أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وائل رفعت سليم - فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي















المزيد.....

فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي


وائل رفعت سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 10:08
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


قريباً ستكشف أجهزة الإستخبارات العالمية أن فيروس كورونا الذي يرعب البشرية الآن هو إنتاج مشترك للمعامل الجرثومية الأمريكية الإسرائيلية وهو أحدث إبتكارات الحرب البيولوجية في العالم ، وسنجد أنفسنا أمام كذبة جديدة للسياسة النيوليبرالية التي تتبناها أمريكا كسابقتيها ( تفجير برجي التجارة العالمي من طالبان في 11سبتمبر لتبرير ضرب أفغانستان - إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتمرير غزو العراق ) ، ومن ثم سأتحدث عن فيروس كورونا بعيداً عن جوانب الأزمة من الناحية الطبية فلستُ أهلاً لذلك ‘ ولكني سأتحدث وفق مجموعة من الأفكار السياسية لصعود وهبوط الأمم ، ووفق الصراعات الدولية والأقليمية الموجودة في العالم الآن ، ووفق ما يعرف بحقبة التحولات السياسية الكبري ، ووفق أغراض وأخلاق النورانيين المتحكمين في القرار السياسي الأمريكي ، ووفق بعض المقدمات التي تؤدي إلي بعض الإستنتاجات ومنها :- الدعاية الأمريكية نحو العالم والمبالغ فيها عن المرض !- الإشاعة التي يرددها الإعلام الإسرائيلي بكون الفيروس صيني الصنع !- إعلان المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية بأن ( بعض عناصر الجيش الأمريكي هي من أدخلت فيروس كورونا إلي الصين ) وإستدعاء واشنطن سفير الصين لديها إحتجاجاً !- ثم حديث الصحافة الروسية بأن ( أمريكا تعيق وبشدة خطوات العلاج من فيروس كورونا في إيران ) !– تصريحات الخبراء البيلوجيين في روسيا بأن كورونا إنتاج أمريكي لإستهداف دولاً بعينها !– ما كشفته صحيفة ( فيلت أم زونتاغ ) الألمانية الأسبوعية بوجود خلافات بين برلين وواشنطن حول شركة ألمانية في مقاطعة توبينغن جنوبي ألمانيا يتم العمل فيها للتوصل للقاح للفيروس وأن ترامب يحاول الإنفراد باللقاح من خلال عرض مبالغ مالية طائلة !– إعلان أمريكا عن قبول أول متطوعة لتناول لقاح أمريكي للفيروس !... وجميعها عوامل دفعتني للرد عليها بطرح بعض الأسئلة لفهم ما يحدث ولمعرفة مرحلة التحول المقدم عليها العالم ولنبدأ بالآتي :-
السؤال الأول :- لماذا الصين الآن ؟
تقييم أي دولة بأنها ( قوي إقليمية أو دولية ) ينبع من عدة عوامل :- ( تعدادها السكاني ، قدرتها الإقتصادية والإنتاجية ، منهج نظام الحكم فيها ، الإطار والنظام القانوني للعدالة بها ، المحتوي التعليمي وأساليب البحث العلمي ، التقدم الطبي وطرق العلاج ، التكوين الإجتماعي والمستوي المعيشي لدخل الفرد فيها ، معايير إندماج الشباب في المشاركة السياسية والإجتماعية ، تراجع معدلات الرشوة والفساد والمحسوبية ، القدرة العسكرية ) .
ومن ثم تجد الناتج القومي الصيني 13.5 تريليون دولار والأمريكي20 تريليون دولار ، حجم الموازنة العامة الصينية 3 تريليون دولار والأمريكي 4 تريليون دولار ، قيمة ميزانية الدفاع الصينية 177.6 مليار دولار والأمريكي 738 مليار دولار ، التصنيع العسكري الصيني الخامس عالمياً والأمريكي الأول عالمياً ، الصين تتطور بشكل مذهل في الإمكانيات التكنولوجية وأمريكا الأولي عالمياً ، الصين تمتلك رؤوس نووية وأمريكا الأولي ، معدلات النمو الصيني 6% الأمريكي 2% ، التعداد السكاني للصين مليار وربعمائة مليون نسمة والأمريكي ثلاثمائة و ثلاثة وثلاثون مليون نسمة ، الصين الدولة الأولي علي مستوي الصادرات في العالم وأمريكا الثالث ، الصين الدولة الثالثة عي مستوي الواردات في العالم وأمريكا الأولي ، أمريكا الدولة رقم واحد من حيث الدين العام الخارجي22 تريلون دولار والصين السادس علي العالم بقيمة 3 تريليون دولار ، ( الإحصائيات وفق دراسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي 2018، ومنظمة التجارة العالمية ) ، لذا الصين هي القوة القادمة لقيادة العالم يستوجب تدخلاً لإيقافها ، علي الرغم من قرار التدخل متسرع لكون الصين أمامها من 20 إلي 25 عاماً حتي تحل كثير من مشاكلها الداخلية لتكون قوي عظمي كاملة الهيمنة منها ( النظام الإستبدادي للحكم فيها – الأقليات وسبل منحهم حرية العبادة والإعتقاد ( المسلمين تحديداً ) - القضاء علي معدلات الفقر – العشوائيات – رفع مستوي دخل الفرد – حل الخلافات في المقاطعات ذات الطبيعة الإدارية الخاصة هونج كونج وماكاو – وخلافاتها العميقة مع تايوان ) .
