أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من معالجة جادة لمطالب شعب إقليم كردستان؟















المزيد.....

هل من معالجة جادة لمطالب شعب إقليم كردستان؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تسنى لي منذ العام 2002 أن أزور عدة مرات إقليم كردستان وأن أبقى فيه عدة أسابيع في كل سفرة, بحيث سمح لي الوقت التعرف المناسب على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية, وأن ألتقي بعدد من المسؤولين على المستويين الحزبي والحكومي.
لا شك في أن هناك تحولات إيجابية عرفتها كردستان منذ العام 1991 حتى الوقت الحاضر, ولا شك في أن الإنسان الكردستاني, سواء أكان كردياً أم تركمانياً أم من الآشوريين والكلدان والسريان, يشعر بالفارق الكبير بين ما كان عليه في ظل نظام البعث الدكتاتوري وبين الواقع الجديد لكردستان, وخاصة بعد سقوط نظام الخيانة الوطنية والقبور الجماعية. وأبرز المظاهر الإيجابية سيادة الأمن في الإقليم وندرة العمليات الإرهابية الإجرامية, وهو مكسب كبير يسمح لحكومة الإقليم والمجتمع مواصلة البناء والتقدم.
ولكن هذه التحولات الإيجابية في كردستان يفترض فيها أن تجد تعبيرها المباشر على حياة المواطن الكردي وغير الكردي, سواء أكان ذلك بالنسبة إلى مستوى معيشة المواطن وحياته اليومية وعمله وثقافته, أم علاقته بالسلطة وأجهزتها الأمنيةو الحكومية, أن في توفر الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والهاتف ...الخ, وأن يحس ويلمس المواطن بان قيادة الإقليم تكافح الفساد المالي والإداري والأسري المستشري ولا تسكت عنه.
وعند نشوء أي شعور لدى المواطن أو تلمسه الفعلي يومياً بأن تغييرات حقيقية وجادة لم تتحقق له في هذه المجالات, وخاصة المواطن من الفئات الكادحة والفقيرة التي كانت دوماً وقود الثورة, عندها يغير المواطن موقفه من السلطة الني انتخبها وناضل في سبيل وصول أحزابها إلى السلطة. أي عندما يرى بأنه لا زال يعاني من أوضاع غير مقبولة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وفي طبيعة العلاقة مع أجهزة الأمن المحلية,وأن هناك فئات اجتماعية تغتني كالقطط السمان وعلى حساب خزينة الإقليم والمجتمع, عندها تبدأ مرحلة التذمر وعدم السكوت, ثم يبدأ التعبير عنها بصيغ شتى. وتأخذ هذه الفترة سنوات عدة حتى يتيقن الفرد بأنه حقاً لا يجد آذاناً صاغية لشكواه وتذمره وسماع رأيه, وبالتالي يبدأ بالمناكدة والمماحكة والتظاهر وغيرها من الأعمال التي يفترض فيها أن تنبه الحكومة إلى مواقع الزلل. وهي مرحلة تسبق العاصفة المحتملة في الشارع, إن لم يتم الإسراع بمعالجة نقاط التناقض والصراع. إنها مراحل ثلاث تبدأ ببروز التناقض, وفي حالة عدم الحل يتحول إلى صراع, وفي حالة استمراره وعدم إيجاد حلول عملية له يتحول إلى نزاع سياسي. وعندها يمكن أن يتخذ النزاع صيغاًً وأبعاداً متباينة حسب طبيعة وشدة التناقض. (تناقض - صراع – نزاع سياسي).
أحسست بهذه المشاعر في الزيارتين الأخيرتين لكردستان, في ربيع عام 2005 و2006. ولم أخف هذه المشاعر عن المسؤولين في الدولة الذين التقيت بهم, بل تحدثت عن هذه الهواجس بصراحة ووضوح تامين, وأشرت إلى مواطن الخلل الراهنة في العلاقة بين المجتمع, وخاصة الكادحين منهم, وبين قيادة الإقليم والحكومة والبرلمان والأجهزة المسؤولة والأحزاب السياسية التي تقود البلاد. وعندما كنت في كردستان وبعد أن غادرتها كتبت سلسلة من المقالات التي أشرت فيها إلى كل الاحتمالات المفتوحة من باب الحرص على التجربة الكردستانية وعلى العراق بشكل عام. وكان أحد هذه المقالات بعنوان "همسة في أذن السادة الوزراء والمسؤولين" في حكومة الوحدة الجديدة, ومقال أخر من ثلاث حلقات حول مشكلات الوضع الراهن في كردستان العراق ومقالات أخرى.
