أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مظفر النوّاب وقصيدة -تل الزعتر-














المزيد.....

مظفر النوّاب وقصيدة -تل الزعتر-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


ما يميز الشاعر العراقي الكبير مظفر النوّاب كونه شاعرًا غاضبًا متمردًا ومعارضًا، نادى بالوحدة وحمّل الجميع ذنب فلسطين الذبيحة الضائعة، وأثقل كاهل الحكام العرب بكلماته الثورية، وألقى كلمة حق فينا منشدًا: لا أستثني أحد.
فهو شاعر الحقيقية الفذ، وصوت الشعب المغلوب على أمره من جور السلطان وجشع الرأسمال، ويغلو بما يختلج في صدور الناس.
وفي الفضاء الشعري للقصيدة التحريضية يتعالى صوت النوّاب شادًا على أيدي المحرومين والمقهورين والمهمشين والمتعبين، لاعنًا الحكام، ومباركًا الإنسان والزمن الآتي، وفي القرائن والأضداد تنساب القصيدة النوّابية بتوزيع سيمفوني يحتد أحيانًا ويرق حينًا آخر.
والمطلع على قصائد مظفر يمكنه تجزئتها إلى ثلاثة أنواع، الأول التي كان فيها الشاعر محورها، كما في نصوصه التي تناولت علاقته مع الحزب الحاكم في العراق، ومع الحزب الشيوعي العراقي، ومع الأنظمة العربية، وغالبًا ما كان في هذه القصائد يتمثل تجربته الشخصية، والنوع الثاني قصائده الوجدانية والفلسفية التي يطرح فيها وجدان الجسد والروح والنفس.
أما النوع الثالث فتلك القصائد التي كتبها متمثلًا فيها تجارب عامة كتجربة الفلسطينيين في لبنان، وتجارب شخوص ورموز كان لهم دور في الحياة السياسية العربية، وفي هذه القصائد لم يكن هو المحور، وإنما آخرون، أو المكان والجغرافيا، ومن أبرز هذه القصائد قصيدته التي كتبها عن تل الزعتر، الذي تعرض لمذبحة رهيبة طالت المخيم بأكمله، نقتطف منها:
طفل يكبر بين الجثث المحروقة
قالوا يا عرب الردة مرثية
أيهم الميت إن القبر يزخرف
ام تكثرت الماعز للحقل إذا حضر الذبح!
ماذا يطبخ تجار الشام على نار جهنم؟
إن الطاعون قريب
أول ما يظهر نجم مثقوب
قلق.. يرسل أضواء مهلكة
وتضيء محاجر جمجمة
تلعب فيها الريح بتل الزعتر
ان كراب العالم لا يغمض عيني جمجمة
تبحث عن وطن
منذ قليل سقطت عاصمة الفقراء
صنوج العنة قد ضربت حتى البيت الأبيض
خصيان العرب الحكام ارتجفت شرفا
أبناء الكلب ... هنا
صرخ الكرش الأشقر.. أردى طفلا
سحب البزازة دامية من فمه ومزدان بها
أبناء الكلب هنا.. يعني بالضبط هنا
حمد الأطفال
وقد ذهب البؤس بكل ملامحهم
وقف الله مع الأطفال الوسخين
فعاصمة الفقراء قد سقطت
حاول طفل ان يستر جثة جدته
فمن المخجل ان تعرض افخاذ الجدة
أردوه على فخذيها
لا بأس بني فذاك غطاء
هل تلد المرأة في الخيمة إلا جيشا
أولاد الوسخة
أولاد فلسطين
سوف تعودون إلى فلسطين ولكن جثثا
نظر الأطفال إلى الوطن العربي
خصيان الحكام العرب ارتجفت شرفا
صرح نفط بن الكعبة ان يغقد مؤتمرا
لسنا في زمن التفكير
سيأتي ذلك.. يأتي ذلك.. يأتي ذلك
والجوكر في اللعبة اضحى معروفا
بلاع الموسى كذلك
كيف يغيب النخر عليكم..
يا أهل الفطنة بالنخر لقد سقطت عاصمة الفقراء
وقيل قديما مأرب بالجرذ لقد سقطت نسفا والنسوة يرفعن
اياديهن ويمشين فرادى
والحامل بيت أنوثتها
طرحوا الحامل أرضا
سحبوا رحما فيها في الليل فدائي
أسمعتم عرب الصمت
أسمعتم عرب اللعنة
لقد وصل الحقد إلى الارحام
أسمعتم عرب اللعنة
ان فلسطين تزال من الرحم
دعاة الدين الأمريكي بمكة
والسوق عليها في اوجه
مزاد علني يا أشراف
نمانون على تجار الشام
ثمانية وثمانون على تعطيل الدستور كويتيا
وفي هذه القصيدة التي يطغى عليها الحزن والشجن والأسى يعتمد النوّاب في حركتها، التصويرية الإنسانية والتوصيفية المشهدية، التي تزيد الصور إحساسًا دقيقًا بالحدث، وطريقة التعبير الفني، والجمل التعبيرية والوصفية السردية ذات الانفعال الشعوري، المكتنز والمكتظ بالرؤى المترامية الأطراف على صعيد الكثافة الشعورية وعمق الرؤيا، ما يجعل الصور انفعالية في صداها النفسي وبعدها المشهدي المحمل بشتى ألوان الأسى والانفعال والصخب الدلالي. وكما في كل قصائده تضج القصيدة بالروح الثورية الانفعالية والقلق والتوتر والاغتراب، وبإيقاعها الصاخب والوجع الذي يحملها في باطنها الشعوري المأزوم.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإصلاح- الثقافية في عدد جديد كرسته لوداع الأديب والمناضل ا ...
- ذكرى مجزرة تل الزعتر
- البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية
- أحمد يعقوب-عوليس- الفلسطيني في حضرة الموت
- حمى اللـه الجزائر
- إضاءة على قصيدة محمود درويش -أحد عشر كوكبًا على آخر المشهد ا ...
- عكا وبحرها لنا
- الراحل مجيد حسيسي مسيرة أدبية مضيئة
- رحيل الشاعر الفلسطيني ومربي الأجيال صادق صبيحات
- مع سورية
- ما هي إنجازات القائمة الموحدة؟
- ذكرى ميلاد ياسر عرفات
- على هامش اقرار الحكومة الإسرائيلية للموازنة العامة
- لهجوم على السفينة والحرب الخفية بين إسرائيل وإيران
- الشاعرة والكاتبة الفلسطينية د. كفاح الغصين
- إذا لم تستحِ!
- تونس إلى أين؟!
- مع الشاعرة الكردية العراقية ظمياء ملكشاهي
- عتذار حسين الشيخ والسلطة الفلسطينية عن مقتل نزار بنات
- خواطر


المزيد.....




- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مظفر النوّاب وقصيدة -تل الزعتر-