أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - قصة -قراءة من خلف الزّجاج- والحالة العاطفية والنفسية














المزيد.....

قصة -قراءة من خلف الزّجاج- والحالة العاطفية والنفسية


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


قصّة أطفال" قراءة من خلف الزّجاج" للكاتبة المقدسيّة نزهة الرّملاوي، فتحت أمام أطفالنا موضوعا جديدا يتطرق إِلى علم النّفس، وهو من أصعب المواضيع على كاتب قصص الأطفال؛ لأنّه من غير المؤكّد بأنّ الحلول الّتي يتّخذها الكاتب لمشكلة الطّفل النّفسيّة هي سليمة ومناسبة أحيانا. نلحظ مثلا العاطفة المبتورة عند الطّفلة أميرة؛ حيث أنّها واجهت مشكلة نفسيّة صعبة، حيث فقدت الحياة الأسريّة الدّافئة والحياة الطّبيعيّة السّليمة لعدم وجود والدها معها؛ لأنّه يقبع خلف القضبان .
المشكلة الّتي زادت من شعورها بالفقدان ازدادت حدّة، عندما طلبت معلّمة الصّف بأن يشارك الآباء أبناءهم قراءة في الحصّة الصّفيّة.
الأعراض النّفسيّة بدت واضحة على الطّفلة أميرة، الّتي لم يبلغ عمرها سنّ القراءة بعد.
حزنها كان واضحا في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء، كذلك مشاعر الغضب الّتي أبدتها في السّجن خلف الزّجاج. ولا ننسى مشاعر الخوف والتّوتّر عندما دخلت السّجن واقتربت من السّجانين؛ العاطفة هنا بين الأب وأميرة كانت عاطفة مقطوعة، حيث أنّها عجزت عن لمس والدها، حيث كان الزّجاج السّميك جدارا منيعا بينهما، ممّا سبّب لها ذلك الغضب العنيف. وقد خلّفت هذه المشاعر حزنا وألما مضاعفا لوالديها.
بإمكاني القول إِن العاطفة في قصّة الرّملاوي كانت طاغية عليها بشكل مكثّف يمكنه أن يرهق الطّفل الصّغير بعمر أميرة؛ وخاصّة لهفة الطّفلة خلف الزّجاج وإصرارها على سماع والدها، ومحاولتها المستحيلة لتحقيق ذلك. بينما أرى بأنها ملائمة أكثر من النّاحية العاطفيّة، واللغويّة لأجيال أكبر.
نلحظ بأن الكاتبة لم تذكر سبب سجن الأبّ، فماذا نتوقّع من أصدقاء أميرة؟ ألم يتساءل الأطفال: لماذا سجن والدها؟ ومن الممكن أن تقع في إِجابتها بالإِحراج والمضايقة؛ لأنّها لا تعرف.
كانت هناك بعض الحلول النّفسيّة من وجهة نظر الكاتبة في القصّة، نحو حنان الأمّ المفرط، وتعاطف الأصدقاء، والمعلّمة؛ لكنّ أميرة لم تقتنع من أيّ واحد منهم، وقد بدا فرحها وبهجتها فقط عندما شاهدت أباها حتى من وراء الزّجاج. وزاد فرحها حين قرأ لها القصّة. وقد أفرحها بأن تصل القراءة إِلى أصدقائها؛ لتصبح مثلهم تماما؛ لأن آباءهم شاركوهم القراءة. هنا ممكن أن نحلّل نفسيّة الطّفلة أميرة من خلال الحياة مع الأطفال في نفس عمرها، فلو كانت مثلا تعيش وحدها دون الأصدقاء، لما حدثت عندها هذه الغيرة والمنافسة العاطفيّة. وهذا دليل على أنّ حياة الطّفل مع الآخرين - تربويّا- تولّد لديه حسّ المنافسة، والتّحدّي مهما كان صعبا، وقد لاحظنا ذلك من خلال إِصرار أميرة، عندما راحت تدقّ على الزّجاج بصورة ملحّة ومتكرّرة.
نتساءل: هل قراءة الأبّ القصّة لابنته من خلف الزّجاج ، ساهمت في حلّ مشكلتها النّفسيّة العميقة؟ أم أنّها أوصلتها إِلى تحقيق غايتها فقط من خلال المنافسة؟ وهو ظرف زمني محدّد، فربّما هو الأوّل، لكنّه ليس الأخير.
اللغة في القصّة سلسة وجميلة تحمل عبارات ومصطلحات جديدة تثري لغة الطّالب؛ وقد زادتها الأناشيد الشّعبية ثراء وجمالا.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل رواية اليتيمة لجميل السلحوت
- رواية النّهر لن يفصلني عنك لرمضان الرّواشدة
- رواية -قبل أن يأتي الغرباء-والبحر المفقود
- قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت
- القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة
- السّنجابة والعقاب
- الخلطة السّحريّة لمرض الكورونا
- الكورونا الخرافة-قصة قصيرة
- هارب من الكورونا
- مسرحية-محاكمة السيدة كورونا
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-


المزيد.....




- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا
- مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة
- الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية ...
- الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان ...
- الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال ...
- -أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض ...
- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - قصة -قراءة من خلف الزّجاج- والحالة العاطفية والنفسية