وقد ذكر ( ديفيد غروسمان مراسل الشئون الأمريكية – بمقال له بعنوان / الحرب التجارية الأمريكية الصينية : ماذا تريد الولايات المتحدة من الصين ؟ نشره BBCعربي في 9/11/2019 – جاء فيه :- ( أن الصين بإنضمامها لمنظمة التجارة العالمية أحدثت صدمة إقتصادية أمريكية كانت سبباً في تراجع الإقتصاد الأمريكي بغلق المصانع وتشريد العمال ، بالإضافة لقيام العديد من الشركات الأمريكية بنقل إنتاجها إلى الصين للتمتع بميزة انخفاض كلفة العمالة بحسب دانيال كليمان ، ولكن كان على هذه الشركات دفع ثمن باهظ نظير الانتقال للصين فقد أجبرتهم الصين على نقل التكنولوجيا معهم ، وحقوق ملكيتهم الفكرية أيضا وهو ما أدي إلي سرقتها من الصينيين بشركات للتجسس والقرصنة الإلكترونية ، وتقدر الحكومة الأمريكية أن الحجم الإجمالي للملكية الفكرية التي سرقتها الصين خلال السنوات بين 2013 و2017 تصل إلى 1.2 تريليون دولار ، وإنتهي بأن التهديد الصيني أخطر وأكبر من التهديد السوفييتي بكثير ، فبوصفها القوة الاقتصادية الثانية في العالم فإن لها القدرة على الوصول للحكومات والمؤسسات في الغرب بدرجة تتجاوز ما كان عليه السوفييت بكثير )).
السؤال الثاني :- بأي الوسائل نجحت الصين في زيادة معدلات النمو الأقتصادي ؟
تلاحقك الإجابة مباشرة من خلال ثلاث عناصر رئيسية :-
الأولي – إنطلاق الإقتصاد الصيني بدء مع خطة الدولة في تخلي الجيش الصيني وجنرالاته طواعية عن إدارة المشروعات المدنية وعدم التدخل في الإقتصاد بتحويل إستثمارات الجيش الصيني إلي الحكومة الصينية بخطة تدريجية بدءت في 2011 وسيتم الإنتهاء من تنفيذ أخرها في 2021 .
ثانياً - إعتمدت الصين علي سياسة إقتصادية ربحية ( بتقاسم جزء من المكاسب ) في الأسواق الكبري بالعالم ( الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب وغرب أسيا ) بهدف تكوين تحالفات مالية لخدمة النشاط الإقتصادي الصيني في هذه البلدان وبهذا أستبدلت المنتج الأمريكي بالصيني .
ثالثاً - الصين إستخدمت بسط نفوذها للتمكين من الإقتصاد العربي بذات الأسلوب الأمريكي الذي يعتمد علي ( التصدير الإستهلاكي للعرب ) وهو ما أدي إلي تنحيه المنتج الأمريكي لحساب المنتج الصيني لرخص ثمنه .
السؤال الثالث :- وما هي الأهداف الأمريكية من إصابة الصين ؟
وأستند في تفصيل أهداف أمريكا من حربها الإقتصادية علي الصين لما ذكره قائد المحاسبة العربية د / طلال أبوغزالة :-
أ‌- تقليل معدلات النمو للإقتصاد الصيني لإقل من 6% .
ب‌- الثقافة الصينية قائمة علي الإدخار والحكومة الصينية تشجع ذلك لتصبح الدولة الأولي علي مستوي العالم في الإحتياطي النقدي بقيمة 3.125 مليون دولار ، وأمريكا الثامنة عشر علي العالم بنسبة 118.6 مليون دولار .
