أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - أباطيل العروبة














المزيد.....

أباطيل العروبة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 19:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بغض النظر عن تلك النزعة والبنية التكوينية العنصرية والفوقية الفاشية لما تسمى بـ"العروبة" وهي، أي النزعة، مستمدة من قلب وروح الفاشيات الغربية العنصرية التي ازدهرت وانتعشت بالنصف الأول من القرن العشرين، والتي تقول وتقضي بتفوق وتفرد وتميز "العرب"، والعرق العربي، على سواهم من مكونات وشعوب المنطقة، وأزلية ذلك كله "الرسالة الخالدة"، (يعني سيبقون على رقابكم حتى فناء الكون)، وأن لهؤلاء العرب حق الريادة، والقيادة، والتسيد على بقية شعوب المنطقة، لا بل أطلقوا على الدول والجغرافيا التي احتلوها، وأعطوها صفة "العربية"، كالجمهورية العربية ..كذا، رغم اكتظاظ هذه الدولة وتلك بمكونات كثيرة غير عربية، منعوها وحرموها من حقوقها، وحاولوا طمس ثقافاتها، ودفن تراثها، وحظر ومحاربة لغتها الأم ومنع استخدامها، وقاموا بواحدة من أسوأ الجرائم الفاشية والثقافية المعروفة بالتاريخ وهي المسماة بـ"التعريب"، وهو تغيير وتحوير أسماء جغرافيا ومناطق تاريخية وإعطائها أسماء عربية، كـ"اليعربية" و"القحطانية" و"العدنانية" ووو في تحد واستخفاف بمشاعر السكان الأصليين وانتقاص من تراثهم واستهتار بكل الأعراف والمعايير الدولية والقيم الأخلاقية وحتى مواثيق ومعاهدات الاحتلال والاستعمار والانتداب التي تلزم المستعمر بالحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي للمناطق المحتلة، وهذا ما لم تفعله إسرائيل في مناطق احتلتها فيما يعرف بالمناطق الفلسطينية وأبقتها على حالها.
وتسعى العروبة، عادة، ودعاتها، وجلـّهم من المستعربين، أي من غير العرب والذين ينسبون أنفسهم للعرب وهم من أبناء وأحفاد سكان المنطقة الذين تم تعريبهم، لتمرير جريمة العروبة وتبريرها تحت يافطات مختلفة، أهمها أزعومة الرسالة الخالدة، التي وضعها الوهم المقدس على كاهل الأعراب لتبليغها للبشرية جمعاء، واعتبار أن كل الجرائم والإبادات والفظائع والشنائع والقتل والتطهير الثقافي والاحتلال وتدمير الحضارات القديمة، وترثيث المنطقة وتحثيلها، ونشر الفوضى والتخلف والجهل والعنصرية وقيم البداوة والخراب في المنطقة والذي قام به السفاحون البدو الكبار ومجرمو الحرب "الخلفاء" الأوائل، كلها "فتوحات، وبطولات، مشروعة ولا خوف منها، ولا تثريب عليها، ويتم تدريس ذلك كله وحشوه في أذهان الناشئة والصغار، الذين يتحول معظمهم لتكفيريين حين يشتد عودهم ويصبحون قادرين على ممارسة القتل وحمل السلاح أسوة وتيمناً وتحبباً واقتفاء أثر لأولئك السفاحين البدو الغزاة الكبار.
غير أن من أحلى وأظرف أباطيل وأراجيف المستعربين تلكم الشعارات البرّاقة العريضة والطنانة الرنانة التي رفعوها، خداعاً وتضليلاً للشعوب، ودساً لسم الدجل في معسول الكلام، ومنها شعار الأمة العربية الواحدة هذه التي لم تكن موجودة يوما بالتاريخ ككيان سياسي وإداري مستقل ذي حدود ومعترف به، وألذه الكلام عن هدف المستعربين واستراتيجياتهم المهولة بـتحقيق " الوحدة، والحرية والاشتراكية"، والتي باتت عبارة عن مجرّد نكات وقفشات ومضحكات وهلوسات للتناكت والمسخرة والإضحاك.
حقيقة لم تكن تلك الشعارات مجرد خدع وأوهام ودغدغة لعقول ومشاعر وأحلام الناس وحسب، قدر ما كانت أباطيل تم تسويقها لاستعباد وقهر وإذلال الناس ومصادرة أحلامهم وتدمير مستقبلهم، والإجهاز على طموحاتهم، ففد تحولت تلك "الأوهام" والأباطيل الواعدة إلى مجرد كوابيس وكوارث ومآس حلت بتلك الشعوب والتي رفعتها أنظمة الاستعراب وأخذت تنطن بها على الطالعة والنازلة، فشعار الوحدة المزعوم انقلب لتقسيم وتفكيك وشرذمة وتفتيت تلكم الدول، فيما تحول شعار الحرية المخادع لنقيضه وأصبحت تلك الدول عبارة عن سجن كبير وزنزانة رعب وهولوكوست جماعي ومعسكر اعتقال لشعوبها، أما رافعوا شعار الاشتراكية (والتي هي في أحد معانيها التوزيع العادل للثروات والدخل الوطني)، في تلك المنظومة العربية الاستبدادية والفاشية العنصرية، فقد باتوا ينافسون مليارديرية العالم بالثراء وجمع ومراكمة واحتكار الثروات الخرافية لهم وللعائلات والأقرباء والمحاسيب والأزلام و"الخلان" و"الخليلات"، وسبقوا أثرياء العالم بأرقام فلكية لم يصلها واصل بالمنظومة الإمبريالية التي يقولون ويزعمون في أباطيلهم وشعاراتهم الأخرى ويتوعدون هذه الإمبريالية الشريرة بالقضاء عليها وتخليص البشرية من شرورها، هكذا، ومن يشكّك ولا يصدّق ذلك فـ"باب المعتقل يـُدخل الجمل"، وليضرب رأسه بجدار أقرب سفارة.
غير من أهم وأجمل وأظرف أباطيل المستعربين، أنهم يعلنون الحرب على البشرية جمعاء، ويتوعدون بتطهير المنطقة من "الصهيونية"، باعتبارهم مفوضون وأوصياء على البشرية، ويطلبون الحرية وتحرير أراضي الغير، ويتضامنون مع الشعوب الأخرة "المظلومة" و"المفترى عليها، ويا حرام، في بنغلادش، وميانمار، وفنزويلا، وكوبا، وإقليم الباسك وسبتة ومليلة وتدعم نضالها ضد الإمبريالية، وتطالب بالحقوق لكل الناس لكنها تبخل وتضن وتقتر بأبسط الحقوق والالتزامات على شعوبها، وتستكثر عليها أبسط الاحتياجات.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتسقط العروبة وشعاراتها وتذهب للجحيم
- نعمة العقل ولعنة الإيمان: فضل العلمانيين والكفار والملحدين ع ...
- ما هي نظرية الخلق؟
- سوريا: رفض الهوية الوطنية
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - أباطيل العروبة