حالة ضعف يجبرها على السكوت ، وأن قادة الأنظمة العربية لا يملكون غير الصمت والتعامل مع الواقع والدخول في عمليات التطبيع العلنية والسرية أيضا ، وأنه لا قيمة عملية للرفض الأوروبي ، ولا خوف من مجلس الأمن ، ولا خوف من محكمة الجنايات الدولية ، ويقول يوسف رزقة :- جريمة عباس أنه قتل مصادر القوة في شعبه ، وألقى بها في البحر ، ودخل إلى المفاوضات بلا أوراق ، وما زال متمسكا بما ثبت فشله ، وزد على ذلك أنه زاد الشعب ضعفاً بعد أن أوجد مجتمعاً من القادة والمتنفذين يرتبطون مالياً واقتصادياً بـإسرائيل إرتباطاً لا يملكون له فكاكا أو بديلا ) .
وأضاف أيضاً د/ يوسف رزقة علي موقع ( فلسطين أون لاين ) ( بأن السلطة في الضفة ليست مصدر خوف ، ولا مصر ، ولا الدول العربية الخليجية وغيرها ، ولكن هذه الخشية الضعيفة قد تبلغ درجة الخوف والقلق العميق المانع لعميلة الضم في حالة واحدة ، هي أن تقرر الأردن رفض الضم ، وتجمد إتفاقية وادي عربة ، وتوقف التطبيع ) .
المشهد الثالث :-
يوم القدس العالمي وهو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف فهو حدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في كل دول العالم ، ويعقد كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، الذي وافق 23/ 5/2022 من هذا العام ، وهو اليوم الذي ترفضه وتحاصره النظم العربية الحالية .
وبتقييم المشهد العربي كاملاً بأدق تفاصيله ( السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والثقافية بل والدينية ) نجد أن د/ محمد عصمت سيف الدولة كان صادقاً ومُحقاً في كل صرخاته وتحذيراته من مخاطر الإنزلاق في التطبيع والمضي المجنون نحو تحقيق رغبات إسرائيل في المنطقة وعلي رأسها تفتيت الأمة العربية والواردة تفصيلاً بما ذكره تحت عنوان :- ( الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية ) ، وللأسف لم يستمع له حاكم أو مسئول أو بمعني أدق صموا أذنهم عن الرجل ظناً منهم بأن التطبيع والتفريط والتنازل هو سبب أمنهم وبقائهم ، وتجاهلوا مقدرة الله وقدرته ، وتغاضوا عن متغيرات المشهد ومستجداته وأنهم بإستمالة عدوهم علي شعوبهم هو أول خطوة في زوالهم .
وبالنظر لمستجدات المشهد الدولي والإقليمي الآن ستجد تزايد المطامع علي كامل الأراضي العربية دون إستثناء لسببين :-
1 - نتائج درسات ( علم الجيوسياسية أوالجيوبوليتيك ) والتي ئؤكد علي زيادة الإنهيارات الجليدية في القطب الجنوبي والشمالي أثر حرائق الغابات الكبري و إرتفاع معدلات حرارة الأرض ( ظاهرة الإحتباس الحراري ) والتي سوف تؤدي إلى تآكل اجزاء كبيرة من الشواطئ والجزر والبلدان الساحلية من ضمنها أجزاء كبري في الأمريكتين ومن ثم أكثر مناطق العالم أماناً في المستقبل هي ( قارات أفريقيا وأسيا وأوروبا ) وخيرات الشرق الأوسط ( البلدان العربية تحديداً ) هدفاً في حد ذاته للبقاء .
2 - ثورات الربيع العربي حلم جاد من الشباب العربي لإيجاد مستقبل والأجهزة الإستخبارتية العالمية تُدرك أنها لم تمت والكتابات الصحفية والسياسية في العالم تؤكد أن هناك موجات قادمة في كل البلدان العربية أقوي وأشرس ، ودراسات قياس الرأي تؤكد كراهية الشعوب العربية للصراعات السياسية بين العسكر والأخوان ، والصراعات السياسية بين النظم المستغلة للخلاف السني والشيعي ، وهذه الثورات ستأتي بمن هو غير متوقع لحكم البلدان العربية ( من قال عنهم بوش الإبن أن البلدان العربية سيحكمها متمردين علي إسرائيل رافضين للهيمنة الأمريكية ) ومن ثم يجب إستباقها .
ومن ثم تكمن إشكالية الأمة العربية في غياب نموذج للقيادة المؤمنة بضرورة المقاومة الدبلوماسية والقانونية والسياسية والإقتصادية وأحياناً العسكرية لحماية مقدرات هذه الأمة من أرض وخيرات ، والسبب هو غياب البوصلة نحو القدس والتي طالما حملتها مصر وكانت سبب في وهج العرب في لحظات مجدهم ، وضياعهم في لحظات ضعفهم ، ومن ثم يجب البحث عن طرق جديدة لإصلاح ذلك الواقع المرير بالشكل الذي يحافظ علي الهوية الثقافية والدينية للمجتمع العربي والبحث عن سبل لإصلاح التعليم والعدل كأولى الخطوات التي يرتكز عليها ذلك الوطن المأمول حتي نتصدى لنهب أراضي العرب وثرواتهم .
الخلاصة ( إن الإحتلال لا يستمر ، والإستبداد لا يدوم ، مهما طال الزمن بأحدهما أو بكلاهما ، ما يبقي هو إرادة الشعوب ودعم الله ) .



#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس كورونا المستجد و نشأة العالم الجديد
- فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي
- الثورة العراقية بين السليماني وترامب
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الخامس
- الزلزال يضرب عرش مصر !
- ضربات المقاومة والإنتخابات الإسرائيلية
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الرابع
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد - الجزء الثاني
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد
- لماذا يرفض البعض تعديل الدستور ؟
- كامب ديفيد دمرت مصر واضاعة العرب
- عفواً ... هذا زمن تحرير القدس !
- أبن سلمان وهلاك المملكة
- الدستور ووحده المصريين
- مائه يوم ....... بوجهه نظر جنوبية
- مقال عن – تغيير السياسة المصرية فى أفريقيا


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وائل رفعت سليم - ضم مستوطنات الضفة الغربية و صرخات د/ محمد عصمت سيف الدولة