ت‌- إجبار أمريكا للصين علي تغيير نهج النمو الإقتصادي لديها ، فالصين تعتمد علي تحقيق معدلات نمو قائم علي التصنيع والتصدير ، وأمريكا ترغب في معدلات نمو قائم علي الإستهلاك ( كما يحدث في البلدان العربية ) .
ث‌- إجبار الصين علي القبول بعالم ثنائي القوي بين ( الصين وأمريكا ) بديلاً عن إنحسار الدور الأمريكي في العالم وفناء قيمتها كقوة عظمي كما حدث مع الإتحاد السوفيتي ، وحينها سيتحول العالم إلي عالم أحادي القطبية بزعامة صينية .
السؤال الرابع :- لماذا إنتشر الفيروس بهذه السرعة في العالم ؟
من نشر الفيروس نسي أنه يتعامل مع كائن جرثومي غير ظاهر في دولة هي الأكثر في العالم من حيث دخول وخروج الناس منها وإليها ومن ثم لا تستطيع أن تستدل أو تتبع حامل الفيروس ، وعليه خرج الأمر عن نطاق سيطرة الأمريكان ، وكأن السماء أرادت أن تذكر البشرية بجرائم الأمريكان ضد الهنود الحمر ونشرهم للطاعون والكوليرا والسل والحصبة والجدري مما كان سبباً في إبادة 80% من الهنود الحمر ، كما كنا نظن في العالم الثالث أن حكوماتنا عاجزة وليس لديها خطط طوارئ لمواجهة الكوارث فإذا بنا نجد معظم دول العالم عاجزة عن المواجهة ، فقد تجاهل الجميع أن الدور الأساسي للحكومات هو ( الحفاظ علي الأرض والإنسان والحيوان والنبات ) في أوطانهم وكل مما ذكر يلزم وضع خطط للطوارئ المحتملة الحدوث ( فإن لم تستطع أن تمنع وقوع الضرر فعلي الأقل تقلل مخاطره ) .
السؤال الخامس :- ما أغراض المتنورين المسيطرين علي القرارالسياسي الأمريكي ؟
المتنورون أو البناؤون الأحرار أو الماسون هم منظمة يهودية سرية مُعقدة التنظيم تهدف إلى إفساد العقيدة والدين لضمان سيطرة الصهاينة على العالم ، ومنهجها التدميري ينبع من الفساد والإباحية والتحلل المجتمعي بالإنحلال الأخلاقي والدعوة للإلحاد ، ولاء أعضائها لإسرائيل فقط ، وأعضائها من النخب السياسية والدينية والقانونية والإجتماعية والعلمية والفنية وقادة الأركان والجيوش وأجهزة الإستخبارات في مجتمعاتهم يرتبطون ببعض ، ويلتزمون بميثاق وعهد ، ويجتمعون في محافل للتنظيم والتخطيط وتكليف المهام ، غايتهم تمهيد الأرض وفق معتقد صهيوني لعودة الأعور الدجال - نبي الشيطان - في معتقداتهم إلي فلسطين المحتلة ، ووسيلتهم الإقتصاد والسيطرة علي التجارة العالمية والقرار السياسي والإعلام العالمي ، علي أن يتم ذلك بواسطة تجنيدهم للقادة وصناع القرار السياسي في الدول عموماً والعظمي تحديداً .
وهؤلاء المتنورين أستطاعوا أن يسيطروا علي دائرة صنع القرار في أمريكا تحديداً ( ويمكن للقارئ الرجوع إلي كتاب سطوة إسرائيل في الولايات المتحدة – جايمس بتراس – ترجمة حسان البستاني ) لذا لن يتركوا أي قوة آخري تظهر علي العالم تنزع منهم نفوذهم وهيمنتهم السياسية والإقتصادية وبموجب التكوين النفسي والأخلاقي لهم سيرتكبون من الجرائم والوحشية بحق البشرية والعالم مالا يخطر علي قلب بشر لعدة أسباب :-
1- إيمانهم المطلق بالنبوءات التوراتية والإعتقاد بأن ما يصنعون فيه طاعة للرب .
2- أن العالم الآن مهيئ لإستكمال المشروع الإسرائيلي الصهيوني علي الأراضي العربية لتحقيق الحلم التوراتي لأرض الميعاد من شرق النيل إلي غرب الفرات وعليه جاءت صفقة القرن .
3- النرجسية والعلياء في التكوين النفسي بأنهم شعب الله المختار وأن باقي البشر ( الأمميين ) عبيداً لخدمتهم .
