أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - الدكتور محمد حسين آل ياسين وبعض توصلاته البحثية















المزيد.....

الدكتور محمد حسين آل ياسين وبعض توصلاته البحثية


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


كان أستاذه العلامة الأستاذ الدكتور مهدي المخزومي ( توفي ١٩٩٣) يشفق عليه، وهو يراه يرتقي مرتقى وعرا صعبا، في درسه ظاهرة ( الأضداد في اللغة) ولكنه اجتاز مرحلته هذه بتفوق، ونال درجة الامتياز، كما أشفق العلامة المخزومي على تلميذه الباحث الرصين والشاعر المحلّق الأستاذ الدكتور السيد مصطفى جمال الدين (ت١٩٩٦)، وهو يدرس (البحث النحوي عند الأصوليين)، فقد وطّنَ الأستاذ الدكتور العلامة محمد حسين آل ياسين نفسه، على الولوج في عوالم البحث غير الممهدة، فباحث مثله ما خلق للممهد، بل خلق لبحر البحث اللجي، ولقد وقفتُ وأنا أجوس خلل أو خلال نحو عشرة من الكتب؛ كتبه على مثابات رصينات، يناقش فيها عديد ما تعارف عليه الدارسون من آراء، تكاد تصل إلى مرتبة المسلمات العلمية، ومنها مسألة الأضداد اللغوية، والتي تعني الكلمات المتحدة أو المشتركة لفظا، والمتضادة معنى مثل: التعزير، التي تأتي بمعنى التوقير والتحقير، والجون، وتعني الأبيض والأسود، والمولى أي السيد والعبد، والمفازة وهي الفوز والنجاة أو الهلكة، والبصير وتطلق على الأعمى والمبصر، والسليم ومن معانيها اللديغ الملدوغ والسالم، إلى غير ذلك من الكلمات المتضادة، ولقد تضاربت آراء اللغويين القدامى والمحدثين في هذه الظاهرة اللغوية، واختلاف الآراء دلالة على حيوية العقل العربي، لكن الباحث آل ياسين يحسم الأمر في عدم وضوح المدلول الشامل للمعنيين المتضادين، أي أن الضدية لم توضع أصلا في اللغة، فلا يعقل أن يتكلم قوم بعبارة فُهِمَ مدلولها، ويغايرونها إلى ما يخالفها ويضادها (..) لكن الضد قد جاء من أنك هدفت إلى معنى معين في لغة من لغات قبائل الجزيرة العربية، لكنه جاء بما يخالف هذا المعنى في لغة قبيلة أخرى، ومن ذلك القصة التي قرأتها في أكثر من مصدر ومرجع، ورواها لنا أستاذُنا في فقه اللغة العربية، أيام الدرس الجامعي (١٩٧٠١٩٧٥) الأستاذ الدكتور حسام سعيد النعيمي- وإن كنت لا أميل إلى صحتها، ولعلها رويت للتدليل على صحة اللفظة الضدية، وأنها من مبتدعات الرواة- ومفادها أن رجلاً من بني كلاب، اطلّع إلى سطح بناء والملك عليه، فلما رآه الملك قال له: ثِبْ، وهي بلغة حمير واليمن تعني: اجلس، وهي في لغة الجزيرة وبني كلاب تعني: الوثوب، فوثب الرجل وتحطمت عظامه، فاستغرب الملك من فعلته، فأوضحوا له إن الوثب لديهم يعني القفز والطفر، فقال الملك: ليست عربيتنا كعربيتهم، ومما يؤكد عدم صحتها، أن الرواية لم تذكر اسم الملك ولا زمنه ولا مكان ملكه، فضلا عن أن من المستحيل أن يطلب شخص من ضيفه الوثوب الذي يعني التكسر والموت!
وتطور هذا المعنى، وتزيّد فيه اللغويون والإخباريون والرواة للدلالة على علو كعبهم في هذا المجال، وانهم توصلوا إلى ما لم يصل إليه غيرُهم، وربما أخذوا بالحوشي والضعيف لبيان المكانة، وربما قالوا ما لم يقله الناس، ونحلوهم أقوالهم للتزيد فقط، وهو ما نص عليه الباحث الدقيق والرصين آل ياسين في خلاصة بحثه:" الإيمان بقلة الأضداد الحقيقية، وبعدم أصالة الضدية فيها عند وصفها الأول، وضرورة البحث بدقة عن الألفاظ التي قيل إنها من الأضداد، والتأكد من عددها في اللغة، وصحة ورودها عن العرب، وتنقية اللغة باطّراح الألفاظ التي جرى التعسف في عدها من الأضداد". تراجع ص٥٦٤
ولقد مر على الناس حين من الدهر وما زالوا ،وهم يقولون إن الأخفش الأوسط؛ سعيد بن مسعدة، هو الذي تدارك على الخليل بن أحمد الفراهيدي، عروض بحوره الخمسة عشر، تدارك عليه بالبحر السادس عشر الذي سمي(المتدارَك) وما هو إلا بحر الخَبَب، فيأتي العلامة آل ياسين برأي جديد، وذلك في بحثه الرصين ( الأخفش وعروض الخليل) من كتابه ( أبحاث في تاريخ العربية ومصادرها) الصادرة طبعته الأولى عن دار الكتب عام ١٤١٧ه‍-١٩٩٦، وبعد مدارسة مضنية للنصوص، يقرر أن هذا الذي ينسب للأخفش-والدكتور آل ياسين لا يحدد أي اخفش هو، ترى هل هو ينكر وجود أخافش أخر، مع إن الأستاذ الدكتور عبد الأمير الورد في دراسته القيمة لنيل الماجستير، عن الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة، يرتفع بأعدادهم إلى ما يتجاوز العشرة أخافش- .
