|
الأصولية الدينية والسياسة الغربية !..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 00:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التمدد الأصولي الديني في مناطق مختلفة من العالم ليس بجديد ، بل وجدناه في الوطن العربي في خمسينات القرن الماضي على يد الأصولية الإسلامية المتمثلة بالإخوان المسلمين في مصر والعراق وسوريا وفي القرن الحادي والعشرين في تونس المتمثل بحزب النهضة الإخوان المسلمين ، وقبلهم في تركيا الإخوان المسلمين . وبرزت قطر كراعية للإخوان المسلمين وللحركات الإسلامية المتطرفة ، وتمد هذه التنظيمات المتطرفة بالمال والدعم والإعلام والدعاية والتحريض . وبعد بروز بعض الحركات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي في العراق وإيران ولبنان واليمن ، وبدعم وتموين وتسليح من قبل نظام ولاية الفقيه في إيران وتزعمهم الأصولية الإسلامية الشيعية بعد نجاحهم في إسقاط نظام الشاه على يد قائد الثورة الخميني . برزت الأصولية الدينية كقوة لها موقعها على الساحة العربية والإسلامية ، وقد نجح الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة نتيجة عوامل كثيرة ذاتية وموضوعية ، داخلية وخارجية . ونجح الإخوان بالوصول إلى السلطة في تونس وفلسطين في غزة ( حماس ) وفي تركيا حزب أورديكان ومن سبقه من الإخوان . سيطرت السلفية الإرهابية في أفغانستان [ حركة طالبان ] يعد الانسحاب السوفيتي وتمكن هذه الحركة من إسقاط حكومة نجيب الله الشرعية ، وأقاموا بدل هذا النظام حكومة ( متطرفة إرهابية .. من أكثر الإسلاميين تطرف وظلامية ، على شاكلة القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبوكا حرام في أفريقيا . ويجب أن لا يغيب عن الأذهان بأن من دعم طالبان وأمدها بالمال والسلاح ، دول الخليج وعلى رأسهم السعودية وقطر ، وبمباركة ودعم وتسليح الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ، لتهديد أمن وسلامة الاتحاد السوفيتي وإسقاط النظام الشيوعي في أفغانستان ، ولقد تم لهم ذلك عام 1990 م بإنهيار الاتحاد السوفيتي . ولا يخفى على أحد بأن الأصولية الدينية بجميع مسمياتها وتوجهاتها ، هي حركات إرهابية متطرفة ، إن كانت إسلامية أو يهودية أو مسيحية أو هندوسية أو السيخ وأي تسميات أخرى !.. جميع هذه الحركات معادية للديمقراطية وللحريات وللتعددية وللحقوق بما فيه حق الإنسان في الحياة . إن الدولة العبرية الصهيونية العنصرية ، قامت بفقه وثقافة ونهج الصهيونية الدينية المتطرفة ، بدعم ومباركة الإمبريالية الصهيونية الماسونية ، فقد قامت بريطانية وأمريكا والغرب ، بهبة الصهاينة ( دويلة ) على أرض فلسطين وتشريد أصحابي الأرض الأصليين الفلسطينيين ، ودفع هجرات اليهود من مختلف بلدان العالم إلى فلسطين بما في ذلك اليهود العرب من بلدانهم العربية عنوة ودون رغبتهم . الغرب وهب ما لا يملك ، فلسطين إلى الصهيونية الدينية المتطرفة ، وليس لهؤلاء حق في ذلك أبدا . لا شك بأن الأصولية الدينية والسياسية ، معاديان بشكل مطلق للديمقراطية وللتعددية وللتعايش والسلام ، والعالم له تجارب مريرة ومؤلمة ، أدت إلى ملايين الضحايا وزرعت في النفوس الكراهية والحقد الأعمى ، لتسود ثقافة الظلام والتصحر ومن أجل إلغاء الوعي الجمعي والتفكير وتلمس الواقع ببصيرة ، والتنكر للحقوق وللحريات وللعدالة وللمثل الإنسانية والتعايش . إن ما حدث في يوغسلافيا في تسعينات القرن الماضي ، والصراع المركب من تطرف ديني وعرقي ، أدى إلى ملايين الضحايا الأبرياء ، بدعم وتحريض إمبريالي رجعي ، أدى إلى تمزيق يوغسلافيا إلى دويلات ضعيفة مهلهلة ، ورغم مرور عقود ثلاث فما زالت هذه الدويلات تعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية وما أحدثته هذه الحروب من ألام وجراح . كما بينت فإن الأمثلة كثيرة وما حدث من اغتيالات لغاندي ونجلها راجيف كانت دوافعه طائفية متطرفة ، وما يحدث في الصومال وما تقوم به بوكا حرام وما ترتكبه من جرائم مروعة يندى لها الجبين ، وما قامت به داعش والقاعدة وأخواتهما سيبقى ماثلا أمام البشرية والعراقيين ولن تغيب تلك الجرائم وما قامت به الميليشيات الطائفية من