4- التصور بأن هذه الحقبة الزمنية هي حقبة المخلص الدجال الذي سيمكنهم من السيطرة علي العالم .
5- المكاسب المالية لهم التي لن يقبلوا بأن تتحول إلي الصين أو الهند أوالعراق أو مصر أو إيران وهو أمر متعلق بالمال الخاص بهم من جانب ، ومن جانب أخر ذلك العداء بينهم وبين أصحاب الحضارات القديمة في العالم لإضطهادها لجدودهم وفق معتقداتهم .
6- إستمرار تفوق القدرة الإقتصادية الصينية علي أمريكا يعني إنتقال القرار السياسي العالمي إلي الصين وهو ما يعني في المعني القريب زوال إسرائيل التي تعتمد في أساس قيامها علي التمويلات الإقتصادية الأمريكية .
7- إستمرار تفوق القدرة الإقتصادية الصينية علي أمريكا يعني إنتهاء دور اللوبيات الصهيونية بالداخل الأمريكي ومن ثم إعادة بدء العمل الصهيوني من جديد في الصين وهو مُكلف جداً حتي لو كان هناك تعاون أولي موجود الآن .
السؤال السادس :- كيف تُشكل الأحداث السياسية موازين القوي في العالم ؟
علي مدار التاريخ الإنساني هناك أحداث تُعيد تشكيل موازين القوي في العالم سواء القوي الدولية أو الأقليمية منها ما هو بشري ( كالحرب – أوعمل سياسي – أو عمل ثوري ) ومنها ما هو طبيعي ( الزلازل والبراكين والجفاف ) ويمكن لأي حالة من هذه الحالات أن تكون سبباً في تحول سياسي عالمي لمنظومة القوي المتحكمة في العالم ، فهي أما أن تكون سبباً في علو شأن أمة ما أو تكون سبباً في إنهيار أمة ما ومنها علي سبيل المثال ما حدث :-
- في أوائل القرن التاسع عشر كانت الحرب العالمية الأولي والثانية والتي فرضت قوتين عظميين أمريكا والإتحاد السوفيتي .
– وفي الخمسينات والستينات حركات التحرر في العالم العربي وأفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية وكانت سبباً في إنشاء قوة ثالثة هي مجموعة دول عدم الإنحياز .
- وفي أوائل السبعينات كانت حرب 1973 في الشرق الأوسط بين مصر وسوريا ضد إسرائيل وللأسف أضاعت القيادة السياسية في مصر حينها فرصة تحول سياسي كبري .
- وفي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات تلاحقت أحداث نجني ثمارها اليوم وهي :-
أ- إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية في 1988- ب- إنتهاء الحرب الباردة بهدم جدار برلين بين ألمانيا الشرقية والغربية في 1989 - ج- إنتهاء حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي لها في 1990 - د – تفكك إتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية 1991 .
- وفي أوائل عام 2000 بدأت العولمة ( العالم إحادي القطبية ) لحساب أمريكا والتي أسميها ( البلطجة أحادية الهدف ) .
- والآن يمكنك الحديث عن ثلاث أحداث ستُعيد تغيير العالم سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً وأخلاقياً وهي بالتتابع :-
أ‌- في 2010 و ثورات الربيع العربي وما لحقها من تنامي حالات وعي مجتمعي للشعوب العربية عن نظم الحكم .
ب‌- في 2020 وفيرس كورونا وتفشيه في الصين وإنتشاره ناحية العالم .
ت‌- الأحداث القادمة والمتلاحقة قريباً في المنطقة العربية ، والتي لا يتسع المجال للحديث عنها الآن .
ومنهم يمكنك القول عن أفول النجم الأمريكي عن العالم ، وأن هناك نجوم جديدة ستلمع للعالم في سماء الشرق الأوسط .
السؤال السابع :- هل حقاً إنتهت حقبة الهيمنة الأمريكية علي العالم ؟
أي حضارة في التاريخ الإنساني كان ومازال لها ركنان أساسيان لهيمنتها هما :- ركنها المادي ( وهو ما تساهم به في إعلاء العلم والتطور ) ، والآخر ركنها المعنوي ( وهو ثقافتها وقيمها الأخلاقية ) وهذا الركن سبب إحترام وتأييد الأمم الأخري لهذه الحضارة فإن تلاشي ثق أن الركن المادي سيلحقه لا محالة وتفقد هذه الحضارة قيمتها وتزول ، ومن ثم كان للأمم أطوار نمو كمراحل نمو البشر تبدأ ( بمرحلة التكوين ، ثم مرحلة النضوج ، ثم مرحلة الإستقرار والثوابت ، ثم مرحلة الكهولة والمرض ، ثم مرحلة الفناء ) ولكنها تطول في أعمارها عن أعمار البشر ، ويمكنك الإسترشاد في هذا ( بنظرية فناء الدول - لإبن خلدون ) .