إن هذا الذي ينسب إلى الأخفش، ما هي إلا أوراق الخليل، إنتحلها الأخفش ونسبها لنفسه، بعد أن أودعها سيبويه لديه، فضلا عن كتابه النحوي الشامل، الذي يعد دستور النحو العربي، الذي سماه (الكتاب) وقد ازمع رحيلا عن البصرة نحو بلاده؛ بلاد فارس، بعد تلك الخيبة التي مني بها في مجلس الخليفة العباسي الرشيد، في المناظرة التي أفاض الدارسون بذكرها بينه وبين الكسائي، فيما عرفت بـ( المسألة الزنبورية) ومات سيبويه في رحلته تلك، وما أراه إلا مات هما وغما بسبب ذلك الإنكسار، فيعقد العلامة آل ياسين مقارنة ذكية تدل على تتبع وبحث ومدارسة بين نصوص مما ورد في (الكتاب) لسيبويه ونصوص من كتاب ( القوافي) المنسوب للأخفش ليصل إلى نتيجة علمية مفادها: هذه الأمثلة من النقل المباشر وغير المباشر من (الكتاب) كافية لإثبات قالتنا عن أن الأخفش استقى علمه في العروض من سيبويه، لا من أحد سواه، خصوصاً أنه ليس في أيدينا ما هو أقدم من كتاب سيبويه يمكن أن يكون مصدرا للأخفش، ويخلص أخيرا إلى أن الأخفش تلمذ في العروض لسيبويه لا للخليل، وإنه تلمذ له في النحو واللغة كذلك. فسيبويه هو أستاذه المباشر، وهو الطريق إلى الخليل، أو بعبارة أخرى، هو الحلقة المفقودة بين الخليل-مستنبط العروض ببحوره الستة عشر جميعاً- وبين الأخفش طريق الدارسين إلى هذا العروض."ص١١٧
كما أن للأستاذ الدكتور آل ياسين رأيا علميا مقبولا في مقتلة أبي الطيب المتنبي، إذ تعارف الدارسون على أنه قتل لدى منصرفه من بلاد فارس نحو العراق، في منطقة قريبة من مدينة النعمانية الحالية، وقد خرج عليه فاتك الأسدي في ثلة من قومه للثأر منه، لأشعار في الهجاء قالها فيه وفي قومه، وقد هرب المتنبي إلا أن خادمه ذكرّه ببيت يفخر فيه بنفسه.
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فرجع وقاتل حتى قتل مما تعورف عليه!
غير أن لآل ياسين رأيا مغايرا ومقبولا في هذه المقتلة، وتاريخ أدبنا العربي مكتظ بمثل هذه المرويات المتهافتة،ولولا الإطالة لذكرت بعضها، آل ياسين ينسب المقتلة للصاحب بن عباد، فالمتنبي بعد منصرفه من مصر حيث كان كافور الأخشيدي هاجيا إياه، ذهب إلى بلاد فارس، ومدح عضد الدولة بن بويه، وكذلك مدح ابن العميد،لكنه لم يمدح الصاحب بن عباد- وللأندلس صاحبها بن عبادها-كذلك- وهذا من غرائب وعجائب المصادفات، أن يحمل شخصان اسما واحدا مع فارق الأوطان والأزمان- فالمتنبي لا يمدح من يطلب المدح ويتطلبه، بل يرغب في إطلاق مديحه أنى شاء، لذا أضمرها في نفسه الصاحب بن عباد، فدس له في طريقه من يقتله، لا كما اكتظت مراجع الأدب العربي ومصادره بهذه الرواية المتهافتة؛ أي هاجم فاتك بن الجهل الأسدي ركب المتنبي الآيب من بلاد فارس، يوم الأربعاء لست بقين وقيل لثلاث وقيل لليلتان بقيتا من شهر رمضان المبارك عام ٣٥٤ ه‍.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض بين المَظهَر والمَخبَر سلامة موسى ودعوات للعامية واللا ...
- حق المناقشة
- حق التوضيح والإيضاح الصحافة في عهد عبد الكريم قاسم
- هل بالإمكان أحسن مما كان؟ عبد المجيد لطفي كاتب متشعب الاهتما ...
- حين تتواشج المدن روحا ومعنى جمال العتّابي يقرأ من داخل المكا ...
- رشدي العامل شاعر احترام الذات والرومانسية والقصيدة المكثفة؛ ...
- المُسْتَدْرك على كتاب (حديث الثمانين).. مذكرات الطبيب كمال ا ...
- المفكر عزيز السيد جاسم يدرس العلاقة المعقدة بين المثالية وال ...
- حسب الشيخ جعفر في (الريح تمحو والرمال تتذكر) عودة للذائذ الم ...
- هذا النقد نجيب محفوظ: احترام المنجز والمتلقي
- حديث الأربعاء
- مذكرات مصطفى علي دقة التدوين ونزاهة القول وصراحته
- وثيقة صحفية تعود إلى العام 1957 الصحفي الرائد الأستاذ عادل ع ...
- رزاق إبراهيم حسن.. كاتب المقال الأدبي النقدي
- رسائل التعليقات
- عودة إلى كتاب لم يأفل مع العصور من كتب رواية دون كيخوته.. ثر ...
- (الصخب والعنف) لوليم فوكنر.. رواية الجنوب الأمريكي
- إقرأ.. وفي البدء كانت الكلمة
- باكية على ترف الماضي الجميل محلة الشواكة تغازل دجلة بسحر شنا ...
- (1952) للروائي جميل عطية إبراهيم سرد تاريخي للسنة الأخيرة من ...


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - الدكتور محمد حسين آل ياسين وبعض توصلاته البحثية