|
أبن سلمان وهلاك المملكة
وائل رفعت سليم
الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 20:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال متابعتي لقضية المعارض السعودي ( جمال خاشقجي ) وخطورة الجرم فيها وما سيترتب عليها من نتائج أراها كاشفة لما تعانيه الأمة العربية من فشل حكامها و نخبتها و سواد قلوبهم أخلاقياً و ثمن هذا تدفعه الشعوب العربيه من مالها و من حريتها و من دماء أولادها و كرامتهم التي لا قيمة لها عندهم . فقضية خاشقجي فاضحة لسلوكيات آل سعود فلم يتصور النظام السعودي أو يتوقع رصد هذا الفعل ولم يُقدر حجم تداعياته سواء بالاختطاف أو القتل إن ثبت ذلك ، فهو دليل على غياب الرؤية السياسية والفكرية لما يدور في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط تحديداً وعدم وجود إدراك حقيقي للمخاطر التي تواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن ، أضف إلي ذلك إظهار الخلل في المنظومة التي تدير شئون المملكة كما أن النتائج المترتبة علي هذا الفعل سيستفيد منها الجميع عدا النظام السعودي ذاته ولنبدأ بالموقف الأمريكي :- قدمت السعودية هدية من ذهب للرئيس الأمريكي ترامب لكي يمارس هواياته في الابتزاز فهو بطبيعته شعبويفج لا منهج فكري أو أخلاقي لديه سوي حصد الأموال بطرق مشروعة أو غير مشروعة وهو من سيضع المملكة في مرحلة غير مسبوقة من الابتزاز سواء بالإيداع المالي المباشر في الخزينة الأمريكية أو في الحسابات الخاصة لكبار القيادات الأمريكية وبخاصة أن تصريحاته قبل الواقعة اكد فيها :- ( أن أمريكا هي الحامي للمملكة السعودية وأن نظامها لا يمكن أن يبقي في الحكم لمدة أسبوعين دون هذه الحماية وعليها أن تدفع ثمن حمايتها ) ، ولا تستبعد حصول السعودية علي موافقة مسبقة من الأمريكان قبل تنفيذ الواقعة بهدف توريط المملكة ونظامها ، وسيكون خطابه للسعودية بين التوبيخ والتهديد والتراجع والتهدئة حتي يصل لما يريد ، وأن كان هذا سيضع الإدارة الأمريكية في حرج شديد أمام الكونجرس وأمام المؤسسات الحقوقية والصحفية بكون أمريكا راعية حقوق الإنسان في العالم وإنها الآن في ظل الإدارة الحالية تفرط في أحد أهم عوامل التأثير لها في العالم . الموقف الإسرائيلي :- لا يستبعد أحد أن عملية الاختطاف أو القتل تمت بعلم أولي من إسرائيل أو بمشاركة بأي وجه من الأوجه للاستفادة من توريط المملكة وكسب مزيد من الانبطاح والتطبيع والتعاون فيما بينهم للإسراع بتنفيذ صفقة القرن . الموقف التركي :- التعامل التركي مع الأزمة تم في طريقين متوازيين فأحدهما رسمي يعلن قبول المفاوضات وسبل الحل والتهدئة والأخر إعلامي غير رسمي بتسريبات تأجج الموقف وتكشف الحقيقة ، والمحصلة توسيع الدور التركي في الخليج تحديداً مع ( قطر والكويت وعمان والعراق ) مع تعزيز دورها في سوريا ، ثم تحقيق تهدئة للموقف العدائي من المملكة تجاه تركيا ، بالإضافة لمكاسب مالية مباشرة من البترول ومشتقاته ومكاسب غير مباشرة بضخ استثمارات سعودية إمارتية في تركيا ، مع الوصول إلي سبيل لتخفيف الأزمة الخليجية تجاه قطر وربما رفع الحصار عنها ، أضف علي ذلك تحسين العلاقة بينها وبين الأمريكان وقد بداء بالإفراج عن القس الأمريكي (أندرو برونسون المحتجز في تركيا منذ عام 2016 ) وربما تعمل أمريكا علي حصار جماعة ( فتح الله كولن) المعارضة للنظام التركي في أمريكا بشكل مؤقت ، وجميع ما سبق سيدعم شعبية أور دوغان في الداخل التركي . الموقف الإيراني :- إيران ستعمل لإثبات انها ليس الدولة الراعية للإرهاب في الشرق الأوسط بل السعودية ، وستسعي للتفاهم غير المعلن مع السعودية من أجل قيام السعودية بالضغط علي البحرين للتخفيف عن المعارضين الشيعة في البحرين ، وفي القريب العاجل ستعبث في الشأن السعودي الداخلي بأقناع السعوديين بأن المد الشيعي هو سبيل الخلاص من هذا النظام السني الموقف القطري :- تزايد نطاق الحرب الإعلامية بين قطر وتركيا من ناحية والسعودية من ناحية آخري والتي ستصب في الصالح القطري التركيحيث قطر وتركيا توجه خطابها بالأدلة للرأي العام العالمي وهو ما سيحسن صورتهما أمام العالم ويدفع لإجبار السعودية علي تخفيف الحصار عن قطر ، أما السعودية فتوجه خطابها للرأي العام الداخلي في المملكة للدفاع عن ولي العهد وللحفاظ علي هدوء الداخل السعودي . الموقف الأوروبي :- قدوم كثير من دول الاتحاد الأوروبي علي احتقار وتجاهل السعودية في المحافل الدولية وهوما سيؤثر بالسلب علي معركة الشرعية القادمة في المملكة بعد وفاة الملك سلمان ، وربما يتم إدراج السعودية بكونها دولة راعية للإرهاب وإدراجها من ضمن أخطر الدول إهداراً لحقوق الإنسان ، وإن ثبت جرم القتل ستعمل أوروبا علي إدانة محمد بن سلمان جنائياً وتتم ملاحقته جنائياً كيفما حدث مع ( البشير في السودان والقذافي في ليبيا ) . الموقف الدولي :- تفكير بعض الدول في إعادة النظر بإتفاقية فينا والتي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول بالشكل الذي يسمح للدولة المضيفة حق دخول السفارة بدون الحصول علي إذن مسبق من السفير أو القنصل وربما بشكل محدود لأن شروط الاتفاقية تسمح بالدخول للسفارة في أربع حالات فقط وبموافقة السفير أو القنصل ، وسيعمل عدد كبير من الدول لاستبعاد السعودية من أدوار قيادية في الهيئات والمنظمات الدولية الرسمي منها وغير الرسمي . الموقف العربي :- كالعادة سيكون الانقسام سيداً للموقف العربي فما بين مساند للمملكة وما بين مستغل متاجر، وأن كانت الواقعة تعزز إشكالية كبري لدي الشعوب العربية في كون حكامها المرابطين من الخليج إلي المحيط هم سبب استهانة العالم بالعرب وإنهم سبب الخزي والذل والفقر والقهر والمرض والجهل فيها . الموقف المصري :- بكل أسف مصر فقدت دورها الدولي والإقليمي وغابت تماماًعن التأثير في المشهد العالمي ولا تملك سوي نفاق إعلامي محلي لأبن سلمان ربما يكون مدفوع الأجر لصالح شخصيات إعلامية بعينها وسيسمح النظام المصري بذلك كنوع من رد الجميل لموقف السعودية معه في السنوات الأخيرة . الموقف اليمني :- الموقف اليمني الرسمي سيكتفي بالصمت أما غير الرسمي سيتمسك بإيران أكثر وسيعمل علي تصعيد مشاهد الجرم السعودي في اليمن ليصل إلي نتيجة بإنهاء الحرب السعودية عليه والحد من التدخل السعودي في شؤن اليمن . الموقف السعودي :- لايخفي علي أحد القرارات الاقتصادية التي اتخذتها المملكة تجاه المواطن السعودي والذي لم يعتاد علي مثل هذه القرارات وتراجع مستوي المعيشة بالإضافة لحملة إعتقالات غير مسبوقه للداخل السعودي وهوما آثار قدراً من النقد داخل المملكة والابتزاز المالي القادم من الامريكان والصهاينة والأتراك وبعض البلدان العربية وبعض دول العالم لا يتوقع مداه وسيؤدي بالنظام إلي تطبيق مزيد من التضييق الاقتصادي علي الداخل السعودي ، كما يتردد أيضا معلومات عن الصراعات داخل العائلة المالكة ستزداد حدة في الايام القادمة بعد وفاه الملك / سلمان لتصل إلى مرحلة التصفية الجسدية لمساندي كل طرف ، وان هذا نتاج طبيعي لحكم فئات بعينها وعائلات بأسمائها احتكرت السلطة والمال وقتلت الديمقراطية ومنعت سبل التداول السلمي للسلطة وارتمت في أحضان أمريكا وإسرائيل اللتان ستلعبان دور البطولة في تأجيج هذه الصراعات ، والخلاصة إن محمد أبن سلمان بحماقته أعطي السيف لكل من يريد قتل المملكة ، فالنتائج التي ترتب عليها قتل أواختفاء خاشقجي أكثر خطورة علي السعودية والمنطقة العربية خسارة من لو ترك حياً والسؤال الآن :- هل تمضي السعودية نحو هذا الحديث من رواية الصحابي الجليل ثوبان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ ، كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ، ثُمَّ لا يَصِيرُإِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّود مِنْ قِبَل الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَم يُقْتَلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ – فَقَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْحَبْوًاعَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ ) رواه ابن ماجه في " السنن " ، والبزار في " المسند " ، والروياني ، والحاكم في " المستدرك " ، ومن طريقه البيهقي في " دلائل النبوة " .
#وائل_رفعت_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدستور ووحده المصريين
-
مائه يوم ....... بوجهه نظر جنوبية
-
مقال عن – تغيير السياسة المصرية فى أفريقيا
المزيد.....
-
أمريكا تعلن عن مساعدات إلى لبنان بقيمة 157 مليون دولار
-
ترامب يقول إن على إسرائيل -ضرب- المنشآت النووية الإيرانية
-
-حزب الله- يكشف حقيقة صور طلبها نتنياهو وكلفت إسرائيل عشرات
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن يؤكد عدم جدوى إرسال الأسلحة الغربية
...
-
مسيرات في عمّان تضامنا مع فلسطين ولبنان
-
-بلومبيرغ-: البنتاغون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأ
...
-
اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن نفقات ا
...
-
باسيل يحدد -سبيلا- لـ-انتصار- حزب الله ويؤكد أن المشكلة ليس
...
-
غارات إسرائيلية عقب إنذارات جديدة لسكان الضاحية الجنوبية في
...
-
فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللب
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|