ومنها يمكنك القياس علي سياسات الإدارات الأمريكية في القرن الماضي والتي تدلل علي مرورها بكل هذه المراحل وإنها الآن في المرحلة الأخيرة ، وتؤكد أنها تُدير العالم لحساب المواطن الإسرائيلي ، وإن بلغ الأمر ذروتة بولاية ترامب وتكوينة الشعبوي والنفسي ومنهجه الإنتهازي وسياساتة الداخلية والخارجية فهو يُدير الولايات المتحدة ( كقرصان أعور من قراصنة البحر المتوسط في العصور الوسطي ) يحمل راية ( إدفع أكثر نبيع لك قيم حقوق الإنسان والديمقراطية أكثر ) هدفه الحصول علي المال والتجارة ولا شئ سواهما بطرق مشروعة أو غير مشروعة ، ومن ثم هو مستعد لفعل أي شئ من أجل المال ومن أجل الحفاظ علي بقائه في الحكم ، حتي لو أدي هذا العمل لإنتهاك الثوابت الدستورية أو الدبلوماسية للسياسة الأمريكية ، وهو ما سيُزيل كامل الغطاء الأخلاقي عن فكرة الديمقراطية الأمريكية والسياسات النيو ليبرالية ، وسيزداد الأمر قبحاً في حالة نجاحه بالحصول علي ولاية ثانية للحكم ولا تستبعد عليه سعيه لتغيير الدستور الأمريكي للحصول علي ولاية جديدة أو ولايات متلاحقة كالحكام العرب ، وحينها سيبدأ الإنفجار الداخلي للإتحاد الفيدرالي الأمريكي .
ولن أتحدث عن كم وقدر الكتابات السياسية أو الإقتصادية أو الصحفية أو البحثية التي تحدثت عن نهاية حقبة الهيمنة الأمريكية علي العالم ولكني سأسترشد بتقرير صادر من مجلس الإستخبارات الوطني الأمريكي في 2017 ( بعنوان / إتجاهات عالمية – مفارقات التقدم الإنساني – وقد نشر تحليلاً له مركز إستشراق في الدوحة أ – مروان قبلان – وجاء فيه الآتي :- ( مجلس الإستخبارات الوطني الأمريكي NIC هو أكبر وحدة بحثية تصب فيها أعمال 17 وكالة مخابرات أمريكية علي مستوي العالم ، ويقوم هذا المجلس بوضع تقرير كل أربع سنوات يخلو من توجه سياسي ما ، ليوضح فيه مآلات القوي والتطور والقوة الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية والبيئية في العالم بمعني آخر ( يتوقع فيه الوضع المستقبلي للعالم ) ومع بداية ترامب أصدر تقريره حول تغيير طبيعة السلطة في المشهد العالمي بشكل جذري ، الإتجاهات العامة في المشهد العالمي ، وأهم عناصر التحولات الكبري في العالم ، وإحتمالية سيناريوهات المستقبل ، وتوقعات السنوات الخمس المقبلة في أهم مناطق بالعالم ، وتوقع التقرير تغيير النظام الدولي تماماً ونهاية عصر الهيمنة الأمريكية وإنتهاء سيطرة أمريكا علي القرار السياسي والإقتصادي في العالم ) . الخلاصة ( إن الإحتلال لا يستمر ، والإستبداد لا يدوم ، مهما طال الزمن بأحدهما أو بكلاهما ، ما يبقي هو إرادة الشعوب ودعم الله ) .



#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العراقية بين السليماني وترامب
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الخامس
- الزلزال يضرب عرش مصر !
- ضربات المقاومة والإنتخابات الإسرائيلية
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الرابع
- تجارة السلاح بين الإستعمار والإستبداد – الجزء الثالث
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد - الجزء الثاني
- تجارة السلاح بين الإستعماروالإستبداد
- لماذا يرفض البعض تعديل الدستور ؟
- كامب ديفيد دمرت مصر واضاعة العرب
- عفواً ... هذا زمن تحرير القدس !
- أبن سلمان وهلاك المملكة
- الدستور ووحده المصريين
- مائه يوم ....... بوجهه نظر جنوبية
- مقال عن – تغيير السياسة المصرية فى أفريقيا


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وائل رفعت سليم - فيروس كورونا و نهاية الهيمنة الأمريكي