لا أنوي إعادة ما كتبته أو ما قلته في المقابلات مع المسؤولين أو الصحف أو المقالات التي كتبتها, ولكن أؤكد بأن على المسؤولين, اياً كان المركز الذي يحتلونه اليوم في الدولة أو الإقليم, الذي كانوا ثوريين وحملوا السلاح طويلاً لصالح إقليم كردستان وشعبه ولصالح الديمقراطية والتقدم في العراق, أن يدركوا بأن ثوريتهم السابقة ونضالهم الطويل وتضحياتهم لن تنفعهم ولن تشفع لهم, إن لم يبادروا إلى منح المكاسب للشعب قبل أنفسهم, إن لم يعالجوا مشكلة الخدمات والعمل والأجور والأسعار ...الخ, إذ يفترض أن يكونوا آخر من يستفيد من تلك المكاسب وليس الأوائل. وأن تأمين التغيير الإيجابي في الأحياء الشعبية وتنظيفها وتأمين الخدمات العامة للناس, وخاصة فرص العمل الكريم والأجر المناسب وزيارة الأحياء الشعبية واللقاء بالناس والاستماع إلى شكواهم ومشاكلهم والاستجابة المنظمة والمبرمجة لها, هو الطريق الوحيد والصادق لكسب الناس وتطوير المصداقية, إضافة إلى أهمية وضرورة الكشف عن الفساد المالي والإداري المستشري حيثما وجد, سواء في أجهزة الإقليم أم في الأحزاب أم في الوسط الاجتماعي والمقاولين ...الخ.
إن الثوريين لا يمتلكون حقوقاً خاصة لأنهم ناضلوا ضد النظام المخلوع, ولكن المجتمع له هذا الحق, إذ هو الذي احتضن المناضلين وقدم لهم المساعدة والدعم وتحمل أوزار النضال غير المباشرة من الحكام المستبدين الذين اضطهدوا الشعب الكردي وبقية القوميات في العراق, بمن فيهم العرب. وحينما يشعر المواطن بأنه غير مهمل وتستجاب مطالبه, عندها يبدأ بممارسة واجباته أيضاً.
إن المظاهرات الأخيرة في السليمانية وجمجمال وكلار, وقبلها في حلبچة وفي مناطق أخرى, كنت أتوقعها وأشرت إلى احتمال حصولها, لا لأني أقرأ الغيب, بل لأن كل المؤشرات الاجتماعية كانت تشير إلى هذا الاحتمال, ويمكن أن تحصل مظاهرات أخرى في كل المحافظات الكردستانية, إذ أن الأوضاع في أربيل ليست بأفضل من السليمانية أو الأوضاع في دهوك أو في غيرها من المدن والقرى الكردستانية, وأن أجهزة الأمن والشرطة لا تستطيع مواجهة المتظاهرين باستمرار ولا يجوز أن تعالج الأمور عبر أجهزة الأمن والاستخبارات والشرطة. ولهذا يفترض أن نبتعد عن جو المجابهة مع المتظاهرين ونتذكر دوماً أننا كنا أيضاً نحتج ونتظاهر حين كانت الأوضاع الاجتماعية مرفوضة من قبل الجماهير في النظم السابقة. وأن من واجب الحكومة أن توفر ما هو مفقود للناس قبل توفيره لنفسها, عند ذاك تنتصر مصداقية الثوريين وهم في السلطة, وعندها يمكنهم كسب ثقة المجتمع وتأييده.
تقع على حكومة الإقليم مهمة التعامل مع المتظاهرين باحترام لأنهم النبض الصادق للشارع الكردستاني, وليست التقارير التي تل من أجهزة الأمن أو من المحيطين بالمسؤولين, ولا بد من التفاعل مع المتظاهرين من خلال الاستجابة لمطالبهم ومع المشوشين والإرهابيين الذين يسعون إلى استخدام تلك المظاهرات لأغراض شريرة, كما فعل ويفعل أنصار الإسلام السنة أو غيرهم من التنظيمات الإرهابية. وهي مهمة ليست معقدة إن أحسن السياسيون والأحزاب والمنظمات غير الحكومية التعامل الواقعي والإنساني مع الأحداث.
14/8/2006
جريدة الاتحاد



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول رؤية مس بيل للعرب! 1 & 2
- حذاري حذاري من نموذج حزب الله في العراق!
- حوار ما يزال مفتوحاً حول مضامين رسالتي إلى الشيوعيين العراقي ...
- المرأة العراقية وحقيقة أوضاعها في المجتمع الذكوري الإسلامي ا ...
- العرب والأحداث الجارية في المنطقة!
- هل في الوضع الأمني الراهن مجال للبحث في استراتيجية للتنمية ف ...
- ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان ا ...
- المصارحة والشفافية والوعي بمصالحنا هي السبيل الوحيد لانتصارن ...
- هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان الع ...
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من معالجة جادة لمطالب شعب إقليم كردستان؟