جرائم ستبقى راسخة في ذاكرة العراقيين والبشرية . إن العمل الإرهابي الذي نفذته القاعدة في 11/9/2001 م ضد البرجين الأمريكيين كان مروعا ، وذهب ضحيته الألاف . هذا العمل الجبان قد خلق ذريعة للولايات المتحدة الأمريكية لتقوم بعمل مجنون وغطرسة وجنون إمبريالي مهين ، باحتلالها لأفغانستان والعراق وإسقاطها نظام القذافي في ليبيا ، والتدخل السافر في شؤون الدول تحت ذرائع وحجج واهية وتهديد للأمن والسلام الدوليين . الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وبطريقة مريبة ، تدعوا إلى القلق الشديد على السلام في أفغانستان والدول المحيطة في هذا البلد المضطرب منذ عقود ، ولا شك بأنه يخفي ورائه الكثير من الأسئلة والكثير من الأهداف التي أخشى ما أخشاه زعزعة أمن المنطقة والعالم وتأجيج الكثير من النزاعات السياسية والعرقية والدينية والطائفية . إن تمكين طالبان السيطرة على مقاليد السلطة في أفغانستان ، سينتج عنه حربا ضروس داخليا ونزاعات طائفية وعرقية ، وسيساهم في زعزعة الاستقرار والأمن والسلام ، وسينعكس سلبا على الحدود الهندية الباكستانية الأفغانية ، وكذلك في روسيا وجمهوريات أسيا الوسطى ، ومن المؤكد من وراء هذا الانسحاب سيكون مشروع ضغط على روسيا الاتحادية التي تماثلها العداء أمريكا والغرب ، وهذه الأهداف ليست ببعيدة عن الصين وكوبا والمتغيرات التي أحدثتها قوى اليسار في بلدان أمريكا اللاتينية . تأثيرات كل هذا على العراق سيكون ضمن السياسة الإنكلو أمريكية والغربية ، وحجم التدخل والتأثير يتوقف على الاصطفاف السياسي ووحدت قوى التغيير المراد إحداثه ، وأعتقد بأن العراق ربما سيشهد خلال الفترة القريبة القادمة متغيرات عميقة في المشهد السياسي ، أنا هنا لا أقصد ما ستحدثه الانتخابات القادمة والتي أشك بقيامها . على قوى الخير والتقدم في العالم ، التصدي الحازم لمحاولات حركة طالبان الإرهابية للسيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان وبدعم أمريكي غربي في الخفاء وقريبا في العلن ؟.. سيطرت طالبان على أفغانستان ، يعني انتعاش للحركات والأحزاب والعصابات الإسلامية السياسية المتطرفة في العالم وخاصة في منطقة الشرق أوسطية ، وهذا بالضد من مصالح شعوبنا وشعوب العالم والأمن والسلام في أرجاء المعمورة . 14/8/2021 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ستنتصر قوى الخير والتقدم والديمقراطية .
-
الحوار بين محمد عبده وفرح أنطون .
-
لا جدوى من انتخايات دون إصلاحات جذرية .
-
الديمقراطية ونظامنا السياسي وغياب الدولة والدستور .
-
هل هناك من يسمع لما نقوله ؟
-
لا تجني من الشوك العنب !... معدل .
-
وجعلنا من الماء كل شيء حي ؟..
-
الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات !.. .
-
مجنون يهذي وعاقل يسمع ؟..
-
ماذا يعني لنا الدولة الديمقراطية العلمانية ؟..
-
ما أشبه اليوم بالأمس !..
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثالث والأخير .
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟..
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثاني
-
الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الأول .
-
الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الثاني
-
لا للعداء للشيوعية ولحزبهم المجيد .
-
قلتها .. وما زلت أقولها إزرع ولا تقطع ؟..
-
من يوقظنا من سبات وعينا وتحريك الساكن ؟؟..
-
بغداد عاصمة الرشيد تموت وهي واقفة ؟..
المزيد.....
-
قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس
...
-
جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن
...
-
فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري
...
-
حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
-
التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب
...
-
إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل
...
-
انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير
...
-
بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب
...